تعلموا من الخواجة الكافر

تتعرض ستات الشاي هذه الايام الى حملات منع مكثفة من سلطات محلية الخرطوم وكانما لا ترى المحلية المحترمة غيرهن لتمنعهن وتصادر (عدتهن )
وحينما تمنع محلية الخرطوم (ستات الشاي) عن العمل فانها تقطع ارزاقهن وقيل قطع الاعناق ولا قطع الارزاق وبالتالي هي تعمل على افقار اسر كثيرة وتحرم ابناءها من الدراسة والتحصيل العلمي والعيش الكريم وقد تدفع الاسر الى التسول والابناء الى التشرد وبالتالي تحويل اسرة كاملة العدد والعتاد الى فاقد تربوي بجر قلم
وان كان معتمد محلية الخرطوم يدري انه يحرم تلك الاسر من الحياة بقطعه ارزاقها ويصمت صمت القبور فهذه مصيبة وان كان لايدري فالمصيبة اكبر
صحيح ان من مسؤوليته تنظيم الخرطوم وترتيبها ولكن مسؤوليته الكبرى رعاية مواطني المحلية وحماية مصالحهم وجعلهم منتجين في المجتمع
كان عليه قبل ان يوجه سلطاته بمنع ستات الشاي من العمل ومصادرة اواني عمل الشاي ان يقوم بدراسة لاوضاعهن او على الاقل ان يتخذ قرارا بصرف اجور شهرية لهن في اطار ان كل راعي مسؤول عن رعيته ولكن ان يمنع ويصادر دون ان يضع البدائل فانه يكون قد ارتكب فعلا يخالف كل قوانين الدنيا
ان من اشهر قصص بائعات الشاي في زمن الاستعمار رواها ضابط سوداني اسمه محمد عثمان حيث قال انه في بداية الخمسينات شاهد (خواجة) امراة سودانية تبيع الشاي في شارع النيل فوجه احد الضباط السودانيين واسمه محمد عثمان باعداد دراسة اجتماعية عن المراة على اساس ان السودانيات غير معتادات على العمل ووجهه ان يذهب اليها بملابسه العادية وفعلا ذهب الضابط محمد عثمان واجرى الدراسة الاجتماعية وتبين له ان المراة متوفي زوجها وعندها اطفال
والقصة على لسان الضابط محمد عثمان يقول ان الخواجة عندما اطلع على الدراسة الاجتماعية قال انها مسؤولية الدولة وقام بمنحها ارضا بمنطقة الصحافة وبنى لها ثلاث غرف بالجالوص ومطبخ ومنحها مرتبا يبلغ ثلاث جنيهات شهريا كانت كافية لاعالة ابناءها حتى المرحلة الجامعية وذكر الضابط ان المراة بحثت عنه بعد مضي عشر سنوات واخبرته بانها لم تعد في حاجة الى مرتب الخواجة وانها حاليا تعول اسرة وعليه ان يبحث عن اسرة اخرى في (حاجة لقروش الخواجة )
وقال ان المراة السودانية اصرت على العمل بماكينة الخياطة حتى بعد ان تخرج اولادها في الجامعة وطالبوها بترك العمل الا انها اصرت لتقديم العون للمحتاجين والفقراء
ان هذه القصة نذكرها لنبين ان الكفار اكثر منا عطفا حينما يتعلق الامر بالانسان وتكريمه ولكننا نتغافل ونغفل النواحي الانسانية حينما نريد تطبيق القوانين او نريد اثبات اننا مع القوانين لاننا نجهل ان القوانين جاءت ابتداءً لتنظيم الانسانية ولمخاطبتها واي قانون يخالف الانسانية فليذهب الى مزبلة التاريخ
ولهذا لا معنى لتجويع ستات الشاي بدون وضع البدائل او منحهن اماكن لمزاولة العمل وهنالك تجارب كثيرة حققت نجاحا منقطع النظير
ان عمل ستات الشاي عمل مرهق وصعب ويحتاج الى ارادة قوية ويعملن فيه المضطرات وصاحبات الحاجة يتحملن هجير الشمس وزمهرير الشتاء
وفي النهاية للعلم فقط فان المضطر يركب الصعب ولكن محلية الخرطوم لها راي مخالف ولن تركب الصعب لانها غير مضطرة فيما يبدو
في هولندا الضرائب تاخذ سنويا من الشركات
وتدفع شهريا للمواطنين لا يوجد محتاج الدوله متكفله بكل
إنسان مقيم بصفه قانونيه ،لاتوجد جريمه ولا،،،فساد الكل سواسيه
أمام القانون لو،،،إتعلموا من مجتمع الكفايه والعدل وهذا من منهج الإسلام الحنيف.
من قال لك إن الخواجة كافر …الكفار هم من سرقوا قوت الغلابة وجعلوهم يتسولون لقمة العيش …لعنة الله على سارقى قوت الشعب السودانى…