نيويورك تايمز: جنوب السودان على حافة الهاوية!

تناولت صحيفة THE NEW YORK TIMES الأمريكية، الوضع الحالي المتأزم في جنوب السودان والتوقعات بشأن مستقبله، في مقال لها تحت عنوان “مستقبل جنوب السودان محفوف بالمخاطر”.

وافتتحت الصحيفة مقالها، قائلة: بعد عامين من الإعلان عن استقلال جنوب السودان، اندلعت التوترات السياسية بين الرئيس “سلفاكير” ونائبه السابق “ريك ماشار”، وتصاعدت حدتها حتى وصلت إلى أعمال عنف وترهيب أزادت التكهّنات باحتمالية نشوب حرب أهلية وتطهير عرقي بالبلاد.
وذكرت الصحيفة، أن هذا الأمر دفع 50 ألفا من المدنيين بجنوب السودان لطلب الاحتماء بقواعد ومراكز الأمم المتحدة الموجودة هناك، كما قام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتصويت الثلاثاء الماضي على تعزيز قوات حفظ السلام بالبلاد ومضاعفتها إلى 12,500 قوة.
ولفتت الصحيفة إلى أن البلاد أصبحت على حافة الهاوية؛ لاسيّما أن الأحداث المضطربة ستؤدي لوقف الإنتاج بحقول النفط التي تعتبر الركيزة الأساسية في اقتصاديات كل من السودان وجنوب السودان.
علاوة على ذلك، فإن هناك مخاطر من أن يتحول الوضع المُزري الذي آلت إليه البلاد إلى “شبح” يطارد البلدان المجاورة.
ومن ناحية أخرى، أوصت الصحيفة بضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بالتوسّط في حل النزاع بجنوب السودان.
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي “سوزان رايس” كانت قد حثت الأسبوع الماضي كافة الأطراف على نبذ العنف والدخول في حوار سلمي، لافتة إلى أن استمرار استخدام الطرفين للقوة والعنف الجماعي سيضطر الولايات المتحدة “لسحب دعمها القوي في جنوب السودان”.
واختتمت الصحيفة مقالها، قائلة: إن السودان وجنوب السودان خاضتا حربًا أهلية أسفرت عن سقوط أكثر من مليوني شخص قبل التوصل لاتفاق سلام عام 2005، ولذا فمن المؤسف أن يخاطر “كير” و”مشار” بمستقبل بلدهما الوليدة بأفعالهما الطائشة.

تعليق واحد

  1. امريكا هى السبب فى اندلاع العنف فى جنوب السودان الدولار اصبح الكرت القوى لاعمال العنف والتخريب@

  2. الآن سيدركون.!!

    حسن محمد زين
    كُتب في: 2013-12-26

    الآن فقط سيفهم العالم مشكلة جنوب السودان على حقيقتها ، فما حدث ويحدث منذ المحاولة الإنقلابية الأخيرة يمثل شهادة رائعة للسودان وشعبه وبراءة من كل الإتهامات التي كالتها له الحركة الشعبية وهي تسعى لفصل الجنوب والاستقلال به ليـتأكد للجميع أن دعوات الانفصال إنما أتت بدوافع غربية وغريبة عن الشعب السوداني وكريم متحدة ونادر سماحته وتسامحه وسيتأكدون الآن أن السودان الشمالي إنما كان يسعى لإستقرار الجنوب لا ابادة شعبه أو استغلاله ، إذ انه وبعد تفجر الصراعات ضج الاعلام العالمي بالحديث عن مقابر جماعية هنا وهناك متهماً طرفي النزاع بإرتكاب تلك الجرائم وهو أمر لم يحدث طيلة خمسين عاماً ويدلل على أن الحرب هناك لم تكن انتقامية اطلاقاً ولم تكن في يوم من الايام تجنح للتصفية العرقية أو الإستئصال.
    نحمد الله أن ماحدث قد حدث والجنوب قد انفصل ولم تعد تربطه بالشمال إلا خصوصية سابقة وعلاقات تأرجحت كثيراً قبل أن تستقر ، ولو حدث ماحدث قبل الانفصال لما تردد الغرب باتهامنا باننا خلف كل كارثة تحدث هناك، وهاهو العالم يفتقد الجيش السوداني بشدة حيث كان يفرض الإستقرار هناك ويحمي الضعفاء ولا ينحاز لطرف دون الآخر وكان بحق صمام الأمن والأمان، لم يرتكب مجزرة ولا شأن له بتصفية عرقية وربما خدم الجنوب بأكثر مما يخدمه الجيش الشعبي الذي أصبح وبالاً على القبائل الجنوبية التي عانت الكثير ، وليس ببعيد عن الأذهان ما تعرض له اللانوير والتبوسا والمورلي والاشولي وغيرهم من القبائل التي عانت كثيراً من هيمنة القبائل الكبرى وتم قتل الآلاف ونهب ممتلكاتهم حتى أصبحوا أقلية مستضعفة.
    الآن سيعرف العالم أية كارثة ستحل بالجنوب جراء انفصاله وسيدفع العالم كله فاتورة الصراعات القبلية والتي تحملتها الدولة السودانية على مدى نصف قرن من الزمان وأكثر وبدلا من مكافأة السودان وأهله على حفاظهم على كل مكونات الجنوب وخوضهم لتلك الحرب الشريفة تعرض السودان لضغوط هائلة دمرت اقتصاده وزادت من معاناة أهله بإعتبارهم مستعمرين للجنوب، وهاهو العالم يرى ماذا فعل الانفصال بأهل الجنوب وتحولت الجنة الموعودة إلى جحيم لا يطاق وأحقاد تتنزى وانتقام فظيع وضيق بالآخر لا حدود له وقد عاد الجنوب عشرات السنين للوراء وما حدث لا يمكن نسيانه بسهولة بل يعزز عدم الثقة ويثبت الكراهية لأجيال وأجيال خاصة إن ماحدث أصبح في دائرة الاعلام بكل بشاعته وفظاعته مما يورث الغبائن ويوثق لها لتكون منهاجاً لأصحاب الثأر، ومعلوم أن القبلية مناخ خصب تترعرع فيه الثأرات وحب الإنتقام.
    مخطئ من يظن أن الأمم المتحدة ستبسط السلام هناك ، فهي ستتركز في المدن الكبيرة ولن تقترب من الأدغال أو الأحراش لردع المحاربين وليست لديها خبرة بحرب العصابات كما أن بعض القوى الدولية وسنرى انها ستؤمن مناطق انتاج البترول وخطوط نقله فقط لا غير ، ولن تنظر لشعب الجنوب ولا تقيم له وزناً، بل كل ما يهمها هو الثروات المهولة التي تزخر بها أرضه ، وسيكون من المستحسن أن تكون تلك الأرض محروقة ليهرب منها الجميع لينهبوا خيراتها دون رقيب أو حسيب ولنا في العراق أنموذج ممتاز إذا تم تهريب كميات مهولة من النفط في فترة الإحتلال وإبرام عقودات مجحفة بدعاوى عدم الإستقرار والفوضى ويمكن بسهولة أكثر تنفيذ ذلك في الجنوب بتأجيج الحرب الأهلية وهي أقصر طريق لتدمير الأوطان.
    فهل ينتبه الجنوبيون لما يراد بهم أم سيمضون في طريق التدمير الذاتي وتخريب بلادهم بأيديهم؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..