آن الأوان لنخرج ونقول (لا)

عندما أشاهد ما وصل اليه حال البلد من ضيق وشدة وأرى صفوف انابيب الغاز وكأنها تقيم مهرجاناً للأنابيب أحس بألم وحزن ورغبة في البكاء الشديد ولكن ما يخفف تلك الآلام إيماني بأن من يحبه الله يبتليه وما نحن فيه من إبتلاءت لا تُحصى ولا تُعد نسأله تعالى أن نكون قد حُظينا بحبه عزّ وجلّ ونسأله ايضاً أن يكتب لنا الفرج القريب .. تكالبت المصائب الواحدة تلو الأخرى على المواطن السوداني البسيط الذي لم يكن يطمع في يوم من الايام باكثر من أن يكون مستور الحال_ فهو شعب قنوع ولا تعني له زخارف الحياة الخارجية الشئ الكثير بقدر ما تعنيه كنوز قيمه السمحه_ ولقمة عيش تكفيه شر الجوع فإذا به وبرغم عزته التي لا مثيل لها يقع ضحية نظام ليس اسوأ منه فكان ان سرق منه تلك اللقمة وكشف عن حاله والحق به الكثير والكثير من الأذى والألم دون رحمة ولا تأنيب ضمير وكأنه سيُكافأ على افعاله السيئة هذه ،لماذا اصبح إنسان بلدي الطيب حقل التجارب لكل الأزمات ؟ لماذا يصحو من نومه اذا نام اصلاً وهو مهموم ومغموم ويقضي يومه يلهث وراء الدواء والماء والطعام والغاز والمواصلات الى ان ينقطع نفسه ولا يجد شئ .؟ لماذا يصبح علي ما يمسي عليه وقد ماتت كل احاسيس الفرح بدواخله وحُرم من ان يعيش حلاوة الحياة التي وهبها الله له ؟ لماذا يصبح سعر انبوبة الغاز مائة الف جنيه وسعر جوال الفحم اكثر من ذلك والدواء الى اضعاف اضعاف ذلك ؟ لماذا اصبح اهلي يتألمون امام اعيننا بأمراض لم نكن نعرفها ولم تجد لها طريقاً لبلدنا في يوم من الأيام إلا في هجير هذه الحكومه الشيطانية كالسرطان ولا نستطيع مساعدتهم؟ لماذا يفقد الجنيه قيمته وعزته ويصبح جثة لا حول لها ولا قوة ؟ لماذا نعطش والنيل تراه اعيننا ويتهادى في أرضنا واصوات امواجه نسمعها ليل نهار ؟ لماذا تهدم الأمطار بيوتنا ومدارسنا كل سنة ولا ننام بالليل من تلك الحفلات الغنائية والتي يقيمها الناموس فيؤرق منام رضيع وطفل وشيخ كبير ؟ لماذا اكوام الاوساخ تملأ الشوارع وروائحها تعطر الاجواء؟ لماذا تحول شارع النيل الى مكان لممارسة الرذيلة بمختلف انواعها وكان بالإمكان أن يتحول الى جنة الأرض ليرتاح اهلي عندها ؟ لماذا كثرت المعاهد و الجامعات ولا ندري إن كانت هي فعلاً جامعات ومعاهد وزادت الأمية وماتت الثقافة ودُفن العلم ؟ لماذا يدفع طالب في جامعة مأمون حميدة ملايين الجنيهات ويتوظف بعد تخرجه بجنيهات لا تكفي شراء بنادول ليكفيه شر الصداع وشر الجري وراء لقمة العيش وشر الأرق والتفكير والخوف من غده؟ لماذا يذهب الطلاب صغاراً كانوا ام كباراً لمدارسهم دون إفطار؟ لماذا مستشفياتنا قذرة ولا يوجد فيها ما يطمئننا انها مستشفيات ؟ لماذا كثرت المغنيات والمغنيين وقل عدد المتعلمات والمتعلمين؟ لماذا تحولت قنوات التلفزيون السوداني الى حفلات وثياب تُبهر العيون من كثرة الوانها وإختفت الحشمة السودانية الجميلة والمريحة للعين ؟لماذا غير الشاب عندنا ملامحه فأصبح لا يشبه السودان ولا يشبه جده وجدته؟ لماذا تاهت المفاهيم الاصيلة والغنية بسماتنا وعاداتنا وسلوكياتنا السمحة وضلت طريقها بعد أن كنا سادتها وصُناعها ومُلاكها ؟ هذه الأرض لنا وهذا السودان لنا ونحن من نصنع مجده ونحافظ علي هذا المجد ونحن من نقول (لا) فنحن الأغلبية والصوت الهادر ولن يجد السودان من يخاف عليه غيرنا فهل نحن قدر هذه الثقه العظيمة ؟ هل نستحق ان نكون أحفاد ابطال صنعوا تاريخ ومجد السودان ؟هل نتفق ونحمل ارواحنا ونخرج للشارع ونقول (لا) للكذب والخداع ومن هم لا يتحاورون لصالحنا ولكنهم يهدرون وقتنا ويعبثون بأرزاقنا ويقتلون آمالنا وطموحنا ويسلبون ارواحنا ويدمرون بلد عظيم ومجد غنى له الكون؟ ..لنهد المعبد عليهم جميعاً بلا رحمه وشفقه ولنخرس تلك الألسن الكاذبة والتي قتلت طفولة ومستقبل ولنكن فداء للوطن ولنمت ليعيش هو فقد آن وقت هذا العمل فإذا عجزوا عن حل ازمة الغاز وازمة المواصلات وازمة الكهرباء وازمة التعليم وازمة الصحة وازمة الماء وازمة السيول وازمة الناموس وازمة البصل (البصلة بجنيه) وقالوها دون حياء وقرروا ان يكون نقاشهم في الهوية التي لن تكون خبزاً ولا دواءاً ولا كتاباً ولا بطانية تقي اطفال وشيوخ شر برد ينام باحضانهم ولم يستطيعوا حل مشكلة وازمة فساد ضمائرهم فلنكن نحن الفداء لحبيب غالي ولاجل اجيال قادمة لا تنكوي بالنار مثلنا ولتسمو بالسودان وتعيد مجده العالي …….صباحك خير يا وطن ومساءك نور يا غالي ودمتم اهل وطني شبعانيين وسعداء ومرتاحين ضمير واولادكم بيتعلموا بالمجان …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..