?مسافر جوبا? يهبط وزيرا الاستثمار والتجارة اليوم بجنوب السودان للمشاركة في مؤتمر عن النفط، لكن الأمر لا ينفصل عن الحراك الإقليمي لإنهاء الأزمة السياسية هناك

الخرطوم ? الزين عثمان
يشارك نائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار في حكومة الوفاق الوطني، مبارك الفاضل، في جوبا للمشاركة في أعمال مؤتمر النفط والغاز، الذي تنظمه وزارة البترول بدولة جنوب السودان. الفاضل سيكون بمعية وزير التجارة عن الحزب الاتحادي (الأصل)، حاتم السر، وهو ما يجعل الأمر كأنه استعادة لمؤتمر (جوبا) الذي أقامته أحزاب المعارضة حين كان السودان موحداً، ولكن الوزيرين يزوران جوبا بعد أن غادرا المعارضة إلى صفوف الحكومة، وبعد أن غادرت (جوبا) نفسها السودان الموحد وأصبحت عاصمة للدولة الوليدة (جمهورية جنوب السودان).
الوفد الاقتصادي السوداني بزعامة مبارك الفاضل في جوبا، في رد لزيارة نظرائه الجنوبيين للخرطوم الشهر الماضي، الزيارة التي انتهت إلى اتفاق السودان وجنوب السودان، على فتح المعابر الحدودية لتفعيل التجارة، وزيادة إنتاج النفط، ومحاربة تهريب السلع، واستبدالها بالتجارة المنظمة. وقال وقتها مبارك الفاضل، في مؤتمر صحفي مشترك، عقب المباحثات الرسمية: ?اتفقنا على تفعيل اتفاقية التعاون المشترك بين البلدين، التي وقعت في 27 سبتمبر 2012، وفتح تجارة الحدود، والترانزيت?. وأضاف: ?اتفقنا على فتح 3 معابر حدودية، و54 سلعة اقتصادية سيتم تداولها بين البلدين?.
من جهته، قال حاتم السر، وزير التجارة، إن ?المباحثات خلصت إلى تفعيل العملية التجارية، وتبادل السلع لتعزيز الأمن والاستقرار في البلدين?، وأوضح أن ?الأطراف اتفقت على فتح المعابر الحدودية، وتفعيل تجارة الحدود والترانزيت، ومحاربة التهريب لهدرها للموارد في حدود البلدين، واستبدالها بالتجارة المنظمة?. ولفت إلى أن ?الفترة المقبلة ستشهد إيجاد الحلول للملفات السياسية والأمنية والقضايا العالقة بين البلدين، لتعود الأوضاع إلى طبيعتها، وهو ما يعني أن الهدف الرئيس من الزيارة هو المساهمة في تحقيق الاستقرار في دولة جنوب السودان، باعتباره أحد المطلوبات الدولية من السودان في سعيه لاستعادة مكانته في التأثير وتبادل المصالح.
في آخر ظهور إعلامي له، يقول سفير جوبا بالخرطوم، ميان دوت، ?إنه لا خيار أمام دولة الجنوب غير تفعيل التعاون مع السودان?. دوت يتحدث عن وجود أكثر من 40 % من مواطني دولته في الحدود المشتركة مع السودان، وبالتالي فإن خيار التعاون يظل هو الخيار الأمثل من أجل تعزيز قيمة السلام والاستقرار.
زيارة الفاضل إلى جوبا ذات البعد الاقتصادي لا يمكن فصلها، بأي حال من الأحوال، عن الحراك الإقليمي من أجل إيجاد نهاية للأزمة المشتعلة في الدولة الوليدة، حيث التقى وزير خارجية السودان إبراهيم غندور بأحد مكونات النزاع الجنوبي، رياك مشار، في جنوب أفريقيا برعاية من راعي السلام الجنوب سوداني منظمة (الإيقاد).
الوجود السوداني في مؤتمر للنفط الجنوبي يبدو ضرورياً في ظل أن البترول يمثل واحداً من أكبر المؤثرات في العلاقة بين الخرطوم وجوبا، وأن معظم المشكلات كانت تشتعل بفعل الخلاف حول مروره أو عبوره. كما أن إعادة البناء على أسس تبادل المصلحة مطلوب في سبيل السعي لحلحلة القضايا العالقة وإيجاد صيغة أخرى للتواصل، لكن ثمة من يقول إن محاولة معالجة الاختلالات باستخدام شخوص جدد من شأنه أن يساهم إيجاباً في مسألة معالجة الخلافات بين السودان وجنوب السودان، فوجود رجل مثل الفاضل يرتبط بعلاقات قديمة بالجنوب والجنوبيين، ربما يساهم بفعالية في إيصال رسائل مختلفة ومغايرة عن تلك التي يتم تبادلها في الأوقات السابقة، فهو حليف الأزمات السابقات للحزب الحاكم في الجنوب، الأمر الذي يجعل البعض يربط بين التحولات في مواقف الفاضل، التي من شأنها أن تخلف تحولات في مجال التواصل بين الخرطوم وجوبا، فالجارتان تبدوان في موقف لا يسمح لهما بالمزيد من التفاعلات السلبية، وعليهما اختيار (التعاون) كبديل موضوعي للنزاع. فيما يرى فريق آخر أن (التباينات) بين الخرطوم وجوبا أكبر من أن تتم معالجتها في الإطار الاقتصادي وحده، وأن ثمة تداخلات أخرى ستظل حاضرة في المشهد وبشدة.
سيهبط الفاضل، وزير الاستثمار السوداني، في جوبا، وهو المزهو بمغادرة بلاده لنادي العقوبات الاقتصادية الأمريكية، ويسعى من أجل مزيد من تحقيق المكاسب لحكومته، وهو الهبوط الذي يفترض سؤالاً آخر يغوص عميقاً في آبار النفط: هل ينجح مبارك الجديد في وضع نهاية للنزاع القديم ويضع (السودانين) في خط التعاون؟.
اليوم التالي.
“زيارة الفاضل إلى جوبا ذات البعد الاقتصادي لا يمكن فصلها، بأي حال من الأحوال، عن الحراك الإقليمي من أجل إيجاد نهاية للأزمة المشتعلة في الدولة الوليدة”
كما لا يمكن فصلها من استثماراته في الجنوب
مبارك الفاضل له مصالح تجارية في الجنوب ماشي يتفقدها وينميها…
“زيارة الفاضل إلى جوبا ذات البعد الاقتصادي لا يمكن فصلها، بأي حال من الأحوال، عن الحراك الإقليمي من أجل إيجاد نهاية للأزمة المشتعلة في الدولة الوليدة”
كما لا يمكن فصلها من استثماراته في الجنوب
مبارك الفاضل له مصالح تجارية في الجنوب ماشي يتفقدها وينميها…