مقالات وآراء

وما أدراك إكسبو – الحلقة 41 (الأخيرة)

عبدالدين سلامه

 

أخيرا تم اسدال الستار على أميز تجربة لإكسبو كسبت بها الإمارات لتاريخها وتاريخ الشرق الأوسط بكامله نجاح أميز نسخة في تاريخ الحدث الذي وضع طوكيو في محك حرج ، فالإتيان بتجربة أكثر إبهارا ونجاحا من تجربة دبي أمر أشبه بالمستحيل ، ولكن جناحنا المكسور كان شامة سوداء في بياض الحدث على الأقل من نظرتنا لأنفسنا كشعب مبدع كان بإمكانه استغلال هذه الفرصة التي التقت فيها مائة إلا سبعا من دول العالم واقتصادياتها وإبداعاتها في مكان واحد ، ولكن الأنانية الضيقة والذاتية الصرفة جعلتنا نهدر هذه الفرصة كغيرها من الفرص وبعد ذلك نتباكى عليها .
وزارة التجارة لم تتعامل مع هذا الجناح بحرفية تشبه تاريخها ، فالإقصاء بدأ منها بإبعاد هيئة المعارض التي تملك خبرة في هذا الشأن ويقع إنشاء وتنظيم المعرض في دائرة اختصاصها ، إلا أنها بعدما استلمت ملفه في وقت متأخر نوعا ما ، شهدت تأرجحات واقالات وتعيينات وظل منصب الوزير قلقا غير أن ذلك لايعفي الوكلاء ومادونهم من التعامل مع الملف بحرفية ، وبدا واضحان ان مشاركتنا بإكسبو في مفهوم وزارة التجارة فرص لامتناهية لمخصصات موظفين ورحلة تسوّق في دبي ، وهو ذات المفهوم الذي أحسّه الجميع في معظم الوفود التي حجّت إليه ، وهو كذلك مصدر رزق لمهنة جديدة ابتدعتها عقلية الفساد المالي الإلتفافي وهي مهنة (المنسّقات) .
الوجود السوداني في الامارات بذل جهودا كبيرة في متابعة الملف منذ أن قرر السودان المشاركة قبل خمس سنوات ، وجرت اجتماعات عديدة احتضنتها السفارة في أبوظبي والقنصلية في دبي وبعض البيوت ومكاتب إدارات الأندية السودانية الثمانية ومختلف قطاعات الجالية خاصة إعلامييها ، غير أن دخول السياسة في الملف وسيطرة أحزاب بعينها كانت على هرم السلطة على كامل تفاصيله والإمساك به ، أضعف دور وزارة التجارة للدرجة التي أقالت فيها مفوضة الجناح ورفضت المفوضة الامتثال للقرار ، وجاءت زميلتها بعد ذلك لكرسي الوزارة وزارت الجناح وامتدحته وسط دهشة الجميع !!! .
الزميل الرشيد سعيد هو من أمسك بريموت كنترول المشاركة منذ البداية ، وأول خطوة قام بها كانت إبعاد الجالية بكاملها عن الملف ، في اجتماع القنصلية الشهير الذي رفض أن يكون كاتب المقال ضمن الوفد بسبب كتاباته عنه ، وعن الجالية وتجارها قال أنهم (فلول) ، ومهّد لمجلس إدارة النادي السوداني بدبي ، لقاء رئيس الوزراء في الخرطوم ليقدمهم كشباب متطوّع ويتم الاتفاق مع رئيسه على الهيمنة على المشاركة بعقد تم توقيعه بين شركته ومفوضة الجناح لايمكن بأية حال أن يكون قد مرّ على الشئون القانونية بالوزارة دون علامات استفهام !!! . وكانت هذه هي المرة الثانية التي يرصف فيها الرشيد سعيد الطريق للجنة السفاح التي هيمنت على الجناح وأدارته من مكتب النادي السوداني بدبي وموقّع العقد هو شركة رئيس مجلس الإدارة !!!!! .

فالمرة الأولى كانت في إبعاد المفوّض وليد ، الدبلوماسي بالسفارة السودانية بعصا لجنة إزالة التمكين في أول كشوفات التمكين المضاد بوازة الخارجية لأنه خالف أمر السفير ورفض إطلاع (لجنة المتطوعين) التي تحولت إلى اللجنة السفاح، على ملفات المشاركة وتمكينهم منها ، والثانية كانت في تمهيد لقائهم بحمدوك وتوقيع العقد بعد فترة قصيرة من ذلك اللقاء.
أول يوم وطأت فيه قدم المفوض / نبوية أرض الامارات كان القنصل أحمد عبدالرحمن قد أعدّ لها لقاء مع إعلاميي الجالية بالقنصلية في دبي ، ووقتها قالت أن الميزانية التي تحدث عنه الوفد الذي يقوده الرشيد سعيد وصحبه من مجموعة وزارات ، وقال أنه قبض مبلغ يناهز الستة ملايين دولار ، وأنهم جاهزون للمشاركة بقوة رغم أن الواقع في أرض الحدث كان غير ذلك ، فالجناح رغم قرب الافتتاح لم يكتمل إنشاؤه بعد ، ونبوية في اللقاء قالت أن سبب تأخيرها رغم مضي وقت على انطلاق الحدث ، كانت تنتظر استلام الميزانية التي تحدث عنها وفد الرشيد على منبر سونا ، وأنها استلمت كامل المبلغ وأودعت جزءا منه بالعملة المحلية في بنك السودان ، وبالعملة الحرة في بنك النيلين بأبوظبي ، ليجيء بعد مدة وزير المالية جبريل ويقول أن المالية لم تعطي نبوية ميزانية فكيف يسير المعرض إذا ؟؟؟!! .

والميزانية التي تحدث عنها جبريل في ذلك اللقاء أغلب الظن أنه قصد بها نصيب وزارة المالية من الميزانية ، وعادى الجناح كل قطاعات الجالية بريموت كنترول اللجنة السفاح التي تعيش عزلة في الداخل وتعادي مختلف القطاعات والأفراد، وجناحنا لم يختلف عن الكثير من قنواتنا الفضائية التي تخاطبنا نحن لاغيرنا، ولم نستفد من الفرصة بل أهدرنا فيها أموالا أيا كان اختلافنا حول عددها بجانب إيرادات الرعاية والمطعم وغيره من مصادر الدخل المعروفة .
المشاركة انتهت في دبي ، ولكنها ستبدأ في الخرطوم، لأن ملف إكسبو لابد أن يتم فتحه ، ولو تم فتحه فسيفضح ممارسات فساد العديد من الأفراد والكيانات ، ومشوار السنوات الخمس مضافا له نصف عام المشاركة ، حافل بالكثير الكفيل برفع حواجب الدهشة باستمرار.
وأخيرا أحمد الله أن كتاباتي ساهمت كثيرا في تقليل رداءة الظهور ، وكنت كلما أكتب المقال الأسبوعي تقوم اللجنة في إكسبو بعمل شيء في الجناح حتى تثبت أن كتاباتي ليست على حق ، وكان هذا هو الهدف .
وقد بلغت
كسرات :-
* مفوض جناحنا في اكسبو بعيدا عن منصبها تمثّل قمّة الانسانية والتهذيب وهي كلمة حق لابد من اظهارها ،وعلاقتي بها رغم تبرمها من كتاباتي كانت متميزة للغاية بعدما اعتادت على طبعي بعدم الخلط بين مهنيتي واجتماعياتي ، ونتمنى من كل قاريء أن يدعو لها بعاجل الشفاء فهي طريحة الفراش بمستشفى دبي وتستحق كإنسانة منّا الدعاء ، فالمرأة سودانية بكل المعاني كريمة ومضيافة وبشوشة وناصحة وهادئة في نقاشها مع الآخرين وتحترم الكل مهما كانت مواقفها منهم .
* ختام اكسبو شهدته وزيرة التجار غير ان الملاحظ هو غياب كافة الجهات الرسمية بالجالية بدءا بالسلك الدبلوماسي وادارات الأندية ومجلس العمل وكل القطاعات !!! .
* آخر اتفاقية تم توقيعها في معرض اكسبو دبي كانت الميثاق الأخلاقي للوجود السوداني بالامارات ، وتم بث مباشر من الجناح عند بداية زمن التوقيع وما أثلج الصدر هو التفاعل المذهل من حيث عدد التوقيعات التي بلغت أكثر من 4000 توقيع في اول ساعتين لانطلاق التوقيع الذي سيستمر حتى نهاية الاسبوع الاول من شهر رمضان المبارك
* في البث المباشر للميثاق الاخلاقي تم الكشف عن مبادرة الاعلاميين التي تم التخطيط لها لتنضم لبقية المبادرات الهادفة لاعادة البلاد لامنها واستقرارها وخطوها نحو التقدم والازدهار ويتوقع منها الكثير .
* رحم الله الرجل الموسوعي زميل المهنة السر قدور فالرجل كان محبوبا حتى مع من اختلف معه ومن اتفق وترك بصماته في تاريخ الابداع السوداني
وتفاصيل أكثر توقعوها في كتاب (وما أدراك ما أكسبو) .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ما قريت المقال
    بس كنت داير أسجل لك لايف من داخل التكية السودانية في اكسبوا.

    مشيت معي زميل يمني قلت له تعال نشوف الجناح السوداني .

    لقيت التكية فاااااااضية تصوصي لا سلام لا كلام ولا حراسة ولا قرد غيرنا مافي.خاتبن صينية باسطة وفوق منها قائمة أسعار.
    نزلت تحت قلت للبنت مافي أي زول فوق قالت لا قاعدين قلت ياخ مافي أتنا أسا كنت فوق ولفيت مساااافة مافي زول.قال لي خلاس ممكن مشو ….

  2. خاتين أول ما تدخل فوق صورة فنان ويمينو فنان تاني
    اليمني للسخرية قال
    هاديل السودانيين راسمنهم ولا …
    لا هم يعرفون يرسمون؟

    طبعا ما رديت عليه لا أنا ذاتي احتقرت المكان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..