“انت حبشي ولّا هندي يااخي”.. لا تقل إنك سوداني..

متى تصحو النفوس من جهلها…؟!
التمييز الاجتماعي وجاهلية القرن الواحد وعشرين..
✍ تقييم الإنسانية..
بلون الإنسان..
وقبيلته..
ودرجته العلمية..
الأكاديمية..
هي أسوأ ملامح..
الجاهلية..
فينا..
في القرن الواحد وعشرين..
✍ مازلنا ننظر..
للآخرين..
بالدونية..
ونغرق..
في جلباب العظمة..
المغزول..
بخيوط الوهم..
والزيف..
الإجتماعي..
✍ “مفتكرني هندي ولا شنو”..
عبارة مازلنا نستخدمها..
ونصف.. بها بعضنا..
نُشير بها.. للغباء والاستغفال.. ولا نعلم..
بأن العقول الهندية..
تفوقت..
على العقول العربية..
علماً.. وحضارةً..
بل حتى سلوكاً..
وأخلاقاً.. ووطنية..
وأن حكومة الهند..
تفوقت على جميع الحكومات العربية..
عسكرياً واقتصادياً وعلميّاً..
✍ كل شركات..
التكنولوجيا العالمية..
تستعين بالعقول الهندية..
وكفى.. دليلاً
أن العقل الذي اخترع..
USB اليو اس بي
هو عقل هندي..
وتمتلئ الحياة بالكثير من الانجازات..
الهندية..
الحديثة..
التي واكبت بها الهند..
ثورة المعلومات العالمية..
ففي الوقت الذي صار
العرب.. يسخرون
من الهنود..
كان الهنود..يُسّخرون
طاقاتهم البشرية
في نهضة بلادهم..
وتنمية الكوادر البشرية..
وأصبحنا الآن نتوافد..
على الهند لتلقي..
العلاج..ّبأحدث
المستشفيات الهندية..
✍ “ده زول حبشي ساكت”
لدرجة أن أصبحت كلمة
“حبشي”.. يرفضها..
البعض..
وقد تحدث..
مشاجرة حتى الموت..
ان اطلقها أحدهم ووصف بها.. آخر..
والأحباش قد سبقونا..
في إرساء مفاهيم العدالة..
قبل قرون عديدة..
ومنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم..
“اذهبوا الى الحبشة فإنّ بها ملك لا يُظلم عنده أحد”..
وها هي الحكومة الأثيوبية..
في 2018م..
تتبادل السلطة..
في “سلمّية”..
لن تصل إليها..
الممارسة السياسية في السودان..
لعشرات السنين.. القادمات..
أنظروا..
لحال مطار “أديس أببا”
وحداثة الإنشاء..
والمعمار..
والخدمات.. الراقية..
وأرقى التكنولوجية
الخدمية..
وما زلنا..
نعتبر كلمة “حبشي”
إساءة.. وسباب..
✍ بينما..
كنت.. في نيجيريا..
أراني صديقي
العزيز الفولاني..
أكبر طريق مسفلت..
ومُقسم.. ليسمح بمرور
ستة خطوط سير.. في آنٍ واحد..
ومن أروع الطرق..
المنظمة.. بطريقة حديثة..
وقال لي بأنه يوم
أن كان في الخرطوم..
قال له سائق التاكسي..
هل “لكم طريق مثل شارع الستين”..
أي شارع “ستين” هذا..!!
مقارنة.. بطرقات حديثة تستوعب ستة سيارات..
في آن واحد..
✍ سبقنا الفولاني..
بعشرات السنين الضوئية..
ويكفي..
أن أمطار غزيرة..
تهطل لساعات متواصلة..
فتخرج للشوارع والطرقات..
بمجرّد وقوفها..
ولا ترى..
مياه متجمعة..
بنية تحتية.. مذهلة..
ومازلنا..
نصف بعضنا..
“انت نيجيري ولا شنو”..
✍ قمة الجهل..
والتخلف..
تلك الحضارة.. والرقي..
والتطور الذي تدّعيه..
نفوسنا..
ونحن نغرق في الجهل..
والتخلف..
امطار غزيرة..
تكشف سوءة الخرطوم..
وكمية النفايات..
والأوساخ..
وندّعي بعد هذا..
أننا أفضل شعوب الأرض..
ونحن نغرق..
في العفن..
والأمراض..
✍ شعب يريد أن
يستثمر..
في الطرقات..
و”يفرش”..
الطماطم.. في الأرض..
ويلقي بالنفايات..
في منتصف الطريق..
ويسئ للحكومة..
والدولة..
أنها تأخذ رسوم النفايات..
ولا تنظفها..
ثم يفتخر بأنه..
أفضل شعب..
وبأنه “ماهندي”
ولا “حبشي”
ولا “نيجيري”…
✍ شعب كسول..
ينتظر..
تغيير حكومته..
لحدوث النهضة والتطوير..
عبر حكومة جديدة..
وكأنّ الحكومة الجديدة..
هي من ستُعلّمه..
أن السلوك حضارة..
والأخلاق.. والقيم الفاضلة
موروثات تربوية..
منذ الصغر..
✍ درجات علميّة عُليا..
وشهادات.. أكاديمية..
بدلاً من أن تكون مصدر تغيير..
لمفاهيمنا.. عن النهضة والتطور..
وتُغيّر فينا السلوك..
والذوق العام..
أصبحت فقط لمجرّد
التباهي والإفتخار..
نيل المراكز الإجتماعية..
كمظاهر..
وليس كسلوك حضاري..
نرتقي به لمصاف..
معاني الإنسانية..
وأدب الإجتماعيات..
✍ عندما..
لا يرتقي الناس بأنفسهم..
ومفاهيمهم..
لن تستطع..
حكومات الأرض مجتمعة..
تغيير نفوسهم..
إن أدمنت الجهل..
وسوء السلوك..
✍ بينما نتصارع..
ونغرق في “القبليّة”
انت “شايقي”..
وانت “بجا”..
وأنا “جعلي”..
وتهميش القبيلة..
والعنصرية..
تمضي باقي شعوب العالم..
في مسيرتها التنموية..
ونهضة بلادها..
متسامحة اجتماعياً..
ومستقرة..فكرياً..
✍ مازلنا..
في قوقعة.. التخلف..
والجهل..
والهوية الزائفة..
الهوية أصبحت في العالم..
اليوم..
هي التقدم العلمي..
والفكر والابداع..
فكم من دولٍ..
منحت..
المبدعين..
حقوق مواطنتها..
وجعلت لهم في أراضيها..
مستقراً..
ومتاعاً.. أبد الدهر..
ونحن في الوقت الذي نبيع
فيه “جنسياتنا”..
للفاشلين..
للكسب المادي
نفتخر في نفس الوقت..
بأننا أفضل شعوب الأرض..
✍ ما لم..
تنهض مجتماعتنا..
فكريّاً وعلميّاً..
فسنظل أبد الدهر..
بين الحفر..
وسنظل أبد الدهر..
في ثوب.. العزة والشموخ..
الزائف..
فلا عزة لشعوب بلا قيم ومبادئ وأخلاق..
والشعب الذي..
لا يُهذب سلوكه..
لتصير الحضارة فيه
سلوكاً ونظاماً..
لن يُجديه.. تغيير حكوماته
أو ذهابها..
✍ علي بابا
19-4-2018م.