أمير المنطقة الشرقية تفقّد المصابين ونقل تمنيات خادم الحرمين الشريفين لهم بالشفاء العاجل

تفقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أمس، المصابين جراء العملية الإرهابية التي استهدفت المصلين بأحد مساجد القديح بمحافظة القطيف، بحضور وزير الصحة م. خالد الفالح وذلك بمستشفى القطيف والدمام المركزي.
ونقل سموه للمصابين تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، وتمنياتهم لهم بالشفاء العاجل.
وأكد الأمير سعود بن نايف في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن زيارته للمصابين أتت بتكليف من خادم الحرمين الشريفين، ناقلا تمنياته لأبنائه المواطنين الذين أصيبوا بهذا الحادث الأليم، مشيرا الى أنه أقل ما يقال عنه إنه عمل إجرامي وغير مبرر، مؤكدا أن شعب المملكة يقف صفا واحدا ضد من يريد أن يسيء لأي مواطن في أي بقعة من أراضي المملكة. وقدم العزاء لأسر الشهداء، متمنيا للمصابين الشفاء العاجل، مشددا على أن خادم الحرمين يتابع باهتمام حالة أبنائه المواطنين، والوضع في القديح للتأكد من توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين، لافتا إلى متابعة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد لأحوالهم.
وأكد أمير المنطقة الشرقية على أنه لن يهدأ بال لأي رجل من رجال الأمن ما لم يتوصلوا لمن يقف وراء هذه الجريمة النكراء تجاه أبناء الوطن، مشددا على الوقوف بكل صلابة وبكل قوة لكل من يريد الإضرار بالمملكة كائنا من كان سواء بشق اللحمة الوطنية أو بالإساءة لديننا أو لوطننا.
بيان «الداخلية السعودية»
وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه إلحاقا لما سبق إعلانه، يوم الجمعة الموافق 4/8/1436هـ، عن إقدام أحد الأشخاص بتفجير نفسه بحزام ناسف بين المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ÿ ببلدة القديح بمحافظة القطيف، مما نتج عنه استشهاد 21 وإصابة 101 مواطن من المصلين (تغمد الله الشهداء بواسع رحمته وعجل بشفاء المصابين).. وبمباشرة الجهات المختصة إجراءاتها التحقيقية في هذه الجريمة النكراء تبين الآتي:
أولا: اتضح من إجراءات التثبت من هوية منفذ الجريمة الإرهابية الآثمة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ÿ ببلدة القديح بمحافظة القطيف أنه يدعى صالح بن عبدالرحمن صالح القشعمي، سعودي الجنسية، وهو من المطلوبين للجهات الأمنية لانتمائه لخلية إرهابية تتلقى توجيهاتها من تنظيم داعش الإرهابي في الخارج، تم كشفها في أواخر شهر رجب الماضي وقبض حتى تاريخه على 26 من عناصرها وجميعهم سعوديو الجنسية. كما أثبت المعمل الجنائي من خلال فحص العينات من بقايا جثة الإرهابي وموقع الحادث أن المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع «آر دي اكس».
ثانياً: أسفرت نتائج التحقيقات عن ثبوت تورط 5 من عناصر هذه الخلية الإرهابية في ارتكاب جريمة إطلاق النار على إحدى دوريات أمن المنشآت أثناء قيامها بمهام الحراسة بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي جنوب مدينة الرياض يوم الجمعة الموافق 19/7/1436هـ والتي نتج عنها استشهاد قائدها الجندي ماجد عائض الغامدي تغمده الله بواسع رحمته حيث أقروا بجريمتهم، والتمثيل بجثته بإشعال النار فيها، وهم كل من :
1 عبدالملك فهد عبدالرحمن البعادي.
2 محمد خالد سعود العصيمي.
3 عبدالله سعد عبدالله الشنيبر.
4 محمد عبدالرحمن طويرش الطويرش.
5 محمد عبدالله محمد الخميس.
وقد ضبط بحوزتهم ما يلي:
– عدد رشاشين من نوع ( كلاشينكوف) ضبطا داخل مزرعة في محافظة القصب, وأثبتت المضاهاة والفحوصات الفنية لهما بمعامل الأدلة الجنائية أنهما السلاحان المستخدمان في الجريمة، كما تم ضبط ثلاثة رشاشات أخرى مع أربعة عشر مخزنا لها.
– عدد خمس بنادق، وتسعة مسدسات، واثنا عشر مخزناً لها، وأسلحة بيضاء.
– 230 كغم من مادتي نترات الألمنيوم ونترات البوتاسيوم تدخل في صناعة الخلائط المتفجرة.
– نشرات تشرح كيفية إعداد الخلائط المتفجرة، وأخرى تتضمن فتاوى للفكر الضال.
ثالثا: تمثلت أدوار بقية الموقوفين من عناصر هذه الخلية وعددهم 21 موقوفا في تبنى فكر تنظيم داعش الإرهابي، والدعاية له وتجنيد الأتباع خاصة صغار السن، وجمع الأموال لتمويل عملياتهم، ورصد تحركات رجال أمن وعدد من المواقع الحيوية، والتستر على المطلوبين أمنيا وتوفير المأوى لهم ومن ضمنهم منفذ العملية الانتحارية ببلدة القديح الذي ظهر أن الموقوف عصام سليمان محمد الداوود كان يؤويه. وأسماء هؤلاء على النحو التالي:
1 احمد عبدالله عيسى العيسى.
2 اسامة علي عبدالله العثمان.
3 اسيد عثمان احمد الدويش.
4 دخيل شبيب دخيل الدوسري.
5 سليمان عبدالعزيز محمد الربع.
6 صالح ابراهيم صالح النمي.
7 صالح سعد محمد السنيدي.
8 عبدالرحمن فهد عبدالله التويجري.
9 عبدالله عبدالعزيز الهذال.
10. عبدالله سليمان عبدالله الفرج.
11 عبدالله مشعل الكثيري.
12 عثمان ابراهيم عبدالعزيز الخضيري.
13 عصام سليمان محمد الداوود (المشار لاسمه آنفا).
14 محمد حمد عبدالله الحميدي.
15. محمد ابراهيم محمد الحمدان.
16 محمد حمدان حمود الرحيمي المطيري.
17 محمد عبدالعزيز محمد الربع.
18 معاذ عبدالمحسن عبدالله بن زامل.
19 عبدالله عبدالعزيز محمد السعوي من مواليد 3/10/1420هـ، ويبلغ من العمر ستة عشر عاما
20 عبدالله عبدالرحمن سليمان الطلق من مواليد 22/5/1421هـ، ويبلغ من العمر خمسة عشر عاما.
21 صالح محمد صالح السعوي من مواليد 1/9/1421هـ، ويبلغ من العمر خمسة عشر عاما.
وأكد المتحدث الأمني أن الجهات الأمنية لا تزال تواصل تحقيقاتها في هاتين الجريمتين وتتبع كل ما له صلة بهما، والقبض على من يتبين تورطه فيهما سواء بالتحريض أو التمويل أو التستر.
وشدد على أن «وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المصلين ودور العبادة والمواطنين الشرفاء نفذت بأدوات تدار بأيد خارجية هدفها شق وحدة المجتمع وجره لفتنة طائفية، وأن استنكار المجتمع السعودي بجميع فئاته لهذه الجريمة النكراء ووقوفه صفا واحدا ضد هذا العمل الجبان يقول لهؤلاء خبتم وخاب مسعاكم، وثقتنا بالله عز وجل ثم بقوات الأمن في ملاحقة هؤلاء القتلة ومن يقف وراءهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..والله الهادي إلى سواء السبيل».
إدانة دولية واسعة للتفجير الإرهابي
عواصم – وكالات
توالت ردود الأفعال الدولية بإدانة التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدا في منطقة القديح بمحافظة القطيف، فقد أدان مجلس الأمن الدولي التفجير، مؤكدا ان تنظيم «داعش» الذي تبنى الاعتداء «يجب ان يهزم». وقال المجلس في بيان رئاسي، امس الأول، ان اعضاءه الـ 15 «يدينون بأشد عبارات الإدانة» هذا التفجير ويعبرون عن «تعاطفهم العميق ويقدمون تعازيهم الى عائلات ضحايا هذا العمل الشرير والى الحكومة السعودية». واضاف البيان ان «تنظيم داعش يجب ان يهزم» وان افكار «التعصب والعنف والكراهية التي يعتنقها يجب ان يتم القضاء عليها». واكد اعضاء المجلس ان «الأعمال الهمجية التي يرتكبها التنظيم لا ترهبهم بل تزيدهم إصرارا على وجوب ان يكون هناك جهد مشترك بين الحكومات والمؤسسات، بما فيها تلك الموجودة في المنطقة الأكثر تضررا، لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات التي بايعته». وحض المجلس كل الدول على التعاون مع السلطات السعودية من اجل اعتقال ومحاكمة الأشخاص المتورطين «في هذه الأعمال الإرهابية المستنكرة».
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة التفجير الإرهابي، مؤكدا أن «مثل هذه الهجمات البغيضة على أماكن العبادة تهدف إلى تأجيج الصراع الطائفي»، معربا عن أمله في أن يتم تقديم الجناة على جناح السرعة إلى العدالة».
وقدم الأمين العام خالص تعازيه لأسر الضحايا، معربا عن تعاطفه مع حكومة وشعب السعودية. من جهته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني عن شجب دول مجلس التعاون واستنكارها الشديد لاستهداف المواطنين الأبرياء «وهم يتعبدون في بيوت الرحمن ومساندتها للمملكة في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها». ووصف الزياني هذا الحادث المؤلم بأنه «عمل اجرامي جبان يتنافى مع كل القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية»، مشيرا الى ان مرتكبي هذه الجريمة البشعة استهدفوا من ورائها اشعال نار الفتنة وتهديد النسيج الاجتماعي وزعزعة أمن واستقرار المملكة. وعبر الزياني عن ثقته في كفاءة أجهزة الأمن السعودية وقدرتها على كشف ملابسات هذا العمل «الارهابي» ومحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي ومكافحة فكره الضال. كما اعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن تعازيه الحارة لذوي الشهداء وللحكومة والشعب السعودي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل. وفي وقت سابق، دانت الولايات المتحدة التفجير الإرهابي واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست ان هذا الحادث «مأساوي للغاية».
وفي السياق، دانت وزارة الخارجية الروسية التفجير، وقال ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم الوزارة في بيان أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، إن موسكو تقف ضد استغلال الدين لأهداف سياسية وضد إشعال نار التناقضات الطائفية. وأعرب عن تأييد موسكو الثابت لجهود قيادة المملكة العربية السعودية وأجهزتها الأمنية للتصدي الحازم لأعمال الإرهابيين على اختلاف انتماءاتهم. بدوره، استنكر وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي لوران فابيوس الهجوم الشنيع، داعيا إلى ضرورة تقديم المسؤولين عن هذا الحادث إلى العدالة، مؤكدا أن بلاده تعرب عن تضامنها مع السلطات والشعب السعودي في مكافحة الإرهاب.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن استنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي، مؤكدة تضامن القاهرة مع السعودية في مواجهتها الإرهاب بجميع صوره. كما دان الحادث شيخ الأزهر د.احمد الطيب، ووزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة، ومفتي مصر د.شوقي علام، ونقابة الاشراف.
كما استنكر التفجير الإرهابي كل من: الأردن، والمغرب، ولبنان، وتركيا، وباكستان، وإسبانيا، وافغانستان، وليبيا، وفلسطين، إضافة إلى رئيس البرلمان العربي. وكان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د.عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس قد أدان، باسمه وباسم أئمة وخطباء وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن استنكاره للحادث الإجرامي والهجوم الدموي الذي استهدف المصلين ببلدة القديح في محافظة القطيف.
وعد السديس ذلك إجراما وفسادا وعدوانا وإرهابا وطغيانا، داعيا إلى تقوى الله عز وجل والحذر من أعمال العنف والجرائم الإرهابية التي هي من الشر العظيم الذي يهدد أمن المجتمعات واستقرارها، وأهاب بالجميع الى الحذر من هذه المسالك الضالة. كما أدان رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية د.بندر بن محمد العيبان هذا التفجير الإرهابي الآثم والجبان، وقال إنه يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية كافة، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ستمضي بكل قوة في مكافحتها للإرهاب واجتثاثه وان أبناء المملكة يقفون صفا واحدا ضد هذه الأعمال الإجرامية التي تنتهك كل القيم والأعراف والحقوق.
الانباء