الحريات الأربع المدخل السليم لعلاقات استراتيجية

مقدم د.الطاهر أبوهاجة:
يتوجس البعض من اتفاق الحريات الاربع الذي جاء ضمن ما عرف باتفاقية التعاون المشترك والحريات الأربع، وهي: حرية الإقامة وحرية الحركة وحرية القيام بالأنشطة الاقتصادية وحرية الحيازة والتصرف في الممتلكات، فمن يرفضون هذه الحريات يذهبون الى أن شعباً اختار الانفصال طوعاً عبر الاقتراع كيف له أن يطالب مرة أخرى بحريات أربع؟ ولعمري هذه حجة مردودة على من يرفضون هذه الحريات، إذ أن الاقتراع لم يكن في ظروف عادية لكنه جاء تحت إرادة وسيطرة فئات محددة يعرفها الجميع على دولة الجنوب، وهب جدلاً أن الجنوبيين اختاروا الانفصال بإرادتهم وعزمهم وعادوا مرة أخرى وطالبوا بالحريات الأربع أو الخمس فما الضير من ذلك؟ يقولون البعد الأمني، إذ أن وجودهم يمثل خطراً أمنياً ولكني ارى العكس تماماً، فالمصالح الاقتصادية والاجتماعية والحراك التعايشي والاحتكاك الاجتماعي والتجاري اجدى وانفع للأمن القومي من الإجراءات الأمنية الجافة الآلية الجامدة.. فنظرية الأمن الوطني الحديثة تبنى أساسها أولاً على ما يسمى بـ benefits إذ أن أية مخاطر أمنية أو مشكلات بين الدول تحسب بالدولار والاستثمار والتجارة، وتسأل الحكومات نفسها ماذا استفيد من هذا الصراع أو ذاك؟ ما هي حسابات الربح والخسارة؟
هذا الحديث يقودني لمدى الإهمال وغياب التخطيط الاستراتيجي في إحكام وإدارة العلاقة مع دولة الجنوب قبل وبعد الانفصال، وهذا ليس حزناً على الانفصال أو الوحدة، ولكنني أرى أن القضية لن تكون بهذه الحدة والفراغ والتوتر لو أن الاقتصاد كان مستحكماً والمصالح كانت سائدة، لا الهوى والمراهقة والمواقف الشخصية التي تريد أن تدير أمور الدولة وتسيس مستقبلها وحياتها وكيانها.
اتفاق الحريات الأربع لو نظرنا إليه بعمق يعد أعظم انجاز استراتيجي على المدى البعيد بل والقريب، فبوجود الإخوة الجنوبيين معنا هنا في الشمال يستمر الحوار، وتتعمق الاواصر الاجتماعية، ويثمر التلاقح الثقافي الهادئ، وتتحقق المنافع، ويزال مافي النفوس من غل «ونزعنا ما في صدورهم من غل». والنظرة الفكرية تقول إن هذا الاتفاق فرصة للدعوة والقدوة الحسنة وتجديد النية والعزم لخدمة الدين والوطن. فالفترة الوجيزة التي غاب فيها الشقيق السوداني الشمالي عن الجغرافية والتجارة والسوق الجنوبي، فتحت الباب على مصراعيه أمام المخدرات والدعارة والحبوب وفساد السلع التي تأتي من الجوار الطائش دونما وازع ولا أخلاق، نحن أولى بالجنوب والجنوبيين من رواندا ويوغندا وكينيا وهلمجرا. إن الحريات الأربع إنما هي فرصة للجميع، وهي العمود الفقري الذي تقوم عليه كل أوجه التعاون بين البلدين، فالسودان اليوم مفتوح لآلاف الإثيوبيين والإريتريين والتشاديين والمصريين في كافة أوجه العمل، فمع احترامنا لكل هؤلاء إلا أن الجنوبيين ليسوا أقل حقاً من أولئك بل هم أولى.
إنها دعوة جديدة للدبلوماسية الشعبية والحراك الاجتماعي المستمر وعودة المياه لمجاريها الطبيعية، وارضية أخرى لعودة التلاحم والترابط، لقد عادت المانيا الشرقية إلى لحمتها الأصلية واتحدت مع أختها الغربية بعد انفصال دام عشرات السنين، وتوحدت أوروبا في كيان واحد وعملة واحدة ودول، وهناك نماذج أخرى كثيرة تحكي عن توحد الأمم، فالأساس عندنا متين في السودان، ولكنه يحتاج إلى العقل الاستراتيجي لا الهرجلة والعاطفة الهوجاء.
بعد التوقيع على اتفاق التعاون المشترك بواسطة زعيمي السودان وجنوب السودان، تمنيت لو أن ضربة البداية كانت بزيارة يقوم بها الزعيمان البشير وسلفا كير إلى جوبا، ويتم استقبالهما هناك يتعانقان عناق الثقة والوئام والمحبة، ومن جوبا يطيران نحو الخرطوم، ويتم استقبالهما استقبال الفاتحين لا بالسلاح والحرب، وإنما فتح البصيرة والقلوب والعقل والاستراتيجية.. وربما يفسر البعض هذا الفهم بأنه «انبطاح».. ولكن لا بد من وجهات نظر تتسع للجميع.. أخبرني أحد الأصدقاء أن أحد القادة السياسيين كان قد أشار إلى عدم «معاكسة» الجنوبيين في تقرير مصيرهم وقيام دولتهم، فهذا حق وإرضاء لهم، وأضاف حينها أن الجنوب سيعود للشمال طال العمر أم قصر.. ولم يساروني شك البتة في هذه الحقيقة لا أدري لماذا؟ وكلما تمر الشهور والسنون أظن بل أعتقد جازماً أن الأمور ستعود إلى نصابها، ولربما وجدت ضالتي كما وجدها آخرون في موضوع الحريات الأربع.. فوجود الجنوبيين بالشمال عبر التاريخ!! ومنذ إعلان دولة السودان «يناير 1956م»، وقبل هذا التاريخ.. فهذا الوجود أتاح لهم التعرُّف عن كَثَب على ثقافة الشمال الإسلامية العربية، والاحتكاك بإنسانها بخيره الكثير، وشره القليل، فشاهد المعايشة والاجتماعيات والتداخل والأذان والصلاة والوضوء والدعوة والمعاملات والأخلاق فتأثر بلا شك بكل ذلك.. ومُخطئٌ وجائرٌ من يقول إن الثقافة العربية لم تؤثر في إنسان الجنوب..!! ومخطئ من يقول إن نساء الجنوب لم يرتدين الثوب السوداني ولم يجلسن أو يشاركن في الافراح والأتراح ولم يقمن بكل طقوس وممارسات المرأة الشمالية!! أي خير أعظم من ذلك.. إن النظرة الاستراتيجية لموضوع الحريات الأربع ينبغي أن تُفهم في هذا الإطار، لكن القضية تحتاج إلى دراساتٍ تُطبَّق ورؤىً يَستلِهم الناسُ منها العِبَرَ، وأسئلة لا بد أن تجد إجابات شافية من بيوت الخبرة ومراكز الدراسات الاستراتيجية، ودورها المحتوم في هذا الأمر.
وهنا يُشارُ إلى دورِ مراكز الدراساتِ في اتِّخاذِ القرارِ والأسئلة هي؟
ــ لماذا فشلتِ السياساتُ الرسميَّةُ للدولةِ عبرَ الحِقَبِ فِي توحيد كيان الأمة السودانية؟!
ــ لماذا لم تُؤثر الخُططُ الدعويةُ الرسمية والشعبيةُ في اتِّساعِ دائرة التديُّن واعتِنَاق الجنوبيين لهذا الدِّين الحنيف؟! لِمَ تُرِكَ الفضاءُ فَارِغاً لِيُمْلأَ بواسطة العدوِّ؟!
الغريب كما أشارت بعض المقالات أن الأثر والمدَّ الدَّعويَّ في الجنوب وخلال فترات مايو ونوفمبر «عبود ونميري» كان أقوى من فترة الإنقاذ، مع أن للأخيرة برنامجاً واستراتيجية معلنة في هذا الإطار.
إن الحراك الاجتماعي التلقائي هو الأجدى والأقوى في مجالات التوحد والتآلف والتعاقد والتعاون والتفاهم، فالحريات الأربع هي التي ستتيح مزيداً من الترابط والحراك وليس غيرها، وهي ليست البعبع الذي يستحق كل هذا التخويف والترهيب، وهي كذلك ليست بدعاً من واقعنا المعيش، فهناك كما قلت آلاف الإثيوبيين والتشاديين والإريتريين والمصريين بالسودان، وآخرون ممن هم أبعد منا مقارنة مع الجنوبيين، فالجنوبيون هم جزء منا وجزء من الشخصية السودانية التي أثبتت الدراسات تماثُلَها وتشابُه صفاتِها المُتمثِّلة في البساطة والكرم والإباء والشجاعة.
والمسألة الأخرى هي أن الحريات الأربع سوف لن تكن هكذا بلا قيود أو ضوابط، فالأمن الوطني يستدعي أن يسجل اسم الأجنبي وهويته وعمله وسكنه وأسباب وجوده وحركته، وكل ما يتعلق بإجراءات إقامته بالدولة.. وهذا كله بلا شك سيسهم في المحافظة على الوزنة الأمنية مصدر قلق الكثيرين.. ونحن أولى بالجنوبيين من غيرنا.. فقد ضاعت سنين طويلة دونما رؤى واستراتيجيات، وحان الوقت لإعادة النظر في كل ذلك التأريخ المليء بالأخطاء والمآسي.. عودوا إلى رشدكم.
الصحافة
رغم انك قد بحثت الموضوع بطريقة أكاديمية، ولكن فات عليك أهم عنصر في الموضوع وهو الأثر الاقتصادي، فالجنوب قد انفصل ببتروله، والجنوبيون سيعودون بالملايين من نافذة الحريات الأربع ليشاركوا أهل الشمال في تبقى لهم من (شوية) بترول.. ومن هنا تأتي المضايقة في الخدمات الشحيحة أصلا، مثل الصحة والتعليم والمواصلات، والسكن. أما حكايات الرومانسيات بتاعة ناس أهل وحبايب دي لم يعد محل في عالم اليوم، والدليل أن الجنوبين يعلمون ذلك جيدا فقرروا انفصال بنسبة (100%) تفريبا، ولا مانع أن يعيش الشعبين متجاورين متحابين ويتم التداخل بينهما حسب الاجراءات الدولية المتعارف عليها، دون حريات أربع قد تجلب من المشاكل ما يفجر الحرب مرة أخرى. ولك الود.
(لغريب كما أشارت بعض المقالات أن الأثر والمدَّ الدَّعويَّ في الجنوب وخلال فترات مايو ونوفمبر «عبود ونميري» كان أقوى من فترة الإنقاذ، مع أن للأخيرة برنامجاً واستراتيجية معلنة في هذا الإطار)
تعليقي على الفقرة أعلاه هو أن الاسلام كان ينتشر في الجنوب بسرعة قبل الإنقاذ لأن الدعاة في ذلك الوقت كانوا صادقين ولم تكن الدعوة تجارة أو تكسب أو وظيفة يأخذ عيها الداعية مرتب ومخصصات إضافة إلى أن الدعاة كانوا متواضعين يحترمون ثقافة من يقومون بالدعوة بينهم. ثم لما تأسست منظمة الدعوة الإسلامية أصبحت الدعوة وظيفة ومرتب ومخصصات ونثريات وأصبحت الجهود تبذل ليس في سبيل ألله ولكن من أجل أن تضمن في تقارير وخطط عمل ترفع لمجالس إدارات ومؤتمرات فتنعكس في شكل المزيد من ضخ الأموال للقائمين على الدعوة هذا إضافة لنوعية الدعاة الذين أصبحوا متكبرين ومغرورين يتأففون من العمل بين من يدعونهم ويستحقرونهم ويسخرون من ثقافتهم ولا يطيلون البقاء بينهم الا بالقدر الذي يسمح بانسياب الأموال من يد الذين ينفقون على الدعوة. وبرنامج الكيزان للدعوة الى ألله ونشر الإسلام هو برنامج زائف ينبني على تسخير الدين من أجل حلب الأموال من السذج والبسطاء الذين يصدقون هذا البرنامج وليس أدل على هذه الحقيقة من متابعة برامج الدعوة وما صرف عليها من أموال مقارنة بما تحققق، في عهد الانقاذ توقف تماماً انتشار الاسلام في الجنوب إن لم نقل انتشر انطباع سئ عن الإسلام والمسلمين بسبب سلوك عناصر الكيزان ودعاتهم الزائفين المتكالبين على الدنيا والمتصفين بكل خلق ذميم ومنفر لكل انسان سوي الفطرة حتى أصبحت تفضحهم المقارنة ليس فقط بالدعاة المسلمين الأوائل وانما حتى بالمبشرين المسيحيين الذين اندمجوا مع سكان الجنوب وماتوا بالملاريا وسطهم.
كدى عليكم الله عاينوا للصورة دى الفيها الزعيم جون قرنق وهو يصطاد السمك شوفوا منظر النيل الابيض الدول الععظيمة مش بتمزق بلدها بل اذا لقت طرءقة تضيف اليه دول او مقاطعات جديدة شوفوا بريطانيا(المملكة المتحدة) كيف عايشة وهى تقريبا اربعة دول انجلترا واسكتلندة و ويلز وايرلندا الشمالية كل دولة او بلد يختلف عن التانى عرقيا ولغويا وثقافيا لكن تجمعهم الملكية الدستورية والديمقراطية الليبرالية والثورة الكبرى(ناس جون لوك) وكل دولة حاكمة نفسها بحرية وعندها رئيس وزراء اقليمى وبرلمان اقليمى لكن الوزارات السيادية مركزية حتى فرقها تمثل لوحدها فى كاس العالم لكنها كلها يربطها رباط سياسى واقتصادى واحد!!! وعلى ذلك قارنوهم لا اقول بالسودان لان السودان يختلف عن هذه القذارة الاسمها الحركة الاسلاموية قارنوهم بالانقاذ(الحركة الاسلاموية) وشوفوا الفرق بين النجوم والزبالة الاسمها الانقاذ الفصلت الجنوب !!!!!!
سبحان الله اي حريات تتحدث عنها يا اخي انك تناقض نفسك بنفسك وهم طلبو الانفصال مائة في المائة اذا لماذا الحريات الاربعاء يااخي انها مسرحية ا دوار يلعبها الشيخ عمر حسن ا لبشير بالشعب المسكين المغلوب على امره ولا تنسى ان جماهير الشعب الاريتري استولى على كسلا وحلفاج وبور سودان والقربة وزاحف نحو الخرطوم ايضا وانتم تريدون ذلك تريدون سودان بلا هوية وشعب بلا وطنية تباً لك يا الترابي
تبا لك تبا
نحن لا نمانع عودة الجنوبيين كاجانب مثلهم مثل المصريين والاثيوبيين ووغيرهم لكن نمانع عودتهم كمواطنيين فكيف بالدولة تصدر مواطنيها الى خارج الوطن كي تخفف العبء على الاقتصاد الوطني وتستقدم مواطنيين جواسيس وعملاء للغرب ، هؤلاء هم الذين ارسلوا اسلحتهم امامهم عن طريق النيل الابيض وسوبا.. اعلموا تماما ان هؤلاء قد تلقوا تدريبات عالية في كيفية زعزعة الامن وارهاب المواطنين الامنين بطرق مدروسة من اسرائيل وامريكا وسترون ذلك غريبا
حديثي موجه لكل من يعارض الاتفاق اومن يري انه ليس لديه مصلحة فيه تذكروا اننا لدينا ابقار ترعي داخل عمق الجنوب ولدينا تجارة والجنوب اقرب لنا من الخرطوم او الابيض والاتفاقية فرصة لنا كي نعيش حياة طبيعية واذا كنتم تتحدثون عن الخرطوم والتعليم والصحة والسكن والمواصلات فبترول السودان كله يستخرج من مناطقنا وليس لدينا اي من هذه الاشياء فاحذرونا وفكروا في الملايين الذين يعيشون علي هذه الحدود من المسيرية والرزيقات وقد دفعنا من دمنا لكي تنعموا بهذا البترول وتنعموا بدولاراته ولا ذلتم تنعقون كالبوم الذي يعجبه الخراب وهجليج درس لكل من يفكر اننا نفس الناس الذين كنتم تخموهم خم للحرب فقد تعلمنا وعرفنا اننا من ندفع ثمن اخطائكم وعنصريتكم وسترون ما سيحل بكم اذا دخلتم معنا في هذه المعركة هل السودان هو الخرطوم لعنة الله تغشاكم