يَفرُكُ عربيٌّ عينيــه!!

محمد هجرس
«يفرك العربيُّ عينيه، يشكّك فيما يراه.. لا يكاد يصدق.. لم يجهز اصلاً لمواجهة هذا النوع من المشاهد.. والتجربة تقول ان الرئيس يدوم ويدوم اذا لم تغدره رصاصة او عبوة. ولا يفرج عن القصر إلا اذا استدعاه القبر. ويخرج حينئذ مجللاً بالاحترام. ملفوفاً بعلم البلاد ومحمولاً على عربة مدفع. يتصبب الدمع من سطور وكالة الانباء الرسمية. وتطل مذيعة الاخبار مجللة بالسواد».
هكذا قال أحد الكتّاب ناعياً إلينا المشهد الذي هزّ الوجدان العربي للمرة الثانية، صباح الأربعاء الماضي، ما بين مصدّقٍ كما رأينا، وما بين مشكّكٍ كما صرخ أحد المحامين في الجلسة الأولى: يا قوم، هذا الراقدُ أمامكم ليس مبارك، إنه شبيه يجب محاكمته على انتحاله صفة رئيس الجمهورية».. نفس ما تشدّق به حالمون ذات يوم، من أن الذي التف حبل المشنقة حول رقبته في 2008 ليس صدام حسين، و»لكن شُبّهَ لكم». فهلّل الواهمون، وجلسوا ينتظرون إلى اليوم ويرسمون ملامح العودة.. فكانت الفلول؟.
التاريخُ لا يعود إلى الوراء..
قالها ذات يومٍ نابليون بونابرت، قبل أن يدخل أحد الكهوف في جزيرة سانت هيلانة ليقضي فيها السنوات الست الأخيرة من حياته، عقب هزيمته أمام البريطانيين في معركة واترلو (يونيو 1815) ومع ذلك، فقد حفظ له التاريخ، بعضاً من الكرامة الأخيرة، عندما رفض الانحناء أمام مدخل الكهف الذي صنع خصيصاً لإذلاله، فجثا على ركبتيه ودخل الكهف مرفوع الرأس، ليموت منفياً.
يفتحُ العربيُّ عينيه، فإذا «الرئيس» في القفص، متخلياً عن أدوات مكياجه.. لا سَحَرةَ، لا مطبّلين، ولا «هتّيفة» ولا حاملي مباخرَ ولا عناوين باللون الأحمر، ولا مزوري تاريخ، فقط.. علامة حضور ترتفعُ من على سريرٍ طبي، وبصوت يعرفه العامّةُ جيداً: «موجود يا أفندم» هكذا أصبح الاسم مجرداً، ومتهماً.. لا «فخامة» بعد اليوم، ولا «سيادة» لتكتمل الصورة، بدون أختامٍ هذه المرّة، فجميع الصور قد أزيلت من على الحائط! فيكون الدرس الذي يبدو ألا أحد يتعظ منه، أو يتوقعه.
تماماً.. مثلما تعرّى الرئيس الراحل صدام حسين ـ مع الفارق ـ من كل النكهات الملونة، وبقيت فقط لحية ابيضّت، ومصحف شريفٌ أضحى الآن الملاذ بعدما ضاعت كل الهيبة واختفت الملذات، أمام القفص بكى مصريون شفقةً دون أن يعرفوا، هل يبكون رئيسهم السابق؟ أم يبكون واقعهم الذي انحدر كثيراً، فيما بكى مصريون آخرون دون أن يعرفوا هل يبكون فرحاً أم شماتة؟
إنه التاريخ الذي لا يعود للوراء، كما قال بونابرت، وفي نفس الوقت لا يرحم.. كما نفرك أعيننا لنشاهد.
الرجلُ المريضُ وراء القضبان، ومعه كل تاريخه، يتمدّد على سرير أبيض، وليس هناك ما يشفعُ أمام أصوات الثأر المتعالية المطالبة بالقصاص، وكأننا في اشتياقٍ محموم لدمٍ جديد نسفكه على الأرض، أو رقاب تتدلى من مشنقةٍ عند الفجر، فيما هناك مرضى كُثرٌ في عواصمَ قريبةٍ يصارعون البقاءَ وللأسف على جثثٍ كُتبَ عليها أن تدفع وحدها ضريبة التشبث بكرسي الحكم.
لم يخرج أحدٌ طواعية، نموذج الجنرال سوار الذهب في السودان، والجنرال إعلي ولد محمد فال، في موريتانيا، كانا فقط من اختارا الخروج من القصر على قدميهما، ليس إلى القبر، ولا إلى المنفى، ولا إلى القفص، فبقيا في الذاكرة العربية العادية، دون أن يتعلم منهما مَن في الحكم!
يفركُ عربيٌّ مثلي عينيه، وقد سقطت كل الأقنعة، فلا يملك إلا أن يصرخ: يا إلهي.. كل هذه الدماء مقابل قطعة من الخشب!
أحسنوا أعمالكم.. تٌحْمَدٌ خواتيمكم..
طاب صباحكم، ومساؤكم أيضاً!
[email protected]
لم يخرج أحدٌ طواعية، نموذج الجنرال سوار الذهب في السودان، والجنرال إعلي ولد محمد فال، في موريتانيا، كانا فقط من اختارا الخروج من القصر على قدميهما، ليس إلى القبر، ولا إلى المنفى، ولا إلى القفص، فبقيا في الذاكرة العربية العادية، دون أن يتعلم منهما مَن في الحكم!
سوار الذهب كوز قديم والانقلاب جزء من سيناريو الكيزان لحكم السودان بئس النموذج تفووو.
سوار الدهب رجل ضعيف الشخصيه ويخاف المسئوليه .. يحب العمل لنصرة امير المؤمنين وامام المتوضئين وعمل لصالحه فى ادارة الدعايه الانتخابيه الاخيره .. فالقيصر الدائم لحكم السودان مبسوط منه … يعمل منذ امد بعيد فى منظمة الدعوة الاسلاميه وهى من المنظمات المشبوهة .. لان الاسلام الدعوة له بالحسنى فلا يحتاج لمنظمات دولاريه ..
سوار الدهب ضعيف جبر على خلع النميري لأنه لا بديل أمامه غير هذا والدليل أنه لم يستغل فترة حكمه في قرارات ثورية كان السودان في حوجة أليها . واذا كان نميري موجود لكان مطية في يده والأ لماذا طيلة فترة عمله بالقوات المسلحة لم يشغل نفسه بأعتراض سياسات النظام . سوار الذهب ياأستاذ مثال للأرزقيه ليس الأ وانظر أليه الان يأكل من أموال زكاة شيوخ الخليج بحجة أنه أمين عليها كما كان امين على الحكم بل وسقط قناعه عند تأييده للبشير الطاغي لأنه لايعرف العيش في العلن لانه في حقيقته خلاف مايظهر منه . بل أنه منافق أفاق مخادع لايجب ان يكون قدوة الأ للضالين
الناس عجيبة وارضائها صعب جدا —- لو رئيس ترك الكرسى ? قالو ضعيف وما عندو مسئولية ? ولو مسك فيها قالو الروب — أحسن حاجه تكون ام فكو – لا رئاسه ولا يحزنون مش أحسن ليكم وعلشان ترتاحو انتو كمان من النقد والنقة الفارغه
هذا الرجل ضيع السودان وياليت لو ترك نميري وصل لجزه رقابهم وهو معهم غواصه المؤتمر
باهت لا لون لا طعم للارائحة
سوار الدهب اكبر واحد اضر بالسودان..خرج ليسلمها لقمة باردة للترابي والبشير..
كيف يسمح لنفسه في عهد ديمقراطي ان يسجل البشير البيان رقم واحد من المنظمة التي كان ولاا زال علي راسها…
لن يغفر لك التاريخ يا سوار ولو تعلقت باسوار الكعبة
شخص ضعيف تنقص عليه صفات الزعيم انه ينفع يشتغل تحت اوامر كخادم مطيع……………………
سوار الدهب الله يهديه .. بدأ نضيفا وخرب سمعته حينما ايد البشير حيث وصفه في احدي لقاءاته انه البشير القائم العابد الزاهد .. من اين لك هذا الوصف الذي لا يشبهه الا النفاق والكذب والتملق .. اضاع سمعته حينما وقع في حضن المؤتمر الوطني … روح بلا داهيه معاك ..