مقالات وآراء سياسية

غربة حمدوك‬

عبدالرحيم وقيع الله

 

قال جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية السابق في حديث لوكالة رويترز إن الغرب لم يساعدهم حتى الان ولا حتى الدول العربية منذ إعلان الانقلاب وقدم صورة متشائمة للوضع المالي في البلاد ،  إلا أن المشكلة ليست في وقف الدعم الغربي … والغرب لا يمكنه أن يدعم بلدا تتواجد روسيا في ساحله الشرقي .

ويبقى السؤال المهم لماذا يتحدث جبريل باسم وزارة المالية ومن عينه وزيرا للمالية او التحدث باسمها مع العلم ان حمدوك لم يعلن حتى الآن تشكيلته الوزارية.

ويعد جبريل ابراهيم وكنكشته بوزارة المالية واحدة من المشاكل التي تواجه حمدوك حاليا… وبناء عليها لن يتمكن حمدوك من إعلان حكومته لا في ظرف أسبوعين كما قال او حتى عشرة أسابيع ومهلة الاسبوعين انتهت.

جبريل والحركات المسلحة متمترسة في وظائفهم وحصصهم الموروثة من قبل انقلاب البرهان حميدتي في 25 أكتوبر 2021م ولا تريد ان تغادره باعتبار ان هذه الوزارات حسب قولهم جزءا أصيلا من استحقاقات اتفاقية جوبا …

واستحقاقات اتفاقية جوبا او المحاصصة الوزارية لاتفاقية جوبا تمت بوجود أحزاب ومكونات الحرية والتغيير وبناء على وجودها والان الحرية والتغيير لم تعد موجودة …

وبالتالي يجب أن تلغى المحاصصة الوزارية التي تمت بموجب اتفاقية جوبا مع انقلاب 25 أكتوبر ولكن من الذي يقول لا كما كان يقولها ود الفكي والتعايشي في مجلس السيادة ولجنة تفكيك التمكين.

أصبح مجلس السيادة الآن لا لون ولا طعم ولا رائحة الا رائحة الموساد طالما أن أحد أعضاء بميول صهيونية وموسادية معروفة … الا يوجد فحص أمني لأعضاء السيادي!!!! .

والموساد ضد الحرية والتغيير ؟!!  لأن إسرائيل تريد ان تصل سريعا جدا لمبتغاها في السودان وتخم من الميري والهوبلي قبل ان تكوين أي مجلس تشريعي لأن التعامل الرأسي اسهل لها من التعامل الأفقي .

إسرائيل تعمل بالمثل السوداني “إن فاتك الميري اتمردغ في ترابه”  وتريد تاخذ حقها في الميري حمرة عين طالما ان الرئيس البشير مشى بنفسه طائعا غير مكره “وبي كرعينوا” وقعد امام الدب الروسي و أعطاهم ما اعطاهم وحضر دورة الألعاب الأولمبية في روسيا … وما خفي اعظم وأظلم .

والحركات المسلحة مع الدعم السريع (الجنجويد) والجبهة الثورية مع بعض مجهولي النسب أصبحوا *اربعة طويلة الجديدة* وتقاسموا السلطة ومصرين على بقاء حصصهم في السيادي وفي الوزارات اما شباب الثورة فلهم برطم وبنت عبد الجبار المبارك والناظر ترك او من يمثله لاحقا ثم كلمة سنتعاون مع حمدوك .

لكن المشكلة على ماذا يحكم حمدوك وقد تم تجريده من وزارة المالية وقطاع البنوك والمال وقطاع التعدين والاتصالات والزراعة ومديري الجامعات ثم الشرطة والأمن ووزارة الدفاع ؟!! .

اضافة لما سبق فقد تم تجريده من منظومة العدالة والقضاء طالما أن مجلس السيادة مُصر على قتل العدالة بتعيين رئيس القضاء والنائب العام وتضييع قطاع المراجعة فديوان المراجع العام هو المسؤول عن حماية المال العام ولكنه كسيح ومقصوص الأجنحة ومغيب تماما.

المشكلة ان حمدوك دخل بيت العنكبوت وهؤلاء القوم لا خلاق وعهد لهم … وكأني به يقول كما قال الشاعر المصري محمود سامي البارودي :

أبيت في غربة لا النفس راضية
بها ولا الملتقى من شيعتي كثب

الملتقى  =  يعني اللقاء
وشيعتي =  تعني أصحابي وأهل وودي
كثب  = قريبا

ويكرر البرهان كثيراً من قوله سنساعد حمدوك وعندما يكرر البرهان هذا القول دون مناسبة يعني انهم حتى الان لم يساعدوه بل لن يساعدونه ابدا … والمعروف أن الشخص الذي يقول لك سأفعل وساعمل وسنحقق وسنكون لجنة فإنه لم يفعل حتى الآن ولن يفعل في المستقبل.

أصبح حمدوك الآن كاليتيم في مأدبة اللئام واللؤم في اللغة تعني البخل مع الغضب مع عدم الرغبة في وجود اليتيم بينهم بل أصبح بينهم غريب الوجه واليد واللسان ..

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. جبريل ابراهيم يجب أن يستقيل من وزارة المالية او سنقوم باخراجه بالقوة له دارفور يذهب هو وحركته ويقوم بتطوير ومساعدة اهله من بناء مدارس ومشتشفيات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..