تقادم

٭ كشف وزير العدل محمد بشارة عن «14» حالة من حالات الاعتداء على المال العام امام النيابة وقيد التحرى ضمن الحالات التى اوردها المراجع العام فى تقريره الاخير وقبل الاخير بالاضافة الى «7» بلاغات بالثراء الحرام والمشبوه يتم التحرى فيها بالنيابة والشاكى فيها وزارات حكومية.
٭ أخيراً وجد دوسة على طاولته ملفات الاعتداء على المال العام موثقة من وزارات حكومية تخلصت فيها من عبء الاحتفاظ، فتقدمت بادلتها الى الجهات العدلية لعل وعسى يصبح ما تبقى تحت المراقبة واليقظة، لكن سيدى دوسة الا تتفق معى أن هذه البلاغات جاءت متأخرة تماماً، بدليل هروب بعضهم عندما حشر أنفه واشتم رائحة القبض وأحاديث اخرى عن حبس ومواجهة العدالة، فقرر النفاد بجلده وماله؟وان المال العام لم يكن يخضع لكثير او قليل من الرقابة والضبط؟ لذلك تسلل عبر المكاتب وتسرب الى الايادى واستقر فى البطون والقصور والفارهات!!
٭ هروب تسعة من المتهمين لم يكن وليد الصدفة، ولا لانهم استشعروا خطراً، لكنهم بـ «تكتيك» ممعن فى الامهال ومدروس عرف كل فرد منهم كيف يهرب ومتى يهرب واى طريق يسلك؟ فالعارف ببواطن وزارته ودروبها و«ثيرمومتر» يقظتها الذى يسجل دائماً «درجات متدنية» يعرف حتما اى الطرق اقصر للهروب، واى «شبّاك» يمكن القفز منه، وكل هذا بعد ضبط «منبه» ساعته التى تسابق ساعة وزارته معرفة!!
٭ الفساد الذى وجدت ملفاته الطريق من الوزارات المذكورة الى وجه العدالة، قطعاً سيحفز وزارات أخرى لتقديم ما لديها، ولكن هناك بالمقابل من يسترق السمع والنظر للبوابة استعداداً للخروج فى أية لحظة بما يحمل، فهروب من سبقوه اصبح «محفزاً» للحاق بهم، الأمر الذى يجعل وزن المعادلة صعباً للغاية، فكلما كان كشف الفساد آتياً لا ريب فى رفع الحجاب عنه كانت النية للهروب واضحة مادام غيرهم فى عداد المختفى او الهارب، ولم تتمكن جهات الاختصاص من وضع يدها عليهم جراء اسباب لا تفيد اليوم نفعا!!!
٭ من تفاصيل الاعتداء هناك اكثر من «28» حالة اعتداء على المال العام تمت تسويتها وفقاً للقانون وتم شطبها، وست حالات اخرى قيد التحرى، و «20» حالة من اصل «41» وردت فى تقرير المراجع العام الأخير، وتسع حالات تم تسجيلها فى خانة الثراء الحرام.. وكل هذه المخالفات وغيرها التي وردت فى تقرير المراجع العام ومما «سيرد لاحقاً» حدثت فى وطنى الذى يترنح تحت الأوجاع والآلام والفقر والمرض والامية، وكلها ثقوب على جسده الذى تهالك وصار مقعداً الآن لم يستطع درء المصائب عنه، فجاءه الفساد بأرقام مهولة، وقد يكون بعضها مجهولاً لدينا لكن اياديه موجودة تلعب بـ «نرد» يسهل تحريكه فى كل الاتجاهات، ودائماً يكسب صاحبه الكثير حتى يمتلئ جرابه وهو يعلم ان «شقى الحال من يقع فى القيد»، أما هو فقد اتقن اللعبة وأجادها!!
٭ رغم ما يبدو من وجه صارم فى هذا الوطن ومصالحه، الا ان ذلك «قشرة» فقط تخفى ما وراءها «عبثاً» باموال المواطن الغلبان الذى امتطى السارقون والهاربون ظهره سرجاً للوصول الى «أعلى» والحصول على المال الذى يتم تخزينه فى «الادنى» مما جعله بعيداً عن يد العدالة التى يخرج الهارب لها لسانه عندما يلتفت خلفه ويسمع دقات قلبها تقتفى خطاه، فيغوص بالمال فى قلب المدينة وفى احيان كثيرة خارجها لتسقط الملاحقة بالتقادم!!
٭ الثمن باهظ جداً ذلك الذى يدفعه المواطن «شيكاً» ممهوراً بعرقه ودمه، ولئن تم استرداد المال او لم يتم فالمواطن يعلم تماماً انه ليس له فى «الحلو نصيب»، فدنياه مليئة بالغلاء الفاحش ونقص الدواء وغياب مجانية التعليم وغيره من الكوارث، ورايته مرفوعة عالية خفاقة مكتوب عليها بخط بارز ومقروء «فقير ومريض ومعدم»!!
٭ همسة:
لعينيها.. طفلتى أنظم قصيدتى الأولى
وأكتب على أهدابها اسماً جديداً
يمنح الفرح ضجة… والنهار ألقاً
ووجهاً جديداً للحياة.. هنا
الصحافة
قلــنا من البداية هي لله، والمال الذي خرج من البلاد هو ايضا لله. رايك شــنو يا شيخ الحبر يوسف نور الدائم في الموضوع المذكور أعلاه، وجزال الله خيرا.