اللبن المغشوش…تجارة الموت البطيء(2).. المواد السامة التي تضاف إلى اللبن يحصل عليها البائعون من الاطباء

تحقيق : سلمى عبدالعزيز
تعتبر الألبان بمختلف أنواعها، من أهم الوجبات الغذائية والتي لا يمكن الإستغناء عنها، ولكن في الآونة الاخيرة أصبح الحصول على لبن غير مغشوش من سابع المستحيلات، حيث تفنن بعض الذين تجردوا من كل قيم الإنسانية في طرق الغش، مضيفين المضادات الحيوية وعلى رأسها(البنسلين) والأرز بجانب الماء والثلج، بل وصلوا إلى أبعد من ذلك حيث بدأوا في إضافة مادة (الفورملين) الخاصة بحفظ الجثث للألبان.
(المستقلة) قامت بجولة على مجموعة من مزارع الألبان بشرق النيل في محاولة للتعرف على الحقائق.
تحنيط الحيوانات :
أول سؤال يطرح نفسه هنا،من أين يحصل اصحاب المزارع أو بائعو الألبان على مادتي (الفورملين والبنسلين) ؟!.
دكتور ابراهيم عباس موسي الاستشاري البيطري لجمعية حماية المستهلك والعضو السابق في لجنة الألبان بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس يقول : نحن كطباء بيطريين نستخدم مادة (الفورملين) في تحنيط جثث الحيوانات ، وهي تعتبر من أخطر المواد التي تم إستخدامها في الغش بتجارة الألبان حيث تمتاز هذه المادة برائحة كريهة ونفاذة، وتمنع نمو البكتيريا في اللبن لفترة طويلة وبالتالي تمنع (تخثر) اللبن ، لذلك يلجأ بائعو اللبن لإستخدامها غير مبالين بالمخاطر التي قد تسببها للمواطن ضاربين عرض الحائط بكل القيم الاخلاقية ، وأضاف د. ابراهيم عباس : ان مادة الفورملين غير متوفرة في الصيدليات،ولكنها موجودة في المعامل والمختبرات الطبية ، ويقوم ضعاف النفوس من الاطباء بتهريبها وبيعها للمزارعين مع علمهم بخطورة ماتسببه هذه المادة من أضرار.
تهريب (الفورملين):
ولكن كيف يحصل بائعو اللبن على مادة الفورملين ! أوضح د. ابراهيم عباس أن هذه المادة غير متوفرة في الصيدليات، فهي تستخدم في المختبرات والمعامل ، وأضاف بأن فاقدي الضمير والقيم الانسانية يقومون بتهريب (الفورملين) من المعامل ثم بيعها لاصحاب المزارع وبائعي الالبان بمبالغ ضخمة بغرض الربح المادي .
التأثير على الاطفال :
وعن الامراض والمخاطر التي يمكن ان يسببها تناول اللبن الذي يحتوي على مادة (البنسلين) لفترة طويلة، يقول د. ابراهيم : ان لمادة (البنسلين) تأثير قوي على الاطفال وكذلك لذوي الاعمار دون مرحلة النمو، فالبكتيريا التي تصيب الاطفال تخلق لديهم مناعة ضد(البنسلين) وتناول الاطفال كمية من اللبن يومياً يحتوى على نسبة من مادة البنسلين ، تخلق مناعة لدى الطفل ضد البنسلين وبالتالي فإنه وفي حالة تعرض الطفل لمرض يتطلب أخذ جرعة من (البنسلين) فإنه لن يستجيب إلا بجرعات مركزة .وقال ان مادة (البنسلين) لها اضرار عدة متمثلة في انه يعمل على نمو أجزاء (أنثوية) للذكور من شأنها التأثير في نموهم الطبعي ، بالإضافة لتأثيره على بعض الأجهزة المناعية لدى الاطفال .
لبن مثلج :
ويواصل د. ابراهيم عباس موسى حديثه لـ(المستقلة ) قائلآ: ان اضافة التلج للبن من اكثر طرق الغش شيوعاً في السودان، حيث يقوم بائعو الألبان بإضافة الواح من التلج للبن المخصص للبيع،بغرض وقف نمو البكتريا التي تسبب (تخثر) اللبن وأيضاَ زيادة كميته بإعتبار ان الثلج سيتحول لماء بمرور الزمن،وتكمن خطورة هذا في ان التلج غالباً ما يكون مصنوع من مياه غير صحية ( موية بحر) او مياه غير معقمة وبالتالي (تزيد الطين بله) فتنتقل البكتريا والرواسب الموجودة في التلج إلى اللبن .
تسمم اللبن :
جمعية حماية المستهلك ليس لديها سلطة اوقانون حتى تتمكن من محاربة ظاهرة الغش في الألبان، السلطة في يد نيابة حماية المستهلك وكذلك المواطنين انفسهم بالإضافة لوسائل الاعلام بما فيها الصحف التي يجب ان ترشد المواطنين لمثل هذه القضايا المهمة ، هكذا كان رد فعل د. ابراهيم عباس، عندما سألته عن الدور الذي قدمته جمعية حماية المستهلك للقضاء على مثل تلك الظواهر التي بدأت في الإنتشار بصورة كبيرة مؤخراً . وأضاف ان على نيابة حماية المستهلك المكلفة والمعنية بحماية المواطن الحد من جشع وغش التجار وفاقدي الضمير الإنساني الذين يدسون(السم في الدسم) على حد تعبيره ، بعقوبات رادعة لا هوادة فيها ، متمثلة في الغرامة والسجن ،مضيفاً ان الصين قامت بإعدام (12) شخص قاموا بإضافة مادة (الميلامين ) المخصصة لصنع الصحون في اللبن ، وقال أعتقد ان هذه هي العقوبة المناسبة .
قياس اللبن :
يعتبر الغش في اللبن من الممارسات السائدة التي ثبتت في عدة حملات قامت بها الأجهزة الرقابية التي وجدت أن هناك ماءً مضافاً إلى اللبن، وقد يكون في معظم الأحيان ماءً ملوَّثاً من الترع أو مصادر غير آمنة وأحياناً يكون الغش سبباً في نزع الدهون من اللبن أو إضافة مواد غريبة مما يقلل من قيمة اللبن الغذائية ،ولكن أخطر ممارسات الغش في الألبان هو إضافة مواد كيمائية أو عقاقير ( مضادات حيوية أو فورمالين ) بغرض حفظ اللبن من التلف لأكبر وقت ممكن من المزرعة إلى المستهلك ،وأحياناً من الصباح الباكر حتى بعد الظهر، حيث لا يمكن أن يفسد اللبن طيلة هذه المدة دون إضافة مواد حافظة له – وهي تتسبب في مخاطر صحية جسيمة على المستهلكين ? وهنا حتى تتم معالجة المشكلة بصورة جذرية لابد أن تقوم الأجهزة الرقابية بإنشاء وحدات تقصٍ دائمة في مراكز تجميع الألبان للتوزيع وتكون مهمتها قياس نسبة الماء في الألبان ويستعمل في ذلك جهاز بسيط يبيِّن في لحظة ما إذا كان هناك ماء مضاف إلى اللبن أم لا .
حلول جذرية :
أما المضافات الكيمائية فالمفروض أن تؤخذ عينات بصورة دورية وترسل إلى المعمل لمعرفة المضاعفات في الألبان، وكذلك الفحص المعملي وهو ليس من الأمور المعقدة، ويمكن تأهيل معامل وزارة الصحه للقيام به دورياً، كل أسبوع مثلاً أو من عينات عشوائية من وقت لآخر.
عقوبة رادعة :
في الصين تم اكتشاف أشخاص يضيفون مادة (الميلامين) التي تستخدم في صناعة الصحون إلى اللبن،وتم إعدام الجناة لإيقاف الغش، فهي جريمة كبيرة في حق الإنسان لذلك لابد من التشدد في العقوبات فهي توازي جريمة القتل العمد واعتقد أن العقوبات غير رادعة في السودان مما يشجع ضعاف النفوس وفاقدي الضمير الإنساني من التمادي لارتكاب تلك الجرائم في حق المواطن المغلوب على امره لاسيما الأطفال، لذلك فإن تدخل الدولة لمحاربة هذه الجرائم بنص القانون مهم للغاية،وإذا لم توفر الدولة المختبرات والمعامل الطبية المخصصة لفحص اللبن والكادر الفني الإداري والطبي المناسب ، فهذا يعني أن هناك خللاً في الدولة نفسها، فالرقابة مهمة ، حتى نتمكن من القضاء على ظاهرة باتت من تهدد صحة المواطن والاطفال بصفة الخاصة بإعتبار انهم الفئة الاكثر تناولآ للالبان.
من المحررة :
الجولة داخل عدد من المزارع بمحلية شرق النيل وتحديداً مزارع الإلبان بـ( عد بابكر)،إكتشفت من خلالها عدد من المساويء التي يجب ان تتم معالجتها بأقصى سرعة ، حتى لا يتضرر المستهلك المغلوب على امره ويشتري بحر ماله سم مدسوس داخل الإلبان،هنالك ضعف واضح في الرقابة فهؤلاء يعلمون تماماً انه لا يوجد قانون يقوم بمحاكمتهم لذلك تمادوا في الضرر حتى بلغوا اشده .
المستقلة
بالله المواطن السوداني يلقاها من وين ولا من وين ؟
يشرب فورمالين ويأكل لحم كلاب وحمير وفوق هذا وذاك يحكمه مجموعة من الطراطير الذين لا تهمهم صحة المواطن ..
لا توجد سلعة يمكن فيها الغش إلا والمواطن يغش فيها بنسبة كبيرة جدا اللبن الفول الخبز الحلويات السماد للخضروات تثمين الدجاج بالهرمونات ..وغيرها الكثير والكثير انه شعب ادمن الغش الا من رحم الله وقيل ما هم انه شعب بلا ضمير وبلا وعي .. ولكن ايضا الحكوة مشاركة فلا توجد رقابة ولا توجد قوانين رادعة والكل يعمل على هواه …وخير دليل على ذلك المطاعم والبوفيهات زيوت مكررة هذا شعب يساهم عدد من ضعاف النفوس في هلاكه وهذا ظاهر الان امراض مستعصية ولا حول ولا قوة إلا بالله
هناك حادثة تعرضت لها احدى النساء حيث تورم جسمها وعند الكشف غليها كانت النتيجة حساسية ضد البنسلين وكان هذا نتيجة تناول لبن