مقالات وآراء

وهم الحب

آخِر مرة تَوَهَّمْتُ أنَّني أحَبَبْتُ فيها امرأة كانت قبل سبع سنوات .تقريباً في 2013م وتحديداً في أمدرمان .كانت تسكن بجوارنا وتَلِد التوائم ،وكان فيها نوع جاذبية تغري الكهل ، وتفتن العابد.وكانت مثقفة ذكية وشريرة ،وتعمل بتجارة القطاعي ولكن بفضل مواهبها كانت غشاشة بالجملة .وكُنْتُ التمس لها عذراً ومحملاً في كونها ضحية عاقبها القدر بجريرة غيرها . ..
إنَّ ما هو مستقر في رأيي هو أنَّ الحب مضيعة للزمن، ثُمَّ هو ضعف بالنسبة للرجل .أريد المرأة أحياناً كما يريد رجُلٌ امرأة ولكن أكرهها إذ تُقَيِّدُني وأهفو إلى التحرر منها ومن الرغبة فيها .إنَّ المرأة لا تستطيع أنْ تفعل شيئاً إلا الحب ،وترغب في تقييد الرجُل مدى الحياة .ولو أنَّها أحبَّت رجلاً لن تهنأ حتى تتملَّكَه، وتتسلَّط على حواسه ومشاعره ،لأنها ضعيفة وفي نفسها تكمن غريزة التملُّك ،ولا تقنع بما يهبه لها الرجُل ولا تفهم الغاية التي يصبو إليها رفيقُها بل تدفعه إلى الغيرة منها. .. إنَّها تشعر بالغيرة من الفكرة المثالية المسيطرة على عقل الرجُل وتود لو استطاعت أنْ تحبس أفكاره في الحَيِّز الضيق الذي تشتهيه – وهو الحب – . .. إنَّها تريدُه لنفسها فحسب ،وعلى استعداد لأن تفعل أيِّ شئ من أجله إلا وأنْ تَدَعَهُ وشأنه . ..
على صفحة 43 من رواية عصير الجُمْجُمَّة ، يقول عبد الحكيم لسيدة جلست بجانبه في مركبة عامة، ودارَ بينهما نقاش عابر حول الحب والزواج ; { إنَّ الحب وهم والإلفة ممكنة . .. والمرأة ليسَ لها وعي أفضل من وَعْيِنا بذواتِنا، والحَياةُ ليسَ من طبْعِها أنْ تعتذر لأحد . علينا دائِماً أنْ نتحَسَّب للطبيعة التي تتربَّص بنا. } . ..
إنَّ الحب القائم على فكرة التملُّك لا يمكن أنْ يكون حُبَّاً بل هُوَ وَهْم حُب ،أو إلفة في أفضل حالاته . والدليل على هذا هو أنَّه حيث يأخذ مثل هذا الحب طريقه للظهور ويكتمل وجوده تبدأ الخطيئة أو قُل الجنس ،ومسار الفكر – فكري أنا على الأقل – لا يُمَرِّر ولا يسمح بمرور هذه الوضعية .اعتقد أنَّ هذا معكوس أو مقلوب ،والصحيح عندي هو أنْ تنتهي الخطيئة حيث يبدأ الحب ، أو أنْ يبدأ الحب من النقطة التي تنتهي فيها الخطيئة . .

“شُكْرِي”

شكرى عبد القيوم

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..