خطة إحترازية ..!!

:: ومن ظلال الحال، وهي المسماة – في عوالم الأدب – بالقصص القصيرة.. في خريف عام ما، لم ينزل المطر في بلاد المسلمين، فتوجس الحاكم على جفاف الزرع و الضرع، وأمر مفتي الديار أن يصلي بالناس صلاة الإستسقاء..وصلوا بأمر الحاكم..فأستجابت السماء وتجمعت السحب وأرعدت، ثم أمطرتهم بدماء الضحايا ودموع الأرامل..وأصاب القوم الهلع، ولكن عند تحليل الحدث، قالت نشرة الإرصاد : ليس في الأمر معجزة، إذ تلك هي التي تبخرت في صيف هذا العام..!!

:: وعبد الله مسار، رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان، يتوجس من تأخر فصل الخريف على الموسم الزراعي ..لم يطالب الناس بصلاة الإستسقاء كما فعل ذاك الحاكم، ولو طالب لحدث ما حدث هناك، ولكنه يطالب الدولة بوضع تدابير إحترازية في حال تأخر هطول الأمطار..ويقول مسار متوجساً : على الجهات المختصة بمعاش الناس – منها المخزون الإستراتيجي- اتخاذ الإحتياطات اللازمة لتدارك انهيار الموسم الزراعي، وعلى الجهاز التنفيذي وضع خطة بزيادة مساحة الزراعة المروية لمقابلة مثل هذا التأخير..!!

:: وعليه.. شكراً للخريف على هذا التأخير، فلولاه لما إنتبه البرلمان – ولجانه الزراعية – بعد ربع قرن ونيف أن بالبلاد مساحة أرض مروية بمياه الأنهار ولم تزرع بعد.. وعلى الناس والبلد إنتظار ثمار الخطة التي يطالب بها رئيس اللجنة الزراعية البرلمانية الدولة.. ننتظر ربع قرن آخر .. و بالمناسبة، قبل هذا التصريح، كنا نظن أن البرلمان جزء من الدولة المطالبة بوضع خطة توسيع المساحة المروية وعمل التدابير اللازمة لتأخر الأمطار..ولكن يبدو أن دور البرلمان أيضاً – أي كما المواطن – يكتفي بالمطالبة والمناشدة ..!!

:: ومع ذلك، لايخطئ من يصف رهان رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان على ما أسماها بالدولة في وضع خطة لتوسيع الزراعة في المساحة المروية بأنه نوع من الرهان الفرس الخاسر .. فالدولة لم تضع خطة لمشروع الجزيرة بحيث يكتفي من زرعه أهل الجزيرة فقط، وناهيك عن كل السودان.. مشروع يتوسط مياه النيل، ومع ذلك زراعه يشكون لطوب الأرض إعسارهم وعطشهم في كل المواسم.. وكذلك لم تضع الدولة خطة لخازوق العصر المسمى بمشروع سندس الزراعي، مجاور النيل في قلب العاصمة، ومع ذلك يبكى ملاك أرضه دماً ودموعاً ..فليطمئن مسار، ليست هناك خطة لمجابهة الطوائ والتحسب لها غير خطة إستقبال ( طائرات الإغاثة)..!!

:: ومن طرائف أسبوع العيد، وكأن ما تنقصنا هي الأرض المروية بالأنهار، يتساجل بعض المهندسين منذ أسبوع العيد و إلى يومنا هذا حول ملكية فكرة مسماة بتحويل مجرى النيل الأبيض بحيث يلتقى مع النيل الأزرق في مدينة الدبة بدلا عن الخرطوم، وذلك لتوفير مساحة زراعية مقدرة ب ( 2 مليون فدان)..بلاد العجائب، لقد زرعنا كل الأرض، وضاقت الأرض المروية بزرعنا، ولذلك يجب تغيير مجرى النيل الأبيض ليلتقي مع النيل الأزرق في الدبة، ونحصد من هذا التغيير الجذري لمجرى النيل ( 2 مليون فدان جديدة)، أو هكذا يبدو الحال حين نقرأ هذه ( الفكرة) .. ونخشى أن تتبناها الدولة وتتسبب في (تجفيف النيل)..!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بالمناسبة سؤال لاهل الاختصاص دحين مش كان في سد اسمو سد مروي وين الراجل دا لا كهربا لا زراعة في صحراء العتمور يعني علي قول المثل لا مالا جمعوه لا …. حفظوه.

  2. ((( في خريف عام ما، لم ينزل المطر في بلاد المسلمين، فتوجس الحاكم على جفاف الزرع و الضرع، وأمر مفتي الديار أن يصلي بالناس صلاة الإستسقاء..وصلوا بأمر الحاكم..فأستجابت السماء وتجمعت السحب وأرعدت، ثم أمطرتهم بدماء الضحايا ودموع الأرامل..وأصاب القوم الهلع، ولكن عند تحليل الحدث، قالت نشرة الإرصاد : ليس في الأمر معجزة، إذ تلك هي التي تبخرت في صيف هذا العام..!!)))

    ياخي والله انت مبدع في الصحافةوالادب

  3. كدى خلونا من قصة رى الزراعة .. الانسان عطشان فى نفسو تقول زراعة قال .. دائما
    هذه الحكومه المتوضئه وكتابها الصحفيين يكتبون فى مواضيع انصرافيه ..!!

  4. وهل تعلم يا استاذ اول حالة في الانقاذ تمت اول سنة في الاتقاذ وهي ان نافذا صدر كل المخزون الاستراتيجي للخارج ومن ديك وعييييييييييييك الفساد والغلاء !!!تحويل مجري مشروع جديد للفساد خاصة بعد التحصيل الالكتروني الا تري ان كل مشاريع الانقاذ تقوم وفكرها الاساسية الفساد اولا لذلك كلها بدون دراسة جدوي او دراسة مجغمسة ومدغمسة علي طريقة الشريعة !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..