مقالات وآراء سياسية

معاش أهل السودان في ظل الثورة!! لا كعباً بلغ ولا كلاب!!

جمال الصديق الامام  – المحامي

جاء في الاثر ان اعرابية كانت تقطن الصحراء ارادت ان تحج بيت الله  الحرام فركبت ناقتها وتيمنت صوب البيت الحرام وفي الطريق تعثرت ناقتها فانكسر ساقها .

ناجت الله قائلة ياربي :

خرجت من بيتي الى بيتك ، فلا بيتي  ولا بيتك !!! .

انها مناجاة العتاب والرجاء والامل .

كحال الاعرابية هذه خرجت جموع الامة  السودانية على الظلم الفساد وشظف العيش وانتهاك الحريات والقتل (سمبلة) .

جماع مولود الحكومات الديكتاتورية  قاصدين العدل وحفظ الحقوق ورخاء العيش والحرية والسلام والعدالة يقاتلون سلمًا بهدف الانتصار لدولة المدنية والحضارة والتحول  الديمقراطي .

اسرج كل منهم دابته وأتوا رجالا من لا  يملكون الضامر ، اتوا جميعا من كل فج عميق ليشهدوا ميلاد طفل تخلق بدماء  نضالاتهم ، بنطفة قذفها الشباب الواعد والبسطاء الانقياء والاحرار فيرحم الامل  الطاهر .

ولانها نطفة من طهر الحرية والسلام  والعدالة كان للطلاب اليافعين واطفال الرياض قسم فيها و(عود) دون ان يبلغوا سن الرشد او ينمو عندهم شعر الابط والعانة .

ماء حياة الحرية يقفز فوق الأطر والحواجز  والمتاريس ليكون نطفة متخلقه  فيقول  لها الله كوني ترسا فتكون سدا منيعا لحماية الحرية  والسلام والعدالة ، تتعدد مسمياته  تارة يكون (ترس بري) وتارة اخرى (ترس شمبات)  ومرة ( ترس العباسية) ومرات (ترس الشجرة واللاماب )  ثم يخلق من كل ترس زوجين اثنين فتكونا (تروس) عطبرة  – مدني القضارف – الابيض – كادقلي – نيالا .

كان الشعب كله تروساً حتى نال لوطن شيئًا من قبس الحرية فكان ابريل 2019م .

ومعه تدفق فرح الناس جداول ، وامتد بهم  العشم مدائن ، وحملتهم اشواقهم للحرية وهناً علي وهن امتد لعامين تشرفت فيها مقاعد القصر  بحمدوك وزمرته من حواضن الثورة ،  فكان العشم فيهم ان يركلوا زيف الدنيا الزائل وان ينبذوا فيها المحاصصات ودولة القبائل والشعب والفرق والاحزاب لتكون الفترة الانتقالية خاصةً لوجهة معاش الناس ،  وصحتهم وتعليمهم .

مرة الايام وازداد الوطن مشقة وضاقت  بالناس الضوائق ولم يلن منهم عزم .

كبر الألم فكبر عزمهم ، ضاق بهم المعاش  فتمسكوا بثورتهم وسلميتهم رغم توهط  غدر العسكر .

مرت السنوات وكان الشعب فيها معلما وفيها  ايضا تقزمت احزاب وادارات وقبائل .

حتى بلغ بهم جهلهم بمطالب الشعب ان  قذفهم  العسكر خارج حلبة مسيرة الثورة .

هب الشعب ولم تهب في اوصال القيادات السياسية مشاعرهم احاسيسهم صوب معاش الناس حتى اصبحنا على اتفاق الرجلين بدلًا عن اتفاق المؤسسات .

انه زمان العسكر واصطفاف ايقونة الثورة الى مكونهم العسكري .

ولم تسف الايقونة المبررات ، لقد ضاعت  الدماء ، واختفى التكنوقراط ، وتاهت  الحكومة المرجوة في اضابير الحركات ولا بواكي على معاش الناس .

مشروع الجزيرة اصبح اثر بعد عين ! .

والقتل والحرق اشتعل في دارفور ! .

الظروف الاقتصادية مسكت بتلابيب الناس ! .

والعدالة عجزت محاكمها عن توفير (ورق تدوين المحاضر) ! .

وفي السجون ثوار ! .

ومن القرارات ايقاف الجريدة والاذاعة !

فماذا بقي للناس من الحرية والسلام والعدالة.

في المؤسسة وشارعي الستين والاربعين  وعي من الثورة يشق بريقه عتمة مخازي  العسكر .

ومعاش الناس في ظل الثورة لم يبلغ  كعبا ولا كلاب ،،، .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..