مقالات وآراء2

برمة الحل أم الاستسلام !! 

أطياف

صباح محمد الحسن

تجاوز رئيس حزب الأمـة القومي، اللواء م فضل الله برمة ناصر، حدوده في تقديم الحلول السياسية ، بصفته رئيس حزب سياسي ورجل سياسي تهمه المصلحة الوطنية التي يسعى لأجلها في تقديم ماهو مناسب للخروج من الازمة السياسية الراهنة ، والتجاوز عندما لا تعلم حدود مايعنيك فقط وتتمدد بالرأي الذي يمكنه ان يجعلك تتبنى أفكار الآخرين وتسلب حقوقهم وارادتهم في الحصول على حقوقهم المشروعة ، وهم بكامل وعيهم وقواهم العقلية ، فالوطن وبالرغم من اختلاف ألوان طيفه السياسي ، ومكوناته السياسية والقوى الثورية ، وقف رئيس حسب الامة أصالة عن نفسه ونيابة عن الشعب وقرر الجلوس الى العسكر والحوار معهم دون شروط وطالب بوقف التظاهر ، هذا هو التجاوز في معناه الحقيقي.

 

جاء ذلك بكشفه عن خططهم المعلومة للعامة والتي لا تحتاج للمصارحة و لم تكن غريبة وجديدة ، ان كانت سابقة او حاضرة ، ولكنه أعلن عن سعيهم الحثيث لتشكيل الكتلة الوطنية للجلوس مع المكون العسكري والحوار حول العودة للمسار المدني الديمقراطي، وكذلك لإيقاف المظاهرات في الشارع، وثمن برمة أدوار الشباب في تقديمهم للتضحيات وقال لـ«الجريدة» إنه مقدر وشاكر للروح الوطنية العالية للشباب واهتمامهم بشأن وطنهم، مؤكداً أنهم يسعون لتحقيق ما يطالبون به للوصول لحكم مدني ديمقراطي وأن التضحيات التي يقدمها الشباب يجب أن تتوقف.

والغريب ان برمة فشل حتى في اقناع مكتبه السياسي للحزب برؤيته السياسية التي تعبر عن (ميوله العسكري) لينوب عنه كرئيس ويتبنى أفكاره وتوجهاته (كشي طبيعي) ناهيك ان يتحدث باسم الشعب والثورة فالمكتب السياسي لحزب الأمة دافع من قبل عن موقفه المختلف عن موقف رئيس حزب الأمة ، وطالب البرهان صراحة بالتنحي عن السلطة، وقال عضو المكتب إمام الحلو إن هذا الموقف لا يعني التخبط بل يتسق مع خارطة الطريق التي طرحها الحزب، وأكد أن مواقفهم لن تتغير، وأن الهدف منها إنهاء الإنقلاب العسكري، وتنحية الانقلابيين.

فرئيس حزب عجز عن تمثيل حزبه فكيف له أن يتحدث ويقرر بدلاً عن ثورة ديسمبر والقوى السياسية والثورية وجميع منظمات المجتمع المدني وكثير من الناس.

 

فالرجل لم يكن موفقاً حتى في خطابه السياسي بعيداً عن فكرته وتحدث وكأن الشارع يعمل معه وكأنه قائد كتيبة تتلقى أوامرها منه ، انظروا ماذا قال ( إنه مقدر وشاكر للروح الوطنية العالية للشباب وأن التضحيات التي يقدمها الشباب يجب أن تتوقف)، كيف للشارع ان يتوقف، فقط لأن برمة ناصر يريده ان يتوقف!!

والملفت ان ناصر عندما تحدث عن الجلوس مع العسكريين والحوار معهم لم يتحدث عن ماقام به العسكر من جرائم ضد الثوار وغض الطرف عن قتل أكثر من ٩٠ شهيداً وآلاف المصابين والجرحى ولم يطالب بالقصاص لهم ولا وحتى بتشكيل ( لجنة تحقيق) وهذا يؤكد ان برمة اما انه يتحدث بلسان العسكريين أنفسهم لذلك لم يقف على ضرورة محاسبتهم ، واما انه يحاول ان يمنحهم صكوك العفو والغفران لكل جرائمهم ، فما صرح به يفصح عن أن نوايا الرجل ليست لمصلحة الوطن ولكنها تكشف عن وجه الخنوع والخضوع والاستستلام للعسكريين ، كما ان مايطرحه برمة لا يعني ان المدنيين يبحثون للحل مع ذات الوجوه العسكرية غير جديرة بالثقة والتي تفتقد للأمان ولكنه يؤكد أن العسكريين (المخنوقين) الآن هم في اشد الحاجة للجلوس مع المدنيين فعندما يضيق بهم المتسع اول مايبحثون عنه لحفظ ماء وجهم هي هذه الشخصيات ، التي يجسد برمة أدوارها السياسية بعناية وبراعة فائقة ، فبرمة لو طالب بابعاد البرهان وتحدث عن توافق مع المؤسسة العسكرية لوجد له البعض العذر ان همه الوطن لكن برمة يريد الحوار مع البرهان ومجلسه بعد كل ما عاشه الوطن والشعب من جراحات مازالت تنزف.

 

لهذا يمكن ان يسمى ما ينادي به رئيس حزب الأمة الخذلان الوطني للثورة وللشهداء ولدمائهم الطاهرة او الاستسلام الوطني للعسكريين الذين يمنعهم كبرياؤهم في الكشف عن رغبتهم الاكيدة في الحوار ويظنون ذلك عيب يمكن ان يستتر، فالذي همه الوطن لا يستحي من تقديم نفسه مخطئاً او صائباً، ولكن هذا بالطبع لا علاقه له بالتوافق الوطني، فاللجنة الامنية للبشير وقائد الجيش الفريق البرهان لن يكونوا الخيار والحل للأزمة السياسية لأن الخياطة لا تفيد الجرح دون نظافته وتطييبه وتعقيمه، فهذا الحل إن تم بعيداً عن رغبة الشارع سيكون برمة خلق أزمة فوق أزمة وزاد الهم هماً والطين بلة.

طيف أخير

هذا الوطن يحتاج حقاً لمن يحسه وطناً في اعماقه لا بقعة أرض تُباع وتُشترى

الجريدة

‫13 تعليقات

  1. تسلم يداك استاذة … نحن نعلم بان الثورة والانتفاضة لايلتقيان فى التعريف .. الانتفاضة تعنى تغيير نظام باخر والثورة تعنى تغيير المفاهيم .. الثورة ستنتصر ومن يريدها انتفاضة فدعيه ينتظر … مثال لتاكيد انتصار الثورة … الضابط الذى دخل لفناء احدى المدارس ومقابلة الطلاب له بهتافات الثورة …

  2. شدي حليك وتحملي وزر الشباب الذي تدفعونه للتظاهر ضد العسكر ويعلم الجميع ان التظاهر لا بد ان يكون فيه ضحايا خلال هذه الفترة العصيبة في السودان وانه لا مخرج من المأزق الا بالحوار وجلوس كل فئات الشعب من عسكر ومدنيين للوصول لصيغة ترضي الجميع ويتوافق عليها الجميع تخرج السودان من ازمته غير ذلك فلا امل في تجاوز هذه هذه الازمة يا صحفية الغفلة

    1. اذا كانت صبوحه ستتحمل وزر من تدعوهم للخروج في المظاهرات لاستعادة الوطن من السفله
      هلا سألت نفسك ومن سيتحمل اوزار الارواح الطاهره التي تزهقونها ليل نهار وكلهم من زهور ومستقبل
      وشباب الامه .؟ اوعك تقول لي هناك طرف تالت هو الذي يقتل ويغتصب ويحرق وينهب كما يقول الاغبياء
      والخونه والحمير والحمقي وتجار الدين فهم غالبا مايرددون هذا الكلام ظانين انهم احسنوا قولا وهم لايعلمون انهم انما يورطون انفسهم ليوم الحساب الذي ترونه بعيدا ونراه قريبا جدا .

  3. يا أستاذة صباح الحق يقال أنا حضرت اللقاء من أوله إلي نهايته اللواء برمة قال نحن نتفاوض مع العساكر وفي نفس الوقت الشباب الثائر يضغط بالمسيرات والمظاهرات لاعلاء سقف التفاوض ولكن لم يقل أن الشباب يوقفون التظاهر هذا لم اسمعه لذلك لا تتحاملين علي الرجل.

  4. برمة هذا يا استاذة صباح هو فعلا برمة مقدودة خليه ينبح زي اي جرقاس وكل اناء بما فيه ينضح واناءه كله خ……………را.

  5. الجنجويدي فضل الله البرمة رمانا بثالثة الأثافي..

    .. فضل الله البرمة جمع بين اسوأ صفتين،،عسكري وجنجويدي ريزيقي..

    … البرمة ومعه رفيقه الجنجويدي المسخ الادمي صديق اسماعيل ولائهم للعسكر وابن عمومتهم الجنجويدي الريزيقي حميدتي وليس للسودان وشعبه…

    … هذا البرمه طالب أسر شهداء مجزرة القياده بنسيان المجزره لانه لن يستطيع احد معاقبة القتله المعروفين لكل الشعب السوداني ما عدا نبيل أديب ولجنته المزعومه….

    … حزب الامه لم يساند الثورة التي وصفها أمامهم الراحل، ببوخة المرقه، وهل نتوقع غير ذلك من البرمه..؟؟

    …. غربال الثوره شغال يصفي في الشوائب التي تعلقت ببلادنا وقريبا سيصبح البرمة والمسخ الادمي صديق اسماعيل نسيا منسيا…

  6. لقد إنكسرت برمة حزب اللَّمة الطائفي، وإنضم إلي فسطاط الإصطراتيجين بمعني الكلمة، والعياذ باللّه !!!

    وقبل كم يوم صرِّح إبن البرير قائلاً : لو جلسنا مع العسكر، فسوف يسلموننا السلطة” !!!

    ألا تعني هذه الأوهام، أنهم قد حادوا عن خط الثورة، بل باعوها بثمن بخس، متوهمين أن لا حزب يضاهيهم، وعليه بإمكانهم مفارقة الجماعة !

    هل نسيتم كيف أدخل ثوار الجنينة ونيالا الأبطال، مالك حزبكم المسروق، المقبور الكضاب، في فتيل ؟؟؟

    كفاية ياخ، عبد اللّه خليل، مؤسس حزب الأمة السوداني، ثم المحجوب، ثم المقبور، ثم المقبور، جميعهم كانوا رؤساء وزارات من حزبكم الجايط، وجميعهم تمت إنقلابات عسكرية عليهم !!!
    وطبعاً حالنا يُغني عن السؤال، بسبب إنجازاتهم الصفرية !!!

    لم تتطور أي دولة في العالم، إلا بعد القضاء علي الطائفية، وذلك قبل ستة قرون !!!! ونحنا عندنا بس طائفية ؟؟؟ ياما عندنا بلاوي غيرها، معيقة لتقدم البلد – قبلية، عقائدية، جهوية، إثنية، وهلم جراً !!!

    الواجب الحتمي هو العض علي ثورتنا الباذخة بالنواجز، حتي تُحقق غاياتها السامية !!!

    خير لكم أن ترعووا، قبل أن تخرج المليونيات ضد إنبطاحكم، لمنطقٍ بسيط جداً، هو أن من تسببوا في هذا الراهن المُزري، من المستحيل أن يكونوا جزءاً من أي حل !!!

  7. برمه وبقايا العجائز واحزابهم الكرتونيه يتخيل لهم أنهم من يحركون للشارع لأهم ولا الشيوعي مايحرك الشارع الوعي وعي الشباب ليتهم يفهمون نحتاجهم لحكمه ولكن حتي هذه لايملكونها سنقولها لهم اسفين اختوو وونا زمانكم ولي ليس لدينا سيد نحمل ركوته واحذيته روحو غير ماسوف عليكم

  8. لواء معاش فاشل لا يفقه شئ في السياسةغير تسليح اهله المسيرية وتكوين مليشيات لخق البلبلة في جبال النوبة وابيي وخلق عدم الاستقرار في البلاد وهو ممثل الانقلابين في حزب الامة احسن ناس البرير والصديق الصادق يلحقو حزبهم التليد من الضياع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..