رد على مقال صلاة الاصالة وشطحات الاستاذ محمود

كتب الاخ المهندس / خالد الطيب مقالا بصحيفة الراكوبة حول صلاة الاصالة وما أسماه شطحات الاستاذ محمود محمد طه وقد جاء المقال ملىء بالمغالطات والتناقضات وينضح بسوء الفهم وسوء الغرض وسأبين ذلك على النحو التالى :-
أولا :- يقول السيد خالد ( فالسير والسلوك على منهج الصوفية وأهل العرفان لابد للمريد السالك من شيخ مرشد عارف وخبير بعطبات ابليس وبقواطع النفس ) ان الاستاذ محمود مريد سالك على طريق النبى محمد وشيخه هو محمد صلى الله عليه وسلم ولا يحتاج الى شيخ بينه وبين النبى وقد خاطب الاستاذ شيوخ الصوفيه قائلا ( لم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل وقد انغلقت جميع الطرق الا طريق محمد وبتقليد محمد تتوحد الامة ويتجدد دينها ) وقد وصف السيد خالد الاستاذ قائلا ( مقارنة بعظم أفكار واجتهاد وعظيم علم الاستاذ ) ومع ذلك يرى أن الاستاذ يحتاج الى (شيخ) مما يعكس التناقض فى أفكار السيد خالد
ثانيا :- يقول السيد/ خالد ( فتلاعب به ابليس فى جزئية وأسقطه بها سقطة واحدة تعتبر صغيرة مقارنة بعظم أفكار وأجتهاد وعظيم علم الاستاذ محمود محمد طه ولكنها كبيرة فى الشرع وربما هى مخرجة من الملة ) ان الذى يسيرخلف النبى ويقلده فى أسلوب عبادته وفيما يطيق من عادته ويدعو الناس لذلك ( محمود محمد طه يدعو الى طريق محمد ) لا يستطيع الشيطان أن يتلاعب به ويسقطه وأن الذى يسقط فى الصلاة لا يستطيع أن ينتج علما وفكرا عظيما ثم ان هذا العلم والفكر العظيم الذى أنعم الله به على الاستاذ ما هو الا ثمرة من ثمرات صلاة الاصالة وقديما قال المسيح لتلاميذ ه أحزروا الانبياء الكذبة قيل كيف نعرفهم ؟ قال بثمارهم تعرفونهم فأذا كانت الثمرة جيدة فكيف تكون الصلاة معطوبة ؟ وكل ذلك يعكس التناقض فى أفكار السيد خالد
ثالثا :- يقول السيد / خالد ( فقد اعتقد الاستاذ محمود ان كل مسلم ينبغى أن يأخذ طريقة عبادته من الله كفاحا تماما كرقى الانبياء الى الله وأخذهم منه عز وجل دون واسطة ملك أو نبى ) ان أول خطأ فى هذا الحديث هو أن المسلم لايأخذ طريقة عبادته من الله وانما من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى بعث أساسا ليعلم الناس عبادة الله وبتقليد الناس له فى عبادته وأسلوب عادته يتلقى الناس علمهم من الله بلا واسطة أى من وراء حجاب ( ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو أن يرسل رسولا ) يقوا الاستاذ أن الحجاب هو العقل والله يقول (وأتقوا الله ويعلمكم الله ) فكيف يعلم الله الناس الذين يتقونه اذا لم يكونوا أنبياء اليس عن طريق (من وراء حجاب ؟ ) فالانبياء يتلقون علمهم من الله بالوحى (الملك) وغير الانبياء يتلقون علمهم كفاحا من وراء حجاب ونحن نسأل السيد خالد اذا اتقيت الله كيف يعلمك الله ؟ وهل تخلى الله عن تعليم الناس بعد انقطاع الوحى ؟ اليك ما قاله الاستاذ ( ينبغى على كل مسلم أن يأخذ طريقة عبادته من محمد صلى الله عليه وسلم ويتقى الله وفق منهج محمد ليأخذ علمه من الله كفاحا (من وراء حجاب) ولم يقل (كفاحا) تماما كرقى الانبياء الى الله وأخذهم منه عز وجل دون واسطة ملك أو نبى كما زعم السيد خالد حيث خلط بين البشر والانبياء فى طريقة أخذ العلم من الله لذلك افترى على الاستاذ وأتهمه بأنه ادعى النبوة ودعا تلاميذه ليصبحوا أنبياء
رابعا :- زعم السيد /خالد أن الاستاذ قال ( ان الصلاة التى نؤديها نحن المسلمون هى صلاة خاصة بالنبى محمد ) لم يقل الاستاذ هذا الكلام بل قال ما يلى ( ان الصلاة التى نؤديها نحن المسلمون هى صلاة (أصالة) سيدنا محمد لانه لم يقلد فيها أحد وبالنسبة لنا معشر المسلمين هى صلاة تقليد نقلده فيها )
خامسا :- ة يقول السيد / خالد على لسان الاستاذ (ونحن نؤديها من جهة التقليد، وينبغي ان نقلد الرسول صلى الله عليه وسلم الي ان نترقي الي الله فيتعلم كل واحد منا الصلاة الخاصة به ثم يتخلي بعد ذلك عن تقليد الرسول صلي االله عليه وسلم ويصلي صلاته الجديدة التي اخذها كفاحا من الله تعالي وتكون هذه الصلاة الجديدة هي صلاة الاصالة في حق هذه الانسان الواصل والذي اخذها دون واسطة( . أقول لمصلحة السيد/ خالد والسادة القراء ان هذا الحديث عن مفهوم صلاة الاصالة كان صحيحا حتى عام 1984 حيث تيسر للاستاذ علم جديد راجع به هذا المفهوم وطرح فكرة ( الاصيل الواحد ) والذى يعنى أن من يحقق مقام الاصيل ويسقط التقليد هو رجل (واحد) ويصبح الاخرون أصلاء فى اطار التقليد وقد أصدر الاخوان الجمهوريون كتابا أنذاك بعنوان (التقليد والاصيل والاصلاء ) أقتبس منه ما يلى ( ان الافراد يتفاوتون فى تحقيق الاصالة حسب توفيق الله لهم ثم جدهم وأجتهادهم فى العمل على تحقيق فردياتهم بأتباع نهج السنة والتأدب بأدب القران فالاختلاف فى تحقيق الفردية والاصالة هو اختلاف فى زمن التحقيق وفى مقدار التحقيق ففى هذه الدورة من دورات الحياة دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية فى قمتها فى مستوى ترك التقليد لرجل (واحد) هو صاحب المقام المحمود الذى يتم له انزال هذا المقام فى الملكوت وتجسيده على الارض أما جميع من عداه فهم يحققون الاصالة والفردية داخل اطار التقليد النبوى وهم يتفاوتون فى هذا التحقيق حسب تفاوتهم فى العلم بالله وتحقيق العبودية له ففى قمة هولاء يأتى من يوشك أن يتحقق بالاصالة فى مستوى ترك التقليد ولكن لا يتم له ذلك الا عند لحظة الانتقال للبرزخ وأسباب التفاوت فى التحقيق فى الفردية أسباب واضحة وبينه وهى تشير الىها الاية الكريمة ( وفوق كل ذى علم عليم ) فهى تعنى أن فوق كل صاحب علم من هو أعلم منه الى ان ينتهى العلم عند علام الغيوب فالوضع بالنسبة للعلم بالله وضع رأسى لا يوجد فيه اثنان على نفس المستوى من العلم فأعلم الناس بالله واكثرهم تحقيقا للاصالة والفردية يكون بين جميع الناس وبين ذات الله فى اطلاقها وهذا هو الانسان الكامل الذى يتحقق بمقام الاسم الاعظم (الله) ومقام هذا الانسان الكامل هو مقام الوسيلة وهو الذى يتم به ختم الولاية وختم الرسالة بعد أن تم ختم النبوة بالنبى الكريم ) ارجو أن يكون الاخ/ خالد قد وجد فى هذا الحديث اجابة على سؤاله :- هل هذا المقام – مقام الاصالة يمكن أن يبلغه أى انسان ؟
سادسا :- يقول السيد خالد ( والانكار الشديد على الاستاذ محمود محمد طه هو دعوته الى اصحابه ليكونوا أنبياء حين دعاهم للوصول الى الله ومخاطبته كفاحا والاخذ منه كما أخذ الانبياء ) هذه أكبر فرية تأتى من السيد/ خالد فى حق الاستاذ حين قال أن الاستاذ دعا اصحابه ليكونوا أنبياء حين دعاهم للوصول الى الله ومخاطبته كفاحا والاخذ منه كما أخذ الانبياء أقول فرية لان الاستاذ لم يقل أن الانبياء يأخذون من الله كفاحا حتى يدعو أصحابه الى أن يحزوا حزوهم بل قال ان الانبياء يأخذون من الله عن طريق (الوحى ) وغيرهم من الله كفاحا (بدون واسطة ) كما أن حديث الاخوان يدحض دعاوى السيد /خالد بأن الاستاذ ادعى النبوة ودعا أصحابه الى أن يكونوا أنبياء يقول الحديث ( واشوقاه لاخوانى الذين لما يأتوا بعد قالوا أولسنا أخوانك يا رسول الله ؟ قال بل انتم أصحابى اخوانى أناس يأتون فى اخر الزمان للعامل منهم أجر سبعين منكم قالوا منا أم منهم قال بل منكم قالوا لماذا قال لانكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون على الخير أعوانا ) لقد قال الاستاذ ان اخوان النبى هم امة الرسالة الثانية لان الرسالة الثانية هى سنة النبى التى اندثرت ( طوبى للغرباء قيل من الغرباء قال الذين يحيون سنتى بعد اندثارها ) وقال الاستاذ ان الانبياء هم طلائع أمة الرسالة الثانية (الاخوان) ولم يقل أن أفراد امة الرسالة الثانية جميعهم (أنبياء) حتى يدعو أصحابه أن يكونوا أنبياء أو يلمح لهم بذلك كما يدعى السيد خالد لان الطلائع والرواد دائما هم أفراد وليسو أمم ولتأكيد تميز الاخوان عن الاصحاب قال عنهم النبى فى رواية أخرى أنهم امنوا بى ولم يرونى وقال عنهم ان لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء بل يغبطهم الانبياء والشهداء لمكانتهم من الله فمن أين أتى السيد/ خالد بفرية أن الاستاذ أدعى النبوة ودعا أصحابه ليكونوا أنبياء ؟ مع أن الاستاذ قال ان (النبوة) ختمت بصحيح نص لا مرية فيه وقال ان الحكمة من ختم النبوة هى أن كل ما يريد الله ان يوحيه الى أهل الارض قد استقر بين دفتى المصحف فكيف يقول الاستاذ ان النبوة ختمت ثم يدعيها ويدعوأصحابه لها ؟؟
لماذا لا تتحف القارئ بالنصوص القانونية لادانته من قبل المحكمة السودانيه التى قضت باعدامه وفتوى الازهر وغيره وتجتهد فى تفنيدها حتى يدرك القارئ فداحة ظلمه او استحقاقه للعقاب لان ما ينطبق على الاستاذ ينطبق على تلامذته السابقون واللاحقون
تحياتي أستاذ عصام:
انت تقول:
” أقول لمصلحة السيد/ خالد والسادة القراء ان هذا الحديث عن مفهوم صلاة الاصالة كان صحيحا حتى عام 1984 حيث تيسر للاستاذ علم جديد راجع به هذا المفهوم وطرح فكرة ( الاصيل الواحد ) والذى يعنى أن من يحقق مقام الاصيل ويسقط التقليد هو رجل (واحد) ”
ثم تقول:
” ففى هذه الدورة من دورات الحياة دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية فى قمتها فى مستوى ترك التقليد لرجل (واحد) هو صاحب المقام المحمود الذى يتم له انزال هذا المقام فى الملكوت وتجسيده على الارض أما جميع من عداه فهم يحققون الاصالة والفردية داخل اطار التقليد النبوى ”
هل معني قولك أعلاه هو:
1- بعد عام 1984 غير “الاستاذ” مفهومه السابق بأن أي شخص يمكن ان تكون له صلاة اصالته كفاحا , وقال بدلا عن ذلك بأن صلاة الاصالة لاتجوز الا له هو فقط ؟
2- هل يؤمن الجمهوريون أن صاحب المقام المحمود هو محمود محمد طه؟
أتمني أن تجاوبني أجابات مباشرة بكلماتك أنت دون نقل من كتب “الاستاذ”.
ولك الشكر .
أولا نشكر الأستاذ عصام من حيث انتهى إلى بيان أن الأستاذ محمود “قال ان (النبوة) ختمت بصحيح نص لا مرية فيه وقال ان الحكمة من ختم النبوة هى أن كل ما يريد الله ان يوحيه الى أهل الارض قد استقر بين دفتى المصحف فكيف يقول الاستاذ ان النبوة ختمت ثم يدعيها ويدعوأصحابه لها ؟؟”
وسيكون تعليقي في النقاط التالية انطلاقاً من هذه النقطة الأساسية، وإن كنت أضيف إلى أسباب ختم النبوة انطلاقاً من تعريف وظيفة النُبُوَّة مقابل الرسالة، بأن من مهام النبي أحياناً التنبوء والتبشير بالرسول القادم : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّورَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6) سورة الصف، فلما ختمت الرسالة فقد ختمت النبوة .
ثانياً، وانطلاقاً من التمييز بين مهمة النبي ومهمة الرسول، فإن الرسول مكلف بشريعة للتطبيق ومأمور بتبليغها للمكلفين وأما النبي فقد يكلف بعمل وبتبليغه لقومه للقيام به أو لمعاونته فيه ولكنه لا يكلف بشرعة جديدة وإلا كان رسولاً بتبليغ تلك الشريعة الجديدة – (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) مريم 12 ? فالكتاب هنا التوراة بلا خلاف.
وفي رأي هنا ينبغي التمييز بين ذلك عند تفسير التكاليف المخاطب بها النبي بهذه الصفة حيث لا تعتبر تشريعاً عاماً وانما خاصاً بالحوادث أو الوقائع المعنية ومؤقتاً بظرفه وأطرافه – فعند الخطاب بيا أيها النبي ويا محمد فإن الأمر يتعلق به كنبي وكجزء مهامه بهذه الصفة – جاء في الأنفال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ (65) – فإن أبى قومه معاونته في ذلك فقد يبتليهم الله ويعاقبهم في دنياهم فيقول في ذات السورة ? (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)صدق الله العظيم.
ثالثاً وبناء على ما تقدم فإن صلاة النبي صلاتان : الصلاة الحركية الموقوتة المفروضة وهي كونها فريضة وركناً في الدين ولاشك في أنها تشريع تعبدي عام ينبغي على المؤمنين تقليده والاجتهاد فيه وعقاب تركه في الآخرة – بالاضافة لصلاة السنة والنفل. أما الصلاة الثانية فصلاة النبي في خاصة نفسه كنبي، قياما وذكرا وأحوالاً أخرى لانعلمها بالطبع وهو الذي تنام عيناه وقلبه لا ينام فهو في صلة دائمة مع ربه، ومع ذلك لم ينقطع عن صلاته المفروضة وسنته المؤكدة ونوافله أمام ومع أتباعه.
عليه فإن هناك خلطاً موهماً غير مفهوم عندما يقول الأستاذ إنه يقلد (النبي) صل الله عليه وسلم في صلواته ? فهل يقصد الصلاة المفروضة وسننها ونوافلها أم صلوات النبي في خاصة نفسه؟ تقليد أي من الصلاتين يوصل إلى صلاة الأصالة فيؤدي المهمة ويسقط؟ فإذا كان يقلد صلوات النبي في خاصة نفسه، فهذا تبرع واجتهاد من الأستاذ، وإن كان يثور السؤال كيف تأكد له أنه يقلد النبي تماماً؟ كيف عرفها كلها وكيفياتها وهي صلاة أصالة لايعرفها إلا صاحبها؟ وإذا افترضنا أنه عرف كل ذلك وأوصلته مرحلة الأصالة بحيث لم يعد مقلداً فيضيف من عنده ويترك، ما علاقة كل ذلك بتركه للصلاة المفروضة؟؟ فالنبي (ص) مع أصالته في صلواته كنبي لم يترك أياً من صلواته إلى أن انتقل للرفيق الأعلى.
لقد تابعت الرد على المقال المنشور في الصحيفة؛ لذلك لن أشير إلى حيثيات هذا النقاش. ولكن معرفة محمود محمد طه تقتضي إعادة قراءة متعمقة للتوف ما قبل عبدالقاد الجيلاني؛ تصوف محمد بن عبدالجبار النفري وفكرة (السوى والأغيار)، وتصوف أبي يزيد البسطامي والغايات العليا للدين والأنبيا من أجل الإنسن وليس العكس، وتصوف الحلاج في طواسينه وأخباره وفكرة الحلول، وتصوف ابن عربي في وحدة الوجود. من لم يطلع على تراث هؤلاء وغيرها من أمثال بشر الحافي وذا النون والجنيد….وتطول القائمة- من لم يقرأ هؤلاء فحتما سيقع في محاذير كثيرة تقف حائلا بينه وبين فكر الاستاذ محمود محمد طه.
هناك شيئ يسمى المقامات والمواقف، المقامات عند الصوفية 12 مقاما تبدأ بمقام التوبة مرورة بالصبر وصولا إلى الفناء منتهية بمقام الشهود، وبين كل مقام وآخر توجد المواف التي هي يستمر فيها المريد داخل المقام حيث تعترضه الحالات وهي عارضة يجب ألا يغتر بها السالك. ولكل مقام أدبياته التي تجعل منه نقصا عن المقام الذي يليه وتدرجا من المقام الذي يسبقه.
ومن أهم المراجع الجوهرية لفهم هذا الفكر الجوهري الذي يشتغل بالمصطلح الذي يسميه البعض الرمز – الرسالة القشيرية. فمن أراد فهم من هو محمود محمد طه فليراجع التصوف الفلسفي الذي لم يجد طريقه إلى الدرس والحياة الثقافية والمعرفة المتاحة؛ فمن يتلمس ولو قليلا مما ذكرت سيجد له منفذا إلى فكر محمود محمد طه، وإلا سيظل يتحدث في وادٍ وفكر الأستاذ محمود محمد طه في وادٍ آخر
لقد تابعت الرد على المقال المنشور في الصحيفة ولم أتابع المقال الأصل؛ لذلك لن أشير إلى حيثيات هذا النقاش. ولكن معرفة محمود محمد طه تقتضي إعادة قراءة متعمقة للتصوف ما قبل عبدالقادر الجيلاني؛ تصوف محمد بن عبدالجبار النفري وفكرة (السوى والأغيار)، وتصوف أبي يزيد البسطامي والغايات العليا للدين والأنبياء من أجل الإنسان وليس العكس، وتصوف الحلاج في طواسينه وأخباره وفكرة الحلول، وتصوف ابن عربي في وحدة الوجود. من لم يطلع على تراث هؤلاء وغيرهم من أمثال بشر الحافي وذا النون والجنيد….وتطول القائمة- من لم يقرأ هؤلاء فحتما سيقع في محاذير كثيرة تقف حائلا بينه وبين فكر الأستاذ محمود محمد طه.
هناك شيء يسمى المقامات والأحوال، المقامات عند الصوفية 12 مقاما تبدأ بمقام التوبة مرورة بالصبر وصولا إلى الفناء منتهية بمقام الشهود، وبين كل مقام وآخر توجد الحالات التي يستمر فيها المريد داخل المقام حيث تعترضه هذه الحالات؛ وهي عارضة يجب ألا يغتر بها السالك. ولكل مقام أدبياته التي تجعل منه نقصا عن المقام الذي يليه وتدرجا من المقام الذي يسبقه.
ومن أهم المراجع الجوهرية لفهم هذا الفكر الجوهري الذي يشتغل بالمصطلح الذي يسميه البعض الرمز – الرسالة القشيرية. فمن أراد فهم من هو محمود محمد طه فليراجع التصوف الفلسفي الذي لم يجد طريقه إلى الدرس والبحث والحياة الثقافية والمعرفة المتاحة؛ فمن يتلمس ولو قليلا مما ذكرت سيجد له منفذا إلى فكر محمود محمد طه، وإلا سيظل يتحدث في وادٍ وفكر الأستاذ محمود محمد طه في وادٍ آخر
تحياتي أستاذ عصام:
انت تقول:
” أقول لمصلحة السيد/ خالد والسادة القراء ان هذا الحديث عن مفهوم صلاة الاصالة كان صحيحا حتى عام 1984 حيث تيسر للاستاذ علم جديد راجع به هذا المفهوم وطرح فكرة ( الاصيل الواحد ) والذى يعنى أن من يحقق مقام الاصيل ويسقط التقليد هو رجل (واحد) ”
ثم تقول:
” ففى هذه الدورة من دورات الحياة دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية فى قمتها فى مستوى ترك التقليد لرجل (واحد) هو صاحب المقام المحمود الذى يتم له انزال هذا المقام فى الملكوت وتجسيده على الارض أما جميع من عداه فهم يحققون الاصالة والفردية داخل اطار التقليد النبوى ”
هل معني قولك أعلاه هو:
1- بعد عام 1984 غير “الاستاذ” مفهومه السابق بأن أي شخص يمكن ان تكون له صلاة اصالته كفاحا , وقال بدلا عن ذلك بأن صلاة الاصالة لاتجوز الا له هو فقط ؟
2- هل يؤمن الجمهوريون أن صاحب المقام المحمود هو محمود محمد طه؟
أتمني أن تجاوبني أجابات مباشرة بكلماتك أنت دون نقل من كتب “الاستاذ”.
ولك الشكر .
أولا نشكر الأستاذ عصام من حيث انتهى إلى بيان أن الأستاذ محمود “قال ان (النبوة) ختمت بصحيح نص لا مرية فيه وقال ان الحكمة من ختم النبوة هى أن كل ما يريد الله ان يوحيه الى أهل الارض قد استقر بين دفتى المصحف فكيف يقول الاستاذ ان النبوة ختمت ثم يدعيها ويدعوأصحابه لها ؟؟”
وسيكون تعليقي في النقاط التالية انطلاقاً من هذه النقطة الأساسية، وإن كنت أضيف إلى أسباب ختم النبوة انطلاقاً من تعريف وظيفة النُبُوَّة مقابل الرسالة، بأن من مهام النبي أحياناً التنبوء والتبشير بالرسول القادم : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّورَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6) سورة الصف، فلما ختمت الرسالة فقد ختمت النبوة .
ثانياً، وانطلاقاً من التمييز بين مهمة النبي ومهمة الرسول، فإن الرسول مكلف بشريعة للتطبيق ومأمور بتبليغها للمكلفين وأما النبي فقد يكلف بعمل وبتبليغه لقومه للقيام به أو لمعاونته فيه ولكنه لا يكلف بشرعة جديدة وإلا كان رسولاً بتبليغ تلك الشريعة الجديدة – (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) مريم 12 ? فالكتاب هنا التوراة بلا خلاف.
وفي رأي هنا ينبغي التمييز بين ذلك عند تفسير التكاليف المخاطب بها النبي بهذه الصفة حيث لا تعتبر تشريعاً عاماً وانما خاصاً بالحوادث أو الوقائع المعنية ومؤقتاً بظرفه وأطرافه – فعند الخطاب بيا أيها النبي ويا محمد فإن الأمر يتعلق به كنبي وكجزء مهامه بهذه الصفة – جاء في الأنفال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ (65) – فإن أبى قومه معاونته في ذلك فقد يبتليهم الله ويعاقبهم في دنياهم فيقول في ذات السورة ? (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)صدق الله العظيم.
ثالثاً وبناء على ما تقدم فإن صلاة النبي صلاتان : الصلاة الحركية الموقوتة المفروضة وهي كونها فريضة وركناً في الدين ولاشك في أنها تشريع تعبدي عام ينبغي على المؤمنين تقليده والاجتهاد فيه وعقاب تركه في الآخرة – بالاضافة لصلاة السنة والنفل. أما الصلاة الثانية فصلاة النبي في خاصة نفسه كنبي، قياما وذكرا وأحوالاً أخرى لانعلمها بالطبع وهو الذي تنام عيناه وقلبه لا ينام فهو في صلة دائمة مع ربه، ومع ذلك لم ينقطع عن صلاته المفروضة وسنته المؤكدة ونوافله أمام ومع أتباعه.
عليه فإن هناك خلطاً موهماً غير مفهوم عندما يقول الأستاذ إنه يقلد (النبي) صل الله عليه وسلم في صلواته ? فهل يقصد الصلاة المفروضة وسننها ونوافلها أم صلوات النبي في خاصة نفسه؟ تقليد أي من الصلاتين يوصل إلى صلاة الأصالة فيؤدي المهمة ويسقط؟ فإذا كان يقلد صلوات النبي في خاصة نفسه، فهذا تبرع واجتهاد من الأستاذ، وإن كان يثور السؤال كيف تأكد له أنه يقلد النبي تماماً؟ كيف عرفها كلها وكيفياتها وهي صلاة أصالة لايعرفها إلا صاحبها؟ وإذا افترضنا أنه عرف كل ذلك وأوصلته مرحلة الأصالة بحيث لم يعد مقلداً فيضيف من عنده ويترك، ما علاقة كل ذلك بتركه للصلاة المفروضة؟؟ فالنبي (ص) مع أصالته في صلواته كنبي لم يترك أياً من صلواته إلى أن انتقل للرفيق الأعلى.
لقد تابعت الرد على المقال المنشور في الصحيفة؛ لذلك لن أشير إلى حيثيات هذا النقاش. ولكن معرفة محمود محمد طه تقتضي إعادة قراءة متعمقة للتوف ما قبل عبدالقاد الجيلاني؛ تصوف محمد بن عبدالجبار النفري وفكرة (السوى والأغيار)، وتصوف أبي يزيد البسطامي والغايات العليا للدين والأنبيا من أجل الإنسن وليس العكس، وتصوف الحلاج في طواسينه وأخباره وفكرة الحلول، وتصوف ابن عربي في وحدة الوجود. من لم يطلع على تراث هؤلاء وغيرها من أمثال بشر الحافي وذا النون والجنيد….وتطول القائمة- من لم يقرأ هؤلاء فحتما سيقع في محاذير كثيرة تقف حائلا بينه وبين فكر الاستاذ محمود محمد طه.
هناك شيئ يسمى المقامات والمواقف، المقامات عند الصوفية 12 مقاما تبدأ بمقام التوبة مرورة بالصبر وصولا إلى الفناء منتهية بمقام الشهود، وبين كل مقام وآخر توجد المواف التي هي يستمر فيها المريد داخل المقام حيث تعترضه الحالات وهي عارضة يجب ألا يغتر بها السالك. ولكل مقام أدبياته التي تجعل منه نقصا عن المقام الذي يليه وتدرجا من المقام الذي يسبقه.
ومن أهم المراجع الجوهرية لفهم هذا الفكر الجوهري الذي يشتغل بالمصطلح الذي يسميه البعض الرمز – الرسالة القشيرية. فمن أراد فهم من هو محمود محمد طه فليراجع التصوف الفلسفي الذي لم يجد طريقه إلى الدرس والحياة الثقافية والمعرفة المتاحة؛ فمن يتلمس ولو قليلا مما ذكرت سيجد له منفذا إلى فكر محمود محمد طه، وإلا سيظل يتحدث في وادٍ وفكر الأستاذ محمود محمد طه في وادٍ آخر
لقد تابعت الرد على المقال المنشور في الصحيفة ولم أتابع المقال الأصل؛ لذلك لن أشير إلى حيثيات هذا النقاش. ولكن معرفة محمود محمد طه تقتضي إعادة قراءة متعمقة للتصوف ما قبل عبدالقادر الجيلاني؛ تصوف محمد بن عبدالجبار النفري وفكرة (السوى والأغيار)، وتصوف أبي يزيد البسطامي والغايات العليا للدين والأنبياء من أجل الإنسان وليس العكس، وتصوف الحلاج في طواسينه وأخباره وفكرة الحلول، وتصوف ابن عربي في وحدة الوجود. من لم يطلع على تراث هؤلاء وغيرهم من أمثال بشر الحافي وذا النون والجنيد….وتطول القائمة- من لم يقرأ هؤلاء فحتما سيقع في محاذير كثيرة تقف حائلا بينه وبين فكر الأستاذ محمود محمد طه.
هناك شيء يسمى المقامات والأحوال، المقامات عند الصوفية 12 مقاما تبدأ بمقام التوبة مرورة بالصبر وصولا إلى الفناء منتهية بمقام الشهود، وبين كل مقام وآخر توجد الحالات التي يستمر فيها المريد داخل المقام حيث تعترضه هذه الحالات؛ وهي عارضة يجب ألا يغتر بها السالك. ولكل مقام أدبياته التي تجعل منه نقصا عن المقام الذي يليه وتدرجا من المقام الذي يسبقه.
ومن أهم المراجع الجوهرية لفهم هذا الفكر الجوهري الذي يشتغل بالمصطلح الذي يسميه البعض الرمز – الرسالة القشيرية. فمن أراد فهم من هو محمود محمد طه فليراجع التصوف الفلسفي الذي لم يجد طريقه إلى الدرس والبحث والحياة الثقافية والمعرفة المتاحة؛ فمن يتلمس ولو قليلا مما ذكرت سيجد له منفذا إلى فكر محمود محمد طه، وإلا سيظل يتحدث في وادٍ وفكر الأستاذ محمود محمد طه في وادٍ آخر