تصريحات الرئيس قبل مواجهة الجزائر بدت وكأنها عنترية حين يقول بقدرة فريقه على العبور إلى نهائي الأندية الأفريقية

الخرطوم ? الزين عثمان
في نهارية رمضانية، بدت وكأنها محجوزة لـ(الزغاريد)، تعلن نتائج الشهادة السودانية. وفي مطلع المساء من ذات اليوم يتم إعلان أشرف سيد أحمد الكاردينال بوصفه الرئيس رقم (42) لنادي الهلال للتربية البدنية. وبينما كانت الصناديق تقول كلمتها وتبتسم في الجولة الثالثة للكاردينال، كانت النتيجة في ذاته بمثابة إعلان عن سقوط الأرباب صلاح إدريس. وأخيراً تستقر (سفينة) الرجل على كرسي رئاسة أكبر الأندية السودانية، محققاً حلماً طالما راوده، وهو الذي يصف نفسه بالمتبتل في محراب صاحب المقام الرفيع.
وبعد انجلاء الصراع الانتخابي بصعود أشرف سيد أحمد لقمة الهرم الإداري لأكبر الأندية السودانية، كان البعض يقارن بين القادم للكرسي، وثلة من العظماء ممن تعاقبوا على المقعد، ووضعوا الهلال في مقامه؛ فمن هنا مر البابا، زعيم أمة الهلال الطيب عبدالله.. من ذات البوابة دلف حسن عبد القادر هلال، طه علي البشير، الفريق عبد الرحمن سر الختم، وآخرون.
وحسم المشهد في نهايته صراعاً على لقب الرئيس رقم 42 للهلال، بعد أن منحت نتيجة الانتخابات المشار إليها أشرف سيد أحمد الكاردينال شرف قيادة أكبر الأندية السودانية عبر الصناديق، حتى وإن كان ذلك في الجولة الثالثة، وبمن حضر، ليؤكد سيد أحمد بعدها على ما قاله قبل بداية الجولة الانتخابية: إن “صعودي لمنصب الرجل الأول في الهلال مسألة وقت ليس إلا”.
وينبئ الاختيار يومها بأن مرحلة جديدة يدخل إليها النادي المحاط بملايين العشاق في السودان وخارجه، وثمة مسارات جديدة وتطلعات سيمضي فيها النادي بتوقيع الرئيس الجديد، على الرغم من البعض كان يسأل يومها: “ومن هو أشرف؟ وما الذي يجعله رئيساً للهلال؟”.
سيرة ومسيرة
تقول سيرة الصاعد إلى منصب رئاسة الهلال عبر أصوات الجماهير إن من يدير الشأن الهلالي الآن هو ابن ضابط الشرطة المعروف. أشرف المولود في بورتسودان، ووالده سيد أحمد الحسين نشأ في مدينة ذات المدينة بشرق السودان. وبحسب المعلومات المتواترة فإن الشاب كان مسؤولاً عن إدارة استثمارات الأسرة، قبل أن يتحول إلى العمل التجاري أواسط ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث بدأ ممارسة التجارة في مواد البناء، قبل أن يتحول إلى العمل في النقل البحري، وامتلك عدة بواخر كانت تقوم بتصدير السمسم والكركدي لجمهورية ألمانيا الغربية.
وبعدها قام أشرف بإنشاء شركات الكاردينال للبناء والتشييد، وأنشأ بعدها أكبر مجمع صناعي للغذاء واستثمارات أيضاً في دولة جنوب السودان، وهي الاستثمارات التي تحاول الإجابة على مصادر أموال الرجل عندما تقدم لإدارة كيان الهلال، مثلما كانت حاضرة أثناء الطعون قبل العملية الانتخابية، أيضاً الإشارة إلى علاقة الرجل بأموال صقر قريش، وإدانته أمام المحكمة، وهو الطعن الذي رفض من قبل المفوضية، لكنه ربما ظل إحدى الأدوات التي سيستخدمها البعض في معاركه مع الكاردينال رئيس الهلال، حيث ظلت قضية صقر قريش هي الأداة التي يستخدمها البعض لقص أجنحة الرجل وهو يدير نادي الهلال.
باعنا “الهوا”
وبعد ما يزيد من العام من صعود الرجل لمنصبه في الإدارة الهلالية عادت الأسئلة المتعلقة بمقدراته في إدارة الشأن الهلالي، وفي هذه المرة كانت تجيب على نفسها بالمراقي التي يصلها الفريق في النهائيات الأفريقية، وهي ذات المراقي التي يصفها الآخرون بـ(الخيبة)، عطفاً على المآلات المحتملة، وبعض النتائج غير المنتظرة لفريق الكرة.
وبينما يرى البعض أن أشرف أقل قامة من الهلال، وأن ظروف التراجع العام في البلاد هي التي دفعت به لكرسي أكبر من إمكانياته بمراحل، فإن الرجل في المقابل يقلل من مثل هذا النوع من الإدعاءات ويقول إن مطلقيها ينطلقون من رؤى عداء شخصي بالنسبة له وأنهم يحسدونه على ما يقدمه للفريق، بل يمضي أكثر من ذلك حين يشير بأصبع التحدي لـ”من يستطيع تقديم أكثر مما أقدمه فليتقدم الصفوف ويقوم بدوره تجاه الهلال وجماهيره”. ولربما لا يعبأ الرجل إبان بذله لردود من تلك الشاكلة إلى أن هناك بذل الوعد بمقاطعة الهلال، وترك تشجيعه ريثما يغادره الكاردينال على أمل أن يتم ذلك في أقرب وقت!
وتقول الفترة الزمنية التي أدار فيها أشرف النادي إن ثمة تراجعا كبيرا يعتري النادي على مستويات متعددة، وهو ما يعزوه البعض إلى تواضع المقدرات الإدارية التي يملكها الكاردينال، ويكشف آخرون عن ضعف في المقدرات المالية أيضاً، رغم أن رئيس النادي، وعبر وسائل الإعلام، ما فتئ يطلق التصريحات التي تقول بدفعه المليارات من أجل صناعة هلال يهز الأرض تحت أقدام العمالقة. وتبدو تلك المليارات لدى آخرين صفراً كبيراً، في مقابل صورة نجم الفريق السابق بكري المدينة، الذي توشح الأصفر والأحمر منتقلاً من الشمال للجنوب، إبان عهد أشرف.
معارك الأرباب
حسناً، انتصر الكاردينال على رئيس الهلال السابق صلاح إدريس مستفيداً من دعم الأمين البرير أثناء سير الانتخابات. وبدا أن مخلفات المعركة هي الأكثر تأثيراً في مسارات عمل الكاردينال ومجلسه، فلا تكاد تنتهي معركة إلا وتشتعل أخرى بينهما.
يصف أحد أصدقاء أشرف صفات عرفها فيه بعد علاقة امتدت لأكثر من عشرين عاماً، معتبراً إياه “حلو المعشر نقي السريرة ويمتاز باللطف ورقة المشاعر، مثلما أن قوة الشخصية هي أحد مميزات الصاعد لرئاسة النادي الهلالي”. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نقاء السريرة كافٍ لأن تقود الهلال نحو منصات التتويج والتعاطي مع الصراعات الكروية؟! يجيب أشرف عن الاستفهام في آخر أحاديث ما قبل الصعود إلى المنصب حين يخاطب غريمه في الصندوق صلاح إدريس بالقول: “البتعمل فيهو ده عيب كبير والله يا صلاح، ولو تعاملت معاك بالمثل كان من الممكن أن أحرمه من الترشح نهائياً جراء تقديم طعن بسبب إدانته في قضية عبد الله ود القبائل بسبب شيك مرتد بمبلغ مليون وثلاثمائة ألف دولار وبالرغم من أن بحوزتي كافة المستندات فإن أخلاق الهلال منعتني من الطعن والتشهير برئيس الهلال السابق”.
ولم تمنع حلاوة المعشر ونقاء السريرة الشاعر من أن يستخدم ذات أدوات المشهد الرياضي في أن يخوض الكاردينال من خلالها معاركه مع أعداء الصندوق باستخدام ذات أدوات الضرب عبر الكلمات.
وسرعان ما تتحول معركة المستندات والإدانات إلى معركة أخرى، ارتبطت هذه المرة بقضية بناء (الجوهرة الزرقاء)، وعن تسريبات تقول بنقل السيخ الخاص بعمليات البناء إلى قصر الرجل الذي لم يجد ما يرد به غير: (الفول فولي زرعته وحدي وسأحصده وحدي)، وكأنه يضع الهلال في إطار ممتلكاته الخاصة التي يحق له التعامل معها وفقاً لما يرى هو، وهو أمر آخر يمسكه البعض على الرجل حين ينعتونه بالديكتاتور الذي يسير الهلال وفقاً لما يريد هو مستفيداً من جهاز إعلامي يدعم كل خطواته.
قريباً من الضوء
يقول الصحفي والناقد الرياضي حسن فاروق إن رئيس الهلال أشرف الكاردينال يظل عاشقاً للظهور الإعلامي من الدرجة الأولى فهو يحاول باستماتة الظهور في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بحراك فريق كرة القدم وهو أمر يأخذ كثيراً من القيمة المعنوية لرئيس الهلال، فالكاردينال يظهر مع اللاعبين في التمارين ويلتقط الصور معهم في حفلات العشاء، لكن حالة الكاردينال ـ بحسب حسن ـ لا تبدو مقتصرة عليه وإنما هي ظاهرة عامة بدأت تلوح في أفق المشهد الرياضي، فاروق وهو يقرأ سنة العمل الإداري لأشرف يقف في عدة نقاط فيشهد له بالنجاح في ملف المراحل السنية وفي ظهور لاعبين على مستوى عالٍ وفي أعمار صغيرة تطمئن على مستقبل الأزرق لكن كغيره من الإداريين في كرة القدم السودانية تبدو للرجل أخطاؤه المتعلقة بعدم الإلمام بالتحولات الكبيرة في كرة القدم وطرق إدارتها.
ويشير فاروق إلى أن الرجل ومن خلال جهاز إعلامي موجه حاول أن يبيع الجمهور الترماي في قضايا كثيرة سيدفع الهلال فاتورتها في نهاية المطاف. ويبدو الرجل وكأنه يقول إن طريقة إدارة الهلال الحالية تمثل أحد نماذج الفشل في الكرة السودانية.
من الجماهير
مثلت خطوة إبعاد نجوم الفريق الكبار إحدى الخطوات التي احتجت فيها الجماهير الهلالية على طريقة إدارة الرجل لفريق كرة القدم وهي القضية التي ارتبطت باستعانته بالصحفية فاطمة الصادق كناطق رسمي بلسانه، مما اعتبر دفعاً لفاتورة دعم انتخابي لا شأن للإدارة الموضوعية بها، ودافع أشرف عن خياره منطلقاً من هلالية السيدة وعن حقها في إدارة المنصب بل تجاوز حتى الهتافات أمام منزله: (إدارة الست تعجن وتلت) قائلاً بأن الهلال يديره مجلسه المنتخب لا الصحافيون مهما كانت قدراتهم ودرجة تأثيرهم، مشيراً لعلاقته الخاصة ببعض الصحافيين وواصفاً بعضهم في مرات بالمشجعين الذين لا يستطيعون أن يحركوا شعرة من رأسه، وأنه سيمضي في مسيرته التي من الممكن أن تستمر ربع قرن في رئاسة مجلس إدارة الهلال، في المقابل فإنه يبدو سعيدا بأن الجماهير تدعمه وبشدة.
سمح الكلام في خشم الريس
الرجل الجالس في مقعد الرئاسة الهلالي لم تبتدر علاقته بالفريق الأزرق عبر الانتخابات الأخيرة وإنما يحتفظ له الأرشيف بأيادي دعم سابقة كان قد قدمها للفريق من خلال دعمه الذي لم يقتصر على مجلس إدارة دون المجالس الأخرى، كما أن اسمه ظل حاضراً حين يأتي الحديث عن التعيين لمجالس الإدارات، لكن ما يحسب له الآن أنه دخل إلى منصبه عبر الانتخاب ولم يأته عبر اختيارات السلطة وإنما عبر اختيارات الجماهير الهلالية في صندوقها الانتخابي، كما أن علاقته بالعمل الرياضي بدأها حين صعوده إلى منصب رئيس اتحاد الفروسية قبل أن يكون فارس السباق الانتخابي الهلالي.
الرجل الذي بدا قريباً من تحقيق حلمه في تحقيق بطولة الأندية الأفريقية لهذا الموسم بدأ يبتعد عنها، وهو الابتعاد الذي ربما ينتج ابتعاداً آخر وهو ما دفعه لأن يصدر تصريحات بدت وكأنها عنترية قبل مواجهة اتحاد الجزائر غداً وهو يقول بقدرة فريقه على العبور إلى النهائي ومطالبته الجماهير باستقبالهم في المطار.. لكن السؤال الآن لا يبدو متعلقاً بالاستقبالات عقب الصعود بقدر تعلقه بإمكانية الصمود في منصبه حتى إكمال الدورة الانتخابية

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. و الله الصحفيين اما يقبضوا التمن ينضفوا ليك الcvو كأنو الشخص نزل للانتخابات من دون مساوئ يا خى قصص من اسم الكاردينال لحدى فضيحة سبدرات و غيرو و غيرو كلو اتجاوزتو

  2. هو ابن ضابط الشرطة المعروف سيد أحمد الحسين
    ************************************************

    إن مثل الكاردينال عند الشعب كمثل أسامه

  3. إنشاء الله الهلال منتصر 5 /2 وانا من حسع ماشي المطار وشايل معاي سوط عنج اصلي عشان لوما وفا بي كلامو انزل فيهم سلخ

  4. الزين عثمان.. كان تخلي الموضوع بعد المباراة.. ولا شنو؟ طالما انك صحفي ومنتمي لمؤسسة رياضية تربوية كبرى مثل الهلال.

    وليه من زمان ما قلت الكلام دا؟ الكاردينال مسك الهلال الليلة ولا امس؟

    انت في نقر سوي مسخرة؟ وبعدين مسخرة يخلي فريق يطلع برا منافسة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..