السيول تجرف عشرات المنازل في منطقة هجيليجة

الخرطوم: علي الدالي
لم تعدّ مستغربة معاناة المواطن من خريف هذا العام حيث اعتادت الخرطوم أن تغرق في (شبر موية) في كل عام وبذات الطريقة بالرغم من تصريحات المسؤولين في وقت مبكر عن استعداداتهم لمجابهة أخطار الخريف، بيد أن المياه مدت لسانها لتلك التصريحات، ولسان حالها يقول: إن (الموية تكذب الغطاس)، وكشفت عن حالة تبرج كامل للخرطوم بلا مصارف مياه ومجردة من أي استعدادات سابقة في معظم المحليات.
وكشفت جولة (التيار) أضرارا كبيرة خلفتها الأمطار التي هطلت طوال الأيام الماضية كان آخرها فجر أمس (الأربعاء)، فيما شهدت منطقة (هجيليجة) في الريف الجنوبي أم درمان دمارا كبيرا بسبب السيول العارمة التي اجتاحت المنطقة ابتداء من الساعة الحادية عشرة مساء أمس الأول، ونقل المواطن منتصر عثمان أحمد مشاهد محزنة من داخل الحي المتضرر، حيث قطعت السيول الطريق تماما أمام المواطنين، ودمرت منازلهم، وقال منتصر لـ (التيار) أمس (الأربعاء): إن السيول أغرقت كل المنطقة بما فيها سوق هجيليجة حتى آخر محطة، وفقد المواطنون جل أمتعتهم، وانهارت منازلهم بالكامل، وشكا من إهمال السلطات، وعدم زيارتهم إلى المنطقة، وطالب المسؤولين في الولاية بزيارة عاجلة إلى المنطقة؛ للوقوف على حجم الضرر الذي لحق بالمواطنين هناك.
ولم تسلم مناطق على مرمى حجر من أعين المسؤولين وقريبة من مباني المحليات ورئاساتها من الضرر الذي أصاب نظيراتها في الأطراف النائية، حيث شهدت أحياء الصحافة وأبو حمامة والسجانة والديوم في محلية الخرطوم تراكما للمياه، وضعفا في التصريف الذي أدى إلى تعطيل حركة المارة وتحجيمها في مقابل انسداد كافة المنافذ والمجاري لا سيما شارع الصحافة زلط الذي تحول إلى سد منيع، وحال دون انسياب المياه إلى قنواتها، وساهم في صدها إلى داخل بيوت المواطنين، فيما غمرت مياه الأمطار سوق الكلاكلة اللفة ومعظم أحياء الكلاكلات في محلية جبل أولياء، وحسب مواطنين تحدثوا لـ (التيار) فإن غرف الطوارئ أظهرت عجزا كبيراً في عملية تصريف المياه.
وما زالت منطقة الحاج يوسف شرق النيل وأحياء السامراب والدروشاب ترزح تحت وطأة المياه، وتنتظر جهود المسؤولين لشطف المياه من الأحياء، بعد أن عجزت المجاري عن تصريفها على النحو المطلوب، وقال مواطنون في شارع واحد الحاج يوسف: إن الشركة المنفذة للشارع ارتكبت عددا من الأخطاء، وأهملت المجرى الرئيس الذي يعمل على تصريف مياه الأمطار إلى النيل عبر مجرى المايقوما، وفي السامراب تجمهر عدد من المواطنين احتجاجاً على تكدس المياه في الحي، وشكوا من ضعف التصريف، وطالب المواطنون السلطات بمعالجة المشكلة، وشطف المياه التي أحاطت بمسجد مربع 3 في السامراب.
وكانت ولاية الخرطوم أعلنت درجة الاستعداد القصوى، ووضعت قوات الشرطة في حالة تأهب، وعلقت العام الدراسي بعد أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ضربت الخرطوم فجر الأربعاء، وألحقت السيول أضرارا بالأجزاء الغربية للولاية، بينما أعلن تضرر 15 قرية في ولاية الجزيرة في أواسط السودان.
ونقل موقع (سوادن تربيون) أمس (الأربعاء) أن العشرات من الأسر خاصة غربي أم درمان تخرج أمتعتها بعد انهيارات المنازل أو توقعات بتهدمها نتيجة لأمطار بلغت كمياتها 43 ملم، وضربت السيول قرى الجموعية جنوب أم درمان وأم بدة، ودمرت العديد من المساكن، مع توقعات بتعرض الأجزاء الشرقية من الولاية إلى سيول.
كما عانت الأجزاء الشرقية من مدينة أم درمان من أمطار غزيرة، وانقطاع التيار الكهربائي، وسمعت أصوات الاستغاثة تصدر في بعض حارات الثورة، وأدت العواصف التي صاحبت الأمطار إلى اقتلاع الأشجار واللافتات المعدنية، ما شكل خطرا على حركة السير في طرق العاصمة.
وحسب هيئة الأرصاد الجوية فإن ولاية الخرطوم وسائر ولايات السودان شهدت زيادة معدلات الأمطار التي تراوحت بين 60 ? 110 ملم، ما أدى إلى ارتفاع مناسيب النيل التي تراجعت الأربعاء إلى 16,88، بعد أن كادت تصل معدلات عام 1988 القياسية، الأمر الذي يهدد قاطني الضفاف على النيلين الأزرق والأبيض.
وتفقد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر المناطق التي ضربتها السيول في أم بدة وكرري، وأعلن تأجيل الدراسة لمدة أسبوع، ووقف الوالي برفقه معتمدي ومسؤولي ولايته على حقيقة الأوضاع ميدانيا، وسط تذمر المواطنين من تكرار أضرار الخريف سنويا.
وكان الرئيس عمر البشير قد شوهد أول أيام عيد الفطر وهو يتفقد- على نحو مفاجئ- أعمال التشييد في جسر على طريق رئيس في منطقة شرق النيل في الخرطوم بعد أمطار قياسية تعرضت لها الولاية السبت الماضي.
وقرر والي الخرطوم رفع حالة الاستعداد إلى الدرجة القصوى، وتكوين غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة في كل الوحدات الإدارية في الولاية والبالغ عددها 105 وحدات، وتحريك كل الآليات من الغرفة المركزية إلى غرف المحليات لمنحها الحرية في الحركة، مع منح الوحدات حق إزالة أية معيقات تمنع تصريف المياه.
كما قرر الوالي وضع قوات الدفاع المدني والإنقاذ النهري في حالة الاستعداد القصوى، ووضع قوات الشرطة في حالة استعداد بنسبة 50%؛ تحسبا لأي طوارئ في أعقاب توقعات الأرصاد الجوي باستمرار موجة الأمطار الغزيرة حتى 11 أغسطس، كما وجه بمنح الأسر المتضررة خياما ومشمعات تسلم يوم الأربعاء.
ووفقا لتصريح صحفي صادر عن الولاية فإن كميات المياه الضخمة التي حملتها السيول أكدت جاهزية المصارف القديمة والجديدة و”خوري” شمبات وأبو عنجة ما مكن من تصريف معظم المياه عدا بعض المناطق المنخفضة والميادين التي تحتاج إلى معالجات.
وقطعت الولاية بعدم حدوث أية خسائر في الأرواح، وعدم وقوع أضرار بالغة في الممتلكات، التي انحصرت في المنازل المطلة على الخيران التي فاضت عن سعتها، خاصة في محلية أم بدة، وتم تكوين لجنة بواسطة المحلية لحصر الأضرار رغم أن الحصيلة الأولية بلغت نحو 60 منزلا تأثرت كليا وجزئيا، وفي كرري أوضح الحصر تضرر 10 منازل.
وطالب والي الخرطوم المواطنين الذين التقاهم عدم اعتراض الأجهزة الهندسية في تنفيذ معالجات التصريف وطالبهم أيضا بعدم قفل المصارف بالأنقاض والنفايات، بعد أن عزت غرفة درء السيول الأضرار إلى النفايات المتراكمة.
وقال معتمد جبل أولياء البشير أبو كساوي للإذاعة السودانية: إن محليات كرري وجبل أولياء وشرق النيل وبعض المناطق تأثرت بالسيول والأمطار.
ونصحت جهات مختصة إنجاز مخطط إستراتيجي مهما كانت تكلفته يتمثل في تشييد مصارف خرصانية وأنبوبية دائمة، وإعلان حملة رش في كل أنحاء ولاية الخرطوم، وتجفيف مياه الميادين تلافيا للآثار البيئية والصحية السالبة.
مصحح
التيار
عادى مين اللى بهتم الحرامية اللى حاكمين البلد رجالة وقوة عين آمنيين من المرض والجوع والسيول والامطار والفقر ….. وعذاب الله ….
هداكم الله اي اخطا تتحدثون؟ هذه امطار وسيول فاجأة الخرطوم لم تكن في الحسبان ومهما كانت الدلة ببنية تحتية متطورة لابد ان يحدث هذا الاختبار الرباني وعلى الناس ان تصبر وتحتسب والحكومة ما مقصرة وجابت الاغاثة من قطر وبتسعى مع السعودية ودول الخليج الاخرى لاطعام الناس وايوائهم. احمدوا ربكم انو مافيش خسائر بشرية والجاتك في مالك سامحتك
كنا عندما نتحدث مع بعض الأشخاص الموالين للإنقاذ عن الوضع الإقتصادي المتردي الذي تعيشه البلاد نتيجة حكم الإنقاذ وإدارتها السيئه كانوا يردوا علينا وبالفم المليان وبمباها أن ما قامت به الإنقاذ من إعمار وتشيد طرق في العاصمة شيئ يفوق الوصف والان وليس الآن فقط ولكن ومنذ سنين خلت إنكشف سوء هذا التخطيط والذي ما كان إلا تخطيط للنهب والسرقة ؟
امر طبيعي عنما تتحول البلد الى سجن كبير لا يستطيع احد الحياة يترك البلد ويهاجر – لم يتبقى احد كل الكفاءات خرجت خراج السودان ولم يتبقى الا الفاشلين وانصاف المتعلمين لذلك لا تنترون خير في اي مشروع صغير ولو طريق فرعي
سلام اهلي الطيبيبن
ضف لذلك منطقة سوبا لا يوجد مصرق واحد والموجود مدفون وقد حفر نهاية العام الماضي بعد ان فعل الخريف ما فعل العام الماضي حتي تم كسر الظلط لاخراج المياهة والاموال التي دفعت للخور اكلها فلان وفلان وكذلك اموال المدفوعة للمساحة ومازلت سوبا غرقانة ولم يظهر اي احد لفعل اي شي
فيا مسؤلي السجم والرماد خافو الله في ناسكم واهلكم وفي انفسكم
ويااهلنا تصرفوا بانفسكم واحفرو الخيران والمجاري لان الطاطمة بتقع علينا كمواطنيين وهم في قصورهم قابعون لا يهمهم غرق ولا حتي موت اي مواطن
حسنا الله ونعم الوكيل