السبب الحقيقي وراء (العصلجة)..!

مرتضى الغالي
فعلاً إن الشخص يتعلم من الآخرين كل يوم.. وعندما يكون هؤلاء الآخرون من بني جلدتك ومن وطنك فأنت تسعد وتزهو وتفرح من آخر (أذين وبطين) في قلبك.. وتحمد الله مثني وثلاث ورباع وبلا عدد ولا كيف.و(سبحانك اللهم خير مُعلمٍ/ علمتَ بالقلم القرون الأولى)..!
تصادف أن قرأت معنىً لطيفاً يشير صاحبه إلى ما معناه أن الذين وجدوا أنفسهم فجأة في مقاعد السلطة وفي حالة من الثراء (غير المُستحق) والنعمة المسروقة والوظيفة المُنتهبة استمرءوا هذه الحالة فوضعوا أنفسهم فوق الناس، واستأثروا بخيرات العموم دون الآخرين، وأغلقوا على أنفسهم الدور والقصور؛ ولهذا (يجدون الفطام عسيراً) ولا يقبلون بان تتغيّر حالهم ليعودوا (بشراً عاديين) مثلهم مثل الناس..! فكيف يرضون بنزع الامتيازات المنهوبة ليجدوا أنفسهم مطالبين بأن يكسبوا عيشهم مثل خلق الله؟ وكيف يواجهون وضعاً جديداً لم يألفوه فيمتنع عليهم الوصول لأي امتياز أو وظيفة أو مال وعقار إلا بالحلال، وإلا إذا كان ذلك من كسب أيديهم وبطش سواعدهم وعرق جبينهم..؟! هذه حالة عسيرة عليهم لم يعتادوها ولم يوطنوا أنفسهم ليقبلوا بها..مع أنها حق وعدل و(شرعة ربانية وإنسانية) تقضي بأن يكون لكل شخص كسبه ومؤهله وقدرته وحقه المتساوي في الوطن وفي الوظيفة وفي الثروة والنصيب مثله مثل الآخرين..! وكم في الدنيا وفي أحوال الناس وفي السير والأخبار والكتب السماوية والأديان الوضعية والتاريخ الإنساني من عبر ودروس لحالة هؤلاء الذي يتمرغون في حقوق غيرهم ويختلسون ما ليس لهم عن طريق إبعاد أهل الاستحقاق، ثم يصعب فطامهم ويرون في الفطام العادل (ميتة وخراب ديار)…فما بالك إذا كان هؤلاء ممن (خلعتهم) النعمة المُستجدة.. فأرادوا الانتقام لأيام الفقر والجوع.. والفقر ليس عيباً والنفوس الصميمة لا يسري عليها المثل الذي يقول (الما بتلقاهو في بيت أبوك بخلعك) ولكن ماذا تقول في (التربية الناقصة) وسوء الطوية والتركيبة (الجينية) القائمة على الهلع وفراغ العين والشره و(الشرفة العاولة) كما يقول أهلنا عن النهم المتطاول الذي يُحسب أمده بالأعوام.. ولا شفاء منه..!
ذلك من لؤم الطباع؛ فمتى ما استمرأ الشخص الباطل والحرام تجرأ وجعله وكأنه حق مشروع له..! فإذا جاء شخص وقال له (حيلك… هذا ليس لك) انتفض مذعوراً ولم يفهم أنه المقصود بهذا الكلام..لأنه اعتاد على سرقة ما ليس له وطالت عليه السنوات وهو (يتفرشخ) في بساط ليس له، وكأن من يطالبه بإعادة الحق لأهله يتجرأ عليه، وكأنه يملك البساط والمكان الذي استولي عليه بالظلم والاختلاس.. وعن طبائع هذا اللؤم تحكي الطرفة السودانية الذكية عن رجل شكا لأحد معارفه وقال له، إن فلاناً استدان مني مبلغ خمسة آلاف جنيه ولم يردها وماطلني فيها لوقت طويل.. فقال له بلدياته أنا سأستخلصها لك منه ولكني سآخذ منها (خمسمائة جنيه)..! فوافق الرجل وبعد أسابيع عاد يسأله عما حدث مع الرجل المُماطل فقال له: (والله زولك دا فعلاً صعب خلاص.. أنا يااا الله قدرت أطلِّع منو الخمسمية بتاعتي)..!
المُختلس للسلطة أو المال أو المنصب الذي يُقصى الناس ويجلس على تلة النعمة والتسلط والعنجهية ويعيش الحياة المرفهة التي ليست من كدّه ولا اجتهاده (والتي لا تشبهه ولا يشبهها)، والذي يستأثر بالريع والخدمات وحده بغير استحقاق ولا تأهيل.. لا يستطيع ولا يفهم ولا يرضي بأن يكون مواطناً عادياً مثل الآخرين ليكسب رزقه بالحلال.. ومن هنا تأتي (العصلجة) التي تخالف موازين العدل والإنصاف.. ومثل هؤلاء يا صديقي يحتاجون فعلاً إلى علاج نفسي وإلى تأهيل و(دورات تدريبية) في كيفية اكتساب الرزق الحلال..! ويا لتعب من سيقع عليه عبء التدريب في مثل هذه الدورات..!
ما أعظمك وأنت تحفظ حقوق الأفكار
كلامك فى محله وبإذن الله بعد نجاح ثورتنا سوف نراجع ممتلكات هؤلاء اللصوص وننشرها للملاء مع تقديم سيرهم الذاتيه ليس لفضحهم فحسب إنما لكى يتعظ من يآتي بعدهم !!.
لك التحية
هم غير مصدقين الذي يحدث الان ومخلوعين وغاب عنهم بان الله يمهل ولا يهمل
ok