خروف بالبيبسي والجلاكسي..!

ياسر عبدالله

طمأنت وزارة الاقتصاد الاماراتية مواطنيها بان أسعار الأضاحي ستنخفض بنسبة لاتقل عن (20%)، وشددت في بيان نشرته وبثته وسائل الاعلام علي ان الأسعار لن تشهد ارتفاعات مبالغ فيها حيث لاتوجد مبررات منطقية للزيادة.
سبحان الله دي الأمارات التي نصدر لها مواشينا فهي لاتملك من الماشية ولا (غنماية) ورغم الوضع الاقتصادي الممتاز لمواطنيها تطمئنهم بعدم الزيادات، ونحن بلد تملك عشرات الملايين من الماشية، والعيد علي الأبواب مافي اي زول هنا بطمن الناس (الله غالب) ، واصبحت الأسر السودانية في حالة طوارىء للظفر بـ(خروف) الاضحية، وهي عبادة صارت عندنا عادة وعلى الرغم من ارتباطها بالاستطاعة الا ان الأسر السودانية الفقيرة تصر وبشدة على الظفر بالخروف مهما كلفها ذلك من خسائر.
أحدهم بعد ان حاصره اولاده وزوجته بضرورة شراء (الضحية)، وحتى لو أدي ذلك لـ(المجازفة بحياته)، وقالت له بصريح العبارة (يا الخروف يا بيت أبوي)، فاجتهد المسكين ودخل في (صندوق) مع زملائه الموظفين في موقع العمل وحصل على الصرفة الأولى قبل أسبوع من العيد واشترى (خروفاً اقرناً املحاً)، واستقبلته زوجته بالزغاريد، ولكن كانت الفاجعة بان تم فصله من العمل قبل يومين فقط من العيد، وقرر الا يفسد لزوجته واطفاله فرحة (الخروف)، ولكنه اصيب بحالة نفسية سيئة جعلته (يفط سطر عديل)، وصباح العيد وبينما بدأ الجزار في ذبح الخروف (وسعرو مليون جنيه) طبعاً بالقديم، وبدأ الرجل يهزىء بحديث غير مفهوم، وعندما ركز معه الجزار وجده يوجه الحديث له وقال له (عليك الله يا معلم ظبط اللحمة دي تمام وقطعها كويس لاني بحب الشية)، وواصل (برضو بالله ضبط الكمونية لاني بحب المرارة وما تنسي الكوارع لاني بحب الشوربة بتاعتا جدا، واهم حاجة الرأس لان الباسم مبالغة وبعدين الجلد ما تقدو لاني عايز اعملوا فروة بتاعة صلاة)، عندها وضع الجزار سكينه جانباً وعرف ان صاحبه مصاب بنكبة (خروفية) وقال له:( ياخ معقولة كرهتنا انت والله ما فاضل ليك الا تقول لي صوت الخروف حولوا لي نغمة في موبايلي).
ولايكاد العقل يصدق في ان بلدا كالسودان يصدر الهدي للسعودية والكثير من الدول العربية، وذلك للثروة الحيوانية الهائلة التي يمتلكها ان يكون كيلو الضان باكثر من اربعين جنيهاً، وان يكون سعر (الخروف الصغير) لايقل عن 800 جنيه، وبعدين (الخروف دا لو بيشرب ببسي وبياكل (جلاكسي) ما ممكن يصل للسعر دا ، وكل ثروتنا الحيوانية تتغذى على المراعي الطبيعية وعلى (القش الملح) الذي ينبت في ارضنا الشاسعة في كل خريف.
أحد الأزواج (ضرب القصة) وما لفقت معاهو، يعني ما عندو اي طريقة انو يضحي، فأخذ يتحدث مع زوجته عن الممارسات السيئة التي ترتكب باسم الدين والاقتداء بالرسول صلى الله علي وسلم، والتي تحول العبادات الي عادات وظل يكثر من الحديث عن ان الحبيب المصطفى ضحى عن أمته من الفقراء بكبشين أقرنين، وبعد أسبوعين من الحديث المتواصل والمواعظ، لم تتزحح الزوجة عن قناعاتها، بل ازدادت تشدداً بعد ان اصبح الصوت المألوف في الحي (بااااااااااااااع) لان الجيران اشتروا وبدأت حالة من (البوباريشن) بين نساء الحي ، وكل واحدة تزعم بان (خروفهم هو الأغلى والأكبر بين اقرانه).
استيقظ من الصباح ووجدها تقف على رأسه وعاجلته بسؤال:( انت يا راجل عايز تجيب الخروف متين)، فاخذ يتمتم بعد ان تأكد بان مواعظه لم تحرك شعرة من رأس قناعات زوجته، وقال ليها :( لمن نصرف المرتب)، ردت عليهو :( انت مجنون مرتبك دا يحوق في الايجار ولا حق سيد اللبن ولا بتاع الدكان)، فقال لها :( اسع عليك الله المجنون انا ولا انتي العارفة الحالة وبعد دا دايرة ليك خروف، انا ما قلت ليك الرسول صلى الله عليه وسلم ضحى عننا بخروفين)، فقالت له:( كلام الرسول ما عندنا فيهو قول الا الفيك اتعرفت).

السوداني

تعليق واحد

  1. معظم هذا الكلام محض اختلاق من الصحفي وبالخصوص فيما يتعلق بضغط الزوجات علي ازواجهن من اجل احضار خروف الاضحية , والمعلوم والفضل لله ان كل الزوجات عدا القليل جدا صرن يعايشن الواقع ويعلمن ان الحال يغني عن السؤال بل ويساهمن بما استطعن من عمل كالخياطة وبيع الحلوي والايس كريم والزلابية والتوفير والتقتير والتدبير في المعيشة لعدم ارهاق الزوج وتحميله فوق طاقته والحمد لله الامهات والزوجات والاخوات بهن وعي وادراك وتضحيات قل ما نجدها في العالم اقول بل الكون كله التحية والاجلال لكل ام عاملة ومساندة لزوجها ولو بالكلمة الطيبة والصبر الجميل والتحية لكل زوجة تحمل من القيم النبيلة ما تحمل فبلادي ملأة بالكادحات المناضلات ولو في وجه العوز والجوع لنا الله ولكم من جور توغل في عظامنا

  2. هذه هي الصحافة الهدامة ، من أجل كتابة موضوع يلهي به الناس يخترع قصصاً ليس لها صلة بالواقع وأويد تماماً ما كتبه الأخ أبومازن فإذا كانت الزوجة فعلاً تدرك ظروف زوجها فكيف تضغط عليه حتى يشتري خروف الأضحية وهي تعلم بأن الأضحية واجبة في حالة الاستطاعة وتسقط شرعاً في حالة عدم الاستطاعة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، إن مثل قول تلك الزوجة ( إلا الفيك اتعرفت ) لايصدر من زوجة تحترم زوجها وتقدر ظروفه وتحمل معه هم البيت والأسرة ، نحن بحاجة إلى صحافة تبني ولا تهدم إيجابية التناول والصرح وليس مثل هذا الصرح الذي يدعم البوبار ويتخلق له اسماً مركباً بين اللغة العربية والإنجليزية( بوباريشن ) يسألك الله من أين أتيت بهذا الاسم ، والذي يظهر أن جميع أدوات التلقي ومصادره في الصحافة السودانية تحتاج إلى غربلة شديدة وتصحيح في المناهج والمفاهيم وإلا لما رأينا كل من هب ودب ومن هبت ودبت صاروا من أهل الإعلام والصحافة ، خوش صحافة وإعلام

  3. الاخ ياسر عبدالله مع احترامى لك والى من سمح بنشر كلام بهذا الاسلوب وبهذا المستوى فى هذه الجريدة يستحيل يكون هذا اسلوب صحفى اسلوب ركيك ركيك ركيك. يااخ ياسر مستوى تعليمك شنو انت درست لوين ووين ؟ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..