ارتفاع الدولار.. السيطرة على الأسعار

الخرطوم: مروة كمال
واجهت العملة الوطنية إبان الفترة الماضية انهيارًا لم تشهده طيلة السنوات المتعاقبة، والذي كان نتاجًا طبيعيًا لانفصال الجنوب، الذي أضاف تحديات جديدة على الدولة تمثلت في فقدان السودان «75%» من موارد البترول و«50%» من الإيرادات، إضافة إلى «60%» من العائدات من العملات الصعبة و«90%» من إجمالي الصادرات، وارتفع معدل التضخم في السودان إلى «46.5%» في وقت اتجهت فيه الدولة إلى الاعتماد على المصادر الأخرى والتي هي ذات مساهمة ضئيلة الأمر الذي أسهم في تصاعد سعر الصرف وانهزام الجنيه السوداني بصورة واضحة مما أدى إلى تصاعد سعر الدولار في ظل عدم عودة صادرات النفط في الفترة الماضية، ولعل إعلان السعر الرسمي للدولار وقع رهينة لمافيا السوق الأسود بالرغم من أن الحكومة بذلت جهوداً كبيرة لمواجهة الأزمة تمثلت في البرنامج الثلاثي الذي يهدف للمحافظة على التوازن الاقتصادي لتحقيق برنامج الإصلاح المالي لمعالجة اقتصاد ظل متهالكًا ويعاني من شح الموارد و تمدد، وسيطرة السوق الموازي لتحديد سعر الصرف للعملات الأجنبية لا سيما الدولار الذي سجل إبان الفترة الماضية ما يقدر بنحو «8,160» جنيه في تطور ينذر بخطورة بالغة، حيث أصبحت هي السوق الفعلية الرئيسية للحصول على العملة الصعبة في البلاد بالرغم من محاصرتها من قِبل الجهات المختصة بحظر التجارة غير الرسمية في العملة بعد أن بلغ السيل الزبى ليطول أثر ارتفاع الدولار بصورة مباشرة في حركة وجذب الاستثمار بفقدان المصارف الرسمية السودانية القدرة على توفير دولارات أمريكية. بالرغم من السماح للمصارف التجارية بتداول الدولار دون التقيد بالسعر الرسمي، والتي اعتبرت حظر التجارة غير الرسمية للعملة أسهم بصورة كبيرة في انخفاض أسعار الدولار. فيما أرجع خبير مصرفي فضل حجب اسمه ارتفاع الدولار إلى اتجاه المواطنين إلى استثمار مدخراتهم في العملة الصعبة مما يزيد الطلب عليها، وفي المقابل يتراجع حجم العرض لقلة الموارد الإنتاجية بالبلاد، وقال في حديثه لـ «الإنتباهة» إن هذه نظرية اقتصادية معروفة في محدودية الموارد في البنك المركزي وبقية البنوك الأخرى وقال إن ظاهرة السوق الموازي استفحلت بصورة كبيرة وتوقع استمرار التصاعد لسعر الصرف للدولار بقفزه إلى عشرة جنيهات.
فيما أكد أحد التجار بالسوق الموازي رفض ذكر اسمه أن الارتفاع ناتج من عوامل نفسية أكثر من كونها اقتصادية مرتبطة بالعرض والطلب، لجهة تلويح حكومة الشمال بايقاف تصدير بترول الجنوب عن طريق الأنابيب السودانية، وبالتالي عدم توفر إيرادات لعملات أجنبية نتيجة لصادر البترول، في إشارة إلى أن وضع العرض والمتوفر من الدولار هو ما كان عليه بالماضي، وقال إن ذلك يحتاج إلى وقت. وأوضح أن الارتفاع في السعر مرتبط بتوقعات مرهونة بأحداث جديدة طارئة لافتاً إلى أن سعر البيع بلغ «8,180» جنيه، والشراء «8,160» جنيه.

الانتباهة

تعليق واحد

  1. الحقيقة أن سعر الدولار وفقاً للقيمة الإقتصادية له أكثر من 12 جنية للدولار وهذا ما يعرفه كل ملم بالإقتصاد، ولكن لكون السوق في حالة Slow down وهي حالة شبة توقف وتبسيطها أن التجار في كل القطاعات تقريباً يترددون ويحجمون عن إستيراد السلع لخوفهم من الفشل في بيها وفقاً لقيمتها الحقيقية، وبالتالي قامت نسبه كبيرة من التجار بتخزين بضائعها وعطلت عمليات الإستيراد، وبالتالي تناقص الطلب علي الدولا. ولكن في اليوم الذي يفعل فيه السوق نفسهIstimulte it self أو يحدث لهistimulation سيتكشف السعر الحقيقي للجنية مقابل الدولار وهو ما يجاوز 12 ج للدولار

  2. حسبنا الله ونعم الوكيل
    اين انتم من بيان اللجنة الاقتصادية الأول ( لولا تدخل ثورة الإنقاذ ..لبلغ الدولار ….)*

  3. لن يتوقف صعود سعر الدولار اذا لم يعي هولاء المدمنون على الفشل بان سياستهم فاشلة ولاياتي من الفاشل الا مزيد من الفشل والصحيفة تتحدث عن مجهود مقدر والخطة الثلاثية ماذا تحقق منها والي ماذا ترمي اذا لم ندعم الانتاج الزراعي والحيوانى ورفعنا عنه الضرائيب والجبايات وقدمنا له الدعم والمسانده لن ينصلح حال الجنيه والاهم الاستقرار ووقف الحروب والاستقرار السياسي من اهم مرتكزات نجاح الاقتصاد ونحن نفقد الامن والامان والاستقرار السياسي للاسف الدولة تعالج الامور بجهل وتعتمد على رفع الضرائيب والجمارك لسد العجز وموعودون بمزيد من التراجع والانهيار للجنيه لانه ببساطة من يمسك بمقاليد السلطة عاجز عن ايجاد الحل عليهم ان يقتنعو بان السودان اكبر من ان يحكم بيد ضغمة فاشلة فاسدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..