الشوت ضفاري

كمال كرار

زمن الصناعة الجميل في السودان ولي بأمر الإنقاذ عشان خاطر سواد عيون ناس تستورد الشوكولاتة وتمسح عشش فلاتة .

وعلي أيام الماكينات التي كانت تدور لتحرك عجلة الإقتصاد ، كانت هنالك دعاية في التلفزيون الرسمي تقول ( باتا يفهم الأحذية ) ، والأحذية نفسها صنعت من جلود سودانية بأيدي سودانية .

ولأن باتا فهمت الأحذية لحقت ( امات طه ) ، ولحقت بها مصانع النسيج والأغذية بما فيها مصنع بابنوسة للبن المجفف .

أما اللبن ( المزيود موية ) فسعر الرطل الواحد يساوي اتنين ونص جنيه قابل للزيادة .

والخروف السوداني الحايم بي كرعيه من نيالا للخرطوم عندما يعلق في الجزارة يباع الكيلو الواحد منه ب 45 جنيه .

وكيلو السكر ( المسيخ ) من مصانع سكر محلية يباع الآن ب 7 جنيه في معظم نواحي السودان .

ورطل الشاي وصل إلي 20 جنيه في أقاليم السودان الفقيرة .

والرغيفة وزن الريشة ب 30 قرش ( تتلحس ) في دقيقة ونص .

والزيت قدر ظروفك ( الجغمة ) الواحدة منه بي واحد جنيه .

والبصلتين بي واحد جنيه ، وكيس الفحم عبوة خمسة فحمات بي جنيه ونص .

والمواصلات غالية ، والعلاج بي قروش والكلام دخل الحوش .

وتمن وجبة واحدة في اليوم ? يعني صحن واحد – لأي أسرة من دون أي سلطة تكلف 30 جنيه قابلة للزيادة ، ومعناها 900 جنيه في الشهر .

ويصرف العامل 270 جنيه في الشهر لأن الحكومة ما عايزة تزيد المواهي ، وهي ثمن 9 وجبات من 30 وجبة .

ويشتغل ( اوفر تايم ) لما تجيهو سوء تغذية ما يلقي 100 جنيه زيادة .

ويسوق رقشة جارو ( شدة ) بعد عشرة بالليل ، عشان حق فطور العيال ومواصلات المدرسة .

وفي ناحية أخري من المدينة ، يصرف سادن من شباك الصراف 40 ألف جنيه في الشهر ، ومخصصات مجلس إدارة 8 ألف جنيه ، وبدل سكن ورفاهية ونثرية 10 ألف في الشهر طبعا والجملة 58 ألف جنيه بواقع 1933 جنيه في اليوم .

ولا يشتغل التنابلة الأوفر تايم ولا يسوقون الرقشة ولا يحزنون ، لكنهم لا يوقعون علي أي ورقة إلا بعد استلام الرشوة ، ويسترزقون من العطاءات ولجان المشتروات .

ومن خلف كرسي المكتب يعلقون الآيات القرآنية ، ولا يتورعون عن إمامة المصلين عند كل صلاة .

ثم يجتمعون وينفضون ، ويملأون الدنيا ضجيجاً عن التقشف ونقص الأموال العامة ، والاستهداف الخارجي والتحديات الأمنية .

وفي الأمسيات يتحلقون حول موائد الطعام الفارهة ويحكون عن مغامراتهم مع الجنس الآخر .

هؤلاء هم أصحاب المشروع الحضاري ، في المدن والبراري .

اكنسوهم وامسحوهم ولا تنسوا أن تشوتوا ( ضفاري ) ولا ترهبكم السواري ولا قانون الطواري .

الميدان

تعليق واحد

  1. اقتباس :

    “وفي الأمسيات يتحلقون حول موائد الطعام الفارهة ويحكون عن مغامراتهم مع الجنس الآخر .”
    كنت تكتبها مغامراتهم مع الجنس ….وكفى (مافيش داعي للآخر)….فاهمني ولا اشرح …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..