عزلة الاخوان في امارتهم

من خلال اصرارها على الحث والتحريض على الاستمرار في الاعتصام العبثي في إمارة رابعة العدوية، انما تعزل جماعة الاخوان اتباعها ومناصريها عن باقي فئات وشرائح المجتمع المصري.
بقلم: فاروق يوسف
سنكون سُذجا لو ظننا أن زعامة جماعة الاخوان المسلمين لم تدرك حتى هذه اللحظة أنها قد فقدت الفرصة في العودة إلى حكم مصر وشعبها، وأن ما تتمسك به من مطلب وحيد وهو عودة محمد مرسي إلى سدة الرئاسة صار جزءا من الماضي، وأن الاستمرار في الاعتصام في ميدان رابعة العدوية ما هو إلا نوع من العبث واللعب في الوقت الضائع.
سيقال ان جماعة الاخوان وهي جماعة دينية، لا تدخل في حروب افتراضية، فعالمها يقوم على أساس الدعوة إلى الايمان والهداية، والدليل على ذلك أن شعبا يتبعها قد قرر من أجل أن يعلن عن وجودها السياسي الضاغط أن يقيم في ميدان رابعة العدوية إلى الأبد، مستسلما لمخطط الجماعة للعودة في الحكم. وهي فكرة لا تستقيم مع المنطق والقياسات العقلية، ولكنها تنسجم مع السياق الغيبي الذي تحرص الجماعات الدينية على الزج بانصارها فيه، بعد أن لعبت بعقولهم زمنا طويلا.
ما يقوله الواقع شيء وما ينشده أتباع جماعة الاخوان المسلمين هو شيء آخر، ولكن الانفصال عن الواقع لن يكون بالنسبة لأولئك الاتباع الاوفياء والمطيعين إلا واحدة من علامات تساميهم وتجردهم وارتباطهم بارادة تقع فوق قدرة البشر على الاستيعاب والادراك.
لذلك فان زعامة الاخوان لن تعترف بفشلها ولن تكون صادقة في قول الحقيقة.
لن تصرح لاتباعها ومناصريها بانها أخطأت وأن عليها أن تقوم بمراجعة مسيرتها. ذلك لان أي اعتراف بالخطأ، مهما كان ذلك الخطأ صغيرا في إمكانه أن يزيح العصابات عن عيون أتباعها المغمضة وأن يكشف عن الكذبة التي تقول بعصمة الأفكار والرؤى والقناعات التي تشيعها الجماعة بين صفوف أولئك الأتباع.
كانت جماعة الاخوان تحرص دائما على التعريف بنفسها من جهة كونها جماعة دينية، وليست تيارا سياسيا.
مخاتلة من هذا النوع إنما يُراد من خلالها تبرئة الجماعة من تقاطعات وتداخلات اللعبة السياسية التي اندفعت إليها في وقت مبكر من تاريخها.
كان الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وهو الذي كان في بدء مسيرته السياسية قريبا من الجماعة قد أكد ذات مرة أن الجماعة لا هم لها سوى أن تصل إلى السلطة. وهو ما لا تعترف به أدبيات الجماعة علنا.
إن ما يتداوله أبناء الشعب المصري من المقيمين في امارة رابعة العدوية لا علاقة له بما تقوله الاغلبية في الشارع المصري من كلام واضح وصريح وواقعي في السياسة ومستقبل البلد. ففي ذلك الميدان لا صوت يعلو على صوت الخرافة والحكايات التي تصدر عن عالم تمتزج فيه الغيبيات بالأوهام السياسية البلهاء.
من خلال اصرارها على الحث والتحريض على الاستمرار في الاعتصام العبثي انما تعزل جماعة الاخوان اتباعها ومناصريها عن باقي فئات وشرائح المجتمع المصري. سيشار الى ذلك الميدان دائما على أنه امارة الجماعة التي قررت أن تمضي في عزلتها إلى النهاية.
فما لا تريد أن تصدقه الجماعة وهو ما لا تريد أن توضحه لأتباعها المغيبين وراء أبخرتها أن اللعبة التي دخلتها منتصرة قد أنتهت بالخسارة. لقد انتهى رهانها السياسي إلى الفشل. لا لشيء إلا لأن وصفتها التي كانت ناجعة على مستوى تغييب العقل لدى الافراد والجماعات لم تكن قادرة على تغييب وطن بأكمله وشعب بملايينه.
ولكن أليس من الصواب أن تكاشف الجماعة أتباعها بالحقيقة التي من الممكن أن تسهل اندماجهم بالمجتمع بدلا من أن تزرقهم بجرعات أمل كاذب تزيد من عزلتهم عن باقي فئات الشعب المصري؟
كأي جماعة دينية فان جماعة الأخوان لا ترى في اندماج اتباعها بالمجتمع إلا نوعا من أنواع القبول بالفساد والتماهي معه. لذلك ستحرص دائما على أن تعلي السياج الوقائي الذي يتوارى خلفه أتباعها، في انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على المجتمع.
فاروق يوسف
ميدل ايست أونلاين
بالعكس هم الاكثرية الان وكل يوم فى تزايد مستمر
مازالوا في ضلالهم القديم يعمهون!!إنه خندريس السلطة..!
* آمين يا مدحت يا عروه. اللهم ببركة هذا الشهر اهلكم و قتلهم و شتت شملهم فى السودان و مصر و فى كل مكان، اللهم لا تذر فيهم فردا، فإنهم قد اضلوا و افسدوا فى الأرض، و مشوا فيها عتوا، و قتلوا الأنفس التى حرمتها إلآ بالحق، و ظلموا و اجرموا فى حق عبادك، و انت سبحانك تعاليت ادرى بهم، و بتجارتهم بإسم دينك العظيم يا رب العالمين.
* بسم الله الرحمن الرحيم، و يا الكباشى من التاجر كباشى!!