سلفاكير، بعاعيت الثورة ولبن الطير

ولعل خير مثال لتحامل بعاعيت الثورة على الثورة وقيادتها هو المقالات التى دبجت فى نقدهم لمجرد ان هناك من هتفوا (ما بنرجع الا الجنوب يرجع). لقد قرات لأحدهم ان هذا الشعار خاطىء وموذى وضار للعلاقة بين الشمال والجنوب. ولعلنى اتفق معه ان رفع التجمع او قحت هذا الشعار او تبنوه رسميا فى خطابهم السياسى. هذا ليس ما حدث على ارض الواقع. ما حدث ان هناك جماهير مختلفة الرؤى السياسية ولها كامل الحق فى قول ما تريد وتهتف. هناك جنوبيون وشماليون يريدون عودة الجنوب والشمال كبلد واحد كما هناك من لا يريدون. ولقد هتف البعض بهذا الشعار أمام القيادة العامة. الذى يفهم مناخ الديمقراطية حيث لا تجلب الجماهير بالباصات ولا يحدد لها الهتاف يمكن ان يكتب مثل هذه الكتابة ويمكن ان يتصور ان لقحت القوة والسلطة لتحدد للجماهير هتافاتها. الأمر اختلف ويختلف وغاية الجماهير ان يعمل قادتها لديها وليس العكس. سلفاكير قد لا يفهم او يستوعب ذلك لانه يفكر بذات العقلية ولانه يقمع من يختلف معه. ولا اظن ان بعاعيت الثورة يفهمون ذلك. أقول بعاعيت الثورة لانهم وكما البعاتى يشبه الإنسان تماما فى شكله وفى مشيته ولكنه بلا قلب نابض وبلا دم يجرى فى عروقه. انا لا أدافع عن قحت وقحت ليست الجسم الأمثل لتلبية تطلعات الثورة والثوار. قحت تتكون من احزاب منقسم بعضها على نفسه وبعضها له فهمه الخاص للشارع ولمطالبه. ولكنها المتاح الذى اوجده ظرف ثلاثون عاما من القمع والكبت والشراء والبيع. ثقتنا فى الشارع وفى بناتنا وأولادنا ووعيهم وجسارتهم العملية التى تقوم ما لا يلبى طموحاتهم.
تجمع المهنيين هو القائد لهذه الثورة وقد اثبتت تجاربه انه قادر على القيادة ولكن يجب الا ننسى ان نجاح الامس والعمل بذات الطريقة لمواجهة مشاكل اليوم قد يكون سببا للفشل. أننى اثق فيهم لمقدرتهم على التغيير والتقييم وتحمل المسؤولية. نثق واعيننا مفتوحة وعقولنا تعمل وتقيم.
وكما قال هيجل ان جراح المعرفة لا تداوى الا بالمزيد من المعرفة، نقول ان ثورتنا ستكتمل بالمزيد من الثورة والصرامة فى التنفيذ لتحقيق اهدافنا ولكننا لن نسعى لتدمير الأجسام القائدة بل تعديلها، تقويمها وتحسينها. ان الذى يطالب أية قيادة فى سودان اليوم ان تحدد للشارع ما يقول كالذى يطالبهم بلبن الطير كما يقول اهلنا تعبيرا عن الاستحالة.
احمد الفكي
[email protected]