القطط السمان تغذي الثورة المصرية اا
الرأي24
القطط السمان تغذي الثورة المصرية (1-2)
المتوكل محمد موسي
يعتقد العديد من المحلليين والمتابعين للشأن المصرى هذه الأيام.. أن من أهم أسباب إندلاع المظاهرات والمسيرات الغاضبة تعود إلى معاناة الشعب المصرى من الجوع وغلاء الأسعار والبطالة.. صحيح أن هذه هى جزءٌ من مطالبهم.. ولكن الذى أثار غضب المصريين أكثر هو أنهم ظلوا يعيشون فى السنوات الماضية آثار إستفزاز رهيب مارسه عليهم نظام حكم الرئيس مبارك… فرغم أن المصريين يحتفظون للرئيس مبارك بحزمة إنجازات مقدرة وتضحيات قدمها فى سبيل مصر منذ أن كان ضابطاً فى سلاح الجو وحتى عهدٍ قريب من فترة حكمه.. وكان يمكن أن لايقسون عليه على نحو ما شاهد الجميع إذا لم يجنح إلى إستفزازهم وإثارتهم حتى بلغ غضبهم كل هذى الذرى …والشعب المصرى شعب صعب المراس قوى الشكيمة ومن قرأ تاريخ مصر يدرك ذلك جيداً ويدرك أن غضبهم عارم إذا غضبوا ، وقد تناسى الرئيس مبارك هذه الحقيقة بسبب سكرة السلطة حتى جاءه غضب نواطير الشعب بياتاً وهو وأركان نظامه نيام .
فحسنى مبارك كان يعنى الكثير لدى المصريين ، فهو يُعتبر أحد أبطال حرب أكتوبر 1973م والتى ظلوا يفاخرون بها العالمين ويقدسون أبطالها الذين حققوا ظفرها…وتُعد إنجازات عهد الرئيس مبارك معقولة قياساً بإنجازات أنظمة أخرى من دول المنطقة والعالم الثالث.. فإن مصر قد حققت طفرة كبيرة فى مجال البنيات التحتية وفى مجال الإقتصاد وتشجيع الإستثمار.. ففى عهده تم إنشاء أعظم مترو أنفاق فى القارة الأفريقية وتم ربط كل قرى ومدن مصر بطرق جيدة وأسهم بصورة كبيرة فى تطوير أداء السكك الحديدية أما فى مجالات الصناعات فقد شهدت طفرة كبيرة فى مجال الإنتاج العسكرى لدرجة أنهم إستحدثوا وزارة باسم الإنتاج الحربى ، أما المنتجات المصرية الأخرى منتشرة فى معظم دول العالم ، ففى السودان تجد أن المنتجات المصرية متوفرة بصورة كبيرة فى مختلف الأسواق والمتاجر بدءً من الأدوية والمنتجات الغذائية وحتى المنتجات البتروكيميائية والإلكترونيات وغيرها.
أحد الأصدقاء يعيش فى أروبا وتحديداً فى النرويج أخبرنى بأن هنالك أكثر من (20) منتج مصري عدهم عداً يعتمد عليها السوق النرويجى وكل مجموعة الدول الإسكندنافية .. أحدث الرئيس مبارك كل هذه الطفرة ومصر تعانى من شح فى الموارد بصوره لاتساعد على احداث مثل هذه النهضة .. فالفضل كله يعود إلى سياسة الرئيس مبارك.. ولكن لاتكفى مثل هذه الأمور لأن يظل المرء فى الحكم كل هذه الفترة ، وإلا لبقى الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفا والرئيس الماليزى مهاتير محمد فى سدة السلطة إلى يوم يُبعثون ، فالناس يضجرون.. خاصة إذا شعروا أو تعرضوا لاستفزاز مبالغ فيه مثلما صدر من الرئيس مبارك ونظامه فيما يتعلق بالطريقه التى يسوسون فيها مصر… فأكثر ما أغضب المصريين من رئيسهم مبارك هو محاولة توريث نظام الحكم وجعله مُلكاً عضوضاً بتوريث إبنه جمال مبارك وفى رأىّ هذه هى القشة التى قصمت ظهر النظام…
فمنذ عدة سنوات بدأ الرئيس بالإيعاز إلى وزرائه ومساعديه بتقديم إبنه (وتدريجه ) فى مفاصل الحزب ودرجوه فعلاً إلى أن أصبح الشاب اليافع هو الآمر الناهى والمُسير لشئون الحزب الوطنى الديمقراطى يقود ويأمر تحت قيادته عجائز الحزب أمثال الدكتور يوسف والى والدكتور أحمد فتحى سرور وغيرهم من قيادات الحزب الذين يشعرون أن جمال فى عمر أحفادهم لكنهم يكتمون غيظهم…ثم بدأت المرحله الثانية فى تلميعه لوراثة الحكم.. وهنا بدأ الحزن والغضب يعتملان فى صدور الشباب المصرى وعامة المصريين فهم لايرون فى الابن بطلاً إكتوبرياً أو حتى مصرياً مميزاً حتى ينال هذا الشرف ، شرف حكم مصر، ويضيف المصريون إلى قائمة موبقات الرئيس مبارك السياسية فرضه لقانون الطوارئ الذى ظل يحكم مصر منذ عام 1981م دون مسوغاتٍ تُذكر ، ثم إصراره على عدم تعيين نائب للرئيس وإبقاء الوزراء فى الوزارات لآجالٍ طويلة ، مثل هذا السلوك السلطوى يقفل الباب أمام أبناء مصر الذين لديهم من المؤهلات ليخدموا بلادهم وهى ذات الشروط التى وضعت الطيار محمد حسنى مبارك فى سدة الحكم ، ولكن لما تناسى الرئيس هذا لم يجدوا بداً من تبنى عملية إزاحته عن السلطة مهما كلفهم من ثمن .
أيضاً من الأمور التى حملت المصريين على تحدى أقوى نظام أمنى فى الشرق الأوسط وأفريقيا ، الفساد وعصر القطط السمان أولئك الأثرياء الذين يستمدون ثراءهم من تغلغل نفوذهم داخل مفاصل الحكم، إذ تُشير عدة تقارير محلية ودولية وحكومية على إنتشار الفساد في عدة هيئات ومصالح حكومية في مصر، كما يظهر ترتيب مصر متأخرا على مؤشر الفساد والذي تصدره منظمة الشفافية الدولية، ففي 26 سبتمبر 2009 جاء ترتيب مصر الـ115 على مستوى 180 دولة في العالم متراجعا عن عام 2007 والذي كان 105 وعام 2006 والذي كان 70، كما تورط عدة وزراء في عمليات فساد كبيرة مثل وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان وعدة مسئولين حكوميين في الدولة، كما حذرت منظمات دولية ودول من إنتشار الفساد في مؤسسات الدولة مثل تقرير وزارة التجارة الأمريكية الذي حذر الشركات ورجال الأعمال الراغبين في الاستثمار في مصر من إنتشار الفساد في الحكومة المصرية ، كما تتهم المعارضة وعدة منظمات أهلية ودولية الحكومة المصرية بتزوير الإنتخابات وتتطالبها بتوفير إشراف قضائي كامل ومراقبين دوليين على الانتخابات ، ولعل أسوأ ما يصم حكم الرئيس مبارك لدى المصريين مجالسه النيابية التى توالت فى عهده والتى فى أغلبها كان التزوير هو الوسيلة التى تُفرزها ، ولذا اتصفت بممارسات قبيحة وفساد أزكم الأنوف للدرجة التى قسم فيها الرأى العام فى مصر مجموعة النواب فى هذه المجالس إلى نواب سماسرة أراضى حكومية ونواب متخصصون فى إستخراج الرخص والإعفاءات الجمركية وأخيراً وليس آخراً نواب الكيف وهؤلاء أشر إذ تم إتهامهم بالإتجار فى المخدرات ، ألا يستحق مثل هؤلاء أن يثور عليهم الشعب لكنسهم ؟ ويكفى دليلاً على سوءة هذه المجالس وسقوطها أنها تدعى أنها تُمثل الشعب وتدافع عن حقوقه والمحافظة على مقدراته فى الوقت الذى تُمثل فيه أكبر حاضنة للفساد فى مصر والدفاع عن رموزه ، ففى مارس من عام 2010م إستخدم المجلس أغلبيته التى تمثل نواب الحزب الحاكم ليُسقط ثلاث استجوابات تتهم الحكومة بالفساد وإهدار 80 مليار جنيه في أبوطرطور والغزل والكهرباء .
الصحافة
صحيفة القارديان البريطانية قالت ان الرئيس مبارك تقدر ثروته ما بين 40 الى 70 مليار دولار وهو الان اغنى رجل فى العالم
وشايف ناس الحس كوعك بدؤا يترنحون واظن انهم ايضا اصحاب مليارات واذا جلسو 30 عاما ستكون ثروتهم ترليونات