أخبار السودان

سُكارى بل مجانين يحكمون شعوباً غافلة

نعمة صباحي ..

سيان هي سكرة السلطة التي جعلت من الرئيس عمر البشير راقصاً دائما في مسرح الفراغ الخارج عن أسوار المعقولية و الوقار .. وسكرة الرئيس الزيمباوي المخلوع حتى اللحظة روبرت موغابي ولوبصورة جزئية وهو الذي ظل يعاقر الصهباء مترنحاً دون خجل حتى في مدراج وقاعات المحافل الخارجية !
لان نتيجة السُكر في النهاية واحدة مع اختلاف طريقة الترنح سقوطا أورقصا ودرجة السموم في تركيبة ما يتعطاه المدمن بغض النظر عن سنه .. وهي التصرف بعيداً عن موجهات العقل السوي !
بالأمس سقط موغابي بعد أن تمايل كثيراً في مشوار سكرته المزدوجة بادمان نشوة الحكم وفعالية الخمر التي جعلت منه مراهقا يسلم شيخوخته لزوجة شابة أوهمته بالمنعة في الباءة والسلطة التي ركزت عينها قبل كل شي على الإستئثار بها قبل أو بعد رحيله وهو الذي بلغ الثالثة والتسعون من عمر قضى منه قرابة الأربعين سنة أنهاها ضمناً قادة جيشه بالأمس دون أن يعلنوا صراحة إقالته المؤجلة خوفا من عصا الإتحادالأفريقي التي قد يرفعها معترضا على كل استيلاء على السلطة بالقوة !
البشير وهوليس ببعيد عن التشابه الموغابي سواء على مستوى التغول الأسري الطامع في ارثها بل الذي مد يده فعلا ناهشا في ثروة السودان .. و مطابقة هيمنة حزبه الأوحد تمسك الرجل طويلا بزمام في الحكم . وهاهو يزداد في جنون سكرته و يغرد خارج سرب عسكره الذين يحمون ظهره من طعنات الحركة الإسلامية التي يعادلها المقربون من موغابي مما دفع بالجيش للإنقضاض عليهم قبل أن يقضوا على ما تبقى من عظام رئيسهم النخرة .
بالأمس في الجزيرة قال البشير إنه في حالة عدم ترشحه في العام 2020 فسيرشح الوالي ايلا لخلافته وهو الذي طعن بغباء في قناة نائبه وصديقه الأثير الفريق بكري الذي يعده الجيش ليكون منقذا ورباناً للسفينة التي تاه بها مع البشير طويلا في عباب التخبط و سلماها لأمواج الفشل العالية !
مثلما قاده نسيان ما بعد مساءات السكرة القوية الى المطالبة بمحاكمة قادة الجنوب القتلة أمام المحكمةالدولية .. وكأنه هومطلوب فيها شاهداً على جرائم ارتكبها غيره .. دون أن ينتبه الى أنه قد أقر معترفا بشرعية عدالتها التي لطالما داسها بسخيف القول تحت حذائه في أكثر من مناسبة وهوالذي ظل يسلك في خوفه المريع من ملاحقتها له الطرق الخلفية التي تجنبه الوقوع في قبضتها التي لن ترتخي عن ملاحقته الى أن يأخذ الله أمانته وهي العبارة التي قالها في غمرة خطاب سكرته لجماهير الجزيرة بأن واليه المدلل ايلا هوضرس قدخلعه من فك الشرق ليزرعه في حنك الجزيرة فمن يجروء على خلخلته ثانيةً.. وهي دوافع كافية ليحذو حذو الجيش الزيمبابوي جماعة البشير المقربون في المؤسسة العسكرية للتخلص منه بكارثة إنقلاب على شاكلة الصيغة الزيمباوية .. قبل ان يتجه لغيرهم بتسليم التركة ..وقد أطلق كلام سكرته تلك دون أن يدرك مآلاته على مستقبله الشخصي الحالك !
فعلا إنهم سكاري حيارى بل مجانين .. ظلوا يحكمون شعوباً غافلة..فمتى تستيقظ !

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..