أم دبيكرات.. لِتُفْرَش اَلْفَرَوة ومرحباً بالنهايات الخالدة للثورة (الأخيرة)

الطيب النضيف/ المحامي
خط سير أحمد فضيل: حضر هذا الأمير الذي لم يتجاوز الثلاثين من العمر من القضارف في (4) آلاف مقاتل من جملة (7) آلاف مقاتل تحت إمرته ليشارك في كرري، ولكن عند رفاعة يقول الكاتب إبراهيم الحلو: “علم بانتهائها فرجع مرة أخرى إلى القضارف بجيشه فوجد الحامية المصرية قد احتلتها، فقرر الاتجاه غرباً للحاق بالتعايشي، اتجه جنوب القضارف وعبر بجيشة 4 أنهر، الرهد ثم الدندر ناحية كركوج ثم اتجه جنواباً ليعبر النيل الأزرق جهة الروصيرص، ثم اتجه جنوباً للرنك فعبر النيل الأبيض ناحية الجلبين ثم اتجه جنوباً ثم غرباً ثم شمالاً إلى أن وصل شركيلا دار الجوامعة منضماً للتعايشي”.
فَقَدَ في هذه الرحلة الطويلة الشاقة النصف دائرية أكثر من (3 آلاف) مقاتل والكاتب يقول إنه وصل التعايشي بعدد قليل من الرجال قدرها ذلفو بحوالي (30) رجلاً، أما محمود آدم، صاحب (الفتوحات الربانية في الأسرار الإلهية على ما وقع في زمن المهدية) قدرهم بسبعين رجلاً.
ويقول المؤلف الحلو في كتابة موضوع العرض: “إن تلك الحملات الموجهة ضد أحمد فضيل امتدت 5 أشهر من سبتمبر 1898م إلى يناير 1899م غطت آلاف الأميال! ويصفه بالإصرار على مشاركة التعايشي في محنته ــ حسب وصف الكاتب ــ أما المؤلف البريطاني الشهير (ثيوبولد) قال إن الشيء الملفت في الأمر ليس الأحداث العسكرية (ولكن الشجاعة الخارقة وقوة العزيمة والإصرار والمثابرة لأمير المهدية أحمد فضيل الذي يدرك تماماً أنه لن يكسب شيئاً ولكنه حقق شرف البطولة واحترام خصمه له ولا شك أنه نال النصيب الأكثر من هذه القيم).
شهداء الشُكابة: يقول الكاتب إن الغزاة حاصروا الشُكابة فجر (27/8/1898م) وقمعوا تمرد سكانهم وأعدموا فوراً الخليفة شريف وابني المهدي البشرى والفاضل رمياً بالرصاص، ويشير الكاتب إلى إصابة خطيرة لحقت بالسيد عبدالرحمن في صدره وهو ابن أربعة عشر عاماً، يورد الكاتب معلومات غائبة وهي أن جثامين الخليفة شريف والبشرى والفاضل لم يتم دفنها إنما إثقالها بالحجارة ورميها في النيل الأزرق حتى لا تكون لهم قبور معروفة.
ويقول الباحث إن للمهدي عشرة أبناء استشهد منهم أربعة هم محمد في كرري والبشرى والفاضل في الشُكابة وصديق في أم دبيكرات، وأربعة آخرون تم أسرهم وإرسالهم للسجون المصرية هم الطاهر والطيب ونصر الدين وعبدالله وعلي، وإن الثلاثة الأوائل منهم توفوا هناك بسبب الرطوبة وبرودة الطقس في معتقلات رشيد ودمياط، أما علي فقد عاد للسودان وتوفي 1944م، أما العاشر وهو الطيب فقد توفي في طريق الهجرة من أم درمان إلى أم دبيكرات ودُفِنَ في الجزيرة أبا، بجانب أخوان المهدي الثلاثة وهم حامد استشهد في قدير ومحمد وعبدالله في حصار الأبيض.
معركة أم دبيكرات: بعد أداءهم لصلاة الفجر (24/11/1898م) قسّم التعايشي جيشه لقسمين، الأول بقيادة عبدالله عبد الوكيل والثاني بقيادة البشير عجب الفيا، عند الساعة 5:10 صباحاً فرقعت مدافع المكسيم والميدان، ويقول الكاتب على لسان ذلفو إن مدفعية العدو حصدت أغلب صفوف الأنصار وصدر الأمر من (ونجت) بالتقدم واقتحام معسكر أم دبيكرات تحت غطاء كثيف من نيران الغزاة وكانوا يدفعون أمامهم الأنصار الذين تقهقروا خلفاً يطلقون الرصاص ومن خلفهم حملة السيوف، عند الساعة 6:25 صباحاً، أصدر البروجي صوته معلناً وقف إطلاق النار.
مشاهد من أم دبيكرات: يقول تشرشل إن الخليفة رفض الانسحاب الذي عرضه عليه ابنه عثمان شيخ الدين بصورة وصفها (لا توجد لدي أكثر القادة تحضراً)، وقال أيضاً إن الخليفة في معركة كرري كان يشرف عليها من تلال جبل (سركاب) أما في أم دبيكرات فقد كان في مقدمة صفوف المقاتلين.
أحمد ود فضيل مثال نادر للشجاعة والتضحية، كان يصول ويجول حول الخليفة مطلقاً النار في جميع الاتجاهات ويهتف (يا الله نصرك، يا الله نصرك) عندها خاطبه الخليفة (فضيل.. الله ولا أطرش.. يصيحوا ليو متل ده .. موت موتك) وهذه الرواية يسندها الكاتب لأحفاد الأمير علي الجلة الذي شارك في المعركة، وقالوا أيضاً إن الخليفة كان يحمل بندقية ماركة (هنري) قاتل بها حتى انثنت ماسورتها من الحرارة.
قال الأنصار لإسماعيل (ضَراب أم بايا) أضرب حتى يتشجع الأنصار فقال لهم (يا مسكين.. اليوم أموت أنا مع سيد أم بايا).
فرش الفروة: عند دنو ساعة اللقاء وانقضاء الأجل لابد أن التعايشي قال في قرارة نفسه: مرحباً بالطريقة التي تهين (الحمرة اللباها المهدي) فيقول المؤلف بلسان ذلفو (بَسَط الخليفة فروته ارضاً باتجاه القبلة وعلى يمينه جلس علي ود حلو ونادى ود فضيل وجلس على يساره وجلس بقية الأمراء خلفهم وأصبحوا هدفاً مباشراً لنيران الرشاشات الإنجليزية من أعلى التل، وحاول (أب جكة) سائس الخليفة ستره عن الرصاص بجلبابه فسقط شهيداً أمامه فأخذه الخليفة ووضعه في حجره فحاول أحمد فضيل ابعاده فمنعه الخليفة معاتباً “أب جكة شالني أربعة عشر سنة وأنا ما أشيلو يوم استشهاده” والكاتب يصف واقعة فرش الفروة بأنها سلبت الغزاة النصر المعنوي، حيث نزلوا من خيولهم حسب أمر الخليفة ورموا أسلحتهم وجلسوا باتجاه الفروة وواجهوا الرصاص الإنجليزي بصدور عارية مرحبين به.
ويقول الكاتب على لسان محمود آدم، صاحب (الفتوحات الربانية…) إن التعايشي استشهد أولاً ثم علي ود حلو والصديق ود المهدي ثم بعدهم أحمد فضيل وإسماعيل، ويقول نعوم شقير سألنا الأسرى عن هؤلاء القتلى فقالوا إنهم الخليفة وود حلو وأحمد فضيل وهارون محمد والصديق بن المهدي وحامد ود علي والبشر عجب الفيا أمير كنانة.
جائرة العشرة آلاف جنيه: وزعت جائزة العشرة آلاف جنيه مصري لمن يقبض على الخليفة التعايشي ويسلمه حياً، على عساكر الحملة.
تقرير ونجت: بتاريخ (25/11/1899م) أي ثاني يوم للمواجهة الأخيرة أرسل ونجت مدير المخابرات تقريره للسردار جاء فيه (… استدعي – يقصد الخليفة – أمراءه وأمرهم بأن يترجلوا من جيادهم وجلس على فروته كعادة كبار زعماء العرب الذين تأبى نفوسهم الاستسلام للعدو وأجلس الخليفة علي ود حلو على يمينه وأحمد فضيل على يساره بينما جلس بقية الأمراء حولهم، والحرس أمامهم على بعد عشرين خطوة، في هذا الوضع قابلوا الموت بثبات دون أن ترمش لهم عين). وأضاف (وتحت إشرافنا أجريت لهم مراسم دفن تتناسب مع مقامهم بوسطة رجال قبائلهم، ويعتبر موت الخليفة علامة للاستسلام التام وبحلول الظهر جمعنا (3) آلاف رجل و(6) آلاف امرأة وطفل وكميات من السيوف والرماح والبنادق..).
كفوا عن تذوير تاريخ الهالك عبد الله التعايشى أو حميدتى الأول.
🤓 ما هذا الهراء 🥺
سعادة التعايشي رمى سلاحه و جلس كالحمل الوديع لعل و عسى ان يراف به الخواجة ثم بقدرة قادرة تفسرون هذا الموقف بانه سلب الخواجه متعة النصر ؟🥺
انت يا سعادتك لابد ان تكون محامي الشيطان كما يقول الخواجة الذي اراحنا من جدكم الارهابي الجاهل🥺