الفيفا يحطم الإرث التاريخي لاتحاد الخرطوم

كووورة
لم يثر جدل كثيف خلال الأشهر الأربعة الأخيرة في الكرة السودانية، كما أثير في مسألة تقليص أصوات اتحاد الخرطوم الانتخابية، قبل الجمعية العمومية القادمة لاتحاد الكرة السودانية، بعد شهرين تقريبا.
ولم ينته الجدل إلا بعد أن فصل وفد فيفا للسودان -الذي جاء لمطابقة النظام الأساسي- في الأمر، وشدد على منح الخرطوم صوت انتخابي واحد بدلا من 10 أصوات.
وبهذا القرار الصادم، دقت ساعة الحقيقة أمام اتحاد الخرطوم، الذي فقد كل إرثه التاريخي، المتمثل في همينته الإدارية والفنية على الكرة السودانية منذ عام 1936، الذي شهد ميلاد الاتحاد المحلي لكرة القدم بالخرطوم، ثم تأسس بعدها بأشهر اتحاد الكرة السوداني.
وتتجلى عراقة اتحاد الخرطوم في كونه ظل يدير نشاط الكرة السودانية، خلال فترة الاستعمار الإنجليزي، منذ ثلاثينات القرن الماضي، بصورة غير رسمية، حتى شهد موسم 1951-1952 ميلاد أول بطولة رسمية لكرة القدم في السودان، وهي بطولة دوري الدرجة الأولى بالخرطوم، التي انبثقت عنها بطولة كأس السودان، ثم الدوري العام، في ثمانينات القرن العشرين، وهو ما تحول لاحقا إلى الدوري الممتاز، في 1994.
وبعد 1994 فقدت الخرطوم تميزها الفني لأول مرة، لأن بطولة الدوري الممتاز طغت على دوري الدرجة الأولى بالخرطوم، والذي كان يضم أكبر 3 أندية في تاريخ الكرة السودانية، وهي: الهلال والمريخ والموردة، التي تحولت للدوري الممتاز، فأصبح دوري الخرطوم بلا قيمة فنية أو إعلامية أو جماهيرية.
لكن اتحاد الخرطوم رغم فقدانه التميز الفني، ظل صاحب الكلمة العليا في انتخابات اتحاد الكرة السوداني طوال تاريخه، لأنه كان يملك حوالي 13 صوتا، تقلصت في الألفية الجديدة إلى 10 أصوات فقط.
كما كان يملك حقوقا قانونية تلقائية، بالتمثيل في مجلس إدارة اتحاد الكرة السوداني بعدد مقدر من الأعضاء.
لكن هذا الإرث الانتخابي والإداري، أجهزت عليه قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، التي تتحدث عن عدم التمييز في الأصوات الانتخابية، وتكوين مجلس الإدارة وفقا للنظام الأساسي المعياري، الذي يفرضه فيفا على كل اتحاداته الوطنية.
وقد شدد وفد فيفا، الذي يرأسه الإسباني، جورج مووينكيل، على تقليص أصوات اتحاد الخرطوم، وذلك لدى اجتماعه مع أعضاء الاتحاد، الثلاثاء الماضي، والذي يعتبر اجتماع تاريخي.
واحتج ممثلو اتحاد الخرطوم بشكل مكثف على مساواتهم باتحادات السودان المحلية الأخرى، مبررين الأمر بأن اتحاد الكرة السوداني تأسس بعد اتحاد الخرطوم، ومشيرين إلى أن لديهم أكبر كثافة سكانية، تقدر بقرابة الـ10 ملايين نسمة، إلى جانب أكثر من 150 فريقا، مع أكبر عدد من المدربين والحكام والملاعب.
لكن رئيس وفد فيفا رفض تمييز الخرطوم، وضرب المثل بالبرازيل، وقال إنها بكل ثقلها وتاريخها الكروي، تملك صوتا واحدا في الاقتراع.
وأضاف:”لا تتحدثوا عن تمييز، لأن هذا قانون فيفا الذي لا يقبل هذا الطرح.. يمكنني أن أحمل مقترح تمييز اتحاد الخرطوم إلى لجان فيفا، لكنني لن أغير القانون، ولن أضمن إجازة المقترح”.