السُّودانُ: مشروعانِ للتَّسوية!

كمال الجزولي
(1)
يحار المرء كيف أن رجلَ دولةٍ بقامة إبراهيم غندور يمكن أن يتكئ، في سياق الصِّراع السِّياسي، على فرية محتومة التلاشي قبل صياح الدِّيك ثلاثاً، حيث “كذبة الأمير بلقاء مشهورة” على كلمةٍ لزياد بن أبيه. لكن غندور لم يكتفِ، فحسب، بتنكب الصِّدق في زعمه اعتذار الحركة الشَّعبيَّة/قطاع الشَّمال عن دعوة آليَّة الوساطة الأفريقيَّة الرَّفيعة، برئاسة الرَّئيس الجَّنوبأفريقي السَّابق تابومبيكي، إلى جولة جديدة للتفاوض مع حكومة السُّودان، عالماً، للعجب، بأن الحركة موجودة، وأن الآليَّة موجودة، وأن الحقيقة ليست في بطن غول بأعالي البحار، بل ذهب، مع ذلك، إلى مطالبة الآليَّة بعقد الجَّولة المزعومة حتف أنف “اعتذار” الحركة المدَّعى به (السُّوداني؛ 31 أغسطس 2014م)، ما يعنى تحريض الآليَّة على الحركة، لحملها حملاً إلى طاولة المفاوضات، وهذا، بالطبع، لا يكون!
على أيَّة حال، وبصرف النظر عن معقوليَّة أو عدم معقوليَّة هذا المطلب العجيب، فإن مبارك أردول، المتحدِّث باسم وفد الحركة في المفاوضات، لم يجد عسراً في أن يثبت عدم توجيه الآلية، أصلاً، مثل هذه الدَّعوة، وأن يكيل لغندور، من ثمَّ، صِيعاناً من الاتهامات بالكذب والخداع والتضليل (صحف ووكالات؛ 31 أغسطس 2014م)؛ وما كان أغنى غندور عن كلِّ هذا، لو لم يلجأ للاختلاق، ولم يضِفْ إليه التحريض، ضغثاً على إبالة!
ولعلَّ مِمَّا يعضِّد وقوع الاختلاق، بالفعل، من جانب غندور، وعدم تجنِّي أردول عليه، ليس، فقط، غياب خبر جولة المفاوضات الجَّديدة المزعومة عن كلِّ أجهزة الصَّحافة والإعلام العالميَّة والإقليميَّة التي لا تترك حركة شاردة، ولا نأمة واردة، في عاصمة الدِّبلوماسيَّة الأفريقيَّة دون أن تسلط عليها أضواءها الكاشفة، وإنَّما، ضف إلى كلِّ ذلك، التَّسريبات التي لم يسارع غندور لنفيها، البتَّة، بل لم يأبه لذلك، أصلاً، والتي تحدَّثت عن مسعاه، دون جدوى، لعرقلة زيارة ياسر عرمان، مسئول العلاقات الخارجيَّة للجَّبهة الثَّوريَّة، إلى ألمانيا، أواخر أغسطس المنصرم، ومحاولته، بلا طائل، لإقناع الألمان بعدم استقباله (الرَّاكوبة؛ 31 أغسطس 2014م).
وقبل أن يخمد جمر هتين الواقعتين، انفجر، من ركن آخر، تصريح زميل غندور في الحزب والدَّولة، د. مصطفى عثمان اسماعيل، وزير الاستثمار، والمسؤول السِّياسي بالمؤتمر الوطني، زاعماً أن حزبه تلقي، عبر صدِّيق ودعة، مسؤول اتصالهم بالحركات المسلحة، موافقة شفاهيَّة على الحوار مع النظام من مني أركو مناوي، رئيس حركة جيش تحرير السُّودان، ونائب رئيس الجَّبهة الثَّوريَّة (سودان تريبيون؛ 30 أغسطس 2014م). غير أن الحركة المذكورة ما لبثت أن كذَّبت التَّصريح، مؤكدة أن رئيسها لم يلتق مع ودعة لأكثر من سبعة أشهر، ومتَّهمة إسماعيل بأنه إنَّما يهدف لإحداث بلبلة داخل صفوفها، والتَّشويش على علاقاتها بحلفائها في الجَّبهة الثَّوريَّة والمعارضة السِّياسيَّة (الرَّاكوبة؛ 1 سبتمبر 2014م). ولم يكتف مناوي بنفي الحركة الرَّسمي، بل زاد عليه، شخصيَّاً، خبر حديث قال إن إسماعيل أدلى به لتلفزيون السُّودان قبل خمسة أشهر، قاصداً إثبات “صدقيَّة” حكومته في تعهُّدها لقادة الحركات المسلحة بضمان دخولهم البلاد، إن أتوها مشاركين في “الحوار الوطني”، وعودتهم سالمين، ضارباً المثل بأنه سبق أن حاور مناوي في مدينة الأبيِّض عام 2004م، ولمَّا لم يصلا لاتفاق تركه يعود إلى قواته سالماً! وفي تعقيبه على ذلك الكلام اكتفى مناوي بأن أكد على أنه “لم يحدث أن زار الأبيِّض طوال حياته!” (الرَّاكوبة؛ 30 أغسطس 2014م).
ثمَّ إن بعض الصُّحف ووسائل الإعلام السُّودانيَّة المنسوبة للنظام روَّجت، مؤخَّراً، لمحادثات وصفتها بـ “المكوكيَّة”، زاعمة أنها جرت بالعاصمة الإثيوبيَّة بين صدِّيق ودعة عن الحزب الحاكم، من جهة، وبين كلٍّ من جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، ومني أركو مناوي، من جهة أخرى، سوى أن جبريل سارع لنفي الخبر من أساسه، موضحاً أن ودعة تصادف أن نزل معهما في نفس الفندق بأديس أبابا، فتبادلوا التحايا، والمجاملات الاجتماعيَّة، والسؤال عن أخبار السودان، كأبناء بلد واحد، لكن “لم تكن هنالك محادثات مكوكيَّة أو غير مكوكيَّة” (الرَّاكوبة؛ 2 سبتمبر 2014م).
(2)
والآن، لئن كان تنكب الصِّدقيَّة، سواءً في الوقائع أعلاه أو في غيرها، ضارَّاً بالسُّمعة السِّياسيَّة لأقصى حدٍّ، فما الذي ألجأ الحكومة وحزبها إليه؟! الإجابة تكمن، غالباً، في ملابسات بعض الأحداث التي وقعت مؤخَّراً، وأورمت أنف النظام الذي يمثِّل الاستعلاء التَّاريخي في أسوأ صوره، حيث لم يسهل عليه أن يتحمَّلها أو يبلعها، وهو الذي لم ينفطم، بعد، من نهج الأحاديَّة، والفردانيَّة، والشُّموليَّة الذي يجعله يستنكف العدل، والسَّويَّة، والنَّصَفَةَ مع الآخرين، فهم، طاروا أم حطوا، لم يبرحوا، في نظره، محض مشروع للإخضاع والاستتباع، خصوصاً إذا كانوا من أهل الهامش. ومن أبرز هذه الأحداث:
أوَّلاً: إقدام أمبيكي، بعد أن أضيف “الحوار الوطني” في السُّودان لاختصاص آليَّته الرَّفيعة، على توجيه الدَّعوة إلى قيادة الجَّبهة الثَّوريَّة للحضور إلى أديس أبابا بغرض التفاكر معها حول فرص هذا الحوار (وكالات ـ الرَّاكوبة؛ 31 أغسطس 2014م)؛
ثانياً: الاجتماعات التي عقدتها الآليَّة مع الجَّبهة، في هذا الإطار، والتي كان الجَّديد الاستثنائي فيها، والذي أثار، ولا بُدَّ، ثائرة المؤتمر الوطني:
(1) رفض الجَّبهة، بصرامة، مقترح الوساطة للاجتماع مع الحركات منفردة، وتمسُّكها بوفد كيانها الموحَّد، وإلا فإنها لن تحضر الاجتماع المقرَّر له الأول من سبتمبر (الرَّاكوبة؛ 31 أغسطس 2014م). كانت حُجَّة الوساطة الابتدائيَّة هي عدم وجود تفويض لديها بالاجتماع مع الجَّبهة متَّحدة، لكن الجَّبهة أثارت، فوراً، التساؤل المنطقي، من جانبها، عن التفويض الذي كان لدى الوساطة عندما اجتمعت مع لجنة “7 + 6”! وحسناً فعلت الوساطة عندما تراجعت، بعد ذلك، عن مقترحها، مِمَّا عدَّه مراقبون هزيمة لسياسة تجزئة الحلول التي يعتمدها النظام، كما أكدت بعض التَّسريبات ورود احتجاجات إلى الوساطة من الخرطوم، فضلاً عن وقوع بعض المحاولات لعرقلة الاجتماع (المصدر). وسيتعيَّن على الوساطة، في مقبل الأيام، أن تنأى بنفسها عن هذه الشَّاكلة من المقترحات الجالبة للشُّكوك، المثيرة للريب!
(2) اتِّساع وفد الوساطة، بمشاركة شخصيَّات دوليَّة وإقليميَّة مرموقة إلى جانب آليَّة أمبيكي، لأوَّل مرَّة، كمحمَّد بن شمباس، رئيس البعثة الأفريقيَّة الأمميَّة المشتركة بدارفور “يوناميد”، وهايلي منقريوس، مبعوث الأمين العام للمنظمة الدَّوليَّة إلى السُّودان وجنوب السُّودان، والسَّفير لسان، ممثل رئيس الوزراء الأثيوبي وهيئة الإيقاد، وعبد السَّلام أبو بكر، الرَّئيس النيجيري السابق (الجريدة؛ 2 سبتمبر 2014م)؛
(3) ضخامة وفد “الجَّبهة الثَّوريَّة” الشامل لرئيسها مالك عقار، ورئيس هيئة أركانها عبد العزيز آدم الحلو، وأمين علاقاتها الخارجيَّة ياسر عرمان، فضلاً عن نوَّاب الرَّئيس والشَّخصيَّات السِّياسيَّة المهمَّة: جبريل إبراهيم، وعبد الواحد محمَّد نور، ومني أركو مناوي، ونصر الدِّين الهادي المهدي، وزينب كباشي، والتوم هجو، وعلي ترايو، والهادي نقد الله، وأحمد آدم بخيت (الرَّاكوبة؛ 31 أغسطس 2014م).
ثالثاً: شمول الدعوة للصَّادق المهدي الذي التقى، في عشاء عمل مطوَّل، مساء 30 أغسطس 2014م، بقيادة الجَّبهة (المصدر)، وجرت، على هامش ذلك، مصالحة بينه وبين نصر الدين الهادي، وقد اتفقا على مواصلة اجتماعاتهما بالقاهرة خلال الأيَّام المقبلة، وربَّما يطلقان للعلن حقيقة أن انتماء نصر الدين إلى الجَّبهة تمَّ، منذ البداية، باسم حزب الأمَّة، وبموافقة وتوجيه المهدي!
رابعاً: الاتصالات والمشاورات الواسعة للجَّبهة الثَّوريَّة مع قوى الإجماع الوطني المعارضة في الدَّاخل (المصدر)؛
خامساً: اجتمـاع 31 أغسـطس 2014م العاصف بالخرطوم لـ “لجنة 7 + 7” (تجدر تسميتها “لجنة 7 + 6″، بعد انسـحاب حـزب الأمَّـة منها)، والذي تمخَّض، بعد خلافات وجدل طويل، عن قرار إيفاد كلٍّ من غازي صلاح الدِّين، رئيس حركة الإصلاح الآن، واحمد سعد عمر، وزير مجلس الوزراء، إلى أديس، باعتبارهما مسؤولي اللجنة عن الاتصال الخارجي، للاجتماع مع “الجَّبهة الثوريَّة”، عن طريق الآليَّة الرَّفيعة (سونا؛ 31 أغسطس 2014م)؛ علماً بأن مشاركة الوزير سعد عمر في هذا الاتِّصال قد تُقرأ كإشارة لا تجوز المكابرة فيها لـ “اعتراف” الحكومة بالجَّبهة، رغم أن الأمر قد احتاج لوساطة أمبيكي كي توافق هذه الجَّبهة على الالتقاء بالوفد (سودان تريبيون؛ 2 سبتمبر 2014م).
سادساً: توجيهات الميرغني، زعيم الاتحادي الدِّيموقراطي، لقادة حزبه، بالتقارب مع الجَّبهة، وذلك قُبيل اجتماعات أديس، وعقب لقائه مع وفدها بلندن (الرَّاكوبة؛ 31 أغسطس 2014م).
وإذن، فقد غضب النظام أشدَّ الغضب، واحتشد غيظاً من جملة تلك الأحداث وغيرها، إذ أَنَّى لهؤلاء “المتمرِّدين” المشرَّدين في الآفاق أن يتطاولوا، فيقوم لهم ذكر، وتسلط عليهم أضواء باهرة، ويقطفون، وحدهم، اللقاءات، والحوارات، والتفاهمات، والمواثيق مع هذه المؤسَّسات والقامات الدَّوليَّة والأفريقيَّة الرَّفيعة، وربَّما تعاطفها أيضاً، بينما السُّلطة، بقضِّها وقضيضها، قابعة في العتمة، بمنأى عن مركز الاهتمام في أديس، وقبله في باريس؟! أفلا يكفي كلُّ ذلك لتفسير سبب لجوء النظام للتشويش على المعارضة، ولو بإطلاق الأكاذيب، واختلاق الوقائع؟!
(3)
من جهة أخرى كانت لجنة “7 + 6” التي تتمتَّع السُّلطة فيها بغلبة مريحة قد صاغت، في التاسع من أغسطس المنصرم، مشروع خارطتها للطريق، وأبرز ملامحها، المصوغة أغلبها بأكثر العبارات فضفضة، التَّأسيس الدُّستوري للدَّولة الرَّشيدة، والعدالة الاجتماعيَّة، والانتخابات النزيهة، وتوفير مطلوبات الحوار، كإطلاق سراح المعتقلين، وكفالة الحريَّات، كحريَّة التعبير والنشر، وضمان انخراط الجَّميع في الحوار، بمن فيهم حملة السِّلاح، مع الوقف الشامل لإطلاق النار.
وفي اجتماعها الذي استغرق أربع ساعات مع آليَّة الوساطة الأفريقيَّة الرَّفيعة، مطلع سبتمبر الجاري، طرحت الجَّبهة الثَّوريَّة، بالمقابل، خارطة طريقها هي للحلِّ السِّلمي، وأرفقت بها “إعلان باريس” مع حزب الأمَّة، والذي اجتذب، مع الأيَّام، قوى جديدة، كالميرغني وأبو عيسى إلى جانب الصَّادق؛ وفحوى الوثيقتين “الخارطة + باريس” عمليَّة دستوريَّة لتغيير بنيوي شامل، وتحوُّل ديموقراطي كامل؛ ويأتي إنهاء الحرب، ووقف العدائيَّات لتنفيذ العمليَّة الإنسانيَّة، بتوصيل الغذاء والدَّواء وما إليهما، كمدخل أساسي لإقناع جماهير الشَّعب بجدوى وإنتاجيَّة العمليَّة السِّياسيَّة، فيدعمونها باتجاه الحوار الذي يتطلب، إلى ذلك، توفير الحريَّات، وإلغاء القوانين التي تقيِّدها، وإطلاق سراح المعتقلين والمساجين السِّياسيين، وتبادل الأسرى، فضلاً عن التوافق، منذ البداية، على أن يفضي الحوار المنشود إلى قيام حكومة انتقاليَّة تعالج إفرازات الحرب، وتضع دستوراً دائماً، وتسلم السُّلطة لحكومة منتخبة، ثمَّ تأتي، بعد ذلك، لا قبله، المسائل المتعلقة بتحديد الأجندة، والحضور، والوسطاء، ومكان الانعقاد، ومدَّته، وطريقة اتخاذ القرارات .. الخ.
وكان مِمَّا زكَّت به الجَّبهة مشروعها، وأهَّلته لإغراء الطرف الآخر بقبوله، أنه يرسي، بدلاً من قاعدة الحوار القديم الذي أضحى يترنَّح في البرزخ بين الحياة والموت، قاعدة أخرى لـ “حوار وطني” أقرب لأن يكون مقبولاً ومرغوباً فيه، وأن ثمَّة من سيفيد منه في معسكر السُّلطة، وفي مقدِّمتهم ثلاث جهات أساسيَّة: رئيس الجُّمهوريَّة، حيث سيتحرك الجُّمود الحالي في ما يتَّصل بمشكلة المحكمة الجَّنائيَّة الدَّوليَّة؛ والحركة الإسلاميَّة التي من مصلحتها الفكريَّة والسِّياسيَّة والأخلاقيَّة فتح صفحة جديدة مع الشعب؛ وإلى ذاك وتلك الجَّيش الذي سـينزاح عن كاهـله عـبء الرَّاهن الثقيل؛ وكلها أمور من شأنها أن تشدَّ الانتباه حتى وسط غلاة الإسلام السِّياسي.
(4)
مشروعان يحمل كلٌّ منهما عنوان “التَّسوية السِّلميَّة”، بيد أنهما ما يزالان شديدي التَّباعد، رغم ما قد يلوح بينهما، للوهلة الأولى، من تقارب مظهري في مرتجِّ العيون الجَّائلة بين حِزَم البنود والفقرات، ورغم الإقرارين المتطابقين، معنى ومبنى، والصَّادرين في أديس فجر 5 سبتمبر 2014م، حيث قام موفدا “لجنة 7 + 6″، غازي صلاح الدِّين وأحمد سعد عمر، من جهة، وممثلا إعلان باريس، مالك عقار والصَّادق المهدي، من جهة أخرى، بتوقيعهما بثماني نقاط، وشهد على كلٍّ منهما رئيس الآليَّة الرفيعة، وحازا على ترحيب ومباركة الأمين العام للأمم المتَّحدة، وحثِّه الحكومة، بوجه مخصوص، على “ضمان خلق بيئة مفضية إلى حوار شامل، وشفَّاف، وذي صدقيَّة، حسب ما ورد في الإقرارين، بما في ذلك وقف العدائيات، وضمان الحريات السِّياسيَّة شاملة حريَّة التَّعبير والتَّنظيم، وإطلاق سراح المعتقلين السِّياسيين، وغيرها من إجراءات بناء الثقة”، وذلك وفق النَّصِّ الذي أصدره الناطق الرَّسمي باسم الأمين العام، بعد بضع ساعات من توقيع الإقرارين، مثلما حاز إعلان باريس نفسه، وإنْ بطريق غير مباشر، على اعتراف المنظمة الدوليَّة، مِمَّا قد يوحي بتقارب المواقف شيئاً، خصوصاً في ما ورد، ضمن الإقرارين، لجهة اعتبار “الحلِّ السِّياسي الشَّامل” بمثابة الخيار الأمثل لمشاكل السُّودان، و”ضمان حقوق الإنسان الأساسيَّة”، وما إلى ذلك مِمَّا اجتزأ الناطق الرَّسمي باسم الأمين العام للأمم المتَّحدة في بيان الترحيب بالإقرارين.
لكن، مع ذلك كله، وبصرف النظر عن أيِّ تقارب محتمل في أيَّة جزئيَّة، هنا أو هناك، فثمَّة مسائل أساسيَّة لا تحتمل الخلاف، ولا يُنتظر من تباعد المواقف حولها غير تدمير أيَّة إمكانيَّة لأيِّ “توافق” متصوَّر، ومن ثمَّ لأيَّة “تسوية سلميَّة” مرتجاة، اللهمَّ إلا بالكثير من “التنازل” غير المتوقع من جانب تحالف “المعارضة” لصالح تحالف “السُّلطة”؛ ولنضرب لذلك مثلاً بمسألتين مركزيَّتين:
المسألة الأولى: مطالبة مشروع الجَّبهة الثَّوريَّة وحزب الأمَّة، وجميع قوى الإجماع الوطني الدِّيموقراطي المعارض، في كلِّ ما صدر عنهم من وثائق، بوضع انتقالي كامل، خلال فترة انتقاليَّة محدَّدة، وتحت إشراف حكومة انتقاليَّة توافقيَّة يُعهد إليها بمهام انتقاليَّة معلومة؛ غير أن موقف “السُّلطة” هو الرَّفض التَّام لهذا المطلب جملة وتفصيلاً، وبالتالي لم يرد أيُّ تعبير عنه، لا في وثيقة التاسـع من أغسطـس 2014م لـ “خارطـة طـريق لجنة 7 + 6″، ولا في وثيقة الخامس من سبتمبر 2014م بإقرار ممثلي هذه اللجنة، على النحو المار ذكره؛ علماً بأن هذا الترتيب الانتقالي هو كلمة السِّر المفتاحيَّة في أيَّة تسوية سلميَّة، حيث أن الكثير يتوقف عليه، ولا شئ يمكن أن يتمَّ بدونه!
المسألة الثانية: مطالبة مشروع الجَّبهة الثَّوريَّة وحزب الأمَّة، وجميع قوى الإجماع الوطني الدِّيموقراطي المعارض، في كلِّ ما صدر عنهم من وثائق، بوقف جزئي عاجل للعدائيَّات يتيح إنفاذ العمليَّة الإنسانيَّة التي لا يمكنها أن تنتظر، والمتمثِّلة في توصيل الغذاء والدَّواء للمدنيين فـي معسـكـرات النزوح ومناطـق العـمليَّات. فعـلى الرُّغـم من أن موفدي “7 + 6″، غازي وأحمد سعد، لم يتمسكا، في إقرارهما بأديس أبابا، بـ “الوقف الشَّامل لإطلاق النار”، كما هو وارد في خارطة طريق لجنتهما، ووقعا، بدلاً من ذلك، على صيغة “إعلان وقف إطلاق النار، ومعالجة الأوضاع الإنسانيَّة في مدخل أيِّ حوار”، إلا أن موقف السُّلطة الاستراتيجي الثَّابت، والذي يُخشى أن يفرض الارتداد إليه ما يمكن أن يرد على النَّصِّ، لاحقاً، من تفسيرات وتأويلات، هو عدم استعدادها للقبول بأقلِّ من تجريد الحركات من سلاحها، أولاً، قبل السَّماح لها بالتَّوغل في أجندة أيِّ حوار. ولعلَّ من دلائل خطورة موقف السُّلطة الاستراتيجي في هذا الشأن سابقة تشكيله لأحد أهمِّ أسباب انهيار المفاوضات مع قطاع الشَّمال، بالعاصمة الأثيوبيَّة، خلال الأسبوع الأخير من أبريل الماضي!
(5)
مشروعان للتَّسوية: فثمَّة، من جهة، مشروع السُّلطة الذي يستهدف تركيع المعارضة “سلميَّاً”، ولا يحظى إلا بدعم أقليَّة اجتماعيَّة يعلم راعي الضَّأن في الخلاء أنها، وحدها، المستفيدة منه، بالكامل، وفق شروط تحققه الرَّاهنة، وهي، بالضَّرورة، شروط “فاسدة”. بالتالي، وبما أن أيَّ مساس بهذا المشروع هو، في الواقع، مساس مباشر بمصالح هذه الأقليَّة في العظم، فما من سبيل، إذن، للاستمرار في حراسته بغير “القمع” المجلل بـ “الكذب”، صباح مساء؛ وثمَّة، من جهة أخرى، مشروع المعارضة الذي يأذن “إعلان باريس” بتأهيل طاقته الكامنة potential نحو تحشيد شعبي غير مسبوق، ودفع ثوري أقوى من أيِّ وقت مضى، في ما لو أحسنت إدارته، ولم تسلمه الأثرة، والأنانيَّة، والمزايدات، ونزعات التهافت، وضيق الأفق، والتقديرات الذَّاتيَّة المعزولة، لمصير التَّبدُّد والضَّياع!
وهكذا، ما لم يتراجع مشروع “الأقليَّة” لصالح مشروع “الأغلبيَّة”، قولاً واحداً، وفق تسوية سياسيَّة سلميَّة ومستقيمة، فستواصل السُّلطة صبغ المستقبل كله بلون “القمع”، وطعم “الكذب”، بحيث لا يتبقى لـ “الحقيقة التَّاريخيَّة”، كيما تفرض تجليها المحتوم، في نهاية المطاف، سوى خيار وحيد، لكنه للأسف .. عالي الكلفة!ّ
ّ
***
[email][email protected][/email]
شكرا الاستاذ كمال الجزولي علي المقاله الرصينه و الممتعه.
اعتقد ان المعضله الاساسيه لاي تسويه شامله هي: رفض
العصابه الحاكمه لاي محاسبه سواء كانت قانونيه او جربنديه
و زنديه.
يعني بالواضح كده الماسك القلم ما بكتب نفسو شقي
اين يكمن الحل إذن:
اقتلاع بالقوه من الجزور و الرهيفه التنقده.
هناك ثابت واحد لحكومة الجبهة الاسلاميه لن تقبل المساس به .. وهو خلود الرئيس الدائم فى السلطة ..والرئيس نفسه لن يقبل ان يغادر القصر حتى لو صار السودان الفضل مقابر جماعيه ورماد ..فأى حل خارج هذا الثابت الوحيد يعتبر حرث فى البحر ..
تبس من مقال أستاذنا ود الجزولي (بحيث لا يتبقى لـ “الحقيقة التَّاريخيَّة”، كيما تفرض تجليها المحتوم، في نهاية المطاف، سوى خيار وحيد، لكنه للأسف .. عالي الكلفة!ّ) نكرر معكم الأسف ونجزم أن هذا النظام لن ينزاح عن صدرنا بغير الدماء ومزيدا من المحن والبلاء لاهلنا في عموم السودان ،،، مهما كانت الإتفاقيات مقبولة وعقلانية لن يستجيب لها جلاوذة الإنقاذ أخوان الشيطان فهم تحت سيطرة التنظيم العالمي الذي لا تهمه مثل تلك الحروب ومخرجاتها ودونك ليبيا ومصر وسوريا والعراق والصومال وغيرها فالشعوب في نظرهم خلفت لتحرق من أجلهم…. للأسف على الأغلبية أن تجهز نفسها لحرب طويلة تشمل المدن والارياف وستكون التكلفة عالية جدا من دماء كل الأطراف ولكننا مجبرون على ركوب الصعب من أجل تدمير أباطرة الفساد والإفساد مستغلي دين الحق من أجل متاع الدنيا الرخيص !!!!! نكرر القول بأن هذا النظام لن يذهب بغير البندقية ومن يظن غير ذلك فهو واهم كما قال ابوالعفين والذي على كرهنا له إلا أننا نشكره على قول الحقيقة دون لف أو دوران كما يفعل زملاءه من بني كوز ويجب البناء على تصريحاته فهي الحقبقة وهي مايجول بصدور غيره من قادة النظام !!!!!!!!
(أَنَّى لهؤلاء “المتمرِّدين” المشرَّدين في الآفاق أن يتطاولوا، فيقوم لهم ذكر، وتسلط عليهم أضواء باهرة، ويقطفون، وحدهم، اللقاءات، والحوارات، والتفاهمات، والمواثيق مع هذه المؤسَّسات والقامات الدَّوليَّة والأفريقيَّة الرَّفيعة، وربَّما تعاطفها أيضاً، بينما السُّلطة، بقضِّها وقضيضها، قابعة في العتمة، بمنأى عن مركز الاهتمام في أديس،*)
يا سلام عليك يا أستاذ فهم وعلم وبلاغة وبيان
الجميل أستاذي هو هذا
الطريق الثالث الذي كنا ننتظره
لم يعد الامر رهين بالقوة
وإلا كنا سنسمع عنتريات علي شاكلة تصريح نافع في الماضي القريب وهو يقول (لناسه) في مجلس تشريعي (الخرطوم)، بوجوب ذهابهم للقتال بنفسهم دفاعا عن (حكومتهم) و(مكتسباتهم
هل يستطيع السياسيون السودانيون المعارضون لنظام الانقاذ في سبيل التسوية السساسية معه التقاضي عن الارواح التي زهقت وعذبت وشردت ورملت ويتمت وسرقت ونهبت… هل تتبادر هذه المطلوبات في اذهانهم وهم يفاوضون الغول.
الشـكر الجميل للمناضل الجسور كمال الجزولي .. ولهــذا الـفضـح الـصـافـع فـي أم عـين الـوجـوه الـقميئه الـصـدئه ..
بصـراحـة .. كنت أتوقـع مـنك ( وأنت القانوني الثائر ، البتار ) إزاحـة الـسـتار عـن فحـوي هــذه الـزوبـعـه الـفنجانيه ( الـحـوار الـمـرســل ) !!.
الـذي يـلـوح فـي الافـق .. صـفـقـه .. مــقايضـه .. مشـاركـة !!.
مـقايضة الـعـدالة الإنتقاليه .. بصـفقة الـمشـاركـه فـي الـحـكـم ؟؟!!.
كـان مـن الـممكـن الإكـتفاء بوثيقة الفـجـر الجـديد .. الـذي اجـمـعـت حـولـه كـل القوي الوطنيه الحيه ، لأن وثيقة الـفجر الجديد تمثل اختراقاً تاريخياً وإستراتيجيا في إطار العمل المعارض ، لإيجـاد البديل لنظام الخرطوم الـدموي الـظـالـم الـباغـي الـعـنصـري ..
هي نقلة نوعية من حيث شمولها لكل القوى المعارضة لنظام البشير وأنها جمعت بين المعارضة المدنية والمعارضة المسلحة في الداخل والخارج .
ميثاق الفجر الجديد افضل من اعلان باريس ، كان ميثاق الفجر الجديد اكثر تفصيلا ومعالجة للقضايا السودانية ، كما ان ميثاق الفجر الجديد شامل حيث وقعت عليه غالبية القوي السودانية الاساسية وشخصيات قومية ومنظمات شبابية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات دينية .. وكان اثره بالغ في الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية ، كما ان ميثاق الفجرالجديد حسم قضية اعادة هيكلة الدولة السودانية من خدمة مدنية وجيش .
كما ان من ايجابيات الفجر الجيد حسم قضية تجارة الدين السياسية ، واثره علي الحكومة جعلها كالـكـلـب المسعور .
ومـن اهـم القضايا التي حسمهـا ميثاق الفجـر الجديد .. مسـألـة العدالة الإنتقـاليه والمحاسبة .. حـيث أكـد على مبدأ العدالة والمحاسبة ، بما فيها من مفاهيم وآليات العدالة الإنتقالية ، وبما يتفق و السياق السوداني ، و وضع حد بصـورة نهـائيه وحـاسـمة لظاهرة الإفلات من العقاب بالمحاسبة على إقتراف الجرائم الجسيمة وإنتهاكات القانون الدولي الإنساني ، والقانون الدولي لحقوق الإنسان .
ولأن الـسـيد / الـصـادق الـمهـدي لا يؤتمن جـانبه ، ولايمكن أن يثـق به أحــد لتصـرفاته ، وتقلب وجهه ، وإسـهـال مبادراته خـلال خمسة وعشرون عاما الـعـجاف ..
ولأنـه دأب بإسـتمرار عـلي تســويق ومـقايضـة قضـية ضـحـايا الـنظـام بالـمحكمة الـجـنائيه الـدولـيه !!. كان ومـازال وسـيظـل يـدغـدغ عـواطف نظام الـظـلـم والـبـغـي والـعـدوان بإعـفائه مـن الـملاحقه الـقانونيه الـتي يدرك ويـعـي الصادق المهدي أنهـا هاجسهم الأكـبر ، وكابوسـهـم الـمقيم ، وذلك مـقابل اشـراكه بالسلطه ، وإن كـان يـغـلفهـا بحكومة إنتقاليه ، ولكـن كـل الـشـعـب الـسـوداني الـفضـل يدرك ويـعـي أن الـصادق الـمهـدي يفصـل الإنتقاليه عـلي مقـاسـه ، ويقصــد تحـديدا أن يرجـع ( لملكه ) كرئيس وزراء ، وكـرسـي الـحـكـم ؟؟!!.
إن قضـية ضـحـايا نظام الـبـغـي والـعـدوان هـي قضية مـقـدسـه ، وخـط أحـمـر دونه الـمـوت الزؤام ولا يحــق لأي قـوة عـلي وجـه الأرض أن تســاوم أو تقايض بـدم ضـحـايانا !!.
لا صــوت يـعـلـوا فـوق صــوت أولياء الـدم .. أهــل وذوي الـضـحـايا الـذين نحـرهـم وذبحـهـم هـذا الـنظـام الـدموي الـحـاقـد غـيلـة وغــدر مـنذ بداية الـنكـبة وحـتي الـيوم !!.
إبتداء بضـحـايا بيوت الأشــباح ، ومـذابح رمضـان ، إنتهـاء بشــهـداء ثورة سـبتمبر مرورا بثلاثه مليون ونصف المليون ضـحية مـن خيرة أبناء الـجـنوب والـشمـال فـي محـارق ومذابـح جـنوبنا الـحـبيب مما أدي لتمـزيق وتفـتيت البلاد وهـلاك الـعـباد !!.
مـرورا بنصـف مليون ضـحـية ذبحـت وقصـفـت وحـرقـت حـتي الـمـوت بشـرق الـسـودان !!.
مرورا بمليونين ونصـف المليون ضـحـيه ذبحـوا واغـتصـبوا وحـرقـوا فـي دارفــور .. جـرح الانســانية النازف حتي السـاعـة ولا بـواكـي لـهـم !!.
مرورا بالجـنوب الجـديد .. جـنوب كـردفان ، والـنيل الأزرق الـذين مـاتزال دمائهم تشـخـب حـتي الـســاعـه ..
لـم يتورع الصادق الـمهـدي في حمـل جماجم وأشـلاء ضـحـايانا فـي ( قفـه ) عـلي ظـهـره ، وللـف والـدوران بهـا عـلي الأسـواق ، مثل دلالـيه تـعـيسـه تجـوب الأزقـه والـحـواري ، عـارضـا مقايضـتهـا بكرسـي حـكـم .. حـتي لـو يموت عـليه وهـو فـي ارزل الـعـمر و عـلي حـافة ود الأحــد !!.
لـكل مـن يحـمل رأسـه بين كـتفيه .. دمـاء ضـحـايانا خـط أحـمـر مـقـدس دونه الـمـوت ، لاصــوت يـعـلـوا فـوق صــوت أولياء الـدم شــرعـا وقانونا وعـرفا ، أخـلاقيا وإنسـانيا !!.
كـل مـن تلطخــت اياديه الآثمـه بدمـاء ضـحـايانا .. ضـحـايانا يتقلبون فـي مـراقدهـم ينتظرون القصـاص !!.
كـل مـن إمـتدت أياديه الـمجرمه للـمــال الـعــام .. ستناله محـاكـم الـعـدالة الإنتقاليه !!.
كـل مـن شــارك هـذا الـنظـام الـمجـرم الدموي بأي شـكل مـن الأشـكال ، بنفســه ، برأيه ، بقلمه ، بصــوته ، بهتافـه ، بتهليله وتكبيره ، بـغـنائه ، بشـعـره ، برقصـه .. حتي لـو بالإشـاره.. ستطاله الـعـدالـة الإنتقاليه ؟؟!!.
لا مقايضـه لا مســاومـه بالـعـدالة الإنتقاليه والمحكمة الجنائيه الـدوليه !!.
و لا نـامــت أعــين الـجـبناء الـحـقـراء الأوغــاد .
مقال جميل كالعادة من الاستاذ الحل السلمي مع الحكومة في راي واي تفاهم قادم (وهذا من وجه نظر الحكومة ولكي اكون اكثر دقة الرئيس شخصيا) يجب ان يتناول ملف الجنائية ويحصل فيه الرئيس علي ضمانات واضحة بعدم التسليم في حال تنازله عن السلطة لحكومة إنتقالية. لانو الواضح ان الحكومة الان حاجاتها للمعارضة وللحوار اشد من الامس وأشد من حوجة المعارضة نفسها نسبة لتاكل مصداقيتها داخليا وخارجيا وإنهيار ميزانيتها وإقتصادها والعزلة الاقليمية الخانقة من اصدقاء السودان التقليدين في الخليج والعالم العربي بشكل عام. قفل المركز الايراني هو عربون ولكن يعلم الاخوان إنه لا يكفي وبالتالي التنازل العملي من السلطة والتنتازل أيضا عن فكرة بناء نظام إخواني حاضن للاخوان ومصدر للقلق إقليميا هو السبيل الوحيد لفك الخناق والعزلة فهل ستعطيه الامان ام ماذا؟؟
اقتباس: ثالثاً: شمول الدعوة للصَّادق المهدي الذي التقى، في عشاء عمل مطوَّل، مساء 30 أغسطس 2014م، بقيادة الجَّبهة (المصدر)، وجرت، على هامش ذلك، مصالحة بينه وبين نصر الدين الهادي، وقد اتفقا على مواصلة اجتماعاتهما بالقاهرة خلال الأيَّام المقبلة، وربَّما يطلقان للعلن حقيقة أن انتماء نصر الدين إلى الجَّبهة تمَّ، منذ البداية، باسم حزب الأمَّة، وبموافقة وتوجيه المهدي!
تعليق: كيف يتصالحون وهم اصلا لم يكونوا مختصمين؟ يعني رفد نصر الدين من الحزب ومطالبة نصر الدين للصادق بان يتبرأ من ابنه كلها حركات في حركات؟ شنو السيناريوهات العبيطة دي؟ ما ابأسهما!
كثرة الكذب , فى علم النفس , و التعمد على التشويش على الآخرين هى دلاله قاطعه على اضطراب النفسى لصحابه نتيجة موقف حرج هو عاجز عن صده تماما و يبذل قصارى جهده بان لا ينفضح امره وهو ما يجعله يتكلم بشئ وهو فى قرار نفسه غير مقتنع به و لكن لكى يجد سانحه سرعان ما يبحث لنفسه عن مكيده ليخرج به نفسه مما هو فيه و اذا ذاك نتيجه صراع نفسى و اضطراب و خوف من المستقبل المجهول نتيجة اعماله المشبوهه الذى هو يعلم تمام اليقين بانها لا ترقى الى ادنى درجة استحسان بل منكوره و توجب العقوبه , وهذا هو المرض الذى يعترى قادة المؤتمر الوطنى و الكل يبحث عن مخرج لحذبهم المنهوك باثام شعبه .
اقتباس-التَّأسيس الدُّستوري للدَّولة الرَّشيدة، والعدالة الاجتماعيَّة، والانتخابات النزيهة، وتوفير مطلوبات الحوار، كإطلاق سراح المعتقلين، وكفالة الحريَّات، كحريَّة التعبير والنشر، وضمان انخراط الجَّميع في الحوار، بمن فيهم حملة السِّلاح، مع الوقف الشامل لإطلاق النار.-انتهى الاقتباس
طبعا انت محامي وفي الحزب الشيوعي وليس في الحركة الشعبية لذلك غير ملزم بالاجابات على جل التسؤلات التي ساطرحها ادناه
1-اليس ما ذكرته اعلاه موجود في اتفاقية نيفاشا والدستور 2005 فقط حزب المؤتمر الوطني لا يفعله ولا يلتزم بي الدستور حتى ولو جبت ليهم دستور الولايات المتحدة الامريكية ودي ازمة في علم النفس السياسي لا يعاني منها حزب المؤتمر الوطني وحد ولكن صدر فيها كتاب لابيل لير-التمادي في نقض المواثيق والعهود..
2- اليس وقف اطلاق النار والتحول السلمي في المنطقتين اطرته اتفاقية نافع /عقار 2011
وفي دار فور اتفاقية “الدوحة” مع التجاني السيسي مع ترك الباب مفتوح لكل حركات دارفور..؟
3- اليس خلط الاوراق الذى يقوده الامام من اعلان باريس لي 7+7 لي الاصلاح الان هو نفس “السيرك الصيني “الذى تحدث عنه محمد ابراهيم نقد وسياسة تدوير الصحون كسبا للوقت وتضيع وتشيت للمعارضة بكل تناقضاتها الغبية
4- بعدين ما رايك ايضا في الازمة النفس سياسية التي تعاني منها نخب السودان القديم”حقي سميح وحق الناس ليه شتيح” وكل زول مفصل ليه مشروع على مقاسو” بالعقل كده لو في مليون سياسي في السودان في مشكلة “واحدة في السودان “وهى موجودة في المركز المازوم بالايدولجيات الوافدة من الخارج وانته عمرها الافتراضي الان ..وحل مشكلة السودان في حل مشكلة المركز ود تشخيص ناس كبااار جدا -محمود محمد طه وجون قرنق وكلاهما وضع حل علمي وعملي لهذه المشكلة في الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية الاشتراكية الحقيقية واحد مشروعو كان سنة 1955 اسس دستور السودان وواحد مشروعوا كان 2005 وخرجت له الملايين “السودان لجديد” ونيفاشا ودستور 2005 ..المزود بي محكمة دستورية عليا -كبدعة جديدة في السودان لا يستوعبها انتو-المعارضة القديمة – ولا ناس المؤتمر الوطني ..
5- سؤال اخير ..من هم اعلام الفكر السوداني المعاصر في نظرك الان 2014؟ وما رايك في موقف ابراهيم الشيخ الذى لازال خارج هذا السيرك الصيني؟
6- نعم السودان بقى امام مشوعبن بس صدقت في ذلك ولكن المشروعين
السودان الجديد× السودان القديم
والسودان الجديد سيكون اغلبية اذا اتحرر الناس من شنو اقصد السياسيين لانه الشعب اتحرر من شنو زمممممممممان لمن قامت القيامة في الساحة الخضراء 2005 وافزعت كل ناس السودان القديم واواسيجهم في المركز ..
استاذنا ما أخذ بالقوة ولا يرد إلا بالقوة وعلى الشعب السوداني ان يقول يا بومروة
يا أستاذ كمال… تحية طيبة
ما ذكرته في أول مقالك… من الكذب والتصريحات ونحوه…. يؤكد حقيقة واحدة:
غندور… وقبله مندور… ومعاهم أب ساطور… ومصطفى معذور…كل واحد منهم طرطور
التصريحات التي يدلون بها نوعان:
نوع يتم تلقينه لهم ليرددوه – نظرية الببغاء…
ونوع يسرب وينسب إلى أحدهم غصباً عنه…
وكل ذلك يصدر من… جهاز الأمن…. الحاكم الفعلي حالياً…
وكل ما ذكرته… من محاولات عرقلة… وتعطيل جهود…ومحاولة منع زيارات
ده كلو… شغل أمن…. ومعاه كمان زرع فتن ( ودعة وجبريل في أديس)
تمخضت تجربة هؤلاء المتأسلمين المستعربين… فولدت دولة أمنية بامتياز
ساستها كلهم طراطير…. وحاكمها الفعلي أصحاب الدبابير
الله في…
مازال العبد يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عندالله كذابا ومن تولي امر امتي وكذب عليهم فليتبواء مقعده من النار صذق رسول الله(ص) والله يقول ويل للمكذبين ويقول لعنة الله علي الكاذبين !!!!!!
فقرة (5) مدهشة التجلي ..
ما وراء وبين السطور beyond and between the lines : (بالتالي ..) و (وبما ..) و (فما من سبيل ..) / و(في ما لو ..) و (ولَمْ ..)، أستاذنا كمال، نسمع دوياً هائلاً ودامياً لـ” لحقيقة التاريخية” و.. عبارة “للأسف” واقعة صادمة. الله يستر (؛…)
شكرا استاذ الجزولي..
((وإذن، فقد غضب النظام أشدَّ الغضب، واحتشد غيظاً من جملة تلك الأحداث وغيرها، إذ أَنَّى لهؤلاء “المتمرِّدين” المشرَّدين في الآفاق أن يتطاولوا، فيقوم لهم ذكر، وتسلط عليهم أضواء باهرة، ويقطفون، وحدهم، اللقاءات، والحوارات، والتفاهمات، والمواثيق مع هذه المؤسَّسات والقامات الدَّوليَّة والأفريقيَّة الرَّفيعة، وربَّما تعاطفها أيضاً، بينما السُّلطة، بقضِّها وقضيضها، قابعة في العتمة، بمنأى عن مركز الاهتمام في أديس، وقبله في باريس؟! أفلا يكفي كلُّ ذلك لتفسير سبب لجوء النظام للتشويش على المعارضة، ولو بإطلاق الأكاذيب، واختلاق الوقائع؟!))
**ولأن مرض النظام هو..الهيمنة والوصاية والاستعلاء والاقصاء..(وهي أس مشاكلنا وبلاوينا منذ الاستقلال) فحقيق عليه الغضب من هؤلاء المتمردين المشردين!!!
** ان دوام الحال من المحال فآدم..وسوركتي.. وادروب.. وكوكو عرف……
مع خالص التقدير والاحترام……
طريقة في الكتابة تسبب الدوار وسوء الهضم، ليتك عرضت أفكارك على صحفي محترف ليصوغها لك بلغة جيدة.
رغم شهرتك وثقل وزنك السياسي إلا أن أسلوبك في الكتابة يسبب الصداع ويعطي المرء الإحساس بأنه على ظهر لوري في جبال وعرة، خج وهز وصعود وهبوط، وجضمارة وخمة نفس وشحتفة روح.
+ أود أن أحصر تعليقي هنا فقط على جوانب اسلوبية لدى الجزولي:
++ قدرات الشاعر والسياسي والقانوني والكاتب الكبير كمال الجزولي ليست محل شك أو جدل, ولكن ثمة ملاحظات اسلوبية أرجو أن ينتبه لها… لعلها تفيد:
++ الجزولي من الكتاب ذوي النفس الطويل في الكتابة.. ولا بأس بذلك فهو استطاع ككل كاتب كبير , أن يصنع اسلوبه الخاص به.. ولكن ثممة اشكالات في شكل الكتابة, (والشكل والمضمون كثيرا ما يتضامنان ويؤثران كل في الآخر) تقلل من فاعلية وسلاسة قراءة مقالاته:
** طول الجمل أكثر من اللازم وكثرة علامات الترقيم خاصة الفواصل والأقواس واستخدام الفواصل المعكوفة والميل نحو العبارات والجمل الاعتراضية.. أحيانا, فقرة كاملة تكون جملة واحدة فقط !!
** لماذا لا يجرب الكاتب تقصير الجمل, وتقليل علامات الترقيم ؟؟؟
فعلاً الحل كما ذكر الجزولي و لكن النظام يظن بأنه أذكي من باقي الناس !فقد النظام أصدقائه و طرد حماس و اليوم يطرد إيران و لن يجد من يقف معه في آخر أيامه ! فيا لها من محنة !
من الخير لهذا النظام أن أن يقبل و سريعاً بحكومة إنتقالية و بدون ضمانات.و عليه أن يُدرك بأن أمريكا نفسها طويل و هي لا تنسي تهديدات الإنقاذ و ستنفذ ما وعدتهم به و ستأخذهم أخذاً للمحاكمات و ستصطادهم كالفئران ،كما تفعل الآن لداعش و لغيرهم في اليمن و الصومال و في كافة أحاء العالم .كفي فشلاً – لم يعد ينطلي حديثكم و لا أحد يستمع إلي أهل الإنقاذ.قرأنا أحاديثهم في هذا المقال !!
قال الاستاذ الجزولى بعد دراسة مستفيضة وتحليل متين : ( بحيث لا يتبقى لـ “الحقيقة التَّاريخيَّة”، كيما تفرض تجليها المحتوم، في نهاية المطاف، سوى خيار وحيد، لكنه للأسف .. عالي الكلفة!ّ) …. انتهى الاقتباس.
خيارات الانعتاق من ربق الدكتاتورية وظلم الشمولية لا تتاتى بالسهل والهين وان اتت بطريقة ناعمة فمصيرهاالى زوال وما اكتوبر وابريل ببعيد, مهما ادعينا باننا اكثر وعيا واجل حضارة فى نيل الحقوق الوجدانية والمادية بالثورة الناعمة والحوار والجهاد المدنى وغيرها من المصطلحلت من شاكلة لا فيهو شق لا طق…
صحيح انناامة لم تصل بعد لمستوى الامة ذات الاهداف المشتركة بين كل مكوناتها لعلة اساسية تكمن فى طبيعة مشاريع الحكم القائمة منذ الاستقلال ورؤيتها الاحادية البلهاء التى اودت بجزء من الوطن الى ان يفرز عيشته بعد ان لم يستطع للتعايش سبيلا وفى الطريق اجزاء اخرى ستجعل كل هذا ذكرى منسية وتاريخ لم يكتمل اسمه السودان, الا ان ذلك لا يمنعنا الى ان نركب الصعب واخر العلاج الكى والاوطان التى لا تبنى بالدماء والفداء لن تجد من يزود عنها وينافح عن فكرتها ومستقبلها ان دعى الداعى, والاخذ بلغة الحوار والتفاوض كسلوك حضرى مدينى يشبه العالم الحديث لفض التنازع حول الحقوق لن يتاتى بنتيجة لاناس لم يتعودواان يحافظوا عليها من قبل, فالحقوق ليست كالسيارة يصنعها الغرب ويتمتع بها كل العالم, فهى لابد ان تستهلك فى محل صناعتها, واول ماكيناتها السلاح ووقودها الدم وهذا ليس بغالى لبناء الاوطان ولا اسف…
اذن هو النزاع.
الحوار والاكاذيب هي ادوات فى الطعان.
ولكن للانقاذ ما هو اخطر من هذا بكثير :اقلمة الصراع فى السودان مثل احتراب سوريا وليبيا
وتبقى للبلاد فرصة العدالة الانتقالية.