رفقاً بالسيدة الأولى !ا

تراســـيم..

رفقاً بالسيدة الأولى !!

عبد الباقي الظافر

زارت السيدة ميشيل اوباما مدرسة ثانوية ..قرينة الرئيس الأمريكي ترعى مشروعاً خيرياً يهتم بالتبصير بمخاطر البدانة في أمريكا ..السيدة الأولى لم تجد شيئاً تتبرع به غير ان تشارك الطالبات الرقص وذلك بهدف التبشير وجذب الاهتمام للمشروع الصحي المهم . في مصر المؤمنة تواجه السيدة الاولي سابقاً سوزان مبارك وضعا صعباً ومحرجاً للغاية ..النيابة العامة تحقق معها بتهمة التكسب غير المشروع من مشروع القراءة للجميع ..وكانت قرينة الرئيس قد باتت شخصية محورية في النظام المصرى السابق ..وبلغت أهميتها الشخصية ان يخصص لها مصعداً كهربائياً خاصاً في مبنى مجلس الشعب والذى لا تزوره الا قليلاً وفي المناسابات الرسمية. حملت صحيفة الرائد الناطقة بأسم الحزب الحاكم خبراً جعلته فى الصفحة الاخيرة ..الخبر يقول ان حرم رئيس الجمهورية السيدة فاطمة خالد قد تكفلت بطباعة منهج إرشادات المرور للصفين السابع والثامن من مرحلة الاساس ..حين الولوج الى متن الخبر نكتشف ان تبرع قرينة الرئيس سيخرج من منظمة أم الفقراء التى ترعاها السيدة فاطمة ..ولكن قراءة الأمر ببعض التعمق والتدبر تفضي الى نتائج تؤكد ان بلدنا هذا يعيش في عصر اللا مؤسسات. السؤال الأول كيف لوزارة التربية والتعليم ان تجيزاً منهجاً دراسيا لا تستطيع ان تطبع مقرره للتلاميذ ..وأيهما اغنى وزارة الداخلية التي تأخذ من المواطنين باليمن واليسار أم منظمة خيرية ترعاها قرينة الرئيس الجمهورية؟ . منظمة أم الفقراء منظمة محدودة أو ينبغي لها ان تكون كذلك ..حدود تمويلها يجب الا تتخطى مايجوده به المحسنون في بلد قل فيه الاحسان ..حدود تخصصها فيما يوحي به عنوانها الرئيسي رعاية الفقراء والمساكين ..هل أكملت المنظمة مهامها ولم تجد فقيراً تمد له يد العون فبدأت تعين الوزارات الثرية ..أم ان مواردها غير محدودة حيث تمكنها من العمل بلا حدود ولا قيود . من المهم جداً ان تنشط نساء المشاهير في العمل الخيري ..ومن المفيد أن تهتم زوجات المسؤولين بهموم المجتمع ..ولكن في ذات الوقت ينبغي النظر بإهتمام الى الخط الفاصل بين خدمة المجتمع وإستغلال النفوذ ..ما قدمته ميشيل اوباما كان يسلط الاضواء على قضية حيوية حيث يموت الناس في تلك البلاد من فرط البدانة ..يؤدي المشهد الدور بذكاء لايحمل دافع الضرائب شيئاً..اما نموذج سوزان ثابت فقد افضى في النهاية لأن يصبح الرئيس مبارك مخلوعاً من شعبه ..السيدة سوزان مبارك غرقت في التفاصيل ووصل دورها حد التوقيع على الشيكات . في هذه المرحلة مطلوب تحديد دور قرينات الكبار ..ان ترك الحبل على الغارب سيأتي علينا يوماً تعلن عقيلة وزير الخارجية تكفلها بمرتبات وزارة العمل لمدة عام .

التيار