أخبار السودان

يا الماشي لي باريس ..

مقياس رشد الدول وحكوماتها يتمثل في إهتمامها الأساسي بثلاثة قطاعات حيث يفُرد لها البنود الكبيرة من الميزانية العامة وهي التعليم والصحة والزراعة .. لان مردودها في النهاية سيكون خيرا على ذات الميزانية من خلال رفع مستوى المواطنين الذهني والبدني والغذائي .
حكى أحد المعلمين المصريين والذي سنحت له الفرصة بالتدريس في امبراطورية اليابان في عهدها الصناعي المتفرد حاليا .. أنه و في الشهر الأول من خدمته حينما ذهب للبنك لاستلام راتبه .هاله الرقم الذي وجده بحسابه .. فظن أن هنالك خطأ ما في الإيداع .. فقام بمراجعة الإدارة المالية التي يتبع لها مستفسرا.. فأبلغوه بأن ما هو موجود في حسابه هو راتبه المستحق فعلاً والذي حسب ما علم أنه يفوق مرتب رئيس الوزراء .. لسبب بسيط هو أن مؤهله كمعلم أعلى من مؤهل رئيس الحكومة !
ولانهم يعلمون أنه لولا المعلم لما كان صانع السيارة ولا مخترع الذرة ولا كان رئيس الوزراء ولا قادة الجيوش ولا كل الذين تنهض بهم تنمية الأوطان وتتوفر عليهم راحة العباد وأمن البلاد !
ولكن كل البلاد التي إنحدرت الى القاع .. هي تلك التي قدمت حماية الأنظمة بتقوية أذرع أمنها و تبالغ في أوجه الصرف البذخي البرتكولي وتترهل فيها عموديا و أفقيا آلة الحكم بدعوى تقصير الظل الإداري وهي في الحقيقة تزيد من ارتفاع حائط ذلك الظل الذي سيحول نظرا لضعف الإمكانات وتبعثر قليلها في خدمة ذلك التمدد العبثي دون شك بين المواطن وما يترتب على الدولة من واجب مراعاة حاجته الضرورية أو مجرد الوصول اليه !
لن تنهض بلادنا من وهدتها إلا إذا قام نظام على أنقاض هذا العك السلطوي المدمر لإنسانية أهله المتمثلة في تخفيض ميزانية تلك القطاعات وتهميش العاملين فيها من معلمين واطباء وزراع وطبعا وفي غير انتقاص من واجب الدولة حيال بقية القطاعات الداعمة لإقتصاد البلاد كل حسب موقعه و تخصصه الذي يكتسب دورا تكامليا كترس فاعل في حركة النماء العام .. فيأخذ بقدرما يُعطي .
لا أحد يستنكر أن يكون لنا جيش وطني قومي و قوي لحماية البلاد وليس لمحاربة أهلها ولن يستتب الأمن في اي مجتمع مالم يتوفر له من العيون الساهرة ما يجعل مواطنية ينامون ملء الجفون ولكن أن تتسع بطن تلك الأجهزة الى درجة أن تبتلع ميزانية الأولويات التي تقوم عليها نهضة الدول والشعوب .. فذلك ليس له تصنيف غير أن يوصف بأنه إدمان الفشل الذي سيؤدي الى إستمرار تدهور الوطن الذي يحسه ويراه راي العين كل ذي بصيرة وبصر .. إلا أهل الحكم الذين يقيّمون الأمور قياسا على ماهم فيه من نعم زائلة .. ولا يهمهم بعد ذلك زوال حق الآخرين من أهل الدار في الحياة الكريمة وهم على استعداد لبيع تراب الوطن ذاته طالما تملكهم الشعور بأنهم سادته وهم أحرار فيما ملكت أيمانهم من الحجر والبشر والشجر !
فلن تنهض بلادنا إلا إذا عادت الفتيات للتغني .. تمجيدا للمعلم .. يا الماشي لي باريس جيب لي معاكا عريس شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس ..ولهّ أنا غلطان !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. [ ولهّ أنا غلطان ] . حبيبنا برقاوي معظم المعلمين الموجودين حاليا ديل لظروف ضاغطة ضغط هائل و لمده طويله من الزمن اشبه بصخور صلبه تحولت الي صخور رسوبيه يسهل تشكيلها . وتم تشكيلها . حكايه قم للمعلم و فة التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا بقت ذكري حلوه و جميله من ايام الزمن الجميل . هل تصدق معلم ممكن يسف صعوط من كيس تلميذو . معلم ما عندو وسيله مواصلات طلبتو المرطبين بوصلوهو بيتو لو كان قريب او اقرب شارع فيهو حافلات او ركشات . فه التبجيلا يا برقاوي و صه يا كنار.

  2. [ ولهّ أنا غلطان ] . حبيبنا برقاوي معظم المعلمين الموجودين حاليا ديل لظروف ضاغطة ضغط هائل و لمده طويله من الزمن اشبه بصخور صلبه تحولت الي صخور رسوبيه يسهل تشكيلها . وتم تشكيلها . حكايه قم للمعلم و فة التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا بقت ذكري حلوه و جميله من ايام الزمن الجميل . هل تصدق معلم ممكن يسف صعوط من كيس تلميذو . معلم ما عندو وسيله مواصلات طلبتو المرطبين بوصلوهو بيتو لو كان قريب او اقرب شارع فيهو حافلات او ركشات . فه التبجيلا يا برقاوي و صه يا كنار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..