“كلام رباطاب كانوا نوبة وأصبحوا عربا بعدما أحسنوا تعلم اللغة العربية”
م / سلمان إسماعيل بخيت على

كلام من رباطابى عربى مسلم سنى وليس إنتسابا للعباسين أو بنى أمية كما يدعى غالبية أهل السودا ولكن بالنص القرأنى فكل من يتحدث العربية فهو عربى لقوله تعالى ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )
يتميز غالبية أهلى من قبيلة الرباطاب بالرد السريع والتشبيه الدقيق الذى قد يفسره البعض بأنه نوع من (المساخة) ، أى الكلام الماسخ الذى لاطعم له ، وهو الشىء الغير مقبول ، بل يذهبون أكثر من ذلك فيما يتعلق بالتشبيه الدقيق الذى عرفنا به ، بأنه نوع من أنواع ( السحر ) والسحر من السبع الموبقات والعياذة بالله ولا علاقة البتة بين التشبيه وهو فن من فنون الدراما الساخرة والسحر الذى يلقى بصاحبه فى نار جهنم ، والتشبيه رد فعل لفعل ناتج عن سؤال خطأ ما كان ليسأل ، كأن يمر رجل أمام دكان رباطابى بسوق أمدرمان وقد علق مجموعة من الجنازير أمام باب دكانه ، فيسأل الرجل : هل هذه الجنازير للبيع فيرد عليه الرباطابى صاحب الدكان : لا شارنها عشان تنشف ، فهل من رد لمثل هذا السؤال غير هذا .
نحن فى السودان كثيرا ما لانحسن مخاطبة الأخر ، فتكون مقابلة تلفزيونية مع مقدمة برنامج (أنثى) يرد عليها الطرف الأخر( والله ياخى ..)، شخص يجرى مقابلة مع رئيس مجلس السيادة يخاطبه (سعادة السيد رئيس مجلس السيادة..) طيب لو عامل مقابلة مع مدير مكتبه حتقول ليهو شنو ، المطلوب حفظ المقامات ، فخامة تطلق على المنصب الذى يشغله البرهان فنقول له فخامة حتى لو كنا لا نحبه ، دولة الرئيس لحمدوك حتى لو كنت لا تحبه ، معالى لأى شخص فى منصب وزير حتى لو كان بتاع التجارة والصناعة الماقدر يحل مشكلة الخبز ومشى غير مأسوف عليه ، وسعادة لكل من يتقلد منصب مدير بما فى ذلك أم المدثر المدير العام بتاعنا فى البيت ، ومادون ذلك يخاطب بالمكرم ..
أود فقط أن أذكر بأن رئيس الجمهورية ورئيس المجلس السيادى يخاطب (بفخامة الرئيس) ونحن لانفخمه فى شخصه العادى ولكن هو تفخيم تقتضيه الظروف الوظيفة لشخصه ولو كنا نشعر بفخامة السودان فمن حق كل من يشغل منصب رئيس جمهورية السودان أو من فى مكانه كرئيس مجلس السيادة أن يخطاب ( بفخامة الرئيس ) حتى وإن أختلفنا معه فى الرأى كإختلافنا مع المخلوع بشه . أما من يأتى بعده فى التسلسل الوظيفى كمنصب نائب رئيس الجمهورية وهو مايعادل منصب رئيس مجلس وزراء كالدكتور حمدوك يخاطب ( بدولة الرئيس ) وكل من هو فى مرتبة وزير فيخاطب ( بمعالى الوزير ) أما مرتبة وكيل وزارة ومدير عام يخاطب ( بســــــعادة ) وبقية الأفراد تتم مخاطبتهم بالمكرم أو الفاضل وقد تكفى السيد والسيدة للجنسين ، ولا أدرى من اين أتى أهل السودان بمولانا هذه (مولانا دوسه ومولانا هارون) هذا لايجوز ، فالله مولانا ولا مولى لهم تميزنا عن الكفار ومن غضب الله علينا بقى مولانا أحمد هارون كتال الكتله ، كما لايجوز أن نقول الشهيد فلان فى زمن تحول كل مقتول سودانى لشهيد ، أى أن نجزم أن شخص ما مات غرقا أو حرقا أو فى حرب جهادية أن نطلق عليه (شهيد) فهذا أمر حرام قطعا ، لأننا نقرً ونشهد بأن الله قد تقبله عنده شهيدا وأمامى فتوى للشيخ العثيمين يرحمه الله تنهى عن ذلك والصواب أن نقول ( نسأل الله أن يتقبله شهيدا ) وأرجو أن يصدر مرسوم من أكبر جهة دينية سودانية تعلم أهل السودان حسن الكلام ، فقد قال عليه الصلاة والسلام (ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس على وجوههم فى النار إلا حصاد ألسنتهم ) وقال ( من يضمن لي مابين فكيه وما بين فخذيه ضمنت له الجنة ) فأحذروا مولانا فلان والشهيد فلان والله الموفق .. وعليك لما بين فكيكم أما مابين فخذيكم سيتولاه الغلاء والفقر وانعدام الغذاء وهذا واضح من قلة عدد من يذهب للدايات حاليا …
قد يجد الجيل الجديد من أبناء منطقة الرباطاب ورود بعض الكلمات الغريبة فى مقالى هذا والتى سقطت من قاموس أبائهم وأجدادهم كالمرقون ، العدلة ، الكدنبس ، البشنتيقه ، الساسوية ، اللابيق ، الكمروق ، القادوس ، الألس ، القشق ، التكن ، الماروق ، التقنق ، اللبقة ، البروًد ، البتق ، الأربل ، الواسوق والنورج ، حتى الفركة أستبدلت فى زمنهم هذا بقميص النوم وإن كان كل العارفين ببواطن الإمور يقولون أن الفركة أكثر إثارة وجاذبية من قميص النوم ولكنها رغبة أبناء هذا العصر فى التغيير للأسوأ ، وهذه الكلمات الغير متداولة فى قاموس اليوم سوف أتعرض لشرحها بالتفصيل فى موقع آخر من هذه الصحيفة الغراء تحت إسم ( كلمات نوبية فى قاموس العامية الرباطابية ) فالرباطاب ، والمناصير ، والشامخية ، والشايقية ، و الجعليين والميرفاب والأنقرياب والجموعية جميعهم جزء من النوبة القديمة ولمن يريد معرفة معانيها عليه الإتصال بى على بريدى الألكترونى ، وكونى على قناعة تامة بأن منطقة الرباطاب كانت ومازالت جزءآ أصيلآ من النوبة القديمة التى كانت تغطى مصر والسودان والهلال الخصيب وقد تجاوزت هذه الحدود بكثير ، فوجود إهرامات بمنطقة الجعليين خير شاهد على أن منطقة الجعليين التى تقع جنوب نهر عطبرة وشمال الخرطوم كانت جزءآ من النوبة القديمة ، وندًلل على نوبية منطقتنا بوجود إسم أبوديس بمنطقة الرباطاب كما فى فلسطين جوار القدس ويعنى بالنوبية أبودم وكلمة محس باللغة الأوردية فى الهند تعنى الإنسان الأسمر ، مما يعنى أن الهند القديمة كانت على علم بالنوبية والنوبة أو كانت جزءآ منها ، لذا تجدنى أختلف مع الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد حين تتحدث عن منطقة النوبة وتحصرها فى هذه المساحة الضيقة جنوب مصر وشمال السودان ، فالنوبة أكبر دولة شهدها العالم وأمتدت الى ما بعد دجلة والفرات ولن أبالغ لو قلت أن مملكة كوش حكمت جزءا من شبه القارة الهندة ، فأنا أذهب أبعد من ذلك وأقول أن النوبة هم أساس البشرية ومايؤكد ويدلل على ذلك أن لونهم هو لون أب البشرية آدم ، لون أديم الأرض ، لسنا بالبيض أو الصفر أو السود ولكنها السمرة الجميلة المتدرجة من اللون البنى لون التراب بجميع درجاته وليس السواد الزنجى سواد عود الأبنوس ، فيا أستاذة سعاد أرجو أن وصلتك رسالتى هذه أن تعلقى عليها بتأكيدها أو رفضها ، فمنطقة العرب والنوبة أصل البشرية بل هم سادتها ولكى أن تعتزى وتفخرى بأصلك ، فنحن الأصل من أدم والأبيض والأسود نسخة معدلة . وسوف أقدم لكم فى مقالات لاحقة نماذج عديدة لنوبية منطقتنا التى تعربت بعد الفتح الإسلامى على يد عبد الله بن أبى السرح وحكاية أن سكان توتى وبرى وبعض أحياء العاصمة القديمة الأصليين نزحوا من منقطة المحس الحالية ليست صحيحة وإنما هذه الشريحة السمراء التى تمتد من جنوب مصر الى شمال الخرطوم كانت جسمآ واحد وتقسم أو قسم لحلفاويين وسكوت ومحس ودناقلة وبديرية دهمشية وشايقية ومناصير ورباطاب وإنقرياب وميرفاب وجعليين وجموعية وفروع لهذه القبائل كالعمراب وغيرها وأن هذا التقسيم يتفاوت بدرجة قبول كل جزء للفتح الإسلامى ودرجة إنصهاره مع القادمين الجدد من عرب الجزيرة العربية فمنهم من إنصهر بنسبة 100% فأصبح لسانه عربى ليس له رطانه وهو مايعرف بالقبائل الجعلية ( من بديرية دهمشية وشايقية ومناصير ورباطاب وميرفاب وجعليين وجموعية ) ومنهم من لم ينصهر فحافظ على نوبيته مع تحدثه للعربية كالدناقلة والمحس والسكوت ، فالكدرو نوبية ، وسوبا نوبية وأربجى بالجزيرة نوبية ، فمن يدعون أن اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام كان نوبيا وكان يتحدث النوبية ، فلا صحة لهذا الحديث ،فسيدنا إبراهيم عليه السلام كان يتحدث السريانية والعبرانية وكذلك زوجه هاجر أم سيدنا إسماعيل عليهما السلام كانا يتحدثان بالسريانية والعبرية حتى قدوم جرهم من بلاد اليمن وعلمهم اللغة العربية وكل من يتعلم الحديث باللغة العربية العربية فهو عربى لقوله تعالى ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) فاليعلم كل من يتحدث العربية فهو عربى بنص قرأنى ونحن كسودانيون عروبتنا أخذناها بلساننا العربى فالعربية ليست قبيلة أو جنس وإنما هى لسان ، بدليل أن لكل دولة جنسيتها فهنالك السعودى والكويتى والبحرينى والأماراتى والقطرى والعمانى والأردنى والمصرى ولا توجد دولة فى العالم تحمل جنسية عربية ، لأنها لسان فقط …