محمد يوسف محمد
عندما تسمع عبارة (مشتركة) وعندما تقرأ قصص تفلتات يسردها اشخاص سواء كانت مفبركة او حقيقية ويقولون لك فيها لابد من وجود قوات (مشتركة) لحفظ الامن .. لا تعرف هل تضحك على هؤلاء أو تبكي لحالهم!!
ماهذا الذي يحدث في السودان؟
نعرف ان هناك ولايات متحدة أمريكية ولكن لا نعرف أن هناك ولايات (مشتركة) أمريكية!!
دولة مثل امريكا مساحتها شاسعة تحوي تنوع لهذا يوجد حكم محلي وصلاحيات تكفل لكل ولاية سن قوانين وتشريعات محلية خاصة بها في حدود تنظيم الحياة المحلية لكن الرؤية السياسية للدولة واحدة والجيش أو القوة العسكرية في الدولة واحدة تحت مسمى القوات الامريكية أو الجيش الامريكي وتعمل تخت قيادة واحدة ويحكمها قانون واحد ولكن لايوجد شيء اسمه القوات الامريكية (المشتركة) .. كلمة الإشتراك أو التحالف تعني الإشتراك لفترة مؤقته فقط في حدود محددة فقط لتنفيذ عملية محددة فقط وحتى في هذه الحالة تكون هناك قيادة واحدة لهذه القوة..
أما وجود قوات متعددة يتم التجنيد لهذه القوات بشكل عشوائي وبطابع عنصري أو قبلي أو جهوي وتتجول في شوارع المدن والقرى التي تبعد عن مناطقها الجغرافية وتعتبر قوات غريبة على المنطقة وفي نفس الوقت تتعرض هذه المدن والقرى للتهديد اليومي بالغزو من قوات غازية تحشد بالتحريض العرقي والجهوي من نفس مناطق مايسمى بالمشتركة .. فماذا تتوقع ان يحدث؟
من الطبيعي ان يكون سكان هذه القرى والمدن التي تعرضت للغزو او مهددة بالغزو ان يكون المواطن هناك مثار ومتوتر ومتحفذ ومتاثر بهذا التهديد والوعيد والخطاب العدائي اليومي الذي يسمعه من الغزاة ومن الطبيعي ان تتاثر مايسمى بالقوات المشتركة بهذا التشويه والخطاب المعادي لمناطق جغرافية بعينها وربما يتبنى بعض منسوبيها هذا الخطاب.. فماذا تتوقع أن يحدث في هذه الاجواء المتوترة ومايسمى بالقوات المشتركة تتجول في هذه المناطق المتوتر سكانها؟ اليس هذا هو وضع البنزين بالقرب من النار؟
لماذا ندمن تكرار الاخطاء في السودان؟ لماذا لا نتمتع بقدرات تمكننا من قراءة الواقع والتنبؤ بالمصائب والكوارث قبل وقوقعها والتحسب لذلك ومنع وقوعها؟
سؤل البرت أنشتين صاحب نظرية النسبية عن تعرف للغباء؟ فقال الغباء هو أن تعيد تكرار نفس التجربة بنفس المكونات ونفس الظروف وتتوقع نتائج مختلفة في كل مرة..
صاحب العقل يعلم ان المكونات المتشابه والظروف المتشابه تنتج نفس المنتج .. فالشاي والماء في ظروف الحرارة ينتح مشروب الشاي ولا ينتج لبن او عصير مثلاً..
الدفاع والأمن يتحقق بقوات واحدة تأتمر بقيادة واحدة وقانون واحد وعقيدة قتالية واحدة وليس قيادات متعددة وعقيدة قتالية متعددة وأهداف ونوايا مختلفة لحمل السلاح .. مايسمى بالقوات المشتركة يجب حسم موقفها بإعادة تدريبها وتغيير عقيدتها القتالية من عقيدة جهوية مناطقية لعقيدة وطنية قومية موحدة قبل دمجها في الجيش ثم بعد ذلك دمجها في الجيش، والى أن يتم ذلك يجب حصر نشاط هذه القوات في مواقعها الجغرافية فهم أكثر فهم لمواطن تلك المناطق ويتقبلهم المواطن ويتقبلونه بسهولة أكثر من أي قوة من خارج مناطقهم .. ويستطيعون بسط الامن هناك والدفاع عن تلك المناطق فهم أدرى بحغرافية تلك المناطق وبطباع أهلها.
والآن تغير الوضع قي بلادنا فلم تعد تحكم بالديمقراطية ولكن بوزراء وحكومة القوات المشتركة التي عقد معها حميدتي اتفاق سلام جوبا عندما كان نائباً للرئيس .. لهذا أصبحت (جمهورية السودان المشتركة) بدلاً من الديمقراطية.
كارثة حقيقية الان قوات دارفور المشتركه تقوم بالتجنيد في الجزيره والشرق وكذلك درع كيكل وقوات الشرق المشكله أن المشتركه فاتحين مكاتب ونقاط خاصه بهم كملحقيات عسكرية ينطبق عليها هذا المسمي من غير تدخل الامن الوطني والمخابرات
وغريبا سنري إجرامهم ورد فعل سكان هذه الاقاليم لا انتقاص من أهل دارفور لكنهم وعن تجربه ممكن يتحاربو في شاحن جوال ولايحتكمو حتي لعرف عكس بقية اهل الاقاليم