
الجن الكلكي، هذه العبارة تفوهت بها عجوز ساخرة كانت تجلس في المقعد المجاور لأحد منسوبي النظام الهالك، ( كوز)، عندما صاح بعد أن دافس من أجل حجز المقعد جوار العجوز التي تمتمت بحمد ربها بعد أن حجزت مقعدها بكيسها المهترئ بعد يوم طويل من العمل تحت أشعة الشمس، فصاح المؤتمرجي قائللا:”شابكننا مدنية مدنية مواصلات ( ما لاقينها) وقبل أن يزيد عبارته التي أقرفت على ما يبدو كل الركاب بمن فيهم الكمساري المنشغل بجمع التعرفة هاجت المركبة عن بكرة أبيها (وردموا ) صاحبنا المدافع عن النظام الهالك عندما حاول أن (يتفاصح) ويرفع صوته فوق صوت الركاب الذين قلبوا (الحافلة ) إلى ثورة متحركة، فهلك ذلك الرجل المهوس حيث قال بعد أن سد حلقه متمتماً : “أنا ( والله ما مؤتمر وطني)” وأصبح محاصراً ما بين سخط الركاب ونظرات تلك العجوز التي كظمت غيظها واكتفت بعبارة (الجن الكلكي) .
قطعاً هو ليس وحده من يعيش تحت تأثير الكنكشة والتمسك بنظام انهار ولم يتبق في أذهان منسوبية إلا الأحلالام الوردية بالعودة بطريقة أو بأخري تارة بواجهة حزب جديد، ومرة إعلان بعض رموزه تنكرهم ومحاولة التنصل مما كانوا عليه من ضلال سلطوي، فكثير من منسوبي النظام هذه الأيام يحاولون الالتفاف ولبس أقنعة جديدة والظهور بها في مسرح الأحداث، هذا إن حدث وتم تجاهل محاولات منسوبي النظام البائد السيطرة والبقاء في بعض المؤسسات والمرافق ، يسوقنا إلى الندم في القريب المرتقب، فهؤلاء حينما جلسوا متربعين في الحكم ثلاثين عاماً لماة يكونوا يعملون على الخراب والدمار فقط، بل كانوا أيضاً يؤمنون مستقبلهم وكيف يتصرفون إذا دارت عليهم الدوائر، لذا لا نستغرب إذا سمعنا هيئة الدفاع عن الرئيس المخلوع تصرح واثقة من براءته، وأنصاره يحتفلون أمام مرأى ومسمع ذات القوات التي كانت تقمع المتظاهرين ولم تتعرض لانصار الرئيس و( تفك فيهم بمباناية واحدة) ولم يسمعوا صوت الرصاص فوق رؤسهم، بل هتفوا وهللوا وكبروا وتجبروا وتمسخروا وانصرفوا وكأنهم مازالوا في حماية الرئيس المخلوع.
كثير من الأحداث منذ تكوين الحكومة والمجلس السيادي وقعت وكانت أكثر فظاعة آخرها ضرب طلاب نيالا بالدوشكا حينما خرجوا متظاهرين وغيرها من الاعتداءات لبعض القوات النظامية، والسؤال هنا: هل الحكومة تعمل بنظام الشريحتين، شريحة النظام الجديد والقديم؟لماذا لم يشعر المواطن بالأمان حتى الآن ويتعرض إلى انتهاكات من منسوبي النظام البائد، إذ يرجع الكثيرون أن كل الأزمات الحالية (من تحت راسهم) ويحاولون جاهدين التشويش على الشعب الذي قال: لا واقتلع الشجرة الخبيثة من جذروها وترك المكنكشين في فروعها (يولولون) داخل وخارج الزنازين يعضون على أصابعهم من الندم ومنهم من اعتذر عن ما اقترفته يداه، إن مناورات منسوبي النظام الهالك يجب أن تحسم من قبل الثوار وضرورة فضحههم أمام الرأي العام فلسان حال المواطن الذي خبر خبثهم يقول: “حكومتنا ما شغالة بشريحتين”.
حواء رحمة
فيض وانحسار