القناة الفضائية – خطوات عملية

ألقت الكاتبة المناضلة شريفة شرف الدين حجراً في مياه القناة الفضائية الراكدة، وذلك من مقالتها المنشورة علي صحيفة الراكوبة الإلكترونية الغراء الإسبوع الماضي، وحقيقة الأمر أن هذا الموضوع ظل هاجساً لكثير من أفراد الشعب السوداني الفضل، ويدل علي ذلك كثرة المداخلات من قبل القراء، وما أبدوه من حماس وشوق لإنطلاق هذا المشروع الحيوي في مسار النضال ضد نظام الحكم القائم.
وبما أن الرسالة الإعلامية وبالأخص القنوات الفضائية من الأسلحة الفتاكة في عالم اليوم، فإنها أيضاً سلاح ذو حدين، لأن سوء إستخدامه أو عدم القدرة علي توجيهه للهدف المنشود بطريقة مهنية وإحترافية قد يؤدي إلي نتائج عكسية وسوف يرتد هذا السلاح علي من يقف وراءه، لذلك ولإبداء مساهمة في هذا الأمر فإنه من الأفضل لقيام مثل هذا المشروع أن يتم وضع خطة علمية وعملية وميزانية تقريبة للشروع في التنفيذ، وفي هذا المقام فإنني أقترح الآتي:
لابد أن تقوم اللجنة التي إقترحتها الأخت شريفة إذا وافق الأشخاص المعنيون علي حمل التكليف بإضافة أشخاص آخرين من ذوي الخبرة في إدارة القنوات الفضائية وإقتصاديين وإداريين للمساعدة في تكملة الجوانب الفنية والمالية والإدارية وأن تتبني خطة عمل تشمل الآتي:
أولاً: الخطة الإستراتيجية لإنشاء القناة الفضائية، والمتمثلة في الرسالة التي تريد القناة إيصالها لمشاهديها، والمهمة التي يراد إنجازها، وكذلك الرؤية التي تقوم عليه الرسالة الإعلامية، وكذلك الهدف الإستراتيجي المراد تحقيقه من قيام هذه القناة.
ثانياً: خريطة الطريق لحشد الدعم وإختيار المقر وشعار القناة والحملة التسويقية والترويج للقناة وإستنباط وسائل تمويلية تضمن الإستمرارية وخلق هيكل إداري رشيق وفعال.
ثالثاً: أختيار فريق الإعلاميين من أشخاص يمتلكون الموهبة والعلم والإيمان بالقضية التي قامت من أجلها هذه القناة، وصقلهم بمزيد من التدريب في إطار إستراتيجية القناة المقررة، ويمكن مراعاة التنوع الذي يميز البيئة السودانية.
رابعاً: يجب أن تتبع القناة خطاً قومياً ونزعة واضحة لتشكيل هوية سودانية جامعة تنبذ الجهوية والقبلية وتحترم العادات والتقاليد والمعتقدات وفي نفس الوقت تحارب الفساد وسوء الإدارة والشمولية، وأن يتم ذلك في إطار شفاف ومهني يحترم عقلية المشاهد ويجذبه.
خامساً: التحضير الجيد وعدم الإستعجال يؤدي إلي تجويد العمل، ويمكن البداية بتجميع أفلام وثائقية وعرض أغنيات وأناشيد وطنية وبرامج ترفيهية مسجلة لأعمال تتسم بالجودة سواء أن كانت سودانية أو أجنبية ولاننسي محاولة ربط إنطلاق البث بمناسبة وطنية أو قومية كعيد الإستقلال أو ثورتي أكتوبر وأبريل علي سبيل المثال.
ختاماً كل الرجاء والأمل أن يتحقق قيام هذا المشروع للإسهام في النضال الساعي لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة والتقدم للشعب السوداني الصبور المكافح
والله ولي التوفيق
ود الريس
[email][email protected][/email]