اجتماع السيدين ماذا جري؟

كان جميل ان تنقل لنا الصورة خبر اجتماع السيدين الصادق ومبارك دون تفصيل واشباع.
رغم النيران الصديق المتبادلة بين الطرفين والحرب الباردة التي ظلت تستخدم فيها اعيرة العبارات الثقيلة والتي قد تصل الي مرحلة العبارات الجرثومية من عينة تسول(سام رقم 6 )كاكبر مفاعل نووي.
ولكننا ايضا نثمن اللقاء الكبير والذي يعني ان وحدة صف الرجلين قد تحدث وتساهم في الحلول وتضميد شيئا من جراحات الوطن.
واجتماع السيدين كان في الماضي يعني(مجلس الشيوخ والدوما)السيد عبدالرحمن والسيد الميرغني.
وكانا الرجلين علي قدر عالي من الود والاحترام رغم اختلاف وجهات النظر وكانت قيمة اي منهما مكان احترام الجميع.
ومن اجمل مانقلت الاخبار ان( يحي الفضلي) في تيار السيد الميرغني يقود تيارا للصراع مع السيد الميرغني فطلب منه السيد عبدالرحمن الحضور اليه مساءا وكان هو صاحب الشعار المعلوم (الكهنوت مصيرو الموت).
فظن ان السيد عبدالرحمن المهدي يريد (دعمه )وذهب اليه وكله سرور وما ان وصل دار السيد عبد الرحمن الا ووجد عربة السيد الميرغني امام المنزل فتردد في الامر كثيرا ولكنه صمم علي الدخول تنفيذا لاستجابة الدعوة.
وتم الترحيب به بكل الحفاوة واول ما بدآ السيد عبد الرحمن الحديث قال لهم انا ارحب بكم في داركم ولقد ازعجتتي جدا اخبار صراعاتكم وانتم مكان احترام الجميع وراس الامرفي وحدة الامة اذا تنازعتم فيما بينكم فماذا تنتظرون من الشعب الذي يجل مكانكما ارجو ان ينتهي هذا الامر حالا وان تعودا لسيرتكما الاولي.
وقد كان لحديثه صدي طيب في نفوسهم بل لايزال صداه تتنقاله الالسن وتضرب به الامثال في حسن الاخلاق وعظمة الرجال .
ان لقاء السيدين الصادق ومبارك يجب ان يكون بذات القدر وبنفس المعني لان اسرة المهدي وكل الاسر السودانية ذات الاسهام في الحل والعقد حينما ضعف دورها ضعف دور كل الشعب وخرج لامر الناس اناس شتي الصالح والطالح ولاهم لبعضهم سوي بطونهم وقبلتهم فروجهم لا يرحمون الناس ويمنعون الرحمة من ان تنزل.
انني اتمني ان يتجاوز السيد الصادق والسيد مبارك نقاط الخلاف بكل قوة وبمثلما وثق السيد الصادق في ابوته لابنه الذي يقف في الشق الاخر من الصراع وترك له قيادة سيارته التي اقلته من المطار للمنزل يجب ان يجد العذر للسيد مبارك في المساهمة في الاصلاح .
ولقد حكي لي احد الاحباب وهو محامي انه كان فرح ومسرور جدا واقترب من سيارة السيد الصادق حتي يراه وسط الزحمة فوجد عبد الرحمن يقود السيارة فبدلا من ان يري صورة السيد الامام نقل له العقل الباطن صورة اخري لشخص اخر بملامح اخري تعني السمولية والجبروت وووووالخ .
نعم نتمني ان يعود مبارك وان يعود من قبله عبدالرحمن لحضن السيد الصادق والذي اعلن انه زاهد في الترشح لرئاسة الحزب وهو صادق.
واكثر ما اثلج صدورنا قول السيد الصادق انه لايمكن ان يشارك في الحوار المزعوم والمسموم.
فاعاد السيد الامام بهذا الموقف للاذهان حجم الورطة للنظام والمثل المضروب لاصحاب الجنازة التي خرج بها القتلة وسط السوق فخرج اليهم اهل الخير يساعدونهم في الحمل بكرم السوداتيين الاصيل.
صلي علي النبي صلي علي النبي وتبعها خلق كثير فتواري القتلة من السكة.
واستمر القوم بالجثمان حتي المقابر ولكن دون يجدوا احدا يحفر او يسند راس الميت او يخبرهم بكونه رجل ام امرأة .
ان عودة السيد الصادق تضيف وضعا جديدا للمسرح السياسي وعدم قبول المشاركة لايعني الفرجة.
ولكنها تعني ترتيب الصفوف ولئن عاد السيد الصادق للعمل السياسي في الداخل وهو يقرر عدم المشاركة فيجب علي السيد مبارك ان يتقل ارجله من الخوض في المشاركة لانها كانت تعلل بغياب السيد الصادق من المسرح وحوجة انصاره للتنظيم.
واعتقد ان مايتمسك به الامام السيد الصادق من شروط يصب في مصلحة الوطن التغيير المشروط ولقد اكد ان خارطة طريق امبيكي هي الاضمن في الساحة وانه لايمكن ان يمنح الشرعية للنطام بالشرموط المعلق رئيس الوزراء .
واجاب ان تاخر حضور الحركات المسلحة مطلوب معه ضمانات تهيئة الزمان والمكان والعفو العام.
وقال ان تاخير هيكلة نداء السودان يعود لسبب عدم وضع تفاصيل مهام التكليف الموكلة للاستاذ امين مكي متعه الله بالصحة والعافية.
وان عودته تؤكد انه مع العمل المدني وفي تقديري ان الاحتفاظ بالامام بالخارج في ثلاجة لايتم دون ان يجد التقييم المطلوب والموقع المرموق رغم التعليقات السياسية التي تحمل من خلفها كل الحقائق الذكية.
وحقا يقال ان بريق معارضة الخارج كان يدعمه ضوء ان السيد الصادق هو رئيس الوزراء المنتخب .
وان منصب رئيس وزراء الخوار اعد خصيصا للسيد الصادق ان هو قبل بالمشاركة وان محاولات التمنع من قبل النظام انه لايمكن ان يمنح المنصب لغير المؤتمر الوطني كذب. هاهوالسيد الصادق يرفض المشاركة. رغم مساحات المجابدة ولا ندري ماذا ستفيد في مقبل الايام.
واعتقد ان توحد السيد الصادق وسيد مبارك يجددان اتفاق تفلحون والعودة التي انتهت بشتات حزب الامة وتفرقهم ايدي سبأفي طريقها لتجميع الصفوف من جديد لحزب عريق يجب ان يتحد ويجب ان يحدث بعض التنازلات لينال اكبر نصيب والا فان الحال سوف تستمر للأسوأ اذا كان الهدف من اللقاء هو المطايبة.
والمؤتمر الوطني هو الاخر احدث عراقيل امام عودة السيد الصادق و سوف تشكل هي الاخري عائقا امام كل تلاقي .
المهم في القول للذين ينتظرون عودة الامام للمشاركة وركوب موجة الحوار ان يلملموا (بقجهم) ويستعدوا حالا للرحيل عاجلا قبل فوات الاوان.
وياوطن ما دخلك شر …

عمر الطيب ابوروف
5/يناير 2017
[email][email protected][/email]