
في بداية التسعينيات وفي بداية حياتي العملية كنت من المدخنين بشراهة ومن متعاطي الكيف بشتى انواعه المخدر والغير مخدر الذي يتم استخدامه في السر والذي يستخدم في العلن. لكن أحمد الله الذي عافاني من هذا البلاء بجميع انواعه . وهذه المعافاة كانت لها قصة ويعود الفضل بعد الله الى مهندس جنوب أفريقي الجنسية سألته ذات مرة : (كيف استطعت ترك التدخين فقال لي ان كنت تريد ان تترك التدخين والمخدرات اعطيك نصيحة وهي : اقرأ كثيراً عن مضار ومساوي التدخين والمخدرات قبل ان تدخل اي مركز لعلاج الادمان وقال أنا لم ادخل مركز علاج ادمان ولم ازر طبيبا كما نصحتني زوجتي وأصدقائي)
وبالفعل قرأت كتب وقصص مخيفة لا حصر لها عن مضار ومساوي التدخين وعن تجارب المدخنيين وبحكم عملي سمح لي زيارة مستشفى الأمل لعلاج المدمنيين واستمعت للمرضى. والحمد لله الان اقلعت عن التدخين والتمباك وعالجت نفسي من إدمان المكيفات منذ عام 1999 وبقناعة تامة ولن ولم اعد اليه بل اصبحت اقدم النصائح وأكتب المقالات عن تجربتي .
أيها الشيوخ الأجلاء مهمتكم جليلة لكنها صعبة وانتم تستغلون منابر الجوامع كما فعلتم من قبل وان الشعب السوداني خرج من هذه التجربة بعد ان أحبها لدرجة الادمان بحكم طبيعته الدينية وسمع لكم وجاهد واستشهد في سبيل مشروعكم الحضاري وهو الان في مستشفى الامل لتلقي العلاج من الادمان بعد ان كشف خواء التجربة وكذبها وتخديرها فلن يعود اليها مرة اخرى
الشعب السوداني شاهد قتل ابنائه على الهواء مباشرة في حكومة قالت تحكم باسم الدين الذي حرم قتل النفس الا بالحق تحت سمعكم وبصركم وبدعم من بعضكم
الشعب السوداني كان يسمع من الشيخ من علي المنبر بان الربى حرام وان الزنا من الكبائر ومن غشنا ليس منا ولكن في الواقع وجد نفس الشيخ الذي قال الربى حرام لقد حلله للدولة بل اتى بتشريع يسمى (التحلُل) يسمح لرجال الدولة السرقة والاستمتاع بحقوق المساكين دون عقاب ثم في النهاية يقوم بإرجاع ما تجود به نفسه لخزينة الدولة
الشعب السوداني وجد من هو ملتحي ويقوم بتحفيظ القران في المسجد للأطفال تم القبض عليه وهو يمارس (اللواط) مع تلاميذه
الشعب السوداني وجد أن مسؤول من أهم وزارة دينية يبتز النساء في مؤسسات الدولة التي تهتم باداء أهم شعائر المسلمين وهي الحج والعمرة ويزني بهن . ومنهم الملتحي المحصن الذي تم القبض عليه داخل شقة مع حسناوات وفي نهار رمضان
الشعب السوداني وجد الشيخ الملتحي وخطيب المسجد لا يتحدث عن هموم الناس ومعانات المساكين وكان يحرم الحديث عنها وقال انها سياسة ولكن عندما وصل الامر الى مصالحه الشخصية فتح المنبر على مصراعيه للحديث في السياسة ليس دفاعا عن حقوق المساكين ولكن دفاعا عن مصالحه
من الغباء ان تطلبوا من هذا الشعب الذي رأى وسمع ومُورس في حقه النفاق بابشع صوره من رجال الدين ومن دولة كانت ترفع شعار الدين وما يسمى بالمشروع الحضاري الذي دمر الدولة ونهبت موارده باسم الدين بالرجوع الى هذا الطلس من جديد ومن السذاجة ان تقل ايها الشيخ ان جميع هؤلاء المنافقون من مذاهب مختلفة ومن اعراق عديدة لا يمثلون الدين وان الانقاذ لا تمثل الدين ومن الافضل ان نقم بالتجربة مرة اخرى برجال دين آخرين !!!! انه امر عجيب فعلا ولن ينطق به عاقل
إن الشرخ عميق والجرح مؤلم وان العودة الى الاحتكام باسم الدين في الوقت الراهن انها مهمة شبه مستحيلة فلا تتعبوا انفسكم ولا ترهقوا عقولكم .
بعد ان يخرج الشعب من مستشفى الأمل مستشفياً من التخدير لن يعود لإدمان الكذب والتخدير بإسم الدين مرة اخرى .وان العيب ليس في الدين وانما في التفسير الخاطئ للدين
ياسر عبد الكريم
اللّهم إن أراد بنا الكيزان شراً، فأهلكهم…
وإن أرادوا بنا خيراً، برضو أهلكهم، فالإهتياط وأجب…أو كما دعا عليهم أخونا الحلفاوي، رضي اللّه عنه وأرضاه.
#كل_الشعب_حلفاويين.