إنتقالية من إنتقالية تفرق .. !!

* اتفاقية نيفاشا بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ، تحدثت عن حكومة انتقالية ، بمهام محددة ، وهذه الحكومة كانت برئاسة البشير ونيابة قرنق ، على ان تكون التشكيلة مناصفة بين الحزبين ، وفعﻻ انجزت الحكومة بعض المهام ولم تنجز باقي المهام في الوقت المحدد ، وبعد الانفصال ظلت حتى اليوم مهام معلقة لم تنجز ، مايخص الجنوب من ترسيم حدود و رسوم عبور النفط خلق ازمة بين البلدين حتى اللحظة ، وما يخص النيل الازرق وجبال النوبة ، لم ينجز ايضا وتسبب في حرب جديدة ، وكل هذا بسبب انقﻻب المؤتمر الوطني على نيفاشا مرتين ، مرة بعدم الالتزام ببنودها واوقاتها ، ومرة ثانية باستيﻻئه على السلطة بعد الانفصال ، وكان من المفروض بعد انقضاء الفترة الانتقالية ان يقوم البشير بتسليم السلطة لحكومة جديدة تاتي عبر اتفاق من مهامها انجاز الانتخابات وتهيئة اجواء مابعد الانفصال ، وهذا لم يحدث ، وظل المؤتمر الوطني يحكم من غير وجه حق للمرة الثانية .. !!
* واليوم على لسان المؤتمر الشعبي نسمع كﻻم عجيب ، كﻻم ان وافقت عليه المعارضة تبقى مصيبة وان تم تنفيذ هذا الامر دون موافقة كل اطراف المعارضة تبقى كارثة ، والكﻻم هو بشارة بموافقة البشير على مقترح الحكومة الانتقالية بشروط ، وياليته لم يشترط ، والشروط هي واحد : ان ﻻ تتجاوز مدة الحكومة الانتقالية سنتين ، اثنين : ان يكون هو رئيسها ، ثﻻثة : ان يدير المؤتمر الوطني الحوار ، يعني يا ابوزيد ﻻ رحت وﻻ جيت ، ما الفائدة اذا من المقترح ، فالبشير فعليا هو رئيس حكومة انتقالية على حسب نيفاشا ، واذا كان هذا الوضع باطﻻ فصل الجنوب ايضا سيكون باطﻻ ، وﻻيمكن تنفيذ جزء من الاتفاق وترك الباقي ، وهناك فرق كبير بين انتقالية الوطني وانتقالية المعارضة ، انتقالية الوطني فشلت والنتيجة الازمة الحالية ، انتقالية المعارضة ترى ان الازمة هي المؤتمر الوطني نفسه ومن غير الممكن ان يظل رئيسا للحكومة الانتقالية ومديرا لحوار احد اجندته تفكيك سيطرته المنفردة على مؤسسات الدولة دون وجه حق ، وفي تقديرنا ﻻ حل الا بحل المؤتمر الوطني لحكومته والموافقة بحكومة انتقالية ذات مهام محددة برئاسة شخصية متفق عليها بين كل الاطراف وفي العدم يعتبر الحوار خياراً فاشلا ، وغير مجد مع حالة المؤتمر الوطني المستعصية ، و مضيعة للوقت وللجهد .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة