لماذا دائما رمضان في السودان شهر الفواجع والأحزان؟!!

منذ استقلال السودان عام ١٩٥٦ قبل ثمانية وستين عام مضت الي هذا العام الحالي كانت كل شهور هذه الأعوام الماضية قد حفلت بالكثير من المحن والرزايا والأحداث الدموية الي حد أن عدد الذين لقوا حتفهم خلال الـ(٦٨) أعوام بعد الاستقلال فاق عددهم الـ(٣) ملايين قتيل. وتزداد أعدادهم كل يوم في إرتفاع وتزداد معها كوارث أخري لا تحصي ولا تعد منها علي سبيل المثال الجوع الذي ضرب نحو (٣) ملايين شخص يعيشون منذ سنوات الثمانينات في معسكرات اللاجئين داخل وخارج البلاد، وسجلت هذه المعسكرات حالات وفيات بسبب الجوع، وهروب نحو (٧) من السكان في كثير من المناطق التي يدور فيها القتال الي مناطق آمنة او الي خارج الحدود ، وتفشت أمراض الضنك والحصبة ، والدفتريا، والحمى الصفراء، والإسهال المائي، والتهاب السحايا الجرثومي، وحمى الوادي المتصدع التي حصدت أرواح الألاف ومازالت اعداد الوفيات بسبب الامراض تزداد يوم بعد يوم في ارتفاع مستمر بسبب خروج كثير من المستشفيات من الخدمة والنقص الحاد في الادوية وايضا بسبب منع الحكومة السماح لشاحنات الإغاثة المحملة بالغذاء والدواء بالدخول للمناطق الجوع والأزمات والفقر المدقع بحجة إنها مناطق تخضع لقوات “الدعم السريع”.https://www.youtube.com/watch?v=wRfiFaOlBTw تاسعا- واحدة من مصائب وزارة الخارجية:- الخارجية السودانية ترد على الأمم المتحدة: 4 شروط لوقف القتال في رمضان مع الدعم السريع… شروط الخرطوم تقلل من احتمالات التوصل إلى هدنة في السودان خلال شهر رمضان. https://www.alrakoba.net/31907143/%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa/ ونواصل مع الاحداث السودانية الكبيرة التي وقعت في شهر رمضان من أعوام مضت.
كل ما هو مكتوب أعلاه من معلومات محبطة تدمي القلوب معروفة لدي كل أهل البلاد، ولكن الشيء الذي نختلف فيه نحن السودانيين عن بقية الشعوب الإسلامية الاخري، أن شهر رمضان في السودان رغم إنه شهر له قدسيته وحرمته دائما ما يكون شهر الأحداث الكبيرة والخطوب والفواجع التي تهز البلاد من ادناها الى اقصاها… وما حروب السودان التي اندلعت في رمضان عام ٢٠٢٣ الا مثال يجعلنا نسأل لماذا تحديدا في شهر رمضان وقعت المعارك ولم تنتهي بعد؟!! هذا المقال فيه رصد تاريخي لأحداث سودانية كبيرة وقعت في شهر رمضان من سنوات خلت، وهي أحداث معروفة للقراء ولكن وبمناسبة قدوم شهر رمضان رأيت أن أنشط ذاكرة من نسيها وأجدد ذكراها عمل بالقول الكريم “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”. اولا- محاولة انقلاب ابريل – رمضان عام ١٩٩٠: هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة قامت بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة وكان عددهم (٢٨) برتب عسكرية مختلفة، وقعت المحاولة في يوم ٢٣- أبريل ـ رمضان عام ١٩٩٠، وهنا اتوقف لاقول إنها لا تحتاج الي سرد مطول حولها بسبب ان كل تفاصيلها الدقيقة قد اصبحت معروفة ، بدء من لحظة التجهيزات الاستعدادات الرئيسية للقيام بها ضد سلطة البشير، ومرورا بالخيانة التي قام بها احد الجنود الذي يفشي سر المحاولة ، وانتهاءا بفشلها واستسلام الانقلابيين. ثانيا- هروب عمر البشير من القصر قبل وقوع محاولة انقلاب ٢٣/ أبريل- رمضان ١٩٩٠: سأقوم بنقل الرواية عن حقيقة هروب البشير من قصره سرآ بمنطقة (العيلفون) بغرض الاختباء عند صديقه الطيب (النص) قبل وقوع محاولة انقلاب ضده في يوم ٢٣ ابريل – رمضان ١٩٩٠، هربا وخوفآ من اعتقال الانقلابيين له. واسردها تمامآ كما وردت حقائقها في الكتاب الذي قام بتأليفه عصام الدين ميرغني شقيق الشهيد العقيد الركن عصمت، وكان واحدآ من ضمن الضباط ال(٢٨) الذين أعدموا في يوم ٢٨ ابريل- رمضان ، وجاء الكتاب بعنوان:(الجيش السوداني والسياسة). (أ)- سأقوم بنقل الرواية عن حقيقة هروب البشير من قصره سرآ لمنطقة العيلفون بغرض الاختباء عند صديقه الطيب (النص) قبل وقوع محاولة انقلاب ضده في يوم ٢٣ ابريل – رمضان ١٩٩٠ هربآ وخوفآ من اعتقال الانقلابيين له. واسرد وقائعها تمامآ كما وردت في الكتاب الذي قام بتأليفه عصام الدين ميرغني شقيق الشهيد العقيد الركن/ عصمت، وكان واحد من ضمن الضباط ال(٢٨) الذين أعدموا في يوم ٢٨ ابريل- رمضان ، وجاء الكتاب بعنوان:(الجيش السوداني والسياسة). (ب)- في تمام الساعة التاسعة من مساء يوم 23 أبريل، وصل رقيب من سلاح المظلات إلى منزل الرائد/ عادل عبد الحميد وهو ضابط استخبارات بقيادة السلاح وذلك في ضاحية الحاج يوسف . ابلغ الرقيب بأن لديه معلومات خطيرة عن انقلاب سيتم في تلك الليلة ورفض الإدلاء بأي معلومات اضافية الا بحضور العميد/ كمال على مختار نائب مدير الاستخبارات العسكرية. عند الساعة الحادية عشرة استجوب العميد/ كمال علي مختار الرقيب المذكور بمقر الاستخبارات بالقيادة العامة وقد كانت خلاصة افادته، انه سينفذ انقلاب عسكري في هذه الليلة وان معظم الوحدات ستشارك فيه ، وايضاً ستشارك وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي. وأن الواجب المحدد له ان يقابل المقدم الركن المتقاعد/ عبد المنعم كرار أمام بوابة دخول معسكر القوات الخاصة (وتقع في الجانب الشرقي للقيادة العامة في اتجاه بري) بعد منتصف الليل حيث سيؤمن هو ومعه ضباط صف آخرين دخوله وقيادته للقوات الخاصة علما بأن وحدة المقدم كرار وكل ضباط الصف فيها موالين له. (ج)- استدعى العميد/ كمال علي مختار قبل منتصف الليل كلا من العقيد/ عبد الرحيم محمد حسين والعقيد/ بكري حسن صالح والرائد/ إبراهيم شمس الدين للتشاور حول كيفية إنقاذ الموقف ، كذلك اتصل بالعميد/ عمر البشير رئيس مجلس الانقاذ والذي بادر فورا بمغادرة مقر سكن الدولة وتوجه إلى العيلفون حيث ظل مختبئا هناك في منزل الطيب “النص” حتى صباح اليوم التالي كما فعل بقية أعضاء المجلس نفس الشئ. كانت تلك المعلومة هي التي أودت بحركة أبريل 90 وافشلتاه ، ورغم المفاجأة وقصر فترة الانذار فقد بدأ العميد/ كمال على مختار اجراءات مضادة سريعة ، رغم الذعر والخوف والتخبط فقد ساهمت تلك الاجراءات المضادة في فشل المحاولة. (د)- يقول العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه الذي قام بتأليفه تحت عنوان (الجيش السوداني والسياسة) عن الرئيس/ عمر البشير: ( أما رئيس النظام، الفريق عمر حسن أحمد البشير، فهو كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة تقع عليه مسئولية تحقيق العدالة والالتزام بالقانون العسكري واللوائح في كل قضايا القوات المسلحة. وهذا ما لم يحدث طوال مراحل إجراءات التحقيق مع ضباط «حركة أبريل» وحتى تنفيذ أحكام الإعدام، ومن غرائب الأمور أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالهروب إلى العيلفون عند بدء التحركات ليختبئ في منزل عضو الجبهة الإسلامية «الطيب النص».. ترك كل مسئولياته القيادية ليديرها ضباط أصاغر، ولم يعد إلا في اليوم التالي.. بعد فشل المحاولة!!). ثانيا- اعدام ضباط محاولة انقلاب ابريل ـ رمضان: (أ)- كتب العميد عصام الدين ميرغني (أبو غســان) في كتابه الذي قام بتأليفه تحت عنوان ( الجيش السوداني والسياسة ) عن الرئيس عمر البشير: (أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام عمر البشير لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام حتى صباح اليوم التالي، حين دلف إليه حوالي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الثلاثاء 24 أبريل 1990 العقيد/ عبد الرحيم محمد حسين والرائد/ إبراهيم شمس الدين في مكتبه بالقيادة العامة، وهما يحملان نسخة من قرارات الإعدام ليوقع عليها بصفته رأساً للدولة (كما ينص القانون العسكري)، ويقول أحد الشهود أن الرائد/ إبراهيم شمس الدين قال للفريق عمر البشير حينما تردد في التوقيع بالحرف الواحد: “”يا سيادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص””»!!.. فوضع الرئيس الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم يديه على رأسه للحظات، ثم تناول القلم وهو مطأطئ الرأس، وقام بمهر قرارات الإعدام التي تم تنفيذها بالفعل قبل ست ساعات مضت على أقل تقدير!!). (ب)- بعد فشل محاولة الانقلاب تمامآ، جاءت اربعة عربات مجروس بها عددا كبيرا من الضباط والجنود المدججون بالسلاح الناري الثقيل، وقادوا البشير سرآ ( بلا عربية رئاسية او مواتر)، واوصلوا مرة أخري للقصر، وهناك في القصر وبمكتبه الفخم جلس البشير وبكل خـجل وكسوف مطاطئ الرأس وحزين علي حاله المزري، مكسوف من هروبه وجبنه…وراح يقابل الضباط الكبار زملاءه بالمجلس العسكري العالي الذين كانوا وراء التصدي للانقلابيين اثناء غيابه واختباءه في العيلفون خوفا من الأعتقال، ويشكرهم ويثني علي تفانيهم وحرصهم علي حـماية الأنقاذ!!! (ج)- تقول أحداث تلك الأيام من أبريل 1990، ان بعضا من الضباط ابدوا استياءهم الشديد من هروب البشير (وقت الحارة) وترك قصره وفل للعليفون، واستغربوا تصرفه المزري هذا وقالوا ان النشيد القومي للسودان هو اصلآ موجه للجيش السوداني وضباط وجنود ويقول ” نحن جند الله جند الوطن، إن دعا داعي الفداء لم نحن، نتحدى الموت عند المحن “… اذآ لماذا خذل البشير هذا الشعار والذي التزمنا به جنودا وضباطا منذ عام 1956 وحتى اليوم??!!، لماذا لم يصمد ويقاتل الانقلابيين?!!، لماذا ترك القصر والقيادة العامة ولجأ للعيلفون?!!، كيف سيـعلل هروبه للضباط والجنود?!!). (د)- تقول أحداث ذلك الزمان ايضآ، انه وكان لابد للمجلس العسكري العالي الذي يحكم البلاد وقتها، من اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة للحد من غضب الضباط والجنود بالقيادة العامة قبل ان يشتد اشتعال النار في الهشيم، فصدرت التوجيهات من وزارة الدفاع باحالة 104 ضابطا وجنديا للصالح العام، وهم اصـلآ الضباط والجنود الذين كانوا وراء انتشار خبر هروب البشير. قالت وزارة الدفاع في طردها لهؤلاء الضباط والجنود انهم كانوا متواطئين مع الانقلابيين!!. -انتهى الاقتباس من كتاب المؤلف – ثالثا:- (أ)- بعد ٢٩ عاما على اعدامهم رمياً بالرصاص لاتهامهم بتنفيذ محاولة انقلابية ضد نظام الرئيس السوداني السابق/ عمر البشير، تمكنت أسر (٢٨) ضابطا سودانياً لأول مرة من معرفة مكان دفنهم الذي تكتمت عنه السلطات الأمنية في البلاد طوال هذه المدة، وهو لغز لم يستطع أحد كشفه من قريب أو بعيد نظراً إلى ضيق حلقة مَن قام نفّذ هذه العملية، على الرغم من المطالبات المتكررة لهذه الأسر بكشف مقابرهم، وهي خطوة لاقت ارتياحاً كبيراً وسط أسر هؤلاء الضباط لرد الاعتبار لهم نتيجةً لما تعرضوا له من ظلم كبير. لكن كيف تم التعرف على هذه المعلومات، بخاصة أن مَن أشرف على هذه العملية التي أُحيطت بسرية تامة، هو الرائد آنذاك وعضو مجلس قيادة الثورة إبراهيم شمس الدين الذي توفي بحادث سقوط طائرة عام ٢٠٠١، بحسب مصادر مطلعة فإن أحد المتهمين في هذه القضية سجل اعترافاً كاملاً بكل تفاصيل عملية الإعدام ومكان الدفن والمشاركين فيها، الأمر الذي دفع رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، إلى الاجتماع بأسر هؤلاء الضباط وابلاغهم بأن لجنة التحقيق التي شكّلها النائب العام أخيراً لتقصي الحقائق حول وقائع وملابسات هذه القضية تمكنت من تحديد مكان المقبرة التي ظلت مجهولة منذ عام ١٩٩٠، منوهاً بأنه سيتم التشاور بشأن نبش المقبرة أو الاكتفاء بوضع نصب تذكاري عليها بأسماء الشهداء، وذلك بعد أخذ رأي الأطباء والمختصين بشأن ما إذا كان هناك استحالة لنبش الجثث أو تصنيف الشهداء، لكنه أكد أن كل الخطوات ستُتخذ بالتشاور مع أسر هؤلاء الضباط. كما تعهد البرهان بمحاكمة كل المتورطين في القضية، والعمل على رد الاعتبار للضباط الـ (٢٨)، ومنحهم كل الامتيازات التي حصل عليها شهداء القوات السودانية المسلحة.). (ب)- دفن بعض من ضباط محاولة انقلاب ابريل ـ رمضان عام 1990 وهم احياء رغم ان قلوبهم ما كانت قد توقفت عن الخفقان بعد تنفيذ حكم الإعدام عليهم رميا بالرصاص، دفنوا مع الاخرين الموتى في قبور جماعية بتوجيهات من الرائد/ إبراهيم شمس الدين. رابعا- الجنرال/ البشير ينقلب علي شيخه حسن الترابي ويطيح به: في مفاجأة داوية اذهلت الجميع داخل السودان وخارجه ، قام عمر البشير وبتاريخ اليوم الثاني عشر من شهر ديسمبر عام ١٩٩٩، والموافق ٤ رمضان ١٢٤٠هـ، بحل البرلمان وإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وإقالة الدكتور حسن الترابي من كل مناصبه الدستورية كرئيس للبرلمان، ايضا عزله من الحزب الحاكم، وابقي علي الترابي بالحجز المؤقت في بيته تحت حراسة أمنية شديدة، ومنع عنه الزيارات حتي من اقرب الناس له…تعرض بعدها الترابي اعتقالات واهانات بعد انتهاء الحجز المؤقت في بيته فترة.. بعد انقلاب البشير (الابيض) علي الترابي، انقسموا الاسلاميين الي جناحين: (جناح القصر) برئاسة البشير وعلي عثمان ، و(جناح المنشية) بقيادة الترابي وعلي الحاج. خامسا:- البشير يتحسر على الدماء التي أُريقت في دارفور: في يوم الثلاثاء٢٣/ يوليو- رمضان ٢٠١٣ اعترف الرئيس/ عمر البشير بأن حكمه شهد ظلماً خيم على البلاد ، تسبب في في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وبدى الرئيس نادماً للمرة الأولى وهو يتحدث عن الدماء التي اريقت في دارفور وقال: كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض؟!!. أننا جميعاً نسعى للعتق من النار في هذا الشهر، ونسأل الله أن يستجيب دعاءنا.غير انه سرعان ما استدرك قائلاً: (كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض،ونحن اعلم بأن زوال الكعبة أهون عند الله من قتل النفس. وزاد بأنه بحث ووجد أن كل شيء له عقوبة في الدنيا، ماعدا قتل النفس المؤمنة فإن عقوبته في الآخرة. وقال البشير إن الدماء التي اريقت في دارفور أسبابها لا تستحق ذبح الخروف ناهيك عن قتل النفس، وأضاف نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، وأعتبر السودان بوتقة أفريقيا بالتسماح، وقال إن الصراعات القبلية فيها عنصر ثالث مخرب يثير النعرات” داعياً إلى مراجعة الذات في شهر رمضان. ثم عرج البشير ليقول أن هناك ظلماً مخيماً على البلاد تسبب في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وتساءل كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟.). سادسا- مجزرة “القيادة العامة” ـ ٢٩ رمضان ٢٠١٩: (أ)- المصدر- ويكيبيا” الموسوعة الحرة:- فض اعتصام القيادة العامّة وتُعرف أكثر باسمِ مجزرة القيادة العامة فيما عُرفت في وسائل الإعلام الغربيّة باسمِ مجزرة الخرطوم هي مجزرة حصلت في يومِ الإثنينِ الموافق للثالث من يونيو/حزيران ٢٠١٩ حينمَا اقتحمت قوات مسلحة تَتبع المجلس العسكري وبدعمٍ كبيرٍ من قوات الدعم السريع السودانية مقرّ الاعتصام مُستعملةً الأسلحة الثقيلة والخفيفة وكذَا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين السلميين مما تسبّبَ في مقتل أزيد من (١٠٠) متظاهر ومئات الجرحى. (ب)- استغلت القوات التي فضت الاعتصام الانفلات الحاصل جرّاء تدخلها العنيف فقامت برمي (٤٠) جثة على الأقل في نهر النيل بغرض إخفاء «معالِم الجريمة» حسب ما سربته وسائل إعلام عربيّة وغربية في وقتٍ لاحقٍ؛ وقد تمّ في هذا الصدد تداول فيديوهات على نطاقٍ واسعٍ تُظهر أفرادًا من الشعب السوداني وهم بصددِ إخراج بعض الجثث التي رُميت في النهر. (ج)- بالإضافةِ إلى جرائم الترويع والقتل العَمد ومحاولة التخلص من الجثث؛ أفادت وسائل إعلام أخرى عن قيامِ عناصر تابعة لقوات الدعم السريع التي يقودها “حميدتي” وهوَ نائب رئيس المجلس العسكري باغتصابِ حوالي (٧٠) شخصًا من كلا الجنسين بهدفِ ترويع المتظاهرين ومنعهم من العودة مُجددًا للاحتجاج. وقامت بعد المجزرة بقطع الإنترنت عن كامل السودان بهدفِ خلق «تعتيمٍ إعلاميّ» وهوَ ما نجحت فيه إلى حدٍ ما في ظل التضارب بينَ العدد الحقيقي للقتلى والجرحى وما جرى بالضبط خلال الأحداث الداميّة للمجزرة.). سابعا- الفريق/ طه عثمان يكشف عن فلل البشير في دبي – رمضان ٢٠١٧: الفريق طه: سجلت (4) فلل في دبي باسم وداد بابكر وأسرة البشير ..هناك محاولات لتشويه سمعتي.. وإذا لم تتوقف فهناك حديث آخر. ثامنا- واحدة من اغرب واعجب حدث وقع في رمضان عام ٢٠٢٠: الصادق المهدي: “أنا عندي صفات نادرة وفريدة ما موجودة في العالم العربي و لا العالم الإسلامي”!!
😎 و لماذا تتوقع يا أين الصائغ ان يكون رمضان شهرا للبركة و السلام ؟😳
هوبار لومار يسأل (12): أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة صيام رمضان؟
موريس صليبا
يهدف صيام رمضان إلى دعم اللحمة بين أعضاء الأمّة الإسلاميّة عبر إلزامهم شرعا بواجب مشترك، كما تمارس خلاله تحرّيّاتٍ فاعلة وصارمة على الذين يحاولون أو يتهرّبون من احترام وتطبيق هذا الواجب الدينيّ المزعوم.
هكذا يستغلّ الإسلام، ودون قيد، هذه الطريقة، كي يخضع الجسد والروح لهذا الواجب الذي يضعف من قدرات العقل والتفكير لدى أتباعه، ويمهّد السبيل لفرض صورة الإسلام وبدعته التعصّبيّة في البلدان التي ينتشر فيها، ساعيا إلى إخضاعها والسيطرة عليها بفضل الجهاد الإلزامي المستمرّ، الذي تأمر به تعاليم القرآن الشيطانيّة.
*
لا علاقة لصيام رمضان بين الإنسان وإلهه، بل بين الإنسان والمجتمع.
على المستوى الفيزيولوجي، يشكّل الصيام على الطريقة الرمضانيّة ظاهرة خطيرة مجرّدة من أيّة مسؤوليّة عقلانيّة، لأنّ جسم الإنسان يعاني سريعا من مضاعفات الفطام الغذائي، كما تتعرّض كثيرا القدرات العقليّة للضعف والإنهاك والتقهقر. أمّا كميّة الوحدات الحراريّة المكثّفة التي تدخل إلى جسم الإنسان عند الإفطار مساء، فيصعب هضمها، نظرا لتزامن هذه العمليّة مع فترة الخلود إلى النوم، أي في الوقت الذي لا يستطيع فيه الجسم استيعاب هذا الكمّ من الحراريّات بسهولة. إضافة إلى ذلك، تُعتبر فترة الانقطاع السريع عن الطعام، وخاصّة الامتناع عن تناول ما يحتاج إليه الجسم من الماء أو السوائل، من الحالات التي يتحمّلها الجهاز العضويّ بصعوبة قصوى. فامتناع الإنسان عن تناول أي سائل خلال ساعات طوال من النهار يسبّب توتّرا أليما في جسمه، ويدفعه بالتالي إلى الإتّخام بأنواع مختلفة من المأكولات قبل النوم. وهذا انحراف وضلال تعصّبيّ يضرّ كثيرا بصحّة المتمسّكين أو الملزمين بهذه الممارسة والمغلوبين على أنفسهم.
خلال شهر رمضان، وهو أحد أشهر السنة الهجريّة، تمارس عادات خرافيّة وهميّة عدوانيّة مؤذية. تغيب فيه كلّ إشارة إلى التسامي الروحانيّ بسبب تخمة المأكولات المستهلكة. أمّا وصف رمضان بشهر الصيام، فهو نوع من النفاق على الذات وعلى الآخرين، إذ يأكل المسلمون خلاله نفس الكميّة كالأيام العاديّة، إن لم يكن أكثر بكثير، لأنّهم لا يبدّلون شيئا في سلوكهم سوى مواعيد وجبات الطعام. لذلك نجزم بكل اقتناع بأنّ شهر رمضان ليس شهر صيام روحيّ، بل العكس تماما. فكيفما نظرنا إلى هذه المسألة، سواء من زاوية طبيّة أو فيزيولوجيّة، نستنتج أنّ تغيير مواعيد الأكل في هذا الشهر يسيء بشراسة إلى جهاز الإنسان ويزعزع توازنه. أمّا تقنيّا، فيُحرم هذا الجهاز يوميّا من الطعام فترة تتراوح بين ثمان إلى ثمانية عشر ساعة حسب فصول السنة والمناطق الجغرافيّة. وهذا أمر سخيف للغاية وخطير أيضا، كما يصفه الأطباء والإخصائيّون في علم الأغذية. فامتناع الإنسان عن تناول السوائل خلال ساعات طوال، خاصّة خلال فصل الصيف وفي المناطق الحارّة، يؤدّي حتما إلى مضاعفات مؤلمة، خاصّة لدى الأطفال والمسنّين الذين يطلب منهم شرب الماء بكثرة في مثل هذه الحالات، حتّى وإن لم يشعروا بالعطش. أمّا ما يقال عن مكاسب ومحاسن الصيام أو عن الحِمية البسيطة، فكلّها تزول وتتلاشى سريعا بفعل التوتّر وانتظار الفرج عند اقتراب ساعة الإفطار. عندها تسمح الشريعة بكلّ أنواع التجاوزات والإسرافات والإنحرافات والشراهة.
*
يشكّل صيام رمضان خطرا على صحّة الأولاد. لذا لا بدّ من حظره في المدارس حفاظا على سلامتهم الجسديّة والعقليّة.
ليس رمضان سوى شهر للإسراف على أشكاله، خلال النهار كما خلال الليل. أثناءه تتكاثر الأزمات القلبيّة، والالتهابات الدماغيّة، والتشنّج في العروق الدمويّة، والتكاثر في التسبيخ السُكّريّ، وحوادث عسر الهضم، واجتفاف الماء في الجسم، كلّها آفات ومصائب تتكاثر خلال ما يسمّى بشهر رمضان “الكريم”. ولا بدّ أيضا من الإشارة إلى ظواهر أخرى يُعاني منها المسلمون في هذا الشهر، كالنهك الحيويّ والضعف النفسيّ والتعب والإرهاق والهوس الغذائيّ والمشتريات الإلزاميّة والزيادة أو النقصان في الوزن. لذا يكفي لأي مراقب محايد أن يزور المستشفيات في البلدان الإسلاميّة التي تكتظّ بالحالات الطارئة خلال هذا الشهر، فيدرك مدى خطورة وبلادة هذا التقليد المضرّ بصحّة الإنسان المسلم الجسديّة والعقليّة. كذلك، لا ننسى خلال هذا الشهر المشؤوم ارتفاع حوادث السير والمشاجرات والمشاغبات والعنف الأسريّ والاعتداءات والعمليّات الإرهابيّة والانتحاريّة وكلّ الكوارث الاجتماعيّة الأخرى المرتبطة بالإسلام. فالجوع والعطش المجرّدان من أي نفحة روحيّة يهيّجان أسوأ الطباع عند المسلمين.
*
شهر رمضان هو كذلك مناسبة رائعة للتفنّن المترف والقهقهة في المطابخ الإسلاميّة، إذ يشكّل هذا الاحتفال أكبر عمليّة لالتهام المأكولات والجشع الغذائي. هذه الظاهرة تدفع بالتجّار إلى رفع أسعار السلع الغذائيّة واستغلالها للكسب غير المشروع في هذه المناسبة الدينيّة، أي خلال الصيام المزيّف. لذا يلاحظ المراقب أنّ الإله الوحيد في شهر رمضان هو الجشع والإفراط في الأكل. لذلك تحوّل هذا الشهر المخصّص لواجب دينيّ مزيّف، والمجرّد من أيّ روحانيّة، إلى شهر للمجاملة الذاتيّة وللمتعة الجشعة. صيام رمضان هو رديف للاستهلاك المترف. خلاله يأكل المسلمون وينفقون أكثر من أيّ وقت آخر خلال السنة. أن يزيد وزن الإنسان خمس كيلوات أو أكثر من خلال الامتناع عن الطعام… ليس سوى عقاب مزدوج ناتج عن صيام يسخر من الإنسان ويهزأ به على الطريقة الإسلاميّة. ولا ننسى أن هذا الانحراف المضرّ بالصحّة ينتهي دائما، بشكل دمويّ، بذبح الخراف، هذا التقليد الوحشيّ الذي يبجّله في احتفال دينيّ كلّ أفراد الأسرة، بما فيهم الأطفال الذين يشاهدون عمليّات الذبح، تمهيدا لتنشئتهم منذ الصغر على تقبّل سفك دماء البشر في إطار التربية الإسلاميّة القرآنيّة الهادفة الى إعداد “مجاهديّ الغد”.
*
الصيام نظام يدعو إلى الزهد والتجرّد ويتطلّب مستوى عاليا من الأخلاق والروحانيّة لا وجود لها إطلاقا في الإسلام.
أيّها المسلمون! عندما تذهبون إلى الغرب وتقيمون فيه، تحاولون العيش فيه وفق عاداتكم وتربيتكم الإسلاميّة السيئة التي لا تحترم شيئا. تنسون أنّكم لا تعيشون في بلد إسلاميّ، وتحاولون أن تفرضوا غالبا على جيرانكم غير المسلمين الأرق وتحمّل كلّ الانحرافات والضجيج من خلال احتفالاتكم الليليّة. أنتم تحتقرون جيرانكم الذين سينهضون باكرا من النوم للذهاب إلى أعمالهم، بينما أنتم، المحتفلون بإله الإسلام وبرمضانكم “الكريم”، تزعجون جيرانكم عبر الضجيج والصراخ والهرج والمرج. لذلك حوّلتم شهر رمضان إلى شهر كامل لإزعاج الآخرين والاعتداء على كل إنسان غير مسلم يأكل سندويشا أو يشرب كوب ماء بحضوركم. بذلك تبرهنون للعالم أجمع أنّكم عدوانيّون، ولا همّ لكم إلاّ إخضاع كلّ البشر لهلوسات محمّد “قدوتكم الفضلى” ولتعاليمه القرآنيّة المتوحّشة.
*
اخيرا أذكّركم بأنّ جرائم المسلمين والأعمال الإرهابيّة التي يقومون بها في شهر رمضان تتكاثر كلّ سنة أكثر من أيّ شهر آخر. وهذا ما كشفه ويكشفه كلّ سنة ومنذ عشر سنوات الصحافي والباحث والمستشرق الفرنسيّ السيّد “جان باتريك غرونبارغ” (Jean-Patrick Grunberg) في دراسة مستفيضة. يجمع فيها عرضا مفصّلا للجرائم والاغتيالات والاعتداءات التي يقوم بها المسلمون في شهر رمضان في العالم أجمع، وينشرها في موقع “درويز – انفو” (Dreuz.info) . يتساءل هذاالصحفيّ كما يتساءل كل إنسان عاقل: هل شهر رمضان شهر صيام ورحمة وتضامن بين المسلمين والفقراء والمعوذين والمحرومين كما يتبجّحون في وسائل الإعلام وأمام الرأي العام، أم هو شهر إرهاب وترهيب واعتداءات وسفك دماء يمارسه المسلمون أنفسهم ضدّ بعضهم وضدّ غير المسلمين؟
في الحقيقة، هناك عدد كبير من المسلمين لا يقترفون أيّة جريمة في شهر رمضان، ولكنّهم يشهدون بشكل صامت وخجول على إيديولوجيّة الإسلام المميتة القمعية والعنيفة. المؤلم أنّهم ينتمون إلى إيديولوجيّة الإسلام البائسة ويخضعون لها علنا ويمارسونها شكلاخوفا على أرواحهم وأرواح أولادهم ونسلهم.
الحبوب، نجارتا.
مساكم الله بكل ما هو سعيد ومفرح.. وألف شكر علي المحاضرة القيمة التي شاركت بها في المقال، طبعا كل القراء عرفوا أن تعليقاتك دائما تصب في قالب الدين، اما هوايتي المحببة الكتابة في الأحداث التاريخية وما عندي شغلة بالدين لاني لا استطيع اضافة شيء جديد فيه والقراء يفضلون الاطلاع علي كل ما هو جديد والذي غالبا ما يكون قديم!!
وهاك الفكاهة دي:
حلفاوي (بالمناسبة أنا حلفاوي) رفض يدخل أبنه جامعة القران الكريم والعلوم الاسلامية، وقال في سبب الرفض “معقول ولدي يدرس أربعة سنوات في كتاب واحد؟!!
السودان في 2023..
حرب ودمار وآلاف القتلى وملايين المشردين
المصدر- “سكاي نيوز عربية”- 1 يناير 2024 –
شهد العام 2023 أحداثا مأساوية في السودان جعلت منه العام الأسوأ في تاريخ البلاد حيث اندلعت فيه حرب طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع انطلقت من قلب العاصمة الخرطوم، لتمتد إلى أكثر من 60 في المئة من مساحة البلاد؛ مخلفة نحو 12 ألف قتيل، وتشرد بسببها أكثر من 7 ملايين تشتت بهم السبل داخل البلاد وخارجها. وفي حين تستمر الحرب للشهر التاسع على التوالي، يلوح في الأفق بصيص أمل يتمسك الكثير من السودانيين في أن يأتي العام 2024 بأخبار سارة توقف الدمار الكبير الذي خلقته الحرب، وتعيد للبلاد لحمتها في ظل جهود حثيثة تبذلها أطراف محلية وإقليمية ودولية للوصول إلى نهاية للقتال والمأساة الانسانية التي يعيشها ملايين السودانيين. وعلى الرغم من الأحداث العديدة التي شهدها السودان خلال الربع الأول من العام والتي تمثل أبرزها في استمرار الاحتجاجات الشعبية الرافضة لقرارات قائد الجيش السوداني في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021؛ إلا أن اندلاع القتال في الخرطوم في منتصف أبريل طغى على كل تلك الأحداث، وأصبح الحدث الأبرز الذي تمخضت عنه العديد من التداعيات والتبعات الخطيرة التي يتوقع مراقبون أن تستمر تأثيراتها لعشرات السنين.
فما الذي حدث؟!!
5 أبريل 2023:
– تأجيل توقيع الاتفاق النهائي لنقل السلطة للمدنيين بناءا على الاتفاق الإطاري الموقع في ديسمبر 2022، والذي نص على تكوين جيش مهني موحد يخضع للسلطة المدنية، وسط معارضة كبيرة من النظام البائد الذي هددت بنسف الاتفاق بالقوة. معارضة كبيرة من النظام البائد الذي هددت بنسف الاتفاق بالقوة.
15 أبريل 2023:
اندلع قتال مفاجئ بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبدأ بهجوم على معسكر يتبع للدعم السريع في المدينة الرياضية بجنوب العاصمة الخرطوم؛ وسرعان ما اتسعت رقعته لتشمل كافة أجزاء مدن العاصمة المثلثة – الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.معا
21 أبريل 2023:
بدأ سكان عدد كبير من أحياء مدن العاصمة في مغادرة منازلهم والتوجه جنوبا نحو ولاية الجزيرة، وشرقا وشمالا نحو بورتسودان وولايتي الشمالية ونهر النيل.
22 أبريل 2023:
الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وعدد من البلدان العربية والأفريقية والآسيوية تجلي رعاياها من الخرطوم.
25 أبريل 2023:
قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على مواقع استراتيجية من بينها القصر الجمهوري، وأجزاء كبيرة من القيادة العامة للجيش ومواقع أخرى في وسط الخرطوم.
مايو 2023:
عمليات نهب وقصف واسعة أخرجت أكثر من 80 في المئة من المستشفيات ونحو 400 منشأة صناعية عن الخدمة.
يونيو 2023:
قوات الدعم السريع توسع مناطق سيطرتها لتشمل مواقع عسكرية استراتيجية، وتفرض حصارا شديدا على سلاح المدرعات.
يوليو 2023:
احتدام القتال في إقليم دارفور، مما أدى إلى سيطرة قوات الدعم السريع على أكثر من 70 في المئة من مناطق الإقليم.
26 أبريل 2023:
إخراج العشرات من عناصر نظام عمر البشير المطلوبين للعدالة الدولية وفي قضايا محلية من السجون.
مايو 2023: عمليات نهب وقصف واسعة أخرجت أكثر من 80 في المئة من المستشفيات ونحو 400 منشأة صناعية عن الخدمة.
يونيو 2023:
قوات الدعم السريع توسع مناطق سيطرتها لتشمل مواقع عسكرية استراتيجية، وتفرض حصارا شديدا على سلاح المدرعات.
يوليو 2023:
احتدام القتال في إقليم دارفور، مما أدى إلى سيطرة قوات الدعم السريع على أكثر من 70 في المئة من مناطق الإقليم.
أغسطس 2023:
تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية خصوصا في أوساط العالقين في مناطق القتال بالخرطوم ودارفور.
ديسمبر 2023:
انتقال القتال إلى ولاية الجزيرة، وتمدد قوات الدعم السريع جنوبا نحو ولايتي سنار والنيل الأزرق، بعد إحكام سيطرتها على مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة.
خسائر فادحة بعد
9 اشهر من القتال:
فقد نحو 12 ألف شخص حياتهم نتيجة القصف الجوي والاشتباكات الأرضية، واضطر أكثر من 7 ملايين من السكان للفرار من منازلهم.
تدمير أكثر من 200 مبنى تاريخي وإداري وخدمي في العاصمة الخرطوم. توقف أكثر من 19 مليون طالب عن الدراسة بعد استمرار إغلاق الجامعات والمدارس للشهر التاسع على التوالي. الجنيه السوداني يفقد 90 في المئة من قيمته، وينخفض من 550 جنيها للدولار إلى أكثر من ألف جنيه. فقد نحو 4 ملايين من العاملين في القطاعين الحكومي والخاص وظائفهم بسبب الحرب. قدرت مصادر اقتصادية خسائر الاقتصاد السوداني جراء الحرب بأكثر من 100 مليار دولار حتى نهاية أكتوبر.
– انتهى الاقتباس مع الشكر للصحيفة-
😎 الحبيب ابن الصايغ اجابة على سؤالك المشروع عن سبب اهتمامي بالدين هو ببساطة ان دولة سودانستان هي دولة دينية كاملة ألدسم تأسست بواسطة الكيزان في العام 1983 و ذلك بعد ان لعب احبار الكيزان بدماغ المجرم ابعاج بحكايات مثل حسن الخاتمة و عذاب القبر فوقع المدعو ابعاج فريسة سهلة خاصة و ان العمر و الامراض كانت قد امسكت بتلابيب ابعاج 😳
الكل يبرئ الدين من كل ما حدث في بلادنا و يضعون اللوم على الكيزان و كان الكيزان ليسوا بمسلمين لكن حقيقة الامر ان الكيزان كانوا اكثر رحمة و انسانية من المسلمون الاوائل و هذه الحقيقة موجعة للمسلم الطقوسي الطيب الذي لا يعرف عن دينه إلا القصص الجميلة عن المسلمين الاوائل لذلك فانا جد متفهم لموقفهم مني لكنهم يتجاهلون ان ما اورده من كتابات منتقدي الاسلام ماخوذه من مصادر الاسلام الرئيسية و كان يجب عليهم توجيه غضبهم للمصادر الاسلامية 😳
هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟
سيد القمني
السؤال جد هام ، وأيضا جد حساس ، لكنه سؤال مطروح الآن بقوة في كل الدراسات الشرقية ، وعلينا أن نطرحه أيضا على أنفسنا بهدوء نركن فيه إلى جانب العقل قبل القلب ، وقبل النقل ، وأن يكون هدف الإجابة ليس الانتصار للإسلام أو الانتقاص منه ، أن يكون الهدف هو مصلحة البلاد والعباد في زمن نتأرجح فيه على أرجوحة يقف إسلامنا في جانبنا على طرفها فوق جرف هار بلا قاع ، وعلى الطرف الآخر تقف بكل ثقلها حضارة الإنسان المدني الحديث ، قد تهتز باهتزازنا ، قد تتمسك بطرفه لكيلا نسقط في قاع التاريخ المنسي ، لكنها لن تستمر كذلك طويلا دون جهد مضاعف من جانبنا للحؤول دون السقوط في ثقب التاريخ الأسود.
وللمباشرة والدخول إلى صلب الموضوع يمكن طرح السؤال ببساطة :
هل تخلفنا الذي يتندر به الركبان هو تخلف معرفي حضاري أم هو تخلف ديني ؟
سيجيبنا أهل الدين كعادتهم المتعجلة في الإجابة للوقوع في الفخاخ ، إن تخلفنا يعود إلى نقص شاب إيمان المسلمين ، مما أدى إلى تخلي ربهم عنهم ، وأخلص الأمريكان للصليب ويسوع فنصرهم ، وهكذا تبدو الدنيا وفق هذه الرؤية كما لو كنا زمن آلهة جبل الأوليمب وأساطير الأدويسة والإلياذة ، وهي قفزة هائلة إلى بطن الخرافة وارتداد نحو الأسطورة في التفسير ، والعجيب أن هذا التفسير لتخلف المسلمين هو ما يروجه رجال دين المسلمين عبر كل الوسائل الإعلامية والدينية.
وما يفوت المشايخ وهم يطرحون رأيهم في أسباب التخلف تأثيما للناس وتذنيبا ، أنهم هم المسئول الأول عن الدين الإسلامي طوال تاريخه ، وأنهم يدعون حتى الآن أنهم المسئول عن الإسلام في الأرض ، وممن ثم فإذا حدث التخلف في الجانب الديني فإنهم سيكونون هم المسئول الأول عن هذا التخلف ، ومن ثم لن يمكن استمرار الثقة بهم بعد تخلف دام عشرة آلاف عام. لم يرعوا فيها دين الله حق رعايته التي حملوا مسئوليتها. فإن ردوا علينا أنهم لا سيطرة لهم على الإيمان داخل نفوس المؤمنين فهي منطقة ضمير حرة ، قلنا لهم : قلتم قولة حق ، لكنكم أيضا كنتم حراس الإيمان والمفتشين في الضمائر والحاكمين على الناس والمنفذين الأحكام حتى هذا اليوم ، ويكفي للقارئ إلقاء نظرة واحدة على ملخص أعمال معهد البحوث الأزهري لعام 2004 وحده ليعرف عدد من أمسكهم هذا المعهد بتهم تتعلق جميعا بصدق الإيمان.
ولأنهم كانوا القاضي والخصم والحكم والجلاد عبر التاريخ حماية لهذا الدين ، ولأنهم يزعمون أن تخلف المسلمين بسبب ابتعاد المسلمين عن دينهم ، ولأنهم كانوا المسئول طوال التاريخ عن الدين في الأرض ، فإن من قصر في حق دينه كل هذا التقصير لم يعد مؤتمنا على الدين ولا على الوطن ولا على الناس.
لا مخرج لمشايخنا من هذا الفخ التاريخي إلا الاعتراف للناس بصدق الإيمان ، وسحبهم كل تكفيراتهم وتأثيمهم للمسلمين البسطاء الذين لم يتربحوا بهذا الإسلام لا اليوم ولا أمس ، ولم يقبضوا الهبات والأموال والصدقات والزكاة والرضي السلطاني ليحافظوا عليه. حافظوا عليه فقط لإنه دينهم وجزء عظيم من ثقافتهم وهويتهم ، حافظوا عليه وهم يأكلون الفقر والفقر يأكلهم ، ولأنهم ببساطة يحبون دينهم ويرفضون التخلي عنه.
وبعد هذا الاعتراف والسحب عليهم الاعتراف أن تخلفنا هو في الجانب العلمي المعرفي الحضاري ، وهنا وبعد الاعتراف والسحب عليهم الانسحاب ، لأنه لا مجال لرجال الدين في البحث العلمي في مختلف العلوم ، بل هو مجال الفلاسفة وعلماء الاجتماع والتاريخ والرياضيات والفيزياء والكيمياء ، وهذه علوم خارج نطاق الدين ولا يفهمها رجاله ، لأنهم حتى اليوم يعيشون زمن القرن العاشر الميلادي يأسرون الأمة كلها داخل أسواره ، ويريدون أن يدخلوا في منافسة حضارية مع أمم تعيش في القرن الحادي والعشرين ؟ إنكم سادتي خارج المنافسة.
فهل يبدو من ذلك أن الإسلام هو الذي أدى إلى تخلف الأمة ؟ إن السؤال هنا يغفل تقدم الأمة الإسلامية خلال القرون الأربعة الأول. إذن الإسلام ليس سبب التخلف !!
لكن إذا كان ذلك كذلك وأنه دين تحضر فلماذا نحن اليوم متخلفون؟
يبدو أن هناك أختلاطا ما في المسألة يؤدي إلى التباسها ، هو أن الدين في حد ذاته كدين ليس طرفا في الموضوع ، إنما هو خارج اللعبة وبرئ من التخلف كما هو برئ من التقدم. وأن الإسلام كدين في حد ذاته لم يكن عنصرا في إنجازات الرازي والفارابي وابن الهيثم ، وليس عنصرا في اختفاء العلماء من بلادنا منذ هذه الكوكبة اليتيمة التي نستدعيها نندب عليها حضارتنا الموؤدة دفاعا عن الإسلام والإسلام منها برئ. فبالإسلام نفسه تقدمت دول أخرى في شرقي آسيا أطلقوا عليها لفورتها القاطرة نحو قطار الحضارة باسم النمور الآسيوية. . وبالإسلام نفسه تعيش بقية دول المسلمين في مؤخرة الأمم.
إن المشكلة ليست في الدين ولا في أي دين. لكنها في كيفية استثمار هذا الدين ، فهناك من استثمره في التقدم ، ومنه من يستثمره في التخلف.
هناك من احترم الدين فصانه بعيدا عن آلاعيب السياسة ودسائس المشايخ والسلاطين ، وهناك من مازال يستثمره حفاظا على خط فكري نظري واحد ليظل سيد الموقف في كل شأن وكل أمر ، وهو موقف لا تشغله الأمة ولا الناس ولا الدين بقدر ما تشغله سيادته وسيطرته على العقل المسلم واستمرار هذه السيادة السلطوية المستمدة من تعبد الناس.
إنه الموقف الذي يمثله كل مشتغل بالإسلام مهنة ومصدرا للربح ، والذين يمكنهم تشكيل وعي الناس وفق الرغبات السلطانية والسلطوية. وهو الوعي الذي يتم وفق رؤية بعينها واحدة لا صح سواها ، يزعمون أنها هي صحيح الإسلام وغيرها كافر آثم ، مما لم يعط فرصة للرأي الآخر يوما بالظهور ، لذلك لم تظهر معارضة في تاريخ المسلمين ، وإن ظهرت فكانت وسيلتها الأيديولوجية قراءة أخرى لنفس الإسلام ، لكن هؤلاء غالبا ما انتهى أمرهم في التاريخ الإسلامي في مجتمع لا يعرف سوى فرقة واحدة هي الناجية.
ها قد عثرنا على سبب أول يرتبط بالإسلام :
انعدام وجود رأي آخر يؤدي إلى جدل مثر ونقاش حول الدين وحول الحياة لتفرز جديدها ، كما حدث عندما اختلف المسيحيون الأوائل في تفسيرات الإنجيل ، وحول الذات والروح القدس ، فاجتمع المختلفون في مجامع اعتمدت على قوة حجة المتعارضين ، لينتهي الأمر بقرار يتفق علية الأغلبية ، لتظهر خلافات جديدة لتعقد مجامع جديدة ، وهكذا كان مجمع نيقية ومجمع خلقدونية ومجمع أفسس. . إلخ. كانت هذه بقايا ثقافة اليونان والرومان ، أما على الجانب الإسلامي فكان أول مجمع وآخر مجمع هو مجمع سقيفة بني ساعدة التي تقرر فيها شأن الفهم الإسلامي السائد سياسيا ودينيا وغيره باطل الأباطيل.
ودخل هذا الفهم محنا حتى استتب له الأمر مرورا بحروب أهلية طاحنة بدأت بحروب الردة وليس انتهاء بكربلاء ، فظلت المنطقة الممنوعة المقموعة تظهر عبر التاريخ بقوة ثم لا يلبث أن يتم قمعها وإبادة أصحابها من الزنج إلى الحشاشين إلى القرامطة وغيرهم لم يبق منه جميعا غير المبدأ الخليفي القبلي الأول سائدا لا يقبل منافسة من سواه ، بزعم أنه صحيح الإسلام كما يريده الله ، كما لو كانوا قد عرجوا للسماء واستمعوا هناك إلى كل التفاصيل العجيبة التي دونوها في فقههم وتحليلاتهم وتحريماتهم وتفسيراتهم وفتاواهم من فهم الله نفسه ، وأنه قد خصهم بالفهم دون غيرهم.
ولأن المسيحية من فجرها حدثت ناس زمنها بلغتهم ومفاهيمهم فأعطت ما لقيصر لقيصر وما لله لله فصلا للسلطات ، قياما على مأثور يوناني مازالت مبادئ الديمقراطية لها فيه روائح.
فإن منظومة الخلافة الإسلامية المسربلة بالدين وحلف رجاله المحترفين كانت هي نموذج الدمج الكامل للسلطات دينية ودنيوية ، باحتساب النبي الذي حاز كل السلطات بيديه في دولته الناشئة ، نموذجا سنيا للحكم بحاكم مطلق السلطات والنفوذ وبرأي ديني واحد مطلق السيادة ، غير مفرقين ما بين النبي كنبي أوحد خاتم النبيين ، وبين ذواتهم كوارثين للنبوة والتي لا تورث.
يبدو أن سبب التخلف في النهاية هم رجال الدين أنفسهم مع حلفهم الانتهاري عبر التاريخ ، ثم ألا يبدو خطابهم اليوم خطابا يعود للقرون الوسطى إذا ما قورن بلغة الحداثة اليوم؟
تعالوا نقارن : في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن الفصل بين السلطات ، يتحدث مشايخنا – أجلك الله – عن الدمج الكامل للسلطات الدينية والدنيوية في دولة مسلمة.
في الوقت الذي يتكلم في العالم عن الحرية وحق التفكير والإبداع والإعلان عن الرأي المخالف بحماية الدولة ، يتحدث مشايخنا عن الخطوط الحمراء للأمة وثوابتها التليدة.
في الوقت الذي يتكلم في العالم لغة العلم والمدنية والحضارة نتكلم نحن بفقه الأموات ولغة زمان مضى لا يريدون له أن يمضي.
في الوقت الذي يرفع فيه العالم كل القيود عن الحريات نتحدث نحن هنا حد الردة والخروج عن معلوم من الدين بالضرورة وعدم الاجتهاد مع نص.
في الوقت الذي يحكم فيه العالم على ما يكتب المفكر من منطق الحجة والبرهان ومدى المصلحة المتحققة من هذه الكتابة ، تحاكم مجامعنا المفكرين وتدينهم وتهدر دماءهم. وبالمناسبة أتذكر هنا أن المجمع المنوه عنه سبق وطالب مصادرة بعض أعمالي ، وتمت محاكمتي ، وتمت تبرئتي من تهمة الكفر (الازدراء بالأديان) والإفراج عن كتابي ، فإذا كانوا يؤكدون صحة الحديث النبوي : “من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما” ، فهل مع براءتي يكون الأزهر قد باء بها؟
وفي الوقت الذي تتحرك فيه الدنيا في وثبات عملاقة علميا واقتصاديا يدعو مشايخنا إلى الثبات ، لا بل إلى العودة إلى الخلق ، إلى الزمن النبوي حيث خير القرون وهو ما أدى لاحتقار المسلم لزماننا ورفضه له بكل حضارته ومنجزاته.
في الوقت الذي يصبح فيه علم التاريخ علما مخبريا يقوم على التدقيق بأجهزة وأدوات ومركبات كيميائية وتساعده الجيولوجيا والطبوغرافيا والآلسنيات والأركبولوجيا والأنثروبولوجيا لكي نصل إلى صدق وثيقة واحدة فواحدة لنرى التاريخ كما كان في زمانه قدر الإمكان. فإن مشايخنا يمنعون مثل هذا العمل في التاريخ الإسلامي ، ويرفضون تدقيقه ، ويجرمون وصف الآشياء بأسمائها الحقيقية ، بعد أن تم تزييف هذا التاريخ على المسلمين لصالح مذهب بعينة وفئة بذاتها هي الحاكمة وهي المتفقهة.
وفي الوقت الذي تفتح الدنيا أبوابها للنقد لأنه باب المستقبل ونافذة النور لإصلاح الشأن باستمرار نحو الأفضل بجميع ألوان النقد لذلك هي تتقدم ، فإن المسألة عندنا تقوم على مبدأ الستر وتجميل التاريخ الإسلامي ، والذب عنه ، وإحدى وسائل هذا الذب هو عدم كشف عواره ، وإن أي نقد سوف يصب في خانة العداء للإسلام.
وفي الوقت الذي تصبح فيه أعظم نظريات العلم الحديث من الماضي باكتشاف جديد ، ليتحول العالم كله نحو الكشف الجديد ، فإن مشايخنا يرون فهمهم للإسلام صالحا لكل مكان وزمان ، وأنهم المرجعية الدائمة في كل شأن من كيفية التغوط إلى كيفية إطلاق الصواريخ.
في الوقت الذي تبحث فيه الأمم عن أخطائها لإصلاحها أينما كانت فإن مشايخنا صنعوا للمسلمين وعيا لا يرى في نفسه عيبا كما لو كان الاعتراف بالخطأ كفرا ، والأنكى أنه يرى الدنيا كلها عيوبا وأنه الوحيد المنزه.
وفي الوقت الذي يتحرر فيه الفرد من كل قيود المجتمع أللهم إلا القانون الساري على الجميع على التساوي ، فإن مشايخنا يلزموننا السنة في كل سلوك أو بادرة تبدو منا أو قول نقول ، يلازموننا حياتنا الشخصية من الصباح حتى موعد الجماع ويدخلون معنا الكنيف وغرفة النوم. وقد زيد في هذه السنة المستحب عند الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، حتى أصبح المسلم كالإنسان الآلي يردد طوال الوقت الأذكار والأدعية ، مما يدفعه في النهاية إلى حالة ذهان مرضي واضحة في شارعنا الإسلامي.
وفي الوقت الذي تجاوز فيه العالم فكرة الوطن بحدوده إلى عالمية الإنسانية بعولمة هي فرز زمانها الطبيعي ، فإننا خارج هذا كله ، بل نحن لم نصل بعد إلى مرحلة أسبق هي مرحلة المواطنة ، لأن مشايخنا لا يرون للمسلم وطنا سوى دينه وجماعته المتشرذمة من بلاد واق الواق إلى بلاد ماو الماو. فالإسلام هو الوطن وشعب الإسلام هو أي فرد مسلم في العالم. فتضيع الأوطان من المسلمين فيصبحون خارج الجغرافيا بعد أن أصبحوا خارج التاريخ.
وبينما تستفيد الشعوب من نكساتها وهزائمها في منافساتها الحضارية من أجل إصلاح الذات والتقدم على طريق المنافسة ، فإننا نلجأ في هزائمنا لنقف صفوفا وراء مشايخنا لنعلن الحروب في المساجد ضد الأعداء بالدعاء والتزام الطقوس إثباتا للرب أننا صالحون ، وأنه سينظر إلينا بشفقة ويسامحنا ويبرز للدنيا عجائبه فجأة ، فتزول أمريكا وإسرائيل وربما كل الشعوب المتحضرة لنبقى نحن أسيادا على المسكونة دون أن تحقق هذه الدعوات سوى مزيد من الخسائر والتخلف في الواقع ، لأن مشايخنا يجعلون التقدم ثمرة للصلاة والدعوات الصالحات التي قد تغفر الذنوب لكنها أبدا لا تأتي بأي تقدم.
ولو كان للصلاح والتقوى والدعاء الصادق أي دور في التقدم ، لكان سلفنا الصالح هم الأحق بصنع الصواريخ والمضادات الحيوية وهندسة الوراثة ، ولوصلنا إلى القمر ببركة دعاء الوالدين. إن الدعاء لتطهير النفس والصلاة للبعد عن الفحشاء والمنكر ، وليس لاكتشاف الذرة أو أسس الحضارة ، ولم يكونا يوما سببا في أي تقدم أو أي انتصار.
إن التقدم والتحضر هو شأن الإنسان وممكناته وإرادته وقدراته ، التقدم يقوم به عقل حر مطلقا من كل قيد ، لديه القدرة على رفض كل ما هو ضد قوانين العقل والكون ، وهو وحده القادر على إقامة التحضر ، والعقل يقول إن الأخذ بالحداثة والانغراس الفوري فيها هو الطريق إلى التحضر والتقدم.
يقول لنا مشايخنا – رحمك الله – إن المقصود مما يقوله أمثالي أن نعيش كأهل الغرب وانحلالهم الخلقي لكي تنهار أمتنا بتقليدهم ، كما لو كنا متقدمين حقا نخشى الانهيار ، وكما لو أن حياة أهل الغرب قد أدت إلى تخلفهم وانهيارهم.
ومن هذه الفكرة التي ترى الحداثة غزوا ثقافيا مقصودا منها ضرب أمتنا في دينها بعد أن أعاد الاستعمار تشكيل نفسه باستخدام أساليب جديدة ، أي فكرة أن الغرب صليبي يشن عليه حملة صليبية ، لا تفهم هل الغرب صليبي يميني متدين متطرف في تدينه ، أم أنه محل فجور وانحلال وإلحاد ؟
إذن لا علاقة للدين ولا الإيمان بتقدم أو تخلف ، إنما هناك دائما في وجود الجريمة من هو صاحب مصلحة مستفيد ، وهي جريمة تاريخية في حق أمة بكاملها جنى عليها رجال الدين المحترفين ، وكانوا طوال الوقت المسئولين عن الإسلام والمسلمين ، فكان حاميها طوال عشرة قرون هو حراميها
الرد على كلام سيد القمني الملحد باختصار شديد و من الواقع هو أن الصين بالرغم من عدم الحريات و قبضة الدولة بشكل اشد من كل الدول الاسلامية و منع دخول الثقافة الغربية الى بلادهم تقدموا صناعيا و تكنولوجيا و اقتصاديا .
الصين لها نظام معلوماتي ( انترنت ) مستقل بحيث أن أية معلومة عبر النت لا تدخل الى الصينيين الا بعد المرور بجدار المراقبة !
اذن ما يقوله سيد القمني مجرد خيالات و أوهام لا صحة لها
الحبوب، مناضل.
حياكم الله وأسعد أياكم، واشكرك علي مساهماتك القيمة التي أثرت المقال بفضل تعليقاتك… توقفت عند فقرة جاءت في تعليقك وكتبت:(الصين لها نظام معلوماتي ( انترنت ) مستقل بحيث أن أية معلومة عبر النت لا تدخل الى الصينيين الا بعد المرور بجدار المراقبة !)..
ياحبيب كل البلاد تقريبا منعت شعوبها الخروج في مظاهرات تضامنا الفلسطنيين في غزة!!، أغلب البلاد العربية تصادر الصحف والمجلات التي تكتب عن الحقائق.. اما عن الكاتب المصري/ سيد القمني ، فهو كاتب عنده أفكار جيدة وكتب ومؤلفات أرعبت اصحاب الفكر المتحجز الذين يرفضون التجديد في الافكار القديمة.
كتب أحد المعلقين المصريين عنه:-“مع إن مؤلفات سيد القمنى ابحاث ودراسات علميه استخدم فيها مراجع كتيره موثقه ومش مجرد كلام خيالى لكن الظلاميين اللى ما بيعترفوش بالعلم والبحث والفكر عارضوه وهددوا حياته.”.
كونك ما بتكتب في الدين … دا أمر نحترمه … وكل زول مفروض يكتب في البعرفو …. الباقي من كلامك كلو كلام كويس … بس بصراحة نكتتك بايخة وما في محلها … دي خرمجة نجارتا ذاتها ههههههههههههههههه ونحن نطالبه أن لا يخرج من الموضوع …أها الان انت نكتتك ما مضحكة وبرة الموضوع وأعذرنا للصراحة واكتب فيما بتعلق بالسودان
الناس في شنو ونجارتا الغبي في شنو؟!!!!!!!!!!!!!!!!! يا وهم أرجو أرجو أرجو أن لا تفسدوا روعة مقالات الأستاذ الكبير بكري الصائغ…. نحن بننتظرها بفارغ الصبر يقوم يجي نجارتا يستفرغ عليها…. معقول !!!!!!!!!!!!!!!!
😎 الزول الوطني المتسم بالذكاء المفرط ارجو ان ترد على الحقائق التي اوردها الكاتب موريس صليبا حتى تعم الفائدة بدلا من محاولة الاساءة لشخصي 😳
طيب لو رديت على مورس صليبيا البتنقل منو بدون فهم دا … هل عندك فهم نرد علي؟!!!!!!!!!!!!! عليك الله ما تعمل لينا إزعاج ساي
الحبوب، زول وطني.
ألف مرحبا بحضورك السعيد، ومشكور علي الثناء الطيب في شخصي الضعيف.
يا حبيب، والله أخونا “نجارتا” زول فاهم وعارف بكتب شنو؟!! بس ياريت لو نقارعه الحجة بالحجة برواقة وهدوء. وياريت لو الأحبة في التعليقات يدلو بدلوهم في بحر الدين الاسلامي ال (٦٠%) من تعليمه غير واضحة المعالم ونستفيد من معلوماتهم.
معالم الدين الاسلامي واضحة و لكن الناس كسلانة و لا تريد أن تقرأ , فماذا نفعل لهم
الأستاذ الكبير بكري الصائغ ما تجامل ساي وتشكر ساي… الناس اهتمامها اليومين دي السودان وكيف تقيف الحرب وكيف يتخلصوا من حكم البرهان وحميدتي والكيزان … دي المواضيع البتهم الناس اليومين دي …. يقوم يجي زول زي نجارتا يكتب عن عدم فوائد الصوم الصحية ياخي لو كتب عن فوائد الصوم برضو برة الموضوع …. الفهم لقاه وين دا زول بضيع في زمن الناس ساي … وبعض الناس الواعية بتكتب عن كشف ونقد زيف خطاب الكيزان المستند على المقدس يقوم واحد يمشي ينقد المقدس ذاااتو … دا ما زول وهم؟!!!!!!!!!! …… زي لما الكيزان بتكلموا عن الوطنية يجيك زول أهبل يقول خلاص نتخلص من الوطن نفس القصة ….. الثوار البسطاء كانوا أوعى بكتيييير من نجارتا الغبي لما قالوا (كتلونا باسم الدين والدين بريء يمة) فاتوا نجارتا بسنين ضوئية … هسي خلي نجارتا ينقد ثوابت المجتمع البريطاني يشوف بحصل شنو ههههههههههههههه …. هسي عليك الله نجارتا لما يكتب برة الموضوع الناس بتضحك عليه …. طيب خلي يكتب موضوع كااامل في خزعبلاتو دي وينشروا في الراكوبة باعتبارو موضوع فكري وكدا عشان الناس تتكلم معاه في موضوعو … لكن الفاضي ليهو منو ؟ الناس الفيها مكفيها …. خلي يقابض كدا لا بلقى قرشين حلوين زي ما هو متخيل ولا ببقى زول بل سيطل منبوذا
هذا الجاهل الغبي نجير كسن جارتها ينشر الجهل و الغباء حيث يقول ( على المستوى الفيزيولوجي، يشكّل الصيام على الطريقة الرمضانيّة ظاهرة خطيرة مجرّدة من أ أيّة مسؤوليّة عقلانيّة، لأنّ جسم الإنسان يعاني سريعا من مضاعفات الفطام الغذائي)
بينما اثبت الطب الحديث ان ما يسمى بالصيام المتقطع و هو الامتناع عن تناول اي طعام او شراب نشوي او فيه سكر لمدة تتراوح من ثمان ساعات الى حوالي 16 ساعة متواصلة أمر جيد في المساعدة على التخلص من داء السمنة و يساعد على حرق الدهون و التقليل من خطر بعض الامراض المزمنة مثل مرض السكري
الطب الحديث يدعو الناس الان الى الصيام و هذا الجاهل يفتري الكذب و لا يستحي
من موقع مايو كلينك
ير بعض الأبحاث إلى أن الصيام المتقطع قد يكون أكثر فائدة من الأنظمة الغذائية الأخرى في تقليل الالتهابات وتحسين الحالات المرتبطة بها، مثل:
داء الزهايمر
التهاب المفاصل
الربو
التصلب المتعدد
السكتة الدماغية
من المهم الانتباه إلى أنه قد تكون للصيام المتقطع آثار جانبية مزعجة، لكنها تختفي عادةً في غضون شهر. قد تتضمن الآثار الجانبية ما يلي:
الجوع
الإرهاق
الأرق
الغثيان
حالات الصداع
الصيام المتقطع آمن لكثير من الناس، لكنه لا يناسب للجميع. قد لا يكون تخطي الوجبات أفضل طريقة للتحكم في الوزن بالنسلة للحبلى أو المرضعة. إذا كان لديك حصى في الكلى أو ارتجاع مَعدي أو سكري أو مشاكل طبية أخرى، فتحدث مع طبيبك قبل المباشرة بالصيام المتقطع.
تعليق : و قد اباح الاسلام للحامل و المرضع الفطر في رمضان و القضاء في وقت لاحق بعد انتهاء حالة الحمل او الرضاعة و هناك أحكام خاصة بالمرضى و بالتفصيل لكل حالة
الصيام الطبي المنقطع له قواعد مختلفة لا يمكن مقارنتها بالصيام الاسلامي و من اهمها هو السماح بشرب الماء لا بل كثيرا من الماء
لماذا تصر على التدليس و انت تعلم ان الصيام الاسلامي له هدف واحد ليس من بينها الصحة الجسدية و قد نص على ذلك في القران هذا الهدف هو التقوى 😳
وقوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) معناه: لتحصل التقوى لكم. قال الإمام ابن كثير: لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان.. إلخ. ومعنى التقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، وعرفها ابن مسعود رضي الله عنه بقوله: أن يطاع الله فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر
انت يا مجاهد حر في ان تصوم كما تشاء لكن اياك ان تستمر في صنعة التدليس لانه يلحق الضرر بالآخرين ☝🏿
الحبوب، نجارتا.
واصل….
هههههههههههههه
فليواصل و لكن بالعلم و البرهان و ليس بالكذب و البهتان
ما هي قواعد الصيام الطبي المتقطع و ليس (المنقطع ) أيها الجاهل ؟؟
انت تريد تشويه الاسلام بالجهل و الكذب و هذا الاسلوب مرفوض من كل منصف و لو كان وثنيا
الشواهد والمؤشرات الاولية تقول بأن رمضان هذا العام سيكون شديداً عسيراً قمطريراً علي الكيزان يا استاذنا بكر الصائغ والبدايات غير مبشرة …
وقد توعد وهدد الناجي عبد الله المشهور بالناجي الزيت .. -لانه حرامي سرق زيت سفرة داخلية الطلاب في البركس –
هدد الشعب السوداني في افطاراتهم ماقبل الانقلاب ..وذلك في الإفطار الرمضاني الذي اقامه الكيزان العام الماضي حيث خطب وقال :
دا بإذن الله آخر رمضان السودانيين ح يقعدوا في صينية إفطار واحدة ؟؟!
اليوم سارع البرهان الي انقرة لتفقد احوال ابنه المصاب ..
وصول البرهان إلى المستشفى الذي يتلقى فيه إبنه العلاج -كما داء في حوش اخونا بكري ابوبكر-:
https://sudaneseonline.com/board/515/msg/1709980573.html
ونقول للناجي واشباهه باذن الله الغريق قدام !! اللهم اجعل رمضان وبالاً بالساحق والماحق علي تجار الدين والدمار والحروب …
وما علينا الا الصبر والدعاء …
اللهم لا ترفع للكيزان راية، ولا تحقق لهم غاية، واجعلهم للعالمين عظة وعبرة وآية.
الحبوب، الطريفي حمد النعمة.
ألف تحية طيبة لشخصك الكريم، ومشكور علي المشاركة القيمة.
جاء في بداية تعليقك وكتبت:-
(الشواهد والمؤشرات الاولية تقول بأن رمضان هذا العام سيكون شديداً عسيراً قمطريراً علي الكيزان والبدايات غير مبشرة.).
ياحبيب،
أود أن أرجع بك تاريخيا الي عام ١٩٧٠ وهو عام بداية أزمات السودان الاقتصادية، وكيف تطورت هذه الازمات منذ ذلك التاريخ حتي اليوم لنصل الي حالات من الفقر المدقع والجوع والمعاناة لم تعرف لها البلاد مثيل من قبل.. ففي عام مايو١٩٧١ قام الرئيس السابق/ جعفر النميري باجراءات اقتصادية كبيرة تمت بموجبها عمليات تاميم الشركات والبنوك الأجنبية الكثيرة التي كانت منتشرة في كثير من المدن السودانية، وكانت هي التي تقوم باستيراد المعدات الضرورية وقطع الغيار اللازمة للدولة وتغطي احتياجات السلع الضرورية للمواطنين من غذاء وكساء ودواء، هذه (السودنة) تمت بدون دراسات مسبقة.
عندها قررت الدول الاوروبية التي فقدت السودان كسوق لتوزيع منتجاتها الاوروبية أن تعاقب نظام النميري فلجأت الي مقاطعة السودان اقتصاديا بشكل محكم ودقيق.
ونتيجة هذا الحصار توقفت عمل الشركات الأجنبية الكبري تماما مثل شركة (كونتو ميخالوس، وبلدمور- مثالا)، ولم تستطيع الحكومة وقتها أن تقوم بدور البديل عن الشركات والبنوك الاجنبية وتغطي العجز الموجود في البلاد، وجد السودان صعوبة في تصدير القطن والصمغ العربي والكركدي، وبذلك فقد فقد الجنيه قيمته واصبح سعر الدولار في عام ١٩٧٢ يساوي (٨) جنيهات سودانية وقتها!!
واليوم السبت ٩/ مارس الحالي، وبعد (٧٣)
عام من قرارات التاميمات، جاء الخبر:
ارتفاع جنوني.. سعر الدولار في السودان اليوم السبت 9 مارس 2024م اسعار العملات مقابل الجنيه السوداني من السوق السوداء و البنوك.
(… أدت الهبوط في قيمة العملة السودانية إلى تدنيها لأدنى مستوياتها التاريخية مقارنةً بالدولار الأمريكي، وبوجه الخصوص بعدما مرت نحو 11 شهرًا من الاضطرابات الداخلية، وتقترب القيمة إلى نحو 1400 جنيه للدولار الواحد. وتشهد أسعار الصرف تناقصًا يوميًا وسريعًا سواء في الأسواق الرسمية أو الموازية. مر الجنيه السوداني بانخفاض غير معتاد ومستمر في القدرة الشرائية، ووصل إلى مستويات أقل بكثير مما كان عليه من قبل. وكانت قيمة الدولار تصل إلى حوالي 570 جنيهًا قبل تصاعد التوترات مع قوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل لسنة 2023، ولكنها ارتفعت لتصل إلى أعلى من 1300 جنيه، وهذا أسهم في زيادة أسعار السلع والخدمات بشكل كبير. في السوق الموازي ، قفزت قيمة العملات الأجنبية أمام الجنيه، حيث وصل سعر الدولار إلى نحو 1370 جنيهًا للبيع و1360 جنيهًا للشراء اليوم السبت. وتوجد تداولات بأسعار أعلى من الأسعار المعلنة بسبب العمليات المالية الخاصة حسبما ذكر مسؤولون من القطاع المالي لموقع اخبار السودان.). -انتهي-
المصدر- فريق التحرير أخبار السودان –
***- يا حبيب، أول رمضان جاء بعد قرارات التاميم والمصادرة عام ١٩٧١، كان شهر كئيب بمعني الكلمة، عانت فيه كثير من الاسر معاناه شديدة في تغطية مصريف مسنلزمات رمضان… واليوم ونحن في انتظار رمضان ٢٠٢٣، لا أحد يعرف كيف سيمر في ظل الجوع الذي اودي بحياة المئات والفقر الذي ضرب كل الاسر السودانية داخل وخارج البلاد، وايضا في ظل انعدام ابسط مقومات الحياة؟!!
موضوع من مكتبتي في صحيفة
“الراكوبة” وله علاقة بالمقال الحالي:
وجاء رمضان: الشهر الذي يكرهه الفقراء وارباب المعاشات!!
https://www.alrakoba.net/235022/%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%A1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%8A%D9%83%D8%B1%D9%87%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7/#google_vignette
فلتكن شجاعا وتقول بان الحزب الشيوعي السوداني قام باجراءات مدمرة. للاقتصاد السوداني في مغامرته العسكرية مع القوميين العرب
اللجنة الاقتصادية لمجلس الثورة والتي صاغت قرارات التاميم والمصادرة كانت تتكون من عتاة الماركسيين بقيادة الشيوعي احمد الاسد ولكن لخلفية الكاتب اليسارية يدلس علي الاحداث القبيحة ليساري السودان وهم واجهة اخري لكيزان السودان تتطابق افعالهم
الم يقم الشفيع احمد الشيخ بنفس الدور القذر لحشد القوي النقابية لتأييد الانقلاب العسكري وهو نفس الدور الذي لعبه ابراهيم غندور ولكن ديك كراع ودي رجل
الحبوب، نادر.
حياكم الله ومتعك بتمام العافية.. مشكور علي التعليق.
الحزب الشيوعي في مايو ١٩٧٠ فوجئ بقرار اجراءات التأميم والمصادر ولم يكن علي علم بها، وازيدك من الشعر بيت حتي أعضاء “مجلس قيادة ثورة مايو” لم يكونوا علي دراية بها ولم يشاركوا في صياغة خطاب النميري الذي ألقاه في استاد الخرطوم في يوم ٢٥/ مايو ١٩٧٠ بمناسبة الذكري الأولي علي الانقلاب، وكان في استاد الخرطوم كضيوف شرف الرئيس/ جمال عبدالناصر والرئيس/ معمر القذافي.
عبد الخالق محجوب هاجم بشدة قرارات التاميم والمصادرة ووصفها بالكارثة.
يا حبيب، ارجع الي وثائق الحزب الشيوعي وستجد هناك كل الحقائق عن موقف الحزب من إجراءات التأميم والمصادرة.
الشيوعية فشلت في عقر دارها في روسيا و بالمناسبة الشيوعية صناعة غربية خالصة فكلا من ماركس و إنجلز هما من الغرب الاوربي و ليسا روسيين البتة و قد قام ابالسة الغرب بزرع الشيوعية في روسيا لأسباب دينية و سياسية و لذلك ماتت الشيوعية في اقل من قرن
😎 بنفس المعيار يا مجاهد الاسلام صناعة بدو الجزيرة العربية لا بل ان هنالك دراسات اكاديمية جادة ترجح ان الاسلام هو صناعة عباسية بدليل عدم وجود اية كتابات لكبار فقهاء الإسلام قبل العصر العباسي ثم فرض الاسلام بحد السيف على بقية الامم مثلما انت الشبوعبة من الغرب و انتشرت في الشرق 😳
متى ظهر الإسلام؟
الكاتب: كامل النجار
ما زال الغموض يلف تاريخ ظهور الإسلام وتاريخ ظهور وحياة محمد بن عبد الله، نبي الإسلام. بل حتى شخصية محمد نفسه يحيط بها الغموض. والسبب الرئيس في ذلك هو عدم وجود شواهد تاريخية يمكن أن نعتمد عليها في تأريخ الإسلام. فاللغة العربية، لغة القرآن، قد نمت من اللغة الآرامية السريانية التي كانت سائدة في منطقة الهلال الخصيب ولم يكن نمو اللغة العربية الفيلولوجي قد اكتمل وقت ظهور الإسلام. وكانت العربية في بدايتها لغة صوتية لا حروف أبجدية لها تمكن الناس من كتابتها. وحتى الأعراب القليلين الذين تعلموا الكتابة كانوا يكتبون العربية بحروف آرامية، وقد سمى الباحثون طريقة الكتابة هذه ب (قارشوني) Garshuni (نقلاً عن كرستوف لوكسنبيرج في كتابه The Syrio-Aramaic Reading of the Koran، ص 114). وقد احدثت هذه الطريقة في الكتابة أخطاء عديدة في الكتابات التي وصلت إلينا، بما فيها القرآن والتاريخ. وحتى عندما استقر العرب على حروفهم الأبجدية الثمانية والعشرين، كانت هناك سبعة حروف فقط لا يمكن الخلط بينها أما البقية فكان القاريء يصل إليها بالتخمين لأن الحروف لم تكن منقطة. فلم يكن هناك طريقة للتفريق بين الباء والتاء والثاء، أو بين الجيم والحاء والخاء، وهكذا. ولم يكن هناك حرف همزة (أ) في وسط الكلمات، فنجد في القرآن مثلاً “جنت” بدل “جنات”. فندرة الكتابة مع الأخطاء في النسخ جعلت الاعتماد على ما وصلنا من التراث الإسلامي غير ذي قيمة تاريخية.
ثم أن شخصية محمد نفسها لا نعلم عنها شيئاً مؤكداً. فكتب السيرة تخبرنا أنه ولد بعد موت أبيه بمدة قد تصل إلى أربعة سنوات لأن عبد الله أبا محمد قد تزوج في نفس اليوم مع أبيه عبد المطلب الذي ولدت له زوجته الجديد ابنه حمزة، عم محمد، والذي يكبره بأربعة سنوات حسب بعض القصص. فإذا كان حمزة يكبر محمداً بأربعة سنوات، فلا بد أن محمداً قد مكث في بطن أمه أربع سنوات. ولهذا السبب أصبحت مدة الحمل القصوى في الفقه الإسلامي أربع سنوات.
فمحمد الذي ولد يتيماً فقيراً وتربى في حضن جده عبد المطلب ثم عمه أبي طالب، لم يكن شخصاً ذا بال حتى يهتم الناس بمولده ونشأته. وحتى عندما بدأ دعوته بمكة تجاهله الناس لعدم أهميته بينهم وخاصموه لأكثر من عشرين عاماً. والقرآن نفسه يقول لنا عن أهل مكة أنهم تساءلوا فيما بينهم عندما قال لهم محمد إنه أتى بقرآن من عند الله، فقالوا (لولا أُنزل على رجل من القريتين عظيم). فمحمد لم يكن عظيماً بينهم، والقرآن نفسه يقول له على لسان الله (وجدك يتيماً فآوى ووجدك فقيراً فأغنى). فكيف يؤرخ الناس لرجل مثل محمد ويحفظون تفاصيل ولادته ونشأته ورعيه للغنم ورضاعته عند حليمة السعدية، وشق صدره وهو طفل؟ وكيف يتناقل الناس مثل هذه القصص عنه ثم لا يصدقونه عندما يقول لهم إنه نبي الله؟ فالواضح أن سيرة حياة محمد كلها صناعة متأخرة تفنن القصاصون في صياغتها بخيال خصب الهدف منه تمجيد الإسلام ورسوله.
وإذا سألنا من هو محمد؟ وهل كان محمد هو اسمه الحقيقي، تخبرنا كتب السيرة أن اسمه كان “قثم”، ثم سمى نفسه محمد وعقّ، أي ذبح ذبيحة لنفسه يوم سمى نفسه “محمد”. فعن (أنس بن مالك أن النبي عق عن نفسه بعدما بُعث بالنبوة) (بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ص 329). والاسم “محمد” قد استعمله النصارى بالجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام لأنه اسم مشتق من كلمة “الحمد” أي الشكر. فالشخص الكريم سموه “محمود” أو “محمد” أو “أحمد”. فمثلاً كان هناك محمد بن سفيان بن مجاشع، أحد أساقفة بني تميم. ومحمد بن حمران، من نصارى مذحج (النصرانية وآدابها، للأب شيخو، ص 251).. فإذاً كلمة “محمد” قد سبقت ظهور الإسلام. والشخص غير المحمود كانت الأعراب تسميه “مذمم”. (قال ابن إسحاق : وكانت قريش إنما تُسمى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مُذمما، ثم يسبونه ، فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : ” ألا تعجبون لِما صرف اللّه عنى أذى قريش، يسبون مُذمما، وأنا محمدٌ) (السيرة النبوية لابن هشام، ص 204). ثم أن إله القرآن لم يخاطب نبيه بالإسم محمد، وقد خاطب نوحاً فقال (يا نوح اهبط)، وخاطب إبراهيم (يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا)، وقال لعيسى (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ)، كما خاطب موسى وقال (يا موسى لا تخف) (الإتقان لجلال الدين السيوطي، 282). فلماذا لم يخاطب نبي الإسلام ب “يا محمد”؟ بل أن القرآن عندما تحدث عن محمد بلسان [عيسى] قال لهم (سيأتي نبي من بعدي اسمه أحمد) ولم يقل محمد، وبالتالي كان يمكن لمحمد أن يسمي نفسه “محمود” بدل محمد. ثم أن محمداً لم يُعرف باسم واحد فقط، فقد قال لأصحابه (أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي وأنا الحاشر وأنا العاقب) (صحيح البخاري). فالاسم محمد اسم منتحل وليس الاسم الذي عُرف به نبي الإسلام قبل ظهور الإسلام.
ثم نأتي إلى الاسم “عبد الله”. كان ملوك إيران يعتقدون أن الحُكم في مملكة إيران-شاهر Eran-Shahr يجب أن يكون في عائلة ساسان لأنهم أحفاد الآلهة. وعندما اعتلت الملكة بوران، ابنة الملك خسرو الثاني، العرش، صكت ميدالية ذهبية نُقش عليها “بوران- مجددة نسل الآلهة” Boran, I yazdan tohm winardar. وبعد هزيمة الساسانيين على أيدي الإمبراطور هيراكليوس في عام 622، بدأ حكم المسيحيين العرب في سوريا وإيران. وأول ما فعله الحكام المسيحيون العرب هو محاولة إزالة مفهوم أن الحكام من نسل الآلهة، فأدخلوا مصطلح “عبد الله” للحاكم The Hidden Origins of Islam) للمستشرق كارل هاينز أوهليق وجيرد بوين، ص 25.) وكذلك فعل المسيحيون في سوريا. بل أن مسيحيي سوريا كانوا يقولون إن يسوع عبد الله ورسوله. وكانت هذه عادة مسيحية سورية ترجع إلى القرن الأول الميلادي. وهناك الخطاب 1 Clement المكتوب إلى المسيحيين في Corinth في نهاية القرن الأول الميلادي والذي يقول إن الله واحد وهو خالق الكون وخادمه المحبوب يسوع المسيح سيدنا there is one God, creator of the universe, and his beloved servant Jesus Christ, our Lord. فإذاً مصطلح “عبد الله” قد سبق ظهور الإسلام وأخذه المسلمون من المسيحيين. فعبارة “محمد عبد الله” أو “عبد الله محمد” لا تنم عن معتقد إسلامي، بل مسيحي.
تخبرنا كتب السيرة أن محمداً ولد عام الفيل، الذي لا نعرف تاريخه بالتحديد، ويقول أهل التاريخ إنه العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي غزو مكة من قاعدته في اليمن عام 570 ميلادية، وإن محمداً بدأ دعوته عام 610 في مكة وعمره أربعون عاماً. وقد أسري به من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس على ظهر البراق الأبيض قبل أن يهاجر إلى المدينة عام 622. فلا بد أن الإسراء كان حوالي العام 615م أو بعدها بقليل لأن الخمس سنوات الأولى من الدعوة كانت مليئة بالخوف وتوقف الوحي بعد موت ورقة بن نوفل، ومحاولة انتحار محمد بإلقاء نفسه من على شاهق، ولم يكن له أتباع يذكرون حتى أسلم عمر في العام الخامس من الدعوة. ولكن كتب التاريخ غير الإسلامية تخبرنا أن الفرس الساسانيين قد استغلوا الخلاف بين بيزنطة المسيحية الكاثوليكية وبين مسيحيي الشام الشرقيين، فغزوا سوريا وفلسطين عام 614، أي بعد ظهور دعوة محمد بأربع سنوات. وقد منح الفرس القدس لليهود الذين كانوا قد عانوا الاضطهاد تحت الإمبراطورية الرومانية في بيزنطة. وقد هدم اليهود كنائس القدس ودمروا جزءاً كبيراً من كنيسة القيامة في العام 614 (The Hidden Origins of Islamص 22). فلا بد أن محمداً قد أسرى إلى كنيسة القيامة بعد أن خربها اليهود. وقد يستغرب المرء كيف أمّ محمد جميع الرسل والأنبياء في كنيسة القيامة المهدومة ولم يرممها الله لهم تكريماً لكل ذلك الجمع من الأنبياء والرسل.
تخبرنا كتب التراث كذلك أن محمداً قد هاجر إلى يثرب عام 622-623م، وهو العام الذي غزا فيه الإمبراطور هيراكليوس أرمينيا وانتصر على الفرس وتم الصلح بين بيزنطة والفرس وتم بعدها إرجاع الأراضي التي احتلها الفرس من الرومان في مصر وفلسطين وسوريا. وكان من المفروض حسب القرآن أن يفرح المؤمنون بهذا الانتصار العظيم للروم على الفرس، بينما تخبرنا كتب السيرة أن المؤمنين كانوا في أسوأ ظروفهم، فنبيهم هرب في جنح الليل إلى يثرب، وبقية المؤمنين كانوا في الحبشة في ضيافة الملك المسيحي النقراشي، وبالطبع لم تكن هناك حفلات وعرضة بالسيوف بهذا النصر العظيم. ولكن على الأقل فإن المؤمنين بدءوا تاريخهم الإسلامي بهذا العام الذي انتصر فيه الروم وسموه التاريخ الهجري، بينما سماه السوريون والإغريق “التاريخ العربي” نسبةً لبدء الحكم العربي في المملكة الساسانية.
حسب التاريخ الإسلامي فإن محمداً مات عام 632 وخلفه أبو بكر لمدة عامين ثم آلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب الذي فُتحت في خلافته الشام ومصر وفارس، وأنه عيّن معاوية ابن أبي سفيان حاكماً على الشام. وعليه يجب أن يكون معاوية مسلماً رغم أن كتب السيرة تخبرنا أنه وأباه أبا سفيان بن حرب قد ناصبا محمداً العداء حتى فتح مكة في حوالي العام 630م، أي قبل عامين من وفاة محمد. فهل حقيقةً كان معاوية مسلماً وكاتباً للوحي؟
بعد موت الإمبراطور هيراكليوس في عام 641م استولى المسيحيون العرب على الحكم في سوريا، وكان على رأسهم رجل يدعى معاوية، وهو اسم آرامي يعني البكّاء، أي الذي يبكي كثيراً، وهذه الصفة عادة ما تُسبغ على رجالات الدين الذين يخافون الله. كتب الناريخ المسيحية لا تذكر أنه ابن أبي سفيان. ولدى المتاحف الآن عملات تحمل اسم معاوية ضُربت في درابجيرد Darabjird بفارس عام 41 من التاريخ العربي. وتحمل هذه العملات مع اسم معاوية صفة “أمير ولوشنيكن” wlwyshnyk’n (ًًًWalker, catalogue I, no. 35, p 25) نقلاً عن كارل هاينز أوهليق. وترجمة ولوشنيكن هي “المصدقون، المخلصون، المؤمنون”. فحتى لو قلنا إن معاوية كان أمير المؤمنين، فليس هناك ما يدل على أنه مسلم إذ أن المسيحيين مؤمنون بيسوع، وهو أميرهم. وهو نفس اللقب الذي يحمله اسم معاوية المنقوش على خزان بالقرب من الطائف، ومؤرخ عام 58 بالتاريخ العربي. ونفس النقش موجود باللغة الإغريقية على مبني حمامات Hammat Gadara في فلسطين، والسطر الأول من النقش يحمل علامة الصليب. فمعاوية لم يكن حاكماً على الطائف وليس هناك من سبب لكتابة اسمه باللغة الإغريقية على الحمامات في فلسطين ووضع الصليب في أول النقش لو كان مسلماً حاكماً بالشام. ولكن لأن معاوية كان أول الحكام العرب المسيحيين الذين استولوا على الحكم في المملكة الساسانية بعد هزيمة الفرس عام 622، احتفل به المسيحيون في فارس وفي الطائف وغيرها ونقشوا اسمه ولقبه على المباني وعلى العملات.
ونص النقش على الحمامات باللغة الإغريقية هو: (في أيام معاوية، عبد الله وقائد المؤمنين، أُصينت هذه الحمامات على يد الأمير عبد الله بن أبي أسيموس Abuasemos في اليوم الخامس من ديسمبر، اليوم الثاني من الأسبوع، في السنة السادسة من ال indiction في السنة 726 من إنشاء المدينة، في السنة 42 بالتاريخ العربي، تحت رعاية يوهانس قاضي المدينة). Indiction هي دورة تتجدد كل 15 سنة حسب التاريخ الروماني القديم. (نقلاً عن المصدر السابق، وترجمة كاتب المقال). والنص بالإنكليزية
In the days of Maauia, the servant of God, the leader of the protectors, the hot baths were preserved and renovated by the councillor Abdallah, son of Abuasemos, of the fifth of December, on the second day of the week, in the sixth year of the indiction, in the year 726 from the founding of the city, in the year 42 following the Arabs, for the healing of the sick, under the supervision of Johannes, the magistrate of Gadara
وهناك الآن بالمتاحف عملات نحاسية كثيرة تحمل اسم معاوية وعبد الملك بن مروان وسالم بن زياد وعبيد الله بن زياد. وهناك عملة ضُربت عام 41 تحمل اسم زياد بن أبي سفيان. وكلها تحمل علامة الصليب أو الحجر اليهودي (بيت الإله) Yegar Sahaduta، وبعض العملات تحمل كلمة “محمد” مع الشمعدان اليهودي ذي السبع أذرع، وتغيرت أخيراً إلى الشمعدان ذي الخمسة أذرع. ولا تحمل أي من العملات التي أُكتشفت حتى الآن الهلال الإسلامي. ولم يعثر المنقبون عن أي عملة تحمل اسم أبي بكر أو عمر أو عثمان. ولم يذكر في أي من النقوش أو العملات من زمن معاوية كلمة الإسلام أو أبا بكر أو عمر أو عثمان. فليس هناك ما يدل على أن الحكام الأمويين كانوا مسلمين.
من الصعب تحديد زمن ظهور الإسلام بدقة نسبةً لشُح المصادر غير الإسلامية التي تتحدث عن هذا الموضوع من جانب، وعدم مصداقية المصادر الإسلامية من الجانب الآخر. فالمصادر الإسلامية لم يبدأ ظهورها إلا بعد حوالي مائة وخمسين عاماً من التاريخ المزمع لوفاة نبي الإسلام. ولا يمكن الاعتماد على هذه المصادر لأنها لم تُكتب من أجل التاريخ وإنما كُتب معظمها لتبجيل وتعظيم الإسلام ونبيه، وقد اكتظ معظمها بقصص أسطورية مثل قصة شق صدر النبي وهو طفل وغسله بماء الثلج لإزالة الشرك عنه.
ومما يزيد في صعوبة المهمة تأخر ظهور الكتابة باللغة العربية. فلم تظهر اللغة المكتوبة إلا في القرن الخامس الميلادي، وكانت في البدء لغة تنقصها النقاط وعلامات الترقيم الأخرى مما أدى إلى الخلط في كثير من الكلمات المكتوبة. ولذا كان لا بد من الاعتماد على المصادر المكتوبة باللغات الإغريقية والآرامية السريانية، وبعض المصادر المكتوبة باللغة الرومانية.
مسرح الحوادث في بداية القرن السابع الميلادي (التاريخ المزمع لظهور الإسلام) كانت تسيطر عليه الديانة المسيحية التي كانت ديانة الدولة في إمبراطورية بيزنطة الرومانية التي امتدت سيطرتها في الهلال الخصيب من غزة، مروراً بفلسطين وسوريا إلى تركيا. منطقة ميسوبوتوميا بين دجلة والفرات كانت تابعة للإمبراطورية الساسانية الغارسية التي كان دينها الرسمي الزرادشتية ولكن بعد خسارتها منطقة نينوى في عام 627 انحسرت الإمبراطورية الساسانية ومعها الزرادشتية وحلت محلها المسيحية. وأصبحت منطقة فارس مسيحية ، وكان بها كاتدرائية ضخمة تنافس كاتدرائية القسطنطينية، وكانت منطقة الحيرة في العراق هي مركز تعليم المسيحية، وتمت بها ترجمة الإنجيل من اللغة الرومانية إلى اللغة الآرامية السريانية. ومما ساعد عملية الترجمة في الحيرة أن الإمبراطور جستينيان الأول أقفل الأكاديمية الأثينية في القسطنطينية عام 529، مما اضطر أساتذة الفلسفة اليونانية إلى إللجوء إلى منطقة الحيرة للعمل، فاللغة الإغريقية لم تكن غريبة على المنطقة. كما كانت منطقة الرصافة مقراً رئيسياً لأتباع عقيدة سينت سرجون المسيحية St. Sergius of Rusafa (نقلاً عن كتاب The Hidden Origins of Islam, Karl Heinz-Ohlig, p 19
وقد احتل الساسانيون تحت قيادة شابور الثاني في القرن الرابع، شرق جزيرة العرب حتى منطقة اليمامة، ثم احتلوا اليمن المسيحي في عام 572 بعد أن طردوا منه الأحباش المسيحيين. فمنطقة اليمن كلها كانت مسيحية مع وجود اليهودية بها وانتقلت المسيحية إلى قبائل شرق الجزيرة العربية. بقية القبائل العربية في الحجاز كانت في أغلبها وثنية، مع وجود قبائل مسيحية مثل قبيلة طي، ونجران، ومضر، وقُضاعة (التي كانت أول قبيلة عربية تتنصر)، وتميم، وقبائل منطقة الأردن التي كانت عاصمتها البترا أو سلع (النصرانية للأب شيخو، ص 34). بقية القبائل البدوية كانت وثنية ولكن بعض أفرادها كانون يعرفون الوحدانية التي كانت تُعرف باسم “الحنيفية” نسبة لإبراهيم الذي حنف عن دين آبائه الوثني، أي انحرف عنه. فكلمة “حنيفية” تعني الانحراف. يقول كتاب Cross Roads To Islam للمستشرق Yehuda D Nevo إن الطبقة العليا في العرب كانوا على دين التوحيد، ولكن ليسوا مسلمين (ص 207).
يزعم كُتاب التراث الإسلامي أن محمداً ظهر في هذا المسرح المسيحي في حوالي العام 622 بعد هجرته إلى المدينة، واستطاع في ظرف عشر سنوات فقط أن يُخضع جميع هذه القبائل العربية إلى الإسلام ، وهذا زعم يصعب تصديقه. ثم زعموا أن معاوية ابن أبي سفيان، الذي كان مع أبيه، أبي سفيان بن حرب، من ألد أعداء الإسلام ولم يسلما إلا في سنة ثمان هجرية، أي قبل سنتين من موت محمد، وأصبح بدون أي مقدمات كاتباً للوحي لدى محمد، وأصبح المسلمون يقولون “رضي الله عنه” بعد ذكر اسمه. فأي وحي كتبه هذا المعاوية يمكن أن يعتمد عليه المسلمون؟ ومعاوية هذا لم نقرأ عنه كلمة واحدة في التراث الإسلامي، ولا نعرف عنه شيئاً إلا بعد أن أصبح كاتباً للوحي ثم أميراً على الشام. فهل فعلاً احتل المسلمون الشام في خلافة عمر بن الخطاب، أي في ظرف خمس إلى ثمان سنوات بعد موت محمد؟
لا بد لنا هنا من الاعتماد على المصادر غير الإسلامية. معاوية أصبح حاكماً للشام عام 640 بعد أن تخلت بيزنطة عن سوريا لأسباب اقتصادية جعلت الشام عبئاً على القسطنطينية التي خلت خزينتها من الأموال بعد أن بدد جستينيان الأول أموال الخزينة في بناء كنيسة أيا صوفيا Hagia Sophia التي كلفت الخزينة 320 رطلاً من الذهب كادت أن تفلس الدولة بعدها، ثم صرف الإمبراطور هيراكليوس ما تبقى على حروبه مع الساسانيين. فاضطر هيراكليوس إلى التخلي عن الشام. وكانت هذه فرصة للقبائل العربية المسيحية في الشام لاستلام الحكم. وقد برز بينهم معاوية ربما لمهارته السياسية أو العسكرية، أو الاثنين معاً. وعندما استلم معاوية الحكم في سوريا فرض عليه الإمبراطور هيراكليوس معاهدة يدفع بموجبها معاوية سنوياً ثلاثة آلاف قطعة ذهب وخيول وعبيد (Karl Heinz-Ohlig, p51). فهل يدفع المنتصر جزية للمهزوم، إذا صدقنا الروايات الإسلامية التي تقول إن المسلمين هزموا قوات هيراكليوس واحتلوا الشام؟
ولو كان المسلمون قد انتصروا في المعارك التي يذكرها التراث الإسلامي، ألا نتوقع أن يكتب مؤرخو تلك الفترة في الشام أو القسطنطينية أو الحيرة شيئاً عن تلك المعارك مع العلم أن الكتابة والتاريخ كانتا منتشرتين في تلك البلاد؟ قالمصادر السريانية حتى القرن الثامن الميلادي لا تذكر شيئاً على الإطلاق عن تلك المعارك (Cross Roads to Islam, p 106). في مذكرات أحد الرهبان باللغة السريانية نجده يقول (في اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر سنة 633، وفي دير خارج دمشق، تمت كتابة نسخة فاخرة من الإنجيل رغم تجمع السحب المنذرة بقدوم سنوات حالكة) (Sebastian Brock, Syriac Sources for Seventh Century History, p 13). وهذا الراهب الذي ذكر كتابة نسخة من الإنجيل وتجمع السحب الداكنة لم يذكر موقعة مؤتة في عام 629 ولا أي معركة بين المسلمين والمسيحيين. أما المؤرخ الأرميني سيبيوس Sebeos الذي كتب في القرن السابع الميلادي عن تاريخ الإمبراطور هيراكليوس، فقد ذكر أشياء بسيطة عن معركتين بين العرب ومسيحيي الشام في تلك الفترة، ولم يُسمي تلك المعارك التي يعتقد الدارسون المعاصرون أنهما كانتا موقعتي اليرموك والقادسية المذكورتين في التراث الإسلامي. بينما لو أخذنا مثلاً مذكرات جشوا Joshua the Stylite التي تغطي الفترة من 395 إلى 506، نجد أن المصادر الدينية العبرانية تذكر جميع المعارك والمناوشات بتفاصيل مذهلة. فلماذا يذكر العبرانيون كل هذه التفاصيل بينما تتجاهل المصادر السريانية السورية وصف معارك العرب المسلمين ضد بلادهم؟ بالطبع لو حدثت هذه المعارك كما تزعم المصادر الإسلامية، لكتبها المؤرخون السريانيون. ومذكرات خوذستان Khuzestan Chronicles وهي مذكرات لا يُعرف اسم كاتبها، تصف تاريخ الكنيسة، بين سنة 670 و 680، تحتوي على معلومات كثيرة عن المعارك بين الرومان والساسانيين، لكنها لا تذكر إلا النزر اليسير عن معارك العرب في الشام (Cross Roads to Islam, 107). وقد رأينا في الحلقة السابقة أن جميع العملات التي ضُربت في عهد معاوية، وجميع النقوش على الحيطان لم تذكر الإسلام ولا محمداً. فهل يمكن أن نصدق أن معاوية كان مسلماً وأرسله عمر بن الخطاب ليحكم الشام إنابة عنه؟
المصدر الوحيد الذي يقول شيئا ربما يوحي بأن العرب الذين يحكمون سوريا في تلك الأيام قد يكونون أصحاب ديانة غير مسيحية، هو ما كتبه الأسقف النسطوري أُوشيعب Isho’yahb في عام 659، أي في أيام معاوية، فهو يقول (ولكن هؤلاء العرب الذين منحهم الله السلطة على البلاد في هذه الأيام … فإنهم لا يهاجمون المسيحية بل يحترمونها ويحمون كنائسنا وبيعنا ويحترمون قساوستنا) (نفس المصدر أعلاه، ص 216). وكما ذكرنا أعلاه أن بعض المؤرخين يعتقدون أن العرب كانوا أهل توحيد عام ولكن لم يكونوا مسلمين. ثم أن مؤلف كتاب “حياة ماكسيموس” Maximus the Confessor الذي كان يعيش متخفياً في أيام سيطرة هيراكليوس على الشام نسبة لأنه كان متهماً بالهرطقة، قد جاء إلى الشام في أيام معاوية وأصبح يبشر على المفتوح ودون خوف (نفس المصدر أعلاه، ص 214).
أول ذكر موثق للإسلام جاء في عهد عبد الملك بن مروان الذي تولى الحكم عام 680م 60 هجرية. عبد الملك أعلن أن دولته دينها الإسلام، ونبيها محمد، وربها واحد لا شريك له. ثم أصدر عملات نُقش عليها “عبد الملك خليفة الله” وعملات أخرى تحمل اسم محمد ولكن مرسوم عليها بيت الإله العبري أل El الذي يُرمز إليه بعمود حجري في وسط العملة ومكتوب حوله “لا إله إلا الله وحده، محمد رسول الله” (The Hidden Origins of Islam, p 67).
ثم أسس عبد الملك ما يُعرف باسم “مسجد الصخرة”، وهو هيكل عظيم له ثمانية أضلاع وبه ستة عشر عموداً داعماً للسقف، وتعلوه قبة. وقد كُتبت آيات قرآنية على واجهاته الثمانية من الخارج ومن الداخل كذلك. في الجانب الخارجي كُتب (بسم الله الرحمن الرحيم. لا اله الا الله. لا شريك له. قل هو الله أحد الله الصمد. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو احد. محمد رسول الله صلى الله عليه. ان الله وملئكته يصلون على النبي يا االذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. وملئكته ورسله والسلم عليه ورحمت الله. بنى هذه القبة عبد الله عب… تقبل الله منه ورضي عنه. امين رب العالمين. لله الحمد).
وفي الجدار الداخلي كُتب (يا اهل الكتب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القيها إلى مريم وروح منه. فامنوا بالله وحده سبحنه ان يكون له ولد. له ما في السموت وما في الارض وكفى بالله وكيلا. لن يستنكف المسيح ان يكون عبد الله ولا الملئكة المقربون. ومن يستنكف عن عبدته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا. اللهم صلي على رسولك وعبدك عيسى ابن مريم والسلم عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه تمترون. ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحنه اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم. شهد الله انه لا اله الا هو والملئكة واولوا العلم قيما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلم وما اختلف الذين اوتوا الكتب الا من بعد ما جاهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايت الله فان الله سريه الحساب).
فهل قصد عبد الملك من قبة الصخرة أن تكون مسجداً أم مجرد بناء ينافس به كنيسة أيا صوفيا في القسطنطينية وكنيسة القيامة في القدس؟ إذا كان القصد منه أن يكون مسجداً للمسلمين، فإننا نلاحظ أن هذا المسجد ليس به محراب يتجه نحو الكعبة التي كانت في ذلك الوقت قد أصبحت قبلة المسلمين بعد أن حول محمد قبلته من بيت المقدس، كما تقول كتب التراث. ثم أن البناء به اثنا عشر عموداً تمثل أسباط إسرائيل الاثني عشر. كما أن الآيات الداخلية كلها تتحدث عن بني إسرائيل وعيسى. ثم أن الصخرة التي بوسطة والتي سُمى باسمها لا نعرف الغرض منها. هل هي الصخرة التى صارع عندها يعقوب ربه، كما في الديانة اليهودية، أم هي الصخرة التي صعد منها يسوع إلى السماء كما يقول المسيحيون، أم هي توأم الحجر الأسود في الكعبة؟ فالإسلام ليس به صخرة حسب تعاليم نبيه. القرآن يقول (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله). وبالطبع قبل بناء هذه القبة عام 72 للهجرة لم يكن هناك مسجد أقصى في القدس، بل كانت هناك كنيسة القيامة وبقايا هيكل سليمان، كما يزعم اليهود. وهناك من يشكك بأن عبد الملك قصد من البناء أن يكون مسجداً.
أما كلمة “مسلم” فلم تظهر كتابةً إلا في العصر العباسي. فالعملات والنقوش الحائطية والمصادر غير الإسلامية لم تذكر كلمة “مسلم” (Cross Roads to Islam, p 234). المصادر غير الإسلامية كانت ترمز إلى اتباع محمد ب “الهاجريون” نسبة إلى هاجر زوجة إبراهيم، التي أنجبت له إسماعيل. وكانت الكلمة تُستعمل كنوع من التحقير لهم على أساس أنهم أبناء الجارية. وفي مصر لم تظهر كلمة “مسلم” إلا في نهاية مذكرات الأسقف القبطي جون من نيكيو Bishop John of Nikiu في حوالي العام 70 الهجري.، والتي يقول فيها إن كثيراً من المسيحيين لم يكونوا مسيحيين حقيقيين وقد تنكروا لدينهم واعتنقوا ديانة المسلمين
كانت الإمبراطوريات في ذلك الوقت تستعمل أوراق البردى في المكاتبات الرسمية، وكانت اللفافة من ورق البردي يُكتب في أعلاها آيات مسيحية باللغة الإغريقية أو السريانية. يقول البلاذري إن عبد الملك بن مروان كان أول من استعمل آيات قرآنية في أعلى أوراق البردى، والتي يسميها الباحثون Protocols. وقد كانت الحكومة في عهد معاوية تستعمل اللغة اليونانية والعربية في البروتوكولات هذه، لكنها كانت تخلو من عبارات إسلامية (نفس المصدر أعلاه، ص 284).
العداء بين المسيحية والإسلام لم يظهر إلا في عهد عبد الملك، وخاصة في مصر عندما كانت تحت إمرة عبد العزيز بن مروان، الأخ الأصغر لعبد الملك. وقد أمر عبد العزيز في حوالي العام 69 هجري، بتحطيم كل الصلبان في مصر والكتابة على أبواب جميع الكنائس “محمد الرسول الكبير”، كما جاء في مذكرات الأسقف جون المذكورة أعلاه، وفي صفحة 201 (نقلاً عن المصدر أعلاه). ثم جاء بعده الوليد بن عبد الملك الذي اعتلى الخلافة بعد عبد الملك وأمر بهدم جزء من كنيسة يوحنا بدمشق وبنى فيه المسجد الأموي.
ونأتي الآن إلى القرآن نفسه. فقصة اكتمال نزول الوحي قبل وفاة محمد، وجمع القرآن في حياته أو في خلافة أبي بكر، ومرة أخرى في خلافة عثمان، فكلها قصص متأخرة كُتبت في منتصف القرن الثامن الميلادي. أول كلمة مكتوبة عن القرآن وجدت في مخطوطة في المدينة مؤرخة بعام 135 هجري، وذُكر فيها “كتاب الله” فقط، ولم تقل “القرآن” (The Hidden Origins of Islam, p 97). وقصة أن عثمان كتب ست نسخ من القرآن وأرسلها إلى الأمصار كذلك قصة بلا دليل إذ أن الباحثين فشلوا في العثور على أي من تلك النسخ المزعومة. فلو كان عثمان فعلاً قد كتب تلك النسخ وبعث بها إلى الأمصار، ولو افترضنا أن اثنين أو ثلاثة من النسخ قد تلفت أو أُحرقت، كيف يُعقل أن لا يحافظ المسلمون على أغلى كتاب في حياتهم؟ ألم يكن في المسلمين من يحافظ ولو على نسخة واحدة من ذلك الكتاب العظيم؟ ثم أن مالك بن أنس عندما سألوه عن مصحف عثمان، قال: (لقد تغيّب ولم نعثر له على أثر) كما ورد في كتاب الوفاء للسمهودي، باب الأشياخ. وورد نفس القول في كتاب المصاحف لأبي داود، نقلاً عن عبد الله بن وهب، الذي يقول “سألت مالكاً عن مصحف عثمان، فقال : لقد ذهب” (المصدر أعلاه، ص 205). وابن سعد، الذي نقل السيرة عن ابن إسحق، أقدم كتاب إسلامي، لم يذكر شيئاً عن جمع القرآن.
أبو داود السجستاني، في كتابة “المصاحف” كتب بإسهاب عن مجهود الحجاج بن يوسف في تنقيط وإعادة كتابة المصحف. ويزمع الكثيرون أن الحجاج بن يوسف قد محا آيات وأدخل أخرى في مصحفه الذي أرسله إلى الأمصار في خلافة عبد الملك، مما أثار غضب عبد العزيز بن مروان عندما وصلته نسخة الحجاج في مصر، فأمر علماء مصر أن يكتبوا له مصحفا. وقول عبد الملك بن مروان في شهر رمضان، قول معروف للجميع. فقد قال إنه يخشى أن يموت في رمضان لأنه الشهر (الذي ولدت فيه، وفُطمت فيه، وبويعت فيه، وجمعت القرآن فيه).
وخلاصة القول، بعد دراسة جميع المصادر المتاحة لهم من مخطوطات وعملات نقدية ونقوش، وكتب التراث الإسلامي، والمصادر المعاصرة لفترة حكم الأموييين والعباسيين، اتضح للعلماء أن الإسلام لم يظهر فجأة وينتشر في مدى عشر سنوات، كما تزعم كتب التراث، إنما بدأ بحركة سياسية قادها قثعم في القرن السابع الميلادي، ودعمها بنصوص قال إنها أتته من السماء، كما أتت النصوص لموسى وعيسى من قبله. ولا شك أن هناك من آمن بمحمد واتبعه، وبعد موته قاموا بنشر رسالته بعد أن أضافوا إليها الكثير من النصوص والقصص الأسطورية التي تمجد نبيهم. وقد تم نشر الرسالة بقوة السيف وليس عن طريق المنطق إذ أن منطق النصوص التي أتى بها محمد لا يمكن أن تُقنع أي إنسان عاقل مطلع على الأديان التي سبقت ظهور محمد. وقد تضافرت الجهود في زيادة وحذف بعض المقاطع من ذلك النص المقدس الذي سماه المسلمون فيما بعد ب “القرآن”. ولم تكتمل صورة النصوص القرآنية إلا في عصر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. أما تشريعات الإسلام الأخرى من فقه وغيره فقد استغرقت عقوداً طويلة اكتملت بنهاية الدولة العباسية
وصلتني ستة رسائل من قراء علقوا فيها علي المقال، وكتبوا:
١-
الرسالة الأولي:
(…- أغلب الدول الاسلامية وخاصة الموجودة في القارة الافريقية تعاني من أزمات إقتصادية حادة أثرت بشكل كبير علي حياة المواطنين ووصلت أغلبهم الي حافة الفقر الشديد. ورغم الظروف الصعبة ما سمعنا باي مواطن في هذه الدول الفقيرة اشتكي من شهر رمضان بل بالعكس دائما ما يعلقون كل الأخطاء علي شماعة السياسة وأن رمضان لا دخل له في ما وصلوا لها من حالة سيئة . رمضان هو شهر له حرمته وقداسته عند ملايين المسلمين لهذا استمر طوال آلاف السنين موجود بسبب حرص الشعوب علي بقاءه بنفس صورته وطقوسه الاولي القديمة ولن يتغير.).
٢-
الرسالة الثانية:
(…- يا حبوب، من ما الله خلق السودان ده وكل يوم فيه أحداث جديدة مثيرة وغريبة بعضها سئ وبعضها مفرح.. ودي أحداث بتحصل في كل مكان ما عندنا بس. ما في حاجة إسمها الفواجع والاحزان بتقع بس في شهر رمضان. أنت متخصص في التاريخ وبتعرف صحة كلامي!!.).
٣-
الرسالة الثالثة:
(…- آها يا حبوب سالت وقلت “لماذا دائما رمضان في السودان شهر الفواجع والأحزان”؟!!، طيب ليه يوم احتلال السودان سنة 1899 ما وقع في شهر رمضان؟!!.. ولا إنفصال الجنوب سنة 2011..ولا انقلاب الجبهة الاسلامية عام 1989، ولا مجزرة العيلفون سنة ١٩٩٨..ولا مجزرة الشجرة والاعدامات.. ولا انقلاب عبود والنميري ماوقعوا في شهر رمضان؟!!… ازيدك محن ولا كفي؟!!. ياأخي المصيبة والحدث والفواجع لما بتقع ما بتعرف الشهر كان رمضان ولا شعبان؟!!
٤-
(…- كتبت المقال “في تمام الساعة التاسعة من مساء يوم 23 أبريل، وصل رقيب من سلاح المظلات إلى منزل الرائد/ عادل عبد الحميد وهو ضابط استخبارات بقيادة السلاح وذلك في ضاحية الحاج يوسف . ابلغ الرقيب بأن لديه معلومات خطيرة عن انقلاب”..كنت عاوز اسأل عن اسم الرقيب، ولماذا لم يرد أسمه في كتاب المؤلف عصام الدين ميرغني ؟!!.).
٥-
الرسالة الخامسة:
(يا ود الصائغ، بعد ما ينتهي شهر رمضان القادم هل ستقوم بكتابة مقال بعنوان ” لماذا دائما عيد الفطر في السودان شهر الفواجع والأحزان؟!!).
٦-
(…- يا أخي، الفواجع والبلوي والكوارث كل يوم بتنزل علي الناس زي المطر، وما شهر رمضان الوحيد الفيهو المآسي والاحزان، ولو تعمقت بقوة في تاريخ السودان القديم والحديث تلقي شهور رمضان الماضية كانت الاحداث المأساوية فيه أقل من باقي الشهور.. تصوم وتفطر علي خير.).
لو تناولنا كل الشهور بهذه الطريقة لوجدنا أنها مليئة بالاحزان .
رمضان شهر الصيام و الهدوء و تجلي الايمان و الكرم و التواصل .
إقتباس
( هذا الجاهل الغبي نجير كسن جارتها )
ياخ اهو انت اعترفت بأنه جاهل فكيف تتعب نفسك بجداله
الأ تعرف المثل القائل لا تجادل الجاهل فيغلبك بجهله
هؤلاء يجادلون فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير
ارجوك رجاء خاص لا تهتم لهذا المسخ دعه مع حبيبه بكري
فانت تعمل لكلاهما قيمة اكثر ممايستحقان
الحبوب، الغلبان.
تحية الود والاعزاز، وسعدت بالزيارة الكريمة
رد علي تعليقك، أذكرك بما جاء في القرأن الكريم.
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ “رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”.
هو غبي لأنه ينقل افكار غيره مثل الحمار الذي يحمل اشفارا
اما لماذا أرد عليه فلأن الذين ينقل عنهم يدلسون و يكذبون و هناك من القراء من ليس له من العلم الشرعي شيئا فيشتتون فكره
😎 هل دراسة الدين و شرائعه تقع تحت مسمى العلم ام اللاهوت الذي يصنف تحت مظلة الدراسات الانسانية التي هي تختلف عن مساق الدراسات العلمية مثل الفيزياء و الكيمياء 😳
لماذا تلهثون خلف الالقاب العلمية التي اخترعها الكفار و تخلطون الحابل بالنابل يا د عبد الحي يوسف و بروفسور عمر بن الخطاب 😳
أيها الجاهل الناقل من دون علم
ليس هناك ما يوصف بالدراسات في هذا الصدد و انما يطلق في هذا المجال لفظ العلم أو الفن . اذ ان الدراسة تعني شيئا محددا مثل قولنا دراسة الوضع القانوني او الاقتصادي
ايها الأمي علما فاعلم ان الفيزياء و الكيمياء تسميان بالعلوم التطبيقية . أما مصطلح اللاهوت فهو خاص بالدين المسيحي و هذا يعني أن نجارتا هو قبطي مسيحي ليس متعلما و انما من عوام الأقباط
اضافة : يطلق البعض مصطلح العلوم التطبيقية على علوم مثل الهندسة و الطب , بينما يسمي العلوم الأخرى ذات الصلة بالتقنية مثل الفيزياء العلوم الطبيعية
😎 كما اوصاك نبي الاسلام بافضل الطرق لاسكات المخالف اللا و هي استخدام البذاءة و اللعن كما ورد في الحديث الصحيح ادناه
من الذى تعزى بعزاء الجاهلية …..يا سادة ؟؟؟؟
أنون بيرسون
منذ بضعة ايام قليلة جلست فى متجرا للأكترونيات …..أمام شاشة تلفاز حديثة للغاية وما أن وضعت نظارة خاصة مجهزة على عينى حتى تحولت الرؤية من صورة ضبابية ملتبسة الى صورة ثلاثية الابعاد فائقة الجودة و شديدة الوضوح و الاهم أنها مجسمة و كأنك حاضرا فى وسط المشهد و كائن المشهد يحيط بك ….فقد أقبل عصر التلفاز الثلاثى الابعاد
و من خلال دراستى الجامعية تعلمت أن فى المساحة الجوية و التى تتم من طائرات تحمل كاميرتين مزدوجتين لا يمكن قرأة الصور الجوية الماخوذة بتلك الطريقة سوى عن طريق نظارة خاصة توحد الرؤية المزدوجة و تجمع الرؤيتين المختلقتين ….فيستطيع الدارس ان يرى الصور مجسمة و ينتقل اليه الاحساس بعمق و بعد و تضاريس الصور التى تصير بتلك الطريقة …..أيضا صور ثلاثية الابعاد مجسمة
و تذكرت بهذه المناسبة أن اخوتنا و احبائنا المسلمين الذين هم شعبى و أمتى …..لا يدرسون و لا ينظرون الى مفردات ديانتهم بكلتا العينين ……بنظرة شاملة تنظر و تربط بين اليمين و اليسار ….بين “مع” و “ضد” …….بين ما يشهد لك و ما يشهد عليك …..أن معظم احبتنا ……ينظرون بما يمكن أن يقال عنه ((نظرة عين الطائر))) الذى تقع كلتا عينيه فى جهة مضادة …….فينظر الى اليمين بعين غير تلك التى ينظر بها الى اليسار ……فى انفصال فى تضارب فى تضاد فى عدم أتساق فى فصام و فى خصام تام
فالمسلم لا ينظر الى كافة الاتجاهات و الاهداف و الرؤى بكلتا العينين ……و تكون النتيجة رؤية مسطحة تغيب فيها الابعاد و يختلط فيها الضحل بالعميق ……..المنخفض مع العالى …..الهوية الساحقة مع القمة الشاهقة …….فلا غرابة أن يفقد التميز بين الغث و الثمين و لا غرابة أن تحفل حياته بالتناقضات والتضارب و الاختلاط
ففى أحدى الاحاديث النبوية المحمدية المنسوبة الى السيد محمد نبى الاسلام و مؤسس ديانته …….حديث نسبه اليه علماء الحديث نسبا صحيحا ……و يقول … في حديث أبي بن كعب..((( عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا))) ……. والحديث رواه أحمد والنسائي في الكبرى وصححه الألباني وحسنه الأرناؤوط…..
و يقول موقع أسلام ويب ……فى تفسير هذا الحديث و الدفاع عن الشبهة فيه ((ومعنى قوله (من تعزى بعزاء الجاهلية) يعنى يعتزى بعزواتهم وهي ……الانتساب إليهم ؟؟؟؟؟……في الدعوة مثل قوله يالقيس ياليمن ويالهلال ويالاسد ……………………فمن تعصب لأهل بلدته أو مذهبه أو طريقته أو قرابته أو لأصدقائه دون غيرهم كانت فيه شعبة من الجاهلية ……….)))
أى معنى الحديث كل من ((يعتزى بعزوة أهله)) …….قولوا له أعضض ((ذ ك ر)) أبيك…..و لا تكنوا تعنى …..أى قولها صريحة واضحة بلفضها و لا تكنوا عن الذكر بكلمة مرادفة !!!!! بل سموا فرج الاب بأسمه كيفما يتفق و يسمى بتنوع فى امة المليار و نص مسلم
و هذا أمر من رسول الاسلام …….الذى قال عنه القرأن ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)) الحشر 7
و يلتمس المدافعين عن نبى الاسلام له الاعذار قائلين و هنا مازلنا نقتبس من موقع الاسلام وب :-
1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: قال أهل العلم: يجوز التصريح باسم العورة للحاجة والمصلحة …………..أى نفس المبدئ الميكافلى الذى تعتنقه حتى الابالسة و الشياطين و الكذبة و السارقين و الحلفين و الشتامين ……..الغاية تبرر الوسيلة
2- يقتبس الموقع عن :أبن القيم” ….. الحكمة من ذكر هن الأب، فقال في زاد المعاد: ذكر هن الأب لمن تعزى بعزاء الجاهلية فيقال له: اعضض هن أبيك، وكان ذكر هن الأب ها هنا أحسن تذكيرا لهذا المتكبر بدعوى الجاهلية بالعضو الذي خرج منه، وهو هن أبيه، فلا ينبغي له أن يتعدى طوره. انتهى…….اى صدمة اللفظ الفاحش هو للتذكير …….مما يعطى غطاء لكل فحش و دنس القول و سفالة مادام السباب الشتام لا يعدم مبرر لنفسه
3- و يقول الموقع الكريم ………ومع هذا كله فإن النبي صلى الله عليه وسلم كنى في هذا الحديث ولم يصرح، لأن كلمة “هن” نفسها كناية عن الفرج وليست تصريحا باسمه، فقد قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث:” والهن بالتخفيف والتشديد كناية عن الشيء لا تذكره باسمه ……
أى رسول الاسلام …..هو نفسه كنى……..و لكن أمر أتباعه أن لا يكنوا !!!! …….
أى هو لم يسب و لكن أمر أتباعه ان يكونوا هم سبابين فاحشين زلقى اللسان
…مثلما تزوج 9 أو أكثر و زوجهم هم أربعة ……و باشر فى المحيض (فى الصحيحين) ……رغم أنه قال لهم (((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ)) البقرة 222…..و تزوج كلا من زينب بنت جحش و صفية بنت حيي دون ولى دون عدة حتى لا تختلط الانساب و دون صداق فى حالة زينب و جعل عتق صفية صداقها…..بل تزوج فى شهور الحج و هو محرم من ميمونة ……صحيح بخارى حديث 4722 ….و هو الذى حرم هذا على اتباعه …….؟؟؟ فرب البيت بألف دفا و دفا ضاربا
فكما قلنا …….الاسلام بشر (((بأله منفلت و رسول خارج عن القانون)))…..فمحمد الذى هو أسوة المسلمين خرق هو ذاته نفس القانون الذى اتى به ….و كسر ذات الشريعة التى أنفذها بالسيف و القهر و الدماء
و كارثة الحديث السابق أخى القارئ الكريم ….ليس سوقية و فحش أسلوبه و مضمونه فقط ….من شخص هو مقترض انه أسوة حسنة ……و جاء ليتمم مكارم الاخلاق ……..و شهد له اله الكون و الساء و الارض …. (((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))) القلم 4
بل أن ألحديث يذكر أن المحيطين بأبى بن كعب …….راجعوه و قالوا له ما هذا الذى يخرج من فمك ……..(((( عَنْ أُبَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى ، فَأَعَضَّهُ أُبَيٌّ بِهَنِ أَبِيهِ ، فَقَالُوا : مَا كُنْتَ فَحَّاشًا ؟ قَالَ : إِنَّا أُمِرْنَا بِذَلِكَ .))) ……أى الرجل لول انه مسلم و لول أنه أطاع رسوله ما كان فحاشا ……و لكنه مأمور غير راغب …….طائع غير مخير……و تسائل من هم حوله عن سبب قذارة لسانه و هو الذى لم يكن معروف بهذا من قبل …….فقال أنه أمر رسول جاء من لدن اله ؟؟؟؟ و ليت شعرى أى اله هذا يكون لرسوله هكذا لسان؟؟؟
و لكن أحذر عزيزى القارئ …..أن فى هذا الحديث …….و هذه المأساة الاخلاقية لرجل من المفترض أن يكون رجل الله …….كارثة أعظم و أفدح …..و أغرب …….تبين لك بأدل بيان ….كيف أخوتنا المسلمين يحيون فى خصام و أنفصال و نظرة أحادية مسطحة للأمور
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تروون عنه : ( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء من النار )
البذاء هو القول الفاحش و للرد على جهالة المجهول أنون بيرسون , فان قوله ( فأضوه بهن أبيه ) أتى هنا في معرض العقوبة على فعل من الفخر و التكبر و احتقار الناس ما يؤدي الى اشاعة الكراهية و البغضاء و الصراعات فاستحق على أقل تقدير هذه العقوبة المناسبة
لو تجرأ الان نجير كسن جارتها على التشكيك في الهولوكوست فسيجد عقوبة مغلظة لا تقارن بمجرد بمجرد عقوبة لفظية يتحدث الغرب (المتحضر) الان بالفاظ افظع منها في كلامهم العادي
ماذا يقول الاقباط في مثل هذه الاحوال يا نجارتا ؟؟؟؟؟؟؟
😎 ماذا تقصد بغير علم يا سعادتك ؟
و ماذا تقصد بغير هدى و انت تؤمن ان الهادي و المضل هو الله نفسه 😳
الله القرآني المعذب 1/3
ضياء الشكرجي
هذه هي الحلقة التاسعة والسبعون من مختارات من مقالات كتبي في نقد الدين، حيث نكون مع المقالات المختارة من الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، وسنكون في ثلاث حلقات مع عذابات الآخرة حسب الوصف القرآني.
العذاب الأخروي في القرآن
آيات العذاب، النار، الجحيم، جهنم، السعير، الحميم
جهنم بين «قرآن» محمد و«نهج بلاغة» علي
عندما كنت متدينا، أي ملتزما بأحكام الدين، مصدقا بإلهيته، (واليوم أعتبر نفسي مؤمنا-إلهيا-عقليا مُجهدا نفسي للاستزادة من التأنسن والتعقلن)، أقول عندما كنت (متدينا) بالمعنى آنف الذكر، وذلك ضمن أجواء التدين الشيعي، وإن كنت ماقتا للطائفية، كنت أراني مضطرا للمشاركة في طقوس التلاوة الجماعية لـ(دعاء كُمَيل) المروي عن علي ابن أبي طالب، والذي يرى الشيعة استحباب قراءته في ليالي الجمَع؛ لم أكن أتفاعل دائما مع الدعاء، خاصة ضمن طقوس التلاوة الجماعية، مما يجعلني أحيانا أحس بما يشبه تأنيب الضمير، لعدم حصول الخشوع لديّ إلا نادرا، وذلك لطول الدعاء المبالَغ به، وخاصة إذا تلاه الإيرانيون، لأنهم يبالغون في مدّ الكلمات، بحيث تستغرق كلمة «اَللّـاـهُمَّ» بمد الألف مدا طويلا جدا، ثم فتحة الميم؛ تستغرق من الوقت ما تُنطَق به كامل الجملة التي تستهل بهذه الكلمة، فيضيع المعنى في هذه المدّات الطويلة، وتنغيمات الصوت المقترنة بالأنين والعويل، وإن حصل أحيانا أني كنت أُوفَّق في استحضار الخشعة، واستدرار الدَّمعة، طوعا أو جبرا. لكن ليس هذا ما أردت تناوله هنا، إنما أردت أن أقول أني كنت أتوقف دائما عند عبارة من الدعاء، فيزعجني الخطأ اللغوي الواقع فيها، مما كنت أستبعد صدوره عن عليّ، فكنت أصححه عندما أقرأ الدعاء لوحدي، ونادرا ما كنت أفعل، ولكن كانت هذه العبارة من جهة أخرى – وهذا ما أريد طرحه هنا – يحيرني المعنى الوارد فيها، إذ كنت أقارن بين فهم عليّ لرحمة الله، وبين التصوير الإسلامي لشدة وقسوة وأبدية العذاب المتوعد به قرآنيا. وللتوضيح أطرح باختصار الفهم القرآني – أم هل أقول (المحمدي) للجزاء الإلهي، والفهم العَلَوي له، بما أسميته «جهنم القرآن»، و«جهنم نهج البلاغة».
جهنم القرآن
هنا أكتفي بإيراد ثلاثة نصوص من القرآن المحمدي:
1. «وَتَمَّت كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَملأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنَّةِ والنّاسِ أَجمَعينَ» (سورة 11 هود – آية 119).
2. «وَلَو شِئنا لَآتَينا كُلَّ نَفسٍ هُداها وَلـاـكِن حَقَّ القَولُ مِنّي لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنَّةِ والنّاسِ أَجمَعينَ» (سورة 32 السجدة – آية 13).
3. «يَومَ نَقولُ لجهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَّزيدٍ» (سورة 50 ق آية 30).
وسنتناول نصوصا أخرى، تصور نار جهنم غاضبة، مستغيضة، متوترة، مستمتعة بتعذيب سجينيها، متلذذة بصراخاتهم واستغاثاتهم.
جهنم نهج البلاغة
هنا نقرأ النص الذي أشرت إليه الوارد في دعاء كميل:
– «فَبِاليَقينِ أَقطَعُ، لَولا ما حَكَمتَ بِهِ مِن تَعذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيتَ بِهِ مِن إِخلادِ معانِديكَ، لجعلتَ النَّار كُلَّها بَرداً وَّسلاما، وَّما كانَت لِأَحَدٍ مَقَرّاً وَّلا مُقاماً*، لـاـكنَّكَ تَقَدَّسَت أَسمُاؤكَ، أَقسَمتَ [في قرآن محمد] أَن تَملَأَها مِنَ الكافِرينَ، مِنَ الجنَّةِ وَالنّاسِ أَجمَعينَ، وَأَن تُخَلِّدَ فيهَا المُعانِدينَ، وَأَنتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قلتَ مُبتدِئا، وَتَطَوَّلتَ بالإِنعامِ مُتَكَرِّما، أَفَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستوون».
الخلاصة
عندما نتأمل التصورين، تصور القرآن، وتصور علي، عن جهنم، فكأني بعلي يفهم رحمة الله بأنها من الناحية العقلية يجب أن تلغي جهنم نهائيا، فتجعل نارها بردا وسلاما، ولا تجعلها لأي أحد مَقرا ولا مُقاما، ولكن كون الله – كنت أقول مازحا – تورط فتوعد أن يملأها من الجِنّة والناس، وأن يخلد فيها الذين كفروا به، بل حتى الذين آمنوا به، لكن لم يؤمنوا بالإسلام ونبيه وكتابه وأحكامه، وأصروا على كفرهم، ولولا أنه (تورط؟) – تعالى عن ذلك علوا كبيرا – لعمل بما ذهب إليه عليّ من فهم فلسفي وليس بقرآني لرحمة الله، الذي هو أقرب إلى فهم لاهوت التنزيه منه إلى لاهوت الإسلام، أو عموم اللاهوت الديني.
وأنا أستعيد تلك الأفكار التي كانت تراودني أثناء عملية التأليف لكتابي هذا، وجدت أن أقوم بجولة في آيات العذاب الإلهي حسب التصور القرآني، فهو عذاب ذلك الله الذي رسم صورته القرآن ومخيلة مؤلفه. فمررت على كل النصوص القرآنية التي ترد فيها المفردات أدناه، ولا أضمن أنه لم يفتني شيء منها:
1. نار
2. جهنم
3. جحيم
4. سعير
5. حميم
6. عذاب
7. عقاب
ذلك في أكثر من 630 آية، استخلصت منها (مَن) يا ترى الذين يستحقون حسب القرآن كل ذلك العذاب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى استخلصت طبيعة وطرق وأوصاف العذابات الأخروية حسب القرآن. أما بالنسبة لمن يتوعدهم القرآن بالعذاب، فمنهم قد يستحق فعلا ثمة عقابا، ولكن بكل تأكيد ليس حسب التصوير القرآني، ومنهم من لا يستحق العقاب أصلا، وهذا ما بينته في أكثر من موقع من هذا الكتاب وما قبله وما بعده، بكون دعوى عقاب الله على العقيدة التي لا اختيار للإنسان غالبا فيها، إنما ذلك مما يتعارض بكل تأكيد حتى مع العدل الإنساني النسبي، ناهيك عن تعارضه مع العدل المطلق لله. وفي الحقيقة تحتاج القضية دراسة أكثر استفاضة، مما فعلت، من أجل الخروج بنظرية قرآنية للعذاب الأخروي، بتقسيم المجموعات المتوعَّدة بالعذاب، ونوع العذاب لكل منها، قسوته، مداه، خلوده، أبديته، ربما أقوم بها في المستقبل.
*: الخطأ الذي اشرت إليه في دعاء كميل: النص الوارد في كتب الأدعية التي يستخدمها الشيعة هو: «وَما كانَ لِأَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَّلا مُقاماً»، وواضح الخطأ النحوي هنا، حيث إن الصحيح «وَما كانَ لِأَحَدٍ فيها مَقَرٌّ وَّلا مُقامٌ»، لأن «مَقَرٌّ»، اسمٌ مؤخَّر لـ(كانَـ[ـت])، ولذا فهو مرفوع، وشبه الجملة «فيها» في محل نصب خبرٌ مقدَّم لـ(كانَـ[ـت])، ولكن بسبب اختلال السجع الملتزَم به في هذا الدعاء، حيث المطلوب أن تنتهي الجملة بالألف الممدودة بديلة الفتحة المنونة عند الوقف، أي بقول «وَمُقاماً» المعطوفة على «مَقَرّاً»، كان لا بد من تصحيح الجملة بقول «وَما كانَت لِأَحَدٍ …» بدلا من «وَما كانَ لِأَحَدٍ فيها …». وإذا كانت نسبة الدعاء صحيحة، فيُستبعَد أن يقع علي في مثل هذا الخطأ، ولذا يبدو أن الخطأ جاء عبر التدوين (أو الحفظ) والنقل، أو إنه من تأليف غير علي ونسب إليه، أو هي هفوة منه رغم بلاغته، خاصة إذا نفينا العصمة المدَّعاة له من الشيعة. أما كيف وردت الأخطاء الكثيرة في القرآن، فلذلك أحد تفسيرين، إما هو خطأ المؤلف، مع غرابة وقوع أحد العرب، وبهذه المؤهلات البلاغية الاستثنائية لمؤلف القرآن بأخطاء لغوية، أو هو خطأ من الناقلين (الحافظين والمدونين والجامعين) للقرآن. وفي كلا الحالتين يدل الخطأ اللغوي المتكرر في القرآن على عدم إلهية مصدره، لأن الله لا يمكن أن يقع في خطأ لغوي، إذا افترضنا أن الأخطاء في أصل النص الملقى من محمد على المسلمين، أما إذا حصل الخطأ لاحقا على يد جامعي ومحرري القرآن، فهو أيضا دليل على عدم إلهية القرآن، لأن الله إذا كان هو الذي أوحى بهذا الكتاب، فلا بد أن يتكفل بحفظه، وهو ما ادعاه القرآن، دون تحقق الدعوى بقول «إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لحافِظونَ»، والذي كان ينبغي أن يكون «إِنّي أَنَا نَزَّلتُ الذِّكرَ وَإِنّي لَهُ لحافِظٌ»، حيث لا معنى لأن يتكلم الله بضمير الجمع. أما إذا اعتمدنا الرأي القائل – وهو رأي نادر – أن ما أوحي به إلى النبي هو مضمون القرآن، أما صبه في صياغة لغوية، فذلك من محمد نفسه، وهنا أيضا يرد الإشكال أن الله عندما يوحي بمضمون مهم إلى إنسان، لا بد أن يختار له من يكون ذا لغة سليمة، أو يتدخل هو سبحان في أن يعصمه من الوقوع في الخطأ اللغوي، على الأقل في حدود صياغته لمضامين رسالة الله إلى الناس، أو يكلف جبريل بتصحيح تلك الأخطاء. ربما يستوحي البعض أني أريد أن أقول إن لغة عليّ أسلم من لغة محمد، معللا ذلك بخلفيتي الشيعية، فأردّ بعدة ردود.
1. إذا سلمنا ببشرية القرآن وعدم عصمة محمد وعدم عصمة علي، فلا مانع من أن يكون أحدهما في قضية ما أفضل أو أكفأ من الثاني، مرة الأول وأخرى الثاني.
2. حتى مع فرض إلهية الإسلام، فقد ورد أكثر من حديث عن محمد قوله لعليّ: «إن منزلتك مني كمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»، وفي القرآن نقرأ عن لسان موسى يخاطب ربه بقوله «وَأَخي هارونُ هُوَ أَفصَحُ مِنّي لِسانًا»، ونعلم إن موسى حسب القرآن هو نبي ورسول وهو كليم الله وأحد أولي العزم الخمسة، بينما هارون نبي غير رسول، وحسب العهد القديم، فهو كاهن. إذن حسب القرآن وحسب العقل لا يجب أن يكون من هو أفضل في المحصلة من شخص آخر، أفضل منه في كل شيء.
3. لا ندري مع هذا مدى صحة نسبة نهج البلاغة، ونسبة كل ما فيه لعليّ.
4. عندما كنت مسلما-شيعيا، كنت أرفض، وكذلك يرفض عقلاء ومعتدلو الشيعة، قول إن عليا أفضل من محمد، كما يذهب إليه غلاة الشيعة، أو حتى غير الغلاة من معتمدي ما أسميه بالتشيع الشعبي، الذين لا يقولون من جهة بأفضلية عليّ على محمد، لكنهم بالنتيجة يقولونها بلسان الحال، فمثلا يقرّون بما يقوله القرآن بنفي علم محمد بالغيب، الذي يرد في آيتين هما: «قُل لا أَقولُ لَكُم عِندي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعلَمُ الغَيبَ»، وكذلك «وَلَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لاَستَكثَرتُ مِنَ الخَيرِ وَما مَسَّنِيَ السّوءُ»، لكنهم يدّعون علم عليّ بالغيب، وهذا ما يقع فيه السنة على نحو آخر، فهم لا يقولون بأفضلية أحد الخلفاء الراشدين أو الصحابة على محمد، لكن الكثير منهم ينفي العصمة عن محمد، إلا في التبليغ حصرا، هذا من جهة، لكنه من جهة أخرى يقول ضمنا بعصمة الشيخين، إذ يرفض احتمال وقوع أبي بكر أو عمر في خطأ، ويغضب لقول ذلك أيما غضب، يصل عند البعض إلى حد تكفير قائلها
الحبوب، مناضل:
حياكم الله ومتعك بتمام العافية.. مشكور الحضور الكريم.
جاء في تعليقك وكتبت:
-(رمضان شهر الصيام والهدوء و تجلي الايمان و الكرم و التواصل.).
وبرضو رمضانيات كثيرة مرت علي السودان وما كان فيها هدوء ولا تجلي ولا كرم، ورمضان عام ٢٠٢٣ خير دليل علي ذلك، كانت ايامه أسوآ أيام في تاريخ السودان.
لو تكرمت , اذكر لنا تلك ارمضانات الكثيرة التي مرت على السودان و ما كان فيها ….
العم بكري الصائغ متعك الله بالصحة دوماً، ورمضان كريم مقدما !
ألف شكر علي المعلومات القيمة المتميزة التي تثري بها قرأ الراكوبة.
هل من افادة عن مصير ذالك الرقيب مظلي؟
الحبوب، جوزيف.
تحياتي الطيبة لك ولكل السودانيين في استراليا الجميلة.
سالت في تعليقك، وكتبت:-
(هل من افادة عن مصير ذالك الرقيب مظلي؟.).
حتي هذه اللحظة ورغم مرور (٣٤) عام علي محاولة إنقلاب ٢٣/ أبريل ١٩٩٠ مازال أسم هذا الرقيب مظلي مجهولا، قمت بتقليب أغلب ما كتب عن هذه المحاولة ولم أجد الرقيب، ولكن هناك رواية غير مؤكدة مفادها أن هذا الرقيب أعدم!!
يا حبيب – الشيء بالشيء يذكر- هناك رواية أخري نشرتها الصحف عن السيدة/ نعمات مالك ارملة الراحل/ عبدالخالق محجوب، أنها قالت تعرف أسم الشخص الذي وشى عبد الخالق محجوب عندما كان مختبئ في مكان سري بعد فشل محاولة انقلاب يوليو ١٩٧١، وتم القبض عليه بعدها وأعدم… رفضت السيدة/ نعمات رفضا باتا ذكر أسم هذا الشخص الي يومنا هذا.
١-
الاستاذة نعمات مالك:
نحتفظ باسم الشخص الذي بلغ عن الشهيد عبدالخالق محجوب.
https://sudaneseonline.com/board/411/msg/1201407058.html
٢-
من مكتبتي في صحيفة “الراكوبة”
يوليو 1971: من وشي بعبدالخالق محجوب وسلمه للمشنقة? https://www.alrakoba.net/103052/%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-1971-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%B4%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%82-%D9%85%D8%AD%D8%AC%D9%88%D8%A8-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%87-%D9%84/
٣-
يوليويات:
شهادة الأستاذة نعمات أحمد مالك زوجة الأستاذ
عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي
https://www.youtube.com/watch?v=KQK5WIe8A_s
الرقيب مظلي
و كيف تأكدت من أنه رقيب و مظلي
ربما ضحكوا عليكم و اخترعوا شخصية من خيالهم للتجميل ههههههههههههه