سوق الكلام .. !!

منصات حرة

* نجحت الانقاذ منذ مجيئها بإنقﻻب عسكري والخطاب رقم واحد  ، في بيع الكﻻم وتسويقه ببراعة فائقة ، فكل ما جناه الشعب من انجازات ، هو كﻻم في كﻻم ﻻ غير ، وكلما احست الحكومة بإرتفاع درجات الضيق والتذمر بين الناس ، تهرول وتبتكر برنامج تضع له شعار رنان ، كالنفرة الكبرى او الخضراء او الوفاء ، وبعدها يتم صرف مليارات اكبر من قيمة موضوع النفرة في الكرنفالات والخطابات الجماهيرية والغناء والرقص ، ونحن يا جماعة حصل كذبنا عليكم ، حصل وعدناكم بي شي وما نفذناهو ، والهتافات تاتي من الميكريفونات المجاورة ( سير سير ونحن جنودك للتعمير ) ، ثم يعلو الصوت نحن يا جماعة اليوم النقول لي امريكا ( نعم ) اعرفو نحن ماشين غلط ، وياتي الرد من قيقم مباشرة ، امريكيا روسيا قد دنا عذابها ، وما دايرين لبن كاني بقرنا كتير وسوداني …!!

* وهكذا يستمر مسلسل الخطابات والكرنفالات والوعود ، وكل خطاب يتضمن توجيهات وقرارات ، وينفض الجمع ، وﻻ توجيهات وﻻ يحزنون وعندما تذهب لمؤسسة وتطالب بمضمون التوجيه ، يقول لك الموظف مافي توجيه مكتوب جانا نحن برضو سمعنا زيك التوجيه في التلفزيون والاخبار ، وهكذا تستمر الانقاذ في ادارة الدولة ، وتقفز من توجيه لآخر ، ومن لجنة رفيعة المستوى الى لجنة منبثقة من اللجنة ومن لجنة تقصي حقائق الى لجنة تحقيق ، ويوم يومين اسبوع اسبوعين شهر شهرين ، ينسى الشعب الموضوع وينسى اعضاء اللجنة انهم اعضاء لجنة و تضيع القضية وتتراكم التوجيهات في مستودع الخطابات السابقة ..!!

* وهذه الايام نعيش حالة جديدة للخطابات ، لدرجة ان يحمل كل خطاب اسم وتاريخ ميﻻد وتاريخ دخول المستودع ، وفي تقديرنا لم يحن الوقت ليدخل خطاب الوثبة و يستقر في مكانه الطبيعي بين الخطابات السابقة ، وما زال خطاب الوثبة  يتمخض عنه خطابات وثبوية جديدة ومازالت اللجان في حالة انقسامات اميبية وانشطارات ، ومازالت المؤتمرات في حالة انعقاد وانفضاض ، وﻻ جدية وﻻ جديد ، وكل مايحدث هذه الايام هو امتداد طبيعي لسياسة بيع الكﻻم ، ولن يكون هناك وثوب وﻻ تنحي ، وغدا سننتقل كل الساحة لتتحدث عن توجيهات خطاب جديد بكل بساطة ، وفي تقديرنا ﻻ يحتاج الناس لمزيد من الكﻻم بقدر حوجتهم لثقة ، عبر تطبيق واقعي وفعلي للتوجيهات السابقة والاحقة ، وكفانا اسخفاف بالعقول فالوضع اصبح ﻻ يحتمل مزيد من الخطابات والتوجيهات الدعائية ، ولكننا سنظل نكتب ونحن على يقين ان ﻻحياة لمن ننادي ..!!

مع كل الود

نورالدين عثمان
[email][email protected][/email]

صحيفة الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..