في ذكراه الثانية.. محمد وردي.. حين اتجه جنوباً

عادل إبراهيم حمد
احتفت الأوساط الفنية والثقافية في السودان قبل أيام, وتحديداً في الثامن عشر من فبراير الجاري بذكرى الفنان محمد وردي، حيث يوافق اليوم المذكور الذكرى الثانية لرحيله, وقد جاء الاحتفاء لائقاً بمقام الفنان الكبير الذي أسهم إسهاماً مقدراً في الارتقاء بفن الغناء السوداني حتى تجاوزت الأغنية السودانية الحدود, وأصبحت من أدوات التواصل الثقافي مع دول الجوار الإفريقي, بل وامتد مدى صداها من أقصى الشرق الإفريقي في مقديشو إلى الغرب الأقصى في داكار.
ولد الفنان الكبير محمد وردي في الشمال الأقصى, قريباً من مصر.. كان (الفنان) داخل وردي هو مَن يحدد وجهة وردي أكثر من أي عامل آخر مثل المهنة أو سبل كسب العيش. ولما كانت لوحة الإبداع لا تكتمل إلا بمتلق متجاوب, ساق المنطق الإبداعي الفنان الواعد محمد وردي إلى ساحات التجاوب في الجنوب حيث يتجاوب الوجدان مع ما في دواخل وردي من شلالات إبداع تكاد تتدفق. لذا لم تكن مصادفة أن جاء وردي إلى معهد التربية في شندي دارساً ولم يهاجر من حلفا طلباً للعلم في أرض الكنانة التي كانت حلم جل السودانيين في ذلك الزمان، بمن فيهم الشاعر إسماعيل حسن الذي درس في معهد زراعي بشمال الوادي قبل أن يعود للسودان ويكتب (لو بهمسة) و(المستحيل) و(خاف من الله) وغيرها من الروائع التي أنتجتها تلك الثنائية الغنائية البديعة.
أوغل وردي جنوباً فالتقى بابن أم درمان صلاح أحمد إبراهيم وغنى له (الطير المهاجر) التي شكلت معلماً بارزاً في مسيرة الغناء السوداني, وما كان لها أن تجد ذات الصيت والذيوع والإعجاب لو اتجه وردي شمالاً حيث يتجاوب الوجدان هناك مع إبداع مختلف لا يشبه الطير المهاجر ولا عصافير الخريف, فالمزاج السماعي والأذن الموسيقية يتشكلان بعوامل كثيرة تختلف من بيئة لأخرى. وما كان للأذن في القاهرة أن ترهف السمع لإبداع القادم من الجنوب مثلما تفعل مع القادمين إليها من نواحٍ أخرى مثل اللبناني فريد الأطرش أو الجزائرية وردة أو المغربية سميرة سعيد والسعودي محمد عبده.. ولضاعت في غربة الوجدان (الحنينة السكرة) ومن غير ميعاد.
باختياره الوجهة الصحيحة أصبح محمد وردي أحد صناع التمازج القومي في السودان, يطرب له الناس في حلفا والأبيض وكسلا ونيالا والدمازين. أعانه على ذلك انتشار اللغة العربية التي تعتبر العامل الثقافي الأبرز في تشكيل القومية السودانية، حيث أذابت الحاجز الناتج عن الانحباس في دائرة اللهجات المحلية, فقرّبت العربية بين النوبي والبجاوي والفوراوي، لكن لا بد من الوقوف عند اللحن الجميل كعامل تقريب.. ما كان للأغنية أن تبلغ ذلك الانتشار لولا اللحن الجميل الذي سكبه الفنان المبدع على القصيدة, أي إن التأثير متبادل, فمثلما أعان انتشار اللغة العربية على نشر الأغنية, أسهم وردي بألحانه الجميلة في تثقيف العوام من غير المتعلمين, فعرفوا روائع الشعر عند التجاني سعيد وصديق مدثر ومحجوب شريف, وحفظ -حتى الأمي- بيتاً في روعة (بالذي أودع في عينيك إلهاماً وسحراً) من رائعة الجيلي عبدالمنعم (مرحباً يا شوق)، بل اقتحم وردي بألحانه قلاعاً حصينة استعصت تماماً على اللغة العربية, فقد حكت السياسية الجنوبية أقنيس لكودو أنها وزميلاتها في المرحلة الثانوية كن معبآت سياسياً ضد اللغة العربية حتى جاء وردي إلى جوبا وأحيا حفلاً فأطرب الطالبات اللائي لم يجدن بداً من حفظ الكلمات العربية ليرددن اللحن الآسر. وهكذا كان للعربية وألحان وردي دور ثقافي متكامل, لكن الغريب أن وردي قد جارى حملة على اللغة العربية حين راجت دعوة لحماية اللهجات المحلية باعتبارها إرثاً ثقافياً لأهل كل منطقة، وهي فكرة سياسية أساسها صراع بين المركز والهامش, لكنها خلطت بين الاستعلاء العرقي والتفوق الثقافي, فلم تدرك أن انتشار العربية لم يكن بانحياز (رسمي)، بل لحيوية في هذه اللغة الحية.. لم يكن وردي موفقاً في مجاراة تلك الحملة حيث بدا وكأنه يفضل أن يكون محصوراً في أغاني الرطانة التي لم تخلق منه فناناً واسع الانتشار قبل أن يغني لشعراء فطاحل في العربية مثل محمد المكي إبراهيم ومحمد الفيتوري وكجراي ومرسي صالح سراج. وعلّ من المفارقات الدرامية أن يكون الاثنان الأخيران قد قدِما من منطقتين تنطقان بلهجات محلية. وما ذاع صيت الشاعرين وما علا شأنهما الثقافي إلا بعد أن كتبا بالعربية.
كان طبيعياً أن يكون الفنان الذي أسهم في صياغة الوجدان السوداني الموحد أبلغ وأشهر مَن قدّم الأغنيات والأناشيد الوطنية فاكتملت لوحته الغنائية الأجمل, وسرى اللحن الشجي يثري الوجدان ويجلي النفوس من حلفا إلى نمولي, وامتد الإشعاع الوردي إلى شرق إفريقيا حتى مقديشو وإلى غرب إفريقيا حتى داكار، فكان خير سفير للإبداع السوداني وخير دال على رقي هذا الشعب.. حسناً فعل محمد وردي حين سبح عكس تيار النيل.
وعلى نيل بلادنا سلام
وشباب بلادنا سلام
ونخيل بلادنا سلام
وسلام على وردي في الخالدين.
هكذا قال عادل ابراهيم :ولد الفنان الكبير محمد وردي في الشمال الأقصى, قريباً من مصر..
يعني لازم تجيب سيرة مصر دي في كل حاجه
اذا كنت من المعجبين بوردي يا عادل ابراهيم فعليك ان تقتدي به ,,,
فوردي كان وطنيا غيورا علي بلده السودان تصدي لضياع حلفا بعد الخدعه المصريه لحكومة السودان وشارك اهله النوبيين في السراء والضراء وساند النوبه في جنوب مصر في موقفهم الصامد وحق العوده لارض اجدادهم بعد ان ابتلعت مياه بحيرة النوبة ارضهم ويحاول اهلك المصريين ابتلاع البقيه
فهل انت مثل وردي يا عادل؟؟؟ الاجابه واضحه للجميع ,,انت طالبت بالتنازل عن الولايه الشماليه لمصر وفتح ابواب السودان للطوفان البشري المصري لان همك الاكبر هو ان لا يتكدس المصريون علي شريط النيل وان يسثغلوا خيرات بلادنا وينعموا بها والف ستين دهيه علي سكان الولايه الشماليه واهل السودان
حيرني تعليقك اوغل وردي جنوبا الي امدرمان ليلتقي بصلاح احمد ابراهيم !!!عجيبه ,,قصدك جنوب مصر ولا ايه يا سعادة البيه,,غسيل المخ المصري باين في كل ما ذكرت ايها القزم لان امدرمان يعتبرها وردي وكل اهل السودان عاصمة السودان الوطنيه التي انصهر فيهاابناء السودان من كل ارجائه وليس غريبا علي وردي ان يكون من ضمن ذلك النسيج الاجتماعي
يا استاذ عادل اترك السودان واهله في حالهم فانت غير مؤهل بالحديث عن بلادنا واهل الابداع اصحاب المواقف الوطنيه في وطننا العظيم السوداني وركز علي محروستك مصر عسي ان يتصدقوا عليك بدراهم معدودات تغنيك من كدر الليالي الحالكه وضنك العيش