رحلت آخر حكامة في دار الريح

رحلت آخر حكامة في دار الريح
الحكامة هي صوت القبيلة الذي ينطق باسمها ويخلد أمجادها وهي لذلك تتمتع بمكانة عظيمة وسط أهلها وعشيرتها وتكون موضع احترام وتقدير حيثما حلت. وقد اشتهرت حكامات كثر في دار الريح منهن بت تندل وأم نصر والتاية بت زمل رحمهن الله جميعاً. وآخر هذا العقد كانت عزيزة بت عيسى رحمها فقد انتقلت إلى جوار ربها قبيل أيام ونحن إذ نعزي أنفسنا فيها نسأل الله لها الرحمة والمغفرة فقد كانت طيبة النفس وحلوة العشرة، ذكية لا تفوت عليها شاردة ولا واردة تسجل كل ملاحظاتها شعراً لا يخلو من الدعابة والسخرية وسلاطة اللسان في أحيان كثيرة، ولكنها مع ذلك كله كانت تحتفظ بعلاقات اجتماعية واسعة وتنزل الناس منازلهم وتكرم وفادتهم بقدر ما تستطيع فلم يعرف عنها البخل أبداً ولم تكن تتكسب بالشعر وإن كانت تستخدمه وسيلة للدفاع عن مصالحها ومكانتها دون إساءة إلى أحد.
شخصيا كانت تربطني بالحكامة عزيزة بت عيسى أخوة وصداقة ومودة فكلما ذهبت السودان كانت تأتيني بهدية مقدرة قد تكون قزازة سمن أو عتود أو غير ذلك ولذلك أرجو من الإخوة والأخوات أن يعزونا فيها بالدعاء لها بالمغفرة والرحمة وأن يسكنها الله فسيح جنته مع الصديقين والشهداء فقد كانت أحدى الوجوه التي تضفي البهجة وتدخل السرور على نفوس الناس وتعطر دنياهم بخفة روحها وبساطة حديثها وخفة دمها.
عزيزة هي القائلة:
الممعط والبي ريشه
كله كايس العيشه
يسير ويجيب بوليسه
قال أطير بت عيسه
غفيره جي منخم
تقول مجرع سم
كما الكبريت عدم
حالتي بقيت فحم
لابس ليك دبابا
وكان نادوك تتغابا
أني واقفه منصابا
شيل وأديني عقابا
رحم الله عزيزة رحمة واسعة.
محمد التجاني عمر قش
[email][email protected][/email]
الاستاذ / محمد التجانى شكرا لك وبعد وجدت أسم دار الريح فى ستينيات القرن الماضى كانت هناك منتجات مشهورة وسودانيه خاصة السمن البقرى كانت تسمى دار الريح ويبدوا هذه المنطقه فى كردفان عليه أرجوا التوضيح لكلمة دار الريح ولك الشكر والتقدير أخوك بامكار
أشكركم الاخ يحي والاخ محمد التيجانى لهذا التوضيح حبى الكتير للوطن وخاصة منطقة كردفان الخير ودارفور الابيه احببت معرفة كل معلومه دقيقة عن وطنى الذى أصبح الفردوس المفقود فى الحقيقه فى وقت متأخر من عمرى عرفت أن غرب السودان هو السودان الحقيقى ومن خلال تعاملى مع أبناء الغرب شعرت انهم يحملون كل معانى القيم والمثل السودانيه الاصيله والقومه ليك ياوطنى