حرب الاخونج ضيف البلاد حتى خنق العباد

عثمان بابكر محجوب
صحيح ان حرب تصفية الحسابات في البيت الاسلامي الاخونجي الواحد بعنوان البرهان – حميدتي ، انهكت اغلبية اهلنا خصوصا وانه في جميع نواحي البلاد : قتل وتشريد وتهجير وجوع وقمع واستعباد جسدي وتدمير بيوت وابنية وجسور وتصفيرلقيمة العملة الوطنية . لكن الصحيح ايضا ، انه علينا بذل الجهد كي نفهم جوهر محنتنا على حقيقته وليس كما يتراىء لنا حيث المعطيات الراهنة تفيد بانه لا امل قريب بوقف الحرب والذي يبحث عن السلم هذه الايام كمن يبحث عن ابرة في كومة قش علما انه رغم وحشية هذا الاسلام بنسخته السودانية لا يمكن اعتباره مالكا للقدر ومهما تفرعن ضباع الاسلام ووحوشه لن يتمكنوا من حيازة قدر السودان الى الابد بل الى حين . وطالما ان الامر كذلك علينا عدم اليأس والركون الى المسلمات التالية :
– ليس من الحكمة بعد اليوم الدعوة الى وقف الحرب بل علينا تحريض الطرفين على قتل بعضهم البعض خصوصا وان طابخ السم اكله . وهذه المسلمة تدعو المخلصيين للسودان التزام الحياد الحقيقي من هذا الصراع وتشجيع هؤلاء الوحوش على ابادة بعضهم البعض باسرع ما يمكن ، نحن نحب الانسان ولكن هؤلاء خرجوا عن كونهم من البشر حتى اننا نرى في حيوانات مفترسة قلبا ارحم من قلب الملتحي علي كرتي وزمرته – لا تمييز بين الجيش والدعم السريع من حيث الشرعية بل هما عصابة ومافيا واحدة في صراع داخلي اخوي يشنون حربا مشتركة ضد كل الشعب السوداني . وهذه المسلمة تدعو المخلصين للسودان الى تهيئة الاجواء لعصيان مدني شامل بمقاطعة العمل في المؤسسات التي تخدم أي من الطرفين خصوصا وان الرواتب فقدت قيمتها الشرائية فالتزموا بيوتكم قدر الامكان.
– الاقتناع الكامل بان ما يجري في السودان ليس معزولا عن ما يجري حوله حيث تعمل أميركا على اعادة صياغة المنطقة لصالح اسرائيل وان اميركا طرفا مغذيا لاستمرار هذه الحرب وليست طرفا حياديا او وسيطا موثوقا به ومن المؤكد ان السنوار لن يأتي الى السودان على الاقل لانه يتذكر ان المخلوع سلم كارلوس لفرنسا وابعد بن لادن بعد ان نهب أمواله ومن يغتصب السلطة حاليا تربى في حركة الاخونج الاجرامية وبالتالي سيلقى مصيرهما رغم انه من الاخونج ايضا . وهذه المسلمة تدعو المخلصين للسودان عدم صرف الوقت بنقاش هذه المسألة وكانها خطر داهم .والعبرة فيها ان هذا البالون يؤكد ان الاخونج دمى للغرب واميركا وفي وقت الضيق يعرف الصديق ، ضيق نتنياهو .
– عدم الثقة بكل من يمارس نشاطا سياسيا في الخارج بهدف وقف الحرب في الداخل وهذه المسلمة تدعو المخلصين لعدم متابعة اخبار حمدوك وربعه الذين انتقلوا على ما يبدو الى العمل السري بعد ان صدرت مذكرات توقيف بحقهم من سلطة الاخونج.
– والمسلمة الاخيرة هي ان ثورة ديسمبر قد اجهضت وعلى الاقلام المخلصة ان تتخلى عن ايهام الناس بانه بعد الحرب سندخل في عصر الرفاه والبنين وسيقود سفينة الخلاص ثوار ديسمبر بل علينا جميعا ان نتوقع انقسام السودان الى اشلاء من دويلات عدة وهذا الذي لا نتمناه . هي حقائق جارحة ومؤلمة لكن لا بد من ان تقال .