رثاء معلم الأجيال الأستاذ أحمد البشير ودّاد

إلى أبي في مستقر الرحمة ومستودع الأنفس ….
سأكتب هذه الكلمات المرتعشة بالدمع السخين .. فحديث العهد بفقدٍ لا يلوم عينيه إن فاضت شئونهما ! ولن يلومه أحد أن أبدى ما يُخفي ..
ولن يسعني بعد ذلك إلا أن أرد خواطري إلى القلب لتٌصبغ بدمٍ قانٍ قبل أن تٌصبغ بمداد الحبر .
أبي …
لو أني كتبت لك وبيننا تنوفة من الأرض في دار غربة قد شط بها مزاري ومزارٌك وبعٌدَ فيها جواري عن جِوارٌك لهان علي ما ألقى وما أجد … ولكني أكتب إليك وقد أصبحتَ رهين لحدِ لا تسمع مناديا ولا تحس ركزا !
قد يقتل الحزنٌ مَنُ أحبابه بعدوا
عنه فكيف بمن أحبابه فٌقِدوا
ولكن يعزيني عن ذلك كله حسن ظني بالله الرحيم (( إن إلى ربك الرجعى)) ويسرني أن آخر كلماتك كانت (( يا لطيف )) فنجتمع في جنان الخلد وذاك دعائي في كل وقت .
والدي ..
ما أعجب هذه الحياة !
وأعجب منها من ركن إلى زخرفها فأغراه برق خلب واستسمن ذا ورم …
هذه الدنيا التي استعصت على الجبابرة فبعد أن دانت لهم دالت عليهم ! وأعيت الفلاسفة حتى بان عوار جهلهم ..
أعيا الفلاسفة الأحرار جهلهم
ماذا يخبئ لهم في دفتيه غدٌ
لست منظرا ولا فيلسوفا ( كما كان يحلو لك مناداتي) ولكن تذكرت هذا كله وأنا أمسك بحبل قواي الواهي أستقبل بيت الله الحرام .
تذكرته وأنا أقف في عزائك ساهما شارد النظرة مرت الدنيا بأجمعها أمام عيني كشريط مرئي فلم أجد فيها وصفا كوصفك ( ليست بشيء) .
أبوي ..
لعل هذه الرسالة نكأت جرحا لا زال ينزف وأنّى له أن يندمل وهذا حال جراحات القلوب ؟
لأني أخاطب عزيزا فارق الحياة كان ملء السمع والبصر شغل الدنيا من حوله تسعين عاما جسد فيها هيبةً وصموداً قل أن يوجد في مثل هذا الزمان .
وما أجمل قول الأعرابي حين سئل : لماذا تعدون الرثاء أصدق شعركم ؟
فأجاب : لأننا نقوله وأكبادنا تحترق !!
فالله يعلم أن لي كبدا حرى وعيناً واكفةً وقلباً له وجيب ولكن لا أقول إلا ما يرضي الله (( إنا لله وإنا إليه راجعون ))
أبوبكر أحمد وداد ((||غرة يونيو 2016 م||))
بيشة – المملكة العربية السعودية
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اخى ابابكر.. التحيات لك ولكل شقيقاتك الكريمات و اشقائك الاعزاء ولكل من حظى وسعد بالجلوس الى حلقات درس والدكم معلّم الاجيال العزيز الراحل احمد البشير وداد.. بطبيعة الحال كم كانت والله سعادتى غامرة بمشاركتكم انت واخواتك واخوانك واحفاد واسباط وحفيدات وسبطات والدكم الكريم قدرا عطيما من ألأابوة الحَقّة والاخاء الصادق الذى حظيت به وسعد بهما الكثيرون من رفاق دربه من معلمينا الاخيار وكل طلابه من الاستاذ العزيزالراحل عبر زمان فاق نصف القرن من السنين.. رحمة الله عليه فى اعلى عليين بين الشهداء والصديقين مع من رحل الى دار القرار والخلود من قومه الغر الميامين.. والده شيخ وداد و شقيق والدته شيخ دفع الله وشقيقه يحى وجعل الفردوس الاعلى مقرّا لهم ومقاما..
    اخى ابابك{ كلماتك التى اقف امامها عاجزا عن وصفها بما حملته من بلاغة الكلم وتصوير المشاعر والاحاسيس تؤكد مناداته لك. ومن كان اصدق من والدكم الكريم ومعلمينا ألأخيار قولا ومشاعر نحو طلابهم ..فهو من خبره شخصى الضعيف تلميذا صغيرا وزميلا لصيقا به فى ودمدنى الفيحاء فى لواحق الازمان.. المؤسف والمحزن انه ألآن لا يسمع كلماتنا مهماافضنا والتى لا ترقى باى حال من الاحوال الى مستوى كلماتك الحزينة الباكية.ولو كانت الكلمات تعيده بين الاهل والاصدقاء والمعارف لما توقفت الحروف والكلمات.. لا نملك الآ ان نظل نرفع الاكف الى الله سائلين له وللمرحومة والدتكم وشقيقها المرحوم احمد الزبير واخينا يحيى ولكل من كانت للمرحوم -استاذنا الجليل -صلة رحم وقربى او نسب الرحمة فى اعلى الفراديس جزاء وفاقا لما رعوا وهدوا وارشدوا من ذرياتهم ومن سعدوا بلقائهم عبر الزمان وسنظل معكم ذاكرين لهم ما طلع بدر او نادى مناد بالذان. وانّا لله وانّا اليه راجعون.

  2. اللهم ارحم الاستاذ احمد البشير وداد واجعل قبره روضة من رياض الجنة واسكنه فردوس الجنان وجازه خير الجزاء بما قدمه لامته…وان هذه الكلمات الباكية التى يزينها حسن البيان تدل على ان استاذنا احمد وداد قد ترك وراءه ذرية فاضلة يزينها الادب الرفيع …كلمات تغوص فى اعماق العواطف وتبكى من قلبه حجرا…اللهم اجعل الخير فى ذرية استاذنا الكبير احمد وداد

  3. يقول تعالى فى محكم تنزيله الكريم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
    حين يتوخى حمام الموت المعلم فالفقد ليس فقد أسره هذا فقد أمه و أستاذنا الجليل كان رجل أمه ….نسأل المولى القدير أن يسكنه فى عليين مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا و أن يلهمكم الصبر و حسن العزاء .
    أكتب لك أخى و يطوف بى شريط الذكريات و نحن جلوسا فى الصف الرابع جنبا الى جنب بمدرسة الركابيه الأبتدائيه…وان كنا لم نلتق بعدها…
    أخوك المعتز السر ساتى..أبوظبى الأمارات 00971503828185

  4. يقول تعالى فى محكم تنزيله الكريم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
    حين يتوخى حمام الموت المعلم فالفقد ليس فقد أسره هذا فقد أمه و أستاذنا الجليل كان رجل أمه ….نسأل المولى القدير أن يسكنه فى عليين مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا و أن يلهمكم الصبر و حسن العزاء .
    أكتب لك أخى و يطوف بى شريط الذكريات و نحن جلوسا فى الصف الرابع جنبا الى جنب بمدرسة الركابيه الأبتدائيه…وان كنا لم نلتق بعدها…
    أخوك المعتز السر ساتى..أبوظبى الأمارات 00971503828185

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..