ورطة الترحاب

نحن السودانيون ولِعون بالإطراء ، والمدح والثناء فما من أحد منٌا يغمره هذا الإطراء إلا وجسده يتكلبش ويتمتم ويتلعثم ويسعى جاهدا لبذل جل ما عنده لترطيب مقامه وضمان مواصلة هذا الثناء.
والأمر متشعب فمن جوانبه إننا الكرماء والشجعان وناس الحارة ووو حتى وصلنا الآن لمرحله الشعب المضياف.
يا أهلا وسهلا ومرحب بالضيوف وكلنا إخوان على الأقل في الدين ولكن.. في البلاد التي تستضيف وقبل ما تفتح أبوابها عليها أن تعرف ما بها وما عليها . وهذه الجمله الأخيره تعني الكثير وتناولها الكثيرون من الإخوة الذين يفكرون بموازين العقل الذي لا تغلبه العاطفه .
فمن جهة أننا حقا لسنا في حاله إستعداد لتقبل هذه السياسه التي تفتح الباب لإستضافة هذا الكم الهائل من البشر ومن شتى البلدان. وفيما يخص هذا الموضوع بالتحديد هو مشروع عوده الإخوة من دوله جنوب السودان الى شماله مرة أخرى.
إن الأمر المثير للدهشه هو هذا الترحاب وتحمس الكثير من الشماليين الى عودتهم مره أخرى وكأنما الماضي المرير الذي مررنا به بفعلهم قد مُسح وشِطِب وعفا عنه الزمن.
والشئ الذي لابد أن نعرفه هو الفرق ما بين الترحاب والتنازل عن الكرامة ومابين السذاجة والموضوعية التي تفرض علينا أن نمحص الأمور قبل الإندفاع والتهور في هذا الترحاب .
لقد إندلعت الحروب لسنوات طوال ، وإزهقت فيها ملايين الأرواح (اللهم ارحمهم) ، وعانى أهل الجنوب بلسان حالهم من التهميش والظلم من أهل الشمال ، وسادت إتهامات ونعوت من اهل الجنوب للشمال بكل الصفات القبيحة والمشينه و من ثم لاحت فرصه التوحد أو الإنفصال فأختاروا الإنفصال بنسبه تاريخيه تعدت 99 % .
هذه حقائق وتاريخ مسطر لا تتهموني كما كنا نتهم في الماضي ، ولا أقبل ذلك. فإني أرى بأن الواقع يحتم علينا إيقاف الهجره من الجنوب نحو الشمال ليس لتلك الأسباب وإنما للكثير من المشاكل والعواقب التي سوف تترتب على هذا النوع من النزوح . فإذا كانت الدول العظمى لا تستطيع تحمل عدة آلاف من المهاجرين حيث يضج الإعلام فيها ويتلاسن مسؤليها في البرلمانات فكيف لدوله كشمال السودان تفتح أبوابها للملايين ؟
فأين وكيف هو حال المأوى والعلاج والتعليم والأعمال؟ وإذا كنا نحن أصلا في حاله شبه مجاعة وإنعدام الخدمات والصناعه والزراعه فكيف السبيل للضيافة ؟ ثم ماذا تكون حجة أهل الجنوب في طريق عودتهم للشمال هل هو الحنين ؟ أم هو الهروب من فعائل أبناءهم؟
ولماذا ندفع نحن الثمن من قبل ومن بعد؟ وبأي إتفاق عادوا فهل تمت وحدة أخرى؟ وهل ألغي الإنفصال وتلاشت الفروقات المزعومة ؟
إن المسؤلية تقع على الدول المكيدة والتى دعمت زعمائهم. وحرضت وإدعت الدفاع عن قضاياهم حتى تم الإنفصال . فالواجب على هذه الدول إذا تتحمل تبعات سياساتهم والوقوف بجانب شعب الجنوب وعونهم لتحقيق نهضتهم وإرساء قواعد الديمقراطيه في نظام حكمهم والسعي لتحقيق العيش الكريم لهم.
إن على السلطات في شمال السودان تنظيم هذه الهجرة والحد من تدفق البشر لأننا كمواطنيين لم نعد نطيق الضيق بعد الضيق الذي نحن أصلا نعايشه. ولا نرغب في زيادة أزماتنا أكثر من ما نعانيه من أزمات.
وإذا كان سكان البلد يفرون منها هربا من جحيم العيش فيها فما هي المغريات التي تأتي بالآخرين؟ وما هي طبيعة والغرض من هذا التقبل من طرف حكومتنا لكل هذا الزحف ؟ هل يمكن أن يعقل أن يكون الهدف دفع الرسوم والجبايات؟ ام ربما يكون الهدف الإتيان بأقوام آخرين مطيعين لا يجادلون في السياسة أو يتظاهرون؟
أيها العقلاء إنتبهوا فنحن ننشد التقدم رغما عن المحن ونسعى للأمن والنظم رغما عن الفوضي التي تسود ونطمح بأن نعتز مجددا بالسودان بعد الهوان ، ولكننا لا نقبل محو هويته وضياع أهله وهضم مستحقاتهم بحجة إختلط الحابل بالنابل ثم تاهت ملامحهم فصاروا فئات مستضعفة وأقليات !!
وأخيرا لا ترحاب من غير أسس ، ولا كرم في ظل العدم ، إنما هو قياد نحو الهلاك وهرجلة متعمدة وتخبط مستفز لا أكثر من ذلك
خالد حسن
[email][email protected][/email]
صدقت واصبت والكرم لا يعني الفوضي وفتح البلاد بلا ضوابط .
سوف تستبين الانقاذ هذا النصح غدا بعد ان تحدث الكوارث العظام من ترك السودان ليستبيح ارضه الاجانب من جنوبين واحباش وغيرهم تركة لهم الدولة الحبل علي الغارب ليدفع المواطنين الثمن الباهظ لذلك من ضغط للخدمات الصحة والتعليم والمواصلات ونشر الامراض والجرائم وزيادة البطالةوالاخطر اضافة اثنيات واديان لمجتمع يعاني اصلا من نزاع بين قوميته اظن الطيب صالح كان صادقا عندما تسال من اين اتي هولا الناس بل من هم هولا الناس
صدقت واصبت والكرم لا يعني الفوضي وفتح البلاد بلا ضوابط .
سوف تستبين الانقاذ هذا النصح غدا بعد ان تحدث الكوارث العظام من ترك السودان ليستبيح ارضه الاجانب من جنوبين واحباش وغيرهم تركة لهم الدولة الحبل علي الغارب ليدفع المواطنين الثمن الباهظ لذلك من ضغط للخدمات الصحة والتعليم والمواصلات ونشر الامراض والجرائم وزيادة البطالةوالاخطر اضافة اثنيات واديان لمجتمع يعاني اصلا من نزاع بين قوميته اظن الطيب صالح كان صادقا عندما تسال من اين اتي هولا الناس بل من هم هولا الناس