الايكونومسيت: السودان يترنح على صفيح الحرب الأهلية وصراع الجنوب

قالت مجلة ‘الايكونومسيت ‘البريطانية ان ما أسمته بالحرب الباردة بين دولتي شمال وجنوب السودان ازدادت سخونة، بعد اعتداء قوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان على منطقة ‘هيجليج’ النفطية، في أكبر تصادم بين الشقيقتين منذ إعلان انفصال الجنوب في يوليو من العام الماضي .

ورأت المجلة – في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت- أن عملية السلام ‘الهشة ‘ بين البلدين والتي تمكنت من تخطي عدة عقبات خلال الأشهر القليلة المنصرمة قد تتعثر الآن على خلفية تصاعد حدة التوتر بين البلدين، مشيرة الى السودان علقت مشاركتها في مفاوضات أثيوبيا، فيما دعا برلمان كلا البلدين الى التعبئة العسكرية.

وأشارت المجلة إلى أن القشة التي قد تقصم ظهر البعير في الصراع السوداني، تتمثل في ادعاء دولة جنوب السودان تابعية منطقة ‘هيجليج’ إلى أراضيها الأمر الذي لن يقبل به الشمال – والذي يبدو انه يكسب بعض الدعم الدولي في نزاعه مع الجنوب – موضحة ان الاتحاد الافريقي دعا بالفعل جنوب السودان إلى سحب فوري وغير مشروط لقواتها من منطقة ‘هيجليج’.

وعزت المجلة الأسباب الكامنة وراء احتدام الاقتتال بين شمال وجنوب السودان إلى فشل الجانبين في إحراز تقدم في مفاوضاتهما حول الترتيبات الأمنية في مرحلة ما بعد الانفصال، وقواعد المواطنة وعائدات النفط، من بين قضايا أخرى كان يتعين عليها حلها منذ أمد بعيد، فضلا عن تبادل الجانبان الاتهامات فيما بينهما بشأن دعم حركات التمرد على حدودهما منذ إعلان الانفصال.

من ناحية أخرى ، قالت مجلة الايكونومسيت البريطانية انه في الوقت الذي يواجه فيه السودان تهديد متجدد من قبل الجنوب ، تتصاعد وتيرة الحرب الأهلية الدائرة في إقليم دارفور الواقع غربي البلاد ، لافتة الى انه على الرغم من التطمينات التي بعث بها الجنرال مارت أقواي – قائد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في إقليم دارفور حول انتهاء الصراع وأن الأزمة باتت لا تعدو سوى أعمال لصوصية وقطع للطرق، قد تبددت في الثالث من الشهر الجاري حينما تعرضت أجزاء ومناطق بالقرب من مدينة’سورتوني’ في شمال دارفور الى قصف جوي وهجوم من قبل جماعات مسلحة موالية للحكومة السودانية أجبرت الآلاف من المدنيين على الفرار واججت المخاوف بشأن اشتعال فتيل الازمة في الاقليم مرة أخرى.

ولفتت المجلة في هذا الصدد إلى تقرير أممي لم ينشر بعد، يرصد الوقائع الأخيرة استعانت فيها قوات الأمن السودانية بجماعات مسلحة غير عربية لشن هجماته على الاقليم متهمة في ارتكاب أعمال تطهير عرقي لقبيلة ‘زغاوة’التي يتزعمها ميني مينواي -كبير مساعدي الرئيس البشير سابقا ورئيس حركة تحرير السودان باقليم دارفور الذي انسحب العام الماضي من معاهدة سلام جعلته مستشارا للرئيس.

كما أفاد التقرير بأن الجماعات المسلحة غير العربية أحدث ‘تطورا هاما’ حيث فر ما لا يقل من 70 ألف مدني من الاقليم بعد هجمات وقعت خلال العام الماضي.

كذك رصد التقرير الأممي بعض شحنات الذخيرة التي أرسلها مؤخرا الجيش السوداني الى اقليم دارفور وتضمن تقارير حول قصف جوي لمدنيين في منطقة ‘شنقل طوباي’معقل قبيلة ‘زغاوة’أوائل العام الماضي.

واعتبرت المجلة البريطانية ان عملية نشر ما لا يقل عن 5 طائرات سوخوي سودانية هجومية في اقليم دارفور وامتلاك السودان لطائرات جديدة من طراز ‘أنتونوف’ التي تم استخدامها سلفا في عمليات قصف جوية يعد انتهاكا لقرار أممي بحظر الاسلحة.

على صعيد أخر، أشارت المجلة الى ان حركات التمرد في اقليم دافور تبدو وكأنها شكلت تحالفا مع قوات التابعة لجيش جنوب السودان والذين يسمون أنفسهم ب’الجبهة الثورية السودانية’، مشيرة الى تقرير منفصل نشرته إحدى المؤسسات البحثية في مقرها بالعاصمة السويسرية جنيف أفاد بأن المجموعتين قد تبنتا هجمات وقعت بالقرب من مدينتي ‘جاوا’ و’طروجي’ في فبراير الماضي وإغراق إحدى الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع في إقليم كردفان الجنوبي في 31 من مارس الماضي .

واختتمت المجلة تعليقها،بالقول أن حالة الاقتتال الدائرة في عدة مناطق ساخنة في السودان تجعل الحياة شاقة أمام نصف مليون سوداني في الشمال،مستشهدة في ذلك بما جاء على لسان أحد المواطنين السودانيين قبل فراره من البلاد’لقد عشت طوال 43 عام في تلك البلاد غير إنني أشعر أنه لم يعد مرحب بي الان’.

مصراوي

تعليق واحد

  1. اها يا علي عثمان لا لقيت بلح الشام ولا تمر اليمن

    لا سلام لا جنوب
    خم وصر يا اغبى واحد في العالم

    لعنة الله عليك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..