الشريف صديق الهندي: الإدارة الانتقالية ضعيفة ومرتبكة والحاضنة أكثر خلافاً وتنازعاً وتلاوماً
القوي الثورية والحاكمة "عيشت" نفسها في محميات بعيدة عن النقد والجماهير

طريقة التطبيع مهينة لكرامة الانسان السوداني وتحولت المسألة الي مقايضة ذات اسعار معروفة
الحركة الاتحادية اذا لم تتوحد فلن يكن لها وجود اصلا ، وقد تتمحي من الواقع السياسي
اعلن رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الشرعية الثورية الشريف صديق الهندي رفضه القاطع للتطبيع مع اسرئيل واعتبر ان طريقة التى سار بها ملف التطبيع مهينة للشعب السوداني وانتقد الشريف ادارة الفترة الانتقالية والاوضاع الاقتصادية وقال في حواره مع (المواكب) ان الشراكة بين العسكريين والمدنيين بدات مختلة وان الوثيقة الدستورية انتجت وضع هش جدا ملئ بعدم الثقة المتبادلة والتناقضات واختلاف التوجه وماهية الثورة نفسها ، وتساءل هل اتت اللجنة الامنية لحماية النظام السابق ام لبناء النظام الثورة ام اتت “حجاز ، كما كشف صديق الهندي عن وحدة مترقبة لكافة الفصائل الاتحادية تحت لافتة واحدة ، وتحدث في عدد من القضايا فالي مضابط الحوار.
حوار ـ سيف جامع
كيف تنظر للاوضاع بعد سقوط النظام؟
الواقع الموجود بدرجة كبيرة جدا لا يشبه التوقعات والامال والخطط التى قامت عليها الثورة ، للاسف الشديد على كافة المستويات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتمعية كلها صارت اسوأ من ايام الثورة ، وهذا عكس ما تمنوه الناس ، صحيح الناس صبرو مدة طويلة لكن الصبر دائما عواقبه ليست جيدة، وهنالك اصوات نادت مبكرا ان هذا الطريق سيؤدي لهذه النتجية لكن لا توجد اذاتتمسعاو عقول تعي وايضا لا توجد استعداد لمراجعة الاوضاع حتي تسير في الخط المرسوم لها وفقا للثورة ، حدث احتكار للسطلة واقصاء حتى للقوي الثورية نفسها ويوجد اختلاف حتى بين القوي التى حكمت ويوجد جهل فاضح لمقتضيات ومطلوبات الاقتصاد السوداني والامن السوداني والسياسيات الخارجية ، وايضا للاسف ادارة الفترة الانقالية كانت ادارة ضعيفة جدا ومرتبكة والحاضنة اكثر ارتباكا وخلافا وتنازعا وتلاوما ، وطبعا ليس هذا الحاصل نهاية العالم او السودان ، والعقل يقول لابد من مراجعة الاشياء كلها بتغيير كبير جدا في العقلية والادارة والتوجه ،والسياسات والتركيبة الحاكمة كلها ، لان في كثير من مهام الثورة لم تنجز حسب ميثقاها وما انجز بسمتويات متدنية وعكس ما توقعه الناس .
السيد الشريف كنتم ضمن القوي الثورية التى وقفت في وجه النظام .. هل دفعتم باي ملاحظات لقوي الحرية والتغيير عن ضرورة تصحيح الوضع ؟
نحن لم نصمت ولا لحظة سواء بالتنبيه بالمسار الصحيح والقصور ونبهنا مرات بحدة لم يحتملها زملاءنا في الحرية والتغيير والحكم وهذه من المضار بان الحكم مجرد ان يصم اذانه للتنبه وسماع الاراء يكون ماشي في الطريق الخطا مؤكد ، وهذا من العيوب الاساسية لكن نحن وغيرنا كنا ننبه بهذه الاشياء وتنبيهنا كان غير مقبول لان الناس في مرحلة الحماس للثورة وبلوغ غايتها والخوف من فشلها ، والقوي الثورية والحاكمة “عيشت” نفسها في محميات بعيدة عن النقد والجماهير وصوتها حتى الوزراء والتنفيذين لاحظت ان لم يذهبوا لاي حقل ، والوزراء لم يزروا الوحدات التى تتبع لهم والوحدات الانتاجية والخدمية ويديروها من مكاتب مغلقة عليهم بالرموت كنترول ، وهذه ليست ادارة تنفيذية يرجي نجاحها ويكفي ان وزير الزراعة او رئيس الوزراء يوما زاروا اي حقل زراعي ونحن في بلد زراعي نتحدث عن انتااج الفجوة في ميزان الغذاء وميزان المدفوعات والدولار ونحن لا ننتج كيف تتوفع انك تحل مشكلتك الاقتصادية بدون انتاج ، يجب ان تذهب كل الحكومة الى مناطق الانتاج وتبقي فيها ، مفترض الحكومة كلها تكون متواجدة في حقول الانتاج سواء الصناعي والخدمي والرزاعي ، لا ينفع انك تديرها من خلال تقارير حتى المؤتمر الاقتصادي نفسه بدلا من ان يناقش اوراق علمية ناقش تقارير وحدات حكومية ، والمؤتمر الاقتصادي لم يحظي بحضور الاقتصاديين اصلا ، واصبح تظاهرة مطلبية عادية .
ما الخطا الذي قاد الى الوضع الحالي في تقديرك ؟
هو خليط لعدة اسباب والزضع الراهن نتيجة طبعية لهذا الارتباك والسبب الاساسي بداية العلاقة المختلة بين العسكريين والمدنيين بالظروف والطريقة التى تمت بها الوثيقة الدستورية انتجت وضع هش جدا وملئ بعدم الثقة المتبادلة والتناقضات واختلاف التوجه وماهية الثورة نفسها ، وهل اللجنة الامنية انحازت للثورة ولخيار النظام الفات ام للبناء في النظام الثوري ، فهي رسالة ام هي حجاز بين الاثنين من بين الثورة والنظام السابق ، والارتباط اصلا منذ بدايته كان هش ومتناقض ولذلك عشنا مرحلة التنازع في كل موضع ثم تحول الى مرحلة التنافس من يكسب اكثر ويسبق اكثر لاي قضية مما ادخلهم في قصية هم ليس مفوضين فيها مثلا مثل قضية التطبيع والسياسية الخارجية والقضايا المعقدة الاخري كالديون والاعتراف والغرامات التى تحملناها من غير نكون مجرمين مما ادت الى نتائج كارثية في الاقتصاد وتسبب في الغلاء وكل القرارات هشة ، ووطريقة التطبيع الذي سار بها مهينة لكرامة الانسان السوداني وتحولت المسالة الي مقايضة ذات اسعار معروفة مثلها واي دلالة ، ماذا تعطونا ونعطيكم ولا يمكن ان السياسية الخارجية ان تفرق من كل المحتوي الاخلاقي والقيمي والتقليدي والوطني الى هذا الدرك وحتي الرفض للتطبيع من الجهاز التنفيذي كان رفض ضعيف ماقالوا نحن ضد التطبيع ثم اصبح جهاز تنفيذي صامت وهي ساسية التطبيع ماضية والسودانين يسمعوا بتطورات التطبيع وتناقش وراءهم والجهاز التنفيذي عامل نفسه اطرش في الزفة ، ورئيس السيادي ماضي في الخطوة دون ان يدرك انه امر ليس له به دخل وغير مفوض له وكل هذه التقاطعات تؤدي الى كوراث والله يستر ما تكون اسواء مما نحن فيه الان وربما تعصف بالوضع كله الى مصير مجهول .
من منطلق موقفكم في الحزب هل تؤيدون التطبيع ام لكم ملاحظات .؟
نحن ضد فكرة التطبيع اصلا لان الكيان الصيهوني كيان غاصب لارض شعب اخر ومطضهد له وكيان استيطاني ولا يوجد في تاريخ الادانات السياسية في تاريخ الامم الامتحدة بقدر التى وجهت للكيان الصهيوني ، نحن لا نتحدث عن اليهود نتحدث عن الصهيانة فدولة اليهود دولة صهيونية وليست القضية نحن نساند في القضية العربية عشان الفلسطيين فقط ، لا ، انت ثورة تتحدث عن العدل والكرامة والحريات ، اين هذه الاشياء ولماذ كنا ننكر على امريكا اذاواجية المعايير يعني ثورة باكملها (حرية ، سلام وعدالة) طبق هذا الشعار فقط ، يعني ما عندك مسؤولية تجاه الشعوب الاخري نهائي وتتحدث عن العزلة ، انت حاليا تعمل في العزلة ، اذا انت غير مشترك مع الشعوب الاخري في الحرية والمساواة هي عزلة ولا صلة لك بالعالم .
نرجع بك الى السؤال الاول ، ماذا يمكن ان يتم ؟
ما يكتمل هو معقد جدا ، فلابد من مراجعة كاملة والعودة الى منصة التاسيس للبرنامج الثوري نفسه ويطبق روحا ونصا ، وترجع كل الامور لهذا المعيار سواء اشخاص وسيياسات والترجبة كلها يجب ان تقيم ، وان لا يكون تقييم من شخص واحد وانما كل القوي الثورية في اي منبر من المنابر سوي الاقتصادي او السياسي او الاداري والعدلي ، كل الوسائل خلال العام الماضي لم تستعمل وحتى الذي استعمل منها مثل قيام المؤتمر الاقتصادي لم يناقش اي اقتصاد لانه غابت عن السياسات الاقتصادية والاقتصاديين ، ومسالة الاصلاح لازم يكون شامل كامل .
حزب الامة طرح مشروع العقد الاجتماعي . هل قدمت لكم دعوة لمناقشته او الاتضمام اليه .؟
طرح العقد الاجتماعي وهدفه الاساسي يناقش القضايا كلها ، بس حزب الامة جمد ولم يخرج والمشروع لم يتطور وتحول الى عرضة للخلافات الداخلية والاستقطابات داخل الحرية والتغيير ، وطرح على اساس انه مخاطبة داخلية وهذا قصور اساسي في طرحه لان الازمة هي اصلا في المجلس المركزي للحرية والتغيير ، والقضايا كلها التى طرحت في المشروع هي قومية وما فيها غرابة او جهل او جهل للحلول ، ومشاكل السودان قابلة للحل ، مثل المشكلة الاقتصادية مفترض تكون مافي اصلا لكن نحن في بلد موارده منهوبة ومهربة ومفسدة ، والحلول السياسية كذلك موجودة حتى مشكلة ااسلام كان ينبغي ان يصلوا فيها لشروط افضل من هذه رغم منقمية السلام لكن النتائج الى طلع بها فيها الكثير من اوجه القصور الذى يجعلها عندها مشاكل في التنفيذ لقدام ونرجو ان غير ذلك لكن واضحة انها بها مشاكل اول مشاكلها انها تكررت فيها تجربة نيفاشا حيث انتهت نيفاشا قامت دارفور ، وحاليا حلت دارفور قام شرق السودان وكلذلك قام الشمال والوسط لانهم دخلو في عملية اظهرت المسارات ، وهنالك الكثير من الاختلالات التى تجعل المشاريع لا تمضي .
دائما هنالك حديث متكرر عن وحدة الاتحاديين ، هل من خطوات جادة ؟
هو ليس حديث متكرر وانما محاولات مستمرة والان في طور متقدم جدا وستصل مستوي اعلان كبير لكل القوي الاتحادية والتيارات والاحزاب الاتحادية الموجودة بانها تخرج بميساق واحد يؤسس لقيام مؤتمر موحد يصعد فيه الاتحاديين بكل الوانهم واطيافهم من القاعدة الى القمة حيث المؤتمر العام لكي يفصل في القضايا التنظمية والدستور والقانونية والقيادية بعد وصول كافة التيارات الى حقيقة اساسية ان الحركة الاتحادية اذا لم تتوحد فلن يكن لها وجود اصلا ، قد تتمحي من الوجود السياسي كله ، لانها عندها مشاكل .
من يتولي هذا الطرح.؟
لجنة قومية من كل التيارات ووقعت هذا التيارات وقعت على الميثاق او المقترح
هل مولانا محمد عثمان الميرغني على علم .؟
نعم على علم وبوصول السيد جعفر الميرغني وخلال الايام القادمة يناقشوا المقترح وسمعنا انهم متفقين مبدئا لكن ابدوا رغبة في انهم يقرروا بعد التشاور مع ناسهم ، اما بقية كل التيارات وقعت على طرح الوحدة ، وهي عملية بدات منذ اكثر من عام تحت لجنة مقبولة من كل الناس .
حال تم توحيد الاتحاديين تحت لافتة واحدة هل تتوقعوا مكاسب كبيرة في الانتخابات وزيادة كسبكم السياسي في البلد.؟
نعم الحركة الاتحادية حركة وسط واسعة جدا ولها تاريخية وارتباطات على الواقع السوداني من قديم ومعروفة ويمكن الوجود الاتحادي في الثورة والمشاركة فيها طوال الثلاثين عاما الماضية اثبت ووده بشكل مستمر والمناطق الاتحادية ذات الثقل الاتحادي هي مناطق لم تحدث بها هزات كبيرة لا اجتماعية لا امنية والثورة نفسها اندلعت من المدن الاتحادية من عطبرة وبورتسودان والقضارف وسنار والابيض وحتى في الخرطوم قامت من الاحياء ذات الثقل الاتحادي لذلك نفتكر بقراءتنا ان الاتحاديين ذو ثقل والتناضقات الموجودة في قوي اخري ليس عندنا بحيث ليس لدينا صراع اجيال وشيوخ ولا عندنا صراع بين طبقة وطبقة او اقليم واخر ، توجد حركات داخل الاتحاديين ذات تيار تجديدي بتاخذ حظها لكن الى الان محصورة في طبقة الشباب وسكان المدن وهي ظاهرة مدينية اكثر من كونها ظاهرة قاعدية وبتاخذ حظها لقدام مفيش مكشلة طالما انها تصارع داخل الحركة الاتحادية بشكل ديمقراطي يبقي هذا مطلوب مافي مكشلة فيه الا اذا جنحت الى اتجهات رافضة او اقصائية او ذات ادعاء اكثر من اللازم انها الوحدية في الساحة ، تتعرض لانعزال داخلها الى الان الحركة الاتحادية العامة لم تغير شكلها التقليدي في مواقفها وسلوكها التنظمي وارتباطها ببعضها ما قادرت كثير ، ولم تنشا احزاب جديدة في الوسط لكي تنافس الحركة الاتحادية ، ربما تظهر لكن الى الان مافي ، وهذا الوصف غير دائم وقابل انه يتطور او يندثر اذا حصلت حوله وحده ولم يدار الادارة الصحيحة واذا لم يعتمد على المؤسسة ولم يطور نفسه فكرا وسياسية وهذه كلها متطلبات استمرار الحياة السياسية وفي وجودها ، كونها عندها كل مصادر القوي ايضا يقابلها نوع من الاحتمالات الاخري المصادة وتعتمد على مدي الجهد الذي يبذل .
هنالك تحريض ضد الاحزاب الكبيرة (الامة ، الاتحادي) خاصة بعد الثورة ما ردكم ، هل تعتقد انها غيرة سياسية اما محاولة لاضعاف دوركم من قبل القوي الاخري؟
هو محاولة لايجاد فسحة من التاييد لهم وهذا ذاته ضد النجاح ، وهذه سياسية النظام السابق بان تضعف القوي السياسية الموجودة في البلد وترميها بكل التهم ، وغير ذلك الحركة السياسية حكمت فقط 11 عاما من فترات الحكم باابلاد منذ الاستقلال ، وهذه السنوات موزعة على ثلاثة فترات ، واي تعميم حتى من الناحية الاكاديمية فهو خطأ ، تاريخيا خطا ومن ناحية مكونات ايضا خطأ ، ماذا ذكرت لك انها محاولة للافساح لهم كي يعملوا لكن عمرها السياسات العدمية التى تفترض انها وجود يعتمد على اخفاء الاخرين في نهاية الامر ينحر نفسه ، انت عندك النظام الديمقراطي في فتراته الثلاثة ما كان به حجر على الحريات ، كنت تنمو ، لا احد منعك ، والهجوم على الاحزاب التقليدية اصبح شكل من اشكال صرف الناس من قضايا اساسية والقوي التقليدية اذا هي موجودة منذ الاستقلال الى اليوم اذن هي غير فاشلة ، الفشل كيف تقيسه رغما ان القصر والكبت والتصفية ظلت موجودة ، قاعدة وموجودة بقوة الى اليوم ، واستمراريتها اكبر دليل على وجودها ، وهذا ليس دليل على انها مبرئة من العيوب ، والذين يهاجون القوي التقلدية هم موجودن كانوا معها وهم الشيوعيين والبعثيين وهم ذاتهم قوي قديمة وكانوا قاعدين وهل ينطبق عليهم صفة الفشل والمسؤولية ام لا ، لانهم مشاركين في النظام السياسي وما كانوا ضده ، والفترات الديمقراطية هي فترات تحالف ، فشنو الذي يجعل ان الاحزاب التقلدية تتحمل المسؤولية والقديمة التى كانت معها غير مسؤولين ، واذا كانت الحجة انهم لم ياتوا بالانتخابات فالشعب هم الذى لم يات بهم ، وحينما تقوم انقلابات تقوم على كل الناس خاصة لللقوي التى تفشل في الحكم من خلال التامر مع القوات المسلحة.
المواكب