الرسوم الدراسية (قلق) مستمر

نبض المجالس
قطاع كبير من أولياء الأمو والأسر السودانية على امتداد السودان يحبسون أنفاسهم في انتظار “كابوس” الرسوم الدراسية لمرحلتي الأساس والثانوي ..وهو كابوس ظل يطل على كل أسرة سودانية مع بداية كل عام دراسي ويدخلها في حسابات اقتصادية ومالية بالغة التعقيد يحتار معها عقل كل أسرة تحلم بتعليم أبنائها .
هذا الهاجس المتكرِّر سنوياً باسم الرسوم الدراسية ربما لم تكتمل معه فرحة أولياء الأمور بالنجاحات الباهرة التي حققوها في شهادة الأساس، لأن هذه الفرحة دائماً ما تعقبها فاتورة قاسية ومرهقة باسم الرسوم الدراسية فالمدارس الخاصة كأنما هي مؤسسات تجارية خاضعة فقط للربح والخسارة تتأثر بمداخلها المادية المحضة دونما اعتبار لأدوار أو مسؤوليات تربوية أو إنسانية ولهذا انتعشت تجارتها وتمدَّدت في المساحات الشاغرة التي غابت عنها الدولة.
ولكن أسوأ ما في العملية التعليمية التجارية أنها باتت رهينة للمزاج التجاري الخاص، بل برزت كذلك محاولات أشبه بالتسويات والتفاهمات المالية ما بين مؤسسات التعليم الخاص ووزارة التربية والتعليم والتي أصبحت هي الأخرى وكأنها مؤسسة يقودها “كمبارس” من المتحصلين، لأن أصحاب التعليم الخاص يجأرون بالشكوى من الملاحقات والمطاردات والتهديدات ضد كل صاحب مدرسة خاصة لم تلتزم بسداد ما عليها من مطلوبات مالية مخصصة لوزارة التربية والمعروفة بنسبة الـ (2%) من القيمة المالية التي يدفعها كل طالب للمدرسة الخاصة المعنية.
الوزارة متهمة بأنها ناشطة جداً في اتجاه تحصيل وتأمين نسبة الـ (2%) وهي بالتأكيد نسبة مقدَّرة من المال تزداد وتتضاعف مع تمدُّد المدارس الخاصة ولكننا لا ندري أين تذهب وكيف توظف؟ وربما كان هذا هو التفسير المنطقي والحقيقي للسرعة التي تمنح عبرها التصديقات للمدارس الخاصة الجديدة فيما تتراخى “الوزارة” من إعلاء دورها الرقابي والإشرافي للعملية التعليمية من حيث الأداء والتقويم والبيئة المدرسة بالإضافة لكوادر المعلمين فتلك هي أدوار ومسؤوليات يبدو وكأنها باتت تتراجع يوماً بعد آخر.
وما يهم أولياء الأمور الآن بعد أن فرحوا بأبنائهم “النجباء” الذين عبروا عقبة امتحانات مرحلة الأساس فإنهم مواجهون بمعركة الرسوم الدراسية مع المدارس وهي قضية تحتاج إلى تدخلات قوية ومباشرة لصالح هؤلاء “النوابغ” ليس على مستوى الوزارة فقط، وإنما على مستوى قيادة الدولة، فالطلاب هم الأحق بالرعاية والدعم والمساندة فصناعة المستقبل لابد لها أن تمر عبر سكة هؤلاء الطلاب، فهل تلتفت الدولة إلى هذه الفضيلة؟
الأخبار