200 الف نخلة احترقت في جزيرة صاي: فهل تنجو مشاريع المستثمرين

1-
خلال السنوات الثلاثة اعوام الماضية احترقت بفعل فاعل اكثر من 200 الف نخلة في جزيرة “صاي” بمعتمدية وادي حلفا بالولاية الشمالية. كتبت الصحف المحلية التابعة للنظام باقتضاب شديد عن هذه الحرائق، بينما افردت جريدة “الميدان” الموقرة في اوقات سابقة عشرات الصفحات للكتابة عنها، والتي هي في الاصل عملية تخريب متعمدة تتجاهلها الحكومة عن عمد.

2-
***- تعددت وجهات نظر سكان “صاي” النوبيين حول هذه الحرائق التي ما عرفتها المنطقة خلال فترة وُجودها على الأرض. اغلب السكان يحملون جهاز الأمن مسؤولية هذه الحرائق المتعمدة، وان رجال الأمن هم من يخططون وينفذون هذا العمل التخريبي بهدف اجبار السكان علي الرحيل من المنطقة، رحيلآ بلا عودة…

3-
***- فئة اخري من السكان يؤكدون، ان الحكومة تهدف من وراء الحرائق المتعمدة، الي اجلاء السكان الاصليين منها، بغرض منحها للعربي الخليجي الذي اشتراها من الحزب الحاكم ودفع المبلغ عدآ ونقدآ بالعملة الصعبة، واشترط المشتري ان يستلم الجزيرة التي اعجبته كثيرآ، ان تكون خالية تمامآ من السكان!!…لذلك تسعي الحكومة تنفيذ شرط البيع من خلال القيام بالحرائق المتواصلة لطرد السكان!!
4-
فئة ثالثة من السكان اصبحت علي قناعة تامة، ان اسباب الحرائق تعود الي تمسك السكان بموقفهم القوي في مناهضة قيام سد “دال وكجبار”…

5-
بعض المتشائمين من أهل المنطقة يقولون ان مرحلة ما بعد حرائق النخيل الحالية، تعقبها حرائق اخري اشد خطورة تطال: المنازل..والمحلات التجارية والجمعيات التعاونية.. والمدارس..والمستشفي الوحيد في المنطقة .. الخلاوي..رش المحاصيل الزراعية بالمبيدات السامة..تحطيم الحصادات الزراعية ..واتلاف السواقي والقوارب..مزج علف الابقار والمواشي بالمواد السامة.. تلوث مياه الشرب بمواد كيميائية القاتلة……وما خفي في جعبة “ناس الحكومة” ادهي وامر!!

6-
مجموعة اخري اشد تشائم من المجموعة الاخري تؤكد بحسرة شديدة، ان النظام قد يحول جزيرة “صاي” الي دارفور اخري شمالية…فنشهد في القريب العاجل قدوم حميدتي الي الجزيرة ومعه مليشيا الجنجويد، ويعيثون فساد وتقتيل واغتصاب وتعذيب في خلق الله بلا حساب تماما كما يجري الان في ولاية كردفان ودارفور…وكل هذا سيتم برضاء كامل من أهل النظام، بلا اي تدخل منها او فرض سيطرتها علي المنطقة واعادة الطمأنينة والأمن للسكان…

***- اصلآ – حسب وجهة نظر هذه المجموعة السكانية- منذ متي عمل النظام الحاكم علي اعادة الأمن في اي جزء من ربوع البلاد؟!!…

7-
المجموعة السادسة من النوبيين يسألون وزير الداخلية:
(حققت وزارتكم نجاحات كبيرة من قبل، واستطاعت بتفوق شديد ان تلقي القبض علي مئات المجرمين الخطرين علي الأمن… نجحت في القبض علي الذين قاموا باغتيال الراحل هاشم سيداحمد المدير الاسبق لشركة الاقطان السودانية، وقاتل الدبلوماسي الاسباني…وقاتل الموسيقار الراحل عجاج…وعصابات تهريب الاثار…واعتقال مجموعات عصابات “النيقرز” …وبعض افراد من عصابات “تجارة البشر”…فكيف بالله لم تستطع وزارتكم بكل ما تملكه من قوة بشرية وتقنيات عالية وطوال اكثر من اربعة اعوام في اعتقال المجرمين، الذين قاموا وعن عمد بحرق 200 الف نخلة… منازل… ومخازن السكان في جزيرة “صاي”؟!!…اربعة اعوام مرت ووزارتكم نشطة في اعتقالات من يستحقون القبض عليهم…ولكنها تسكت عن مجرمين اخرين هم اشد خطرآ علي الدولة!!!…اربعة اعوام -“48 شهرآ”- مرت ما سمعنا خلالها باي بيان او تصريح من وزارة الداخلية حول ما يحدث في “صاي”!!…
***- شهور طويلة انقضت وسكان “صاي” يعانون الويل من شر الحرائق التي تشتعل ليل نهار بفعل فاعل!!، مازال الحال علي ما عليه من بؤس وشقاء…ولا بريق أمل في اصلاح أحوال المنطقة…

8-
***- مجموعة نوبية اخري طرحت عدة اسئلة علي المسؤوليين الكبار في جهاز الأمن:
(في شهر أغسطس من عام 1994 نجح جهاز الامن في اعتقال الارهابي الخطير لييتش راميريز سانشيز المشهور ب”كارلوس”، لمع وقتها اسم الجهاز، باعتباره جهاز الأمن الوحيد في العالم الذي استطاع اعتقاله (الحقيقة ان جهاز الأمن الفرنسي هو الذي اخطر جهازأمن الخرطوم بوجود كارلوس في العاصمة السودانية)…

***- افتخر جهاز الأمن ايضآ، بانه في يوم 7 أبريل 2005، قد استطاع الوصول الي مخبأ الراحل محمد ابراهيم نقد بعد اختفاء 15 عامآ ، والقاء القبض عليه بعد ان اختفي عن انظار حكومة الرئيس البشير نحو 11 عاما…

***- فكيف بالله يفوت عليكم ياناس جهاز الأمن موضوع اعتقال المجرمين، الذين حولوا جزيرة “صاي” الي قطعة من الجحيم؟!!…اربعة اعوام مرت علي حرائق نخيل الجزيرة…وما رأينا منكم اي مبادرة اهتمام بالمنطقة وسكانها!!!

9-
***- المجموعة الثامنة من أهل جزيرة “صاي” يقولون في حسرة وألم شديدين: (لقد اعتمدنا اعتمادآ كبيرآ علي الوزير النوبي عبدالرحيم حسين ان يتبني قضية محاولات النظام ترحيل السكان من “صاي”..وان يهتم بأمن السكان ووقف حرائق النخيل والبيوت…وان يتدخل لدي الجهات العليا في الدولة حماية المنطقة وما فيها من ثروة الزراعية….ولكنه طلع “ماســــورة” كبيرة اكبر من ماسورة سوق الفاشر!!)…

10-
***- نوبيون كثر يستغربون بشدة من تجاهل الدكتور مصطفي اسماعيل وزير الاستثمار للحرائق التي تندلع شبه يومية في جزيرة “صاي”، هو الوزير الذي يتكلم دومآ عن الاستثمار العربي في مجال الزراعة في السودان، وكيف ان البلاد سوف تكون في القريب العاجل “سلة غذاء العالم العربي”…ولكنه في نفس الوقت لا يتدخل لوقف حريق نخيل بلده، ويعطي الوزير مصطفي بذلك مثالآ للمستثمريين العرب، ان نظام الحكم في السودان يدين اسلوب الحرائق التي طالت الزراعة…وان المشروعات الزراعية ستكون في أمن وامان من الحرائق والتخريب المتعمد!!…

***- ماهي الضمانات ااكيدة التي تقدمها وزارة الاستثمار للمستثمرين العرب، بان استثماراتهم في الحفظ والصون، لن يطالها حريق متعمد او تخريب مستهدف؟!!، وانه لا وجود تعديات مقصودة علي الاراضي التي منحت لهم..ولا علي انتاجها؟!!

***- واخيرآ، اذا سألك يامصطفي اسماعيل احد المستثمرين:
(كيف نأمن منكم علي استثماراتنا في المشاريع الزراعية…وانتم تقومون بحرق الثروة الزراعية؟!!)……فماذا سترد وتقول يادكتور؟!!

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]